1. كيفية إنشاء شخصية (٨)
***
“القائد” هو من يلعب دور الدعم، أي الشخص الذي يقود الفريق ويجعل أفراده أقوى.
ومن المؤكد أن جعل الضعفاء أقوياء يترك انطباعًا أعمق من تقوية الأقوياء.
أعدت ترتيب خطتي في رأسي بينما كنت أمر بين نظرات الكراهية، واللامبالاة، وقليل من النظرات المتعاطفة، متوجهًا نحو راية قديمة في أحد أركان المستودع.
عندها، صدم كتفي رجل ضخم عمدًا وهو يمر بجانبي، وأطلق ضحكة حقيرة.
“أتطلع لرؤية مدى بشاعتك حين تسقط.”
من ملامحه، بدا من أولئك الذين اشتراهم نا يوهان بالمال.
كما توقعت، من النوع الذي يطغى على الضعيف ويتذلل أمام القوي.
أتباعه ضحكوا ضحكات صاخبة تأييدًا له.
كنت أتوقع هذا المستوى من المضايقة.
أمسكت بالراية البالية بإحكام.
دعهم يسخرون كما يشاؤون. سأجعلهم يبتلعون ضحكاتهم اليوم.
في وقت تقييم التوافق مع الأسلحة، يُمنح طلاب الديلرات الفرصة أولًا. (ديلرات : damage dealer، المهاجمون)
يتحرك العديد من طلاب الديلرات في صفوف منظمة، ويهاجمون أهدافًا متحركة بحثًا عن السلاح الأنسب لهم.
الذين يعرفون بالفعل سلاحهم الأمثل، يتفاخرون بمهاراتهم الهجومية البارعة.
أما كانغ نا هيون، فكانت بارعة في استخدام البنادق عمومًا، لكن مهارتها كانت لافتة خصوصًا مع بندقية القنص.
ويبدو أن التدريب في ساحة التمرين خلال الأيام الماضية قد أتى بثماره، فبخلاف المستيقظين المدعومين من الحكومة، كانت تطلق النار بمهارة واضحة.
ليست سيئة على الإطلاق.
بعد مراقبتها لبضعة أيام، تبين أن كانغ ناهيون ماهرة بالبندقية أكثر مما توقعت.
وبما أنها لم تجرب إطلاق النار من قبل، فلا بد أنها موهبة بالفطرة.
على كل حال، يبدو أنه لا بأس إن أخذتها مباشرة إلى “تلك” الزنزانة اليوم.
من ناحية أخرى، نا يوري كانت تضع القفازات المعدنية وتضرب الأهداف بحركات مذهلة.
وفي كل مرة تلتفت إلي، تزداد ضرباتها عنفًا، وأتمنى حقًا ألا تكون تتخيل أن الهدف هو أنا.
أما بارك سي وو، فكان يستخدم جميع أنواع الأسلحة بحرية تامة، بما يتوافق مع مهارته “الأسلحة الألف”.
سيف، بندقية، قوس، رمح… تنوعت الأسلحة التي كانت ترقص بين يديه.
تمزقت الأهداف وتبعثرت وتفتت بفعل تلك الأسلحة المتنوعة، حتى فقدت صلاحيتها.
ومع ذلك، لم يستخدم السيف البالي المعلق على ظهره.
كما هو متوقع من بطل القصة. ذلك الوحش.
وكان هناك أيضًا “طفلة الرياح” تشوي سوجونغ، و”أميرة الجليد” لي هانا، والعديد من الديلرات الآخرين الذين استعرضوا قدراتهم.
رغم أنهم لم يحملوا أي تجهيزات، فقد تألق طلاب الصف D بشكل خاص.
بعد فترة، انتهى وقت تقييم توافقهم ، وبدأ دور التانكرات.
لكن التانكر؟ لا شيء مميز… فقط يتلقون الضربات من الديلرات. (التانكر المدافعين، الشيلد tanker )
يبدو أن الرجل الضخم كان من التانكرات، وقد تلقى ضربات بكل حماسة، وكان شكله مثيرًا للشفقة إلى حدٍ ما.
وأخيرًا، جاء دور الداعمين.
طلاب فئة المعالجين يقيمون توافقهم من خلال علاج الديلرات أو التانكرات المصابين.
أما الداعمون، فلا يتم تقييمهم بشكل فردي، بل يُطلب منهم العمل مع ديلر أو تانكر لتقييم مدى قدرتهم على التعزيز أو الإضعاف.
وبما أنني داعم، نهضت من مكاني.
وبالطبع، شريكتي هي…
“سأعتمد عليك!”
إنها كانغ ناهيون، تلك الفتاة.
“التالي، المجموعة D!”
عادة، يقوم الطلاب بمهاجمة هدف متحرك، ثم يُقاس مدى الضرر الذي تسببوا به.
لكن، لو اقتصر الأمر على هذا، فلن أترك أي أثر مؤثر.
“أيها المدرب، أطلبُ تغييرًا في طريقة التقييم.”
“ولماذا ذلك؟”
“لأن القائد هو موقع يتعامل مع البشر.”
كان المدرب الشبح ذا ملامح قاسية. من الصعب حتى التحدث إليه، فهو أكثر من يعلم الطلاب بصرامة.
“والسلاح الذي اخترته، الراية، هو الأمثل لإيصال الأوامر.”
لكنني كنت أعرف جانبًا آخر منه.
“الآن هو وقت تقييم توافق الأسلحة. ولكي أعرف إن كانت هذه الراية تناسبني فعلًا…”
إنه رحيم تجاه الطلاب الذين “يقدمون أسبابًا عادلة”، و”يبذلون الجهد”، و”يطالبون بحقوقهم”.
“…فيجب علي أن أوجه الأوامر لزميلتي أثناء قتال حي ضد كائن.”
انظر، شفتاه ترتفعان.
ينفجر ضاحكًا بصوتٍ عالٍ.
“هاها! كلامكَ منطقي. موافق!”
تمامًا كما خططت.
إنه لا يتأثر بالشائعات. لذا سيحكم علي فقط بناءً على ما يراه أمامه الآن.
“إذن، ما الطريقة التي تقترحها؟”
“مبارزة. أوجه الفريق لمواجهة طالب واحد في قتال.”
نظر إلي بعينين مليئتين بالقبول.
نجحت الخطة.
“موافق. سنأخذ طبيعة فريق المجموعة D بعين الاعتبار، وستُجرى مبارزة بدلاً من التقييم المعتاد!”
المدرب الشبح يتلفت حوله بينما يسود الصمت المكان.
وبينما كان الطلاب يحدقون نحونا وقد شدهم الضجيج، أصيبوا بالذهول.
“من الأفضل أن يكون الخصم تانكرًا. هل من متطوع؟”
سكن الجميع للحظة، ثم—.
“أنا!”
“سأحطم أنفه!”
“سأقتله!”
“أنا الأحق بضربه!”
في لحظة، تحولت السكينة إلى عاصفة من المتطوعين.
كانت نظراتهم مشتعلة برغبة جامحة في ضربي.
“العدد كبير من المتطوعين، على ما يبدو…”
ابتسمت ابتسامة جافة وأنا أتفادى نظرة المدرب التي ترمقني باستغراب، وكأنما يسأل نفسه ما نوع الحياة التي عشتها.
نا يوهان… كم تراكمت عليك الذنوب؟
“…هل يمكنني أن أختار خصمي بنفسي؟”
“….نعم.”
تقدمت نحو الطالب الذي كان يتميز ببنية ضخمة وملامح عدائية من بين أفراد الصف D.
“أنت.”
أنتَ خصمي، أيها الضخم.
“هاه، يبدو أن لديك ثقة بنفسك، يا سيد النبلاء؟”
نظرت إليه من أعلى إلى أسفل باحتقار، ورسمت على وجهي ابتسامة ساخرة.
في مثل هذه اللحظات، هذا الوجه مفيد للغاية. يسهل جذب الانتباه.
“التعامل مع أمثالك ليس صعبًا أبدًا.”
“أيها الوغد…!”
تضرج وجهه من الغضب كما لو كان يغلي بالبخار، وعُدت إلى موقعي بكل هدوء.
“لقد اخترت، أيها المدرب.”
بعد تعيين الخصم، أُعطيت بعض الوقت لوضع خطة المعركة.
اقتربت من كانغ ناهيون وهمست لها بالخطة.
“هل ستكون بخير حقًا؟”
كانت نظرتها القلقة نحوي لطيفة، فربّتُّ على رأسها.
“ثقي بي.”
احمر وجه كانغ ناهيون قليلًا، وأومأت بقوة.
“نعم!”
استدعيت في ذهني إحصاءات الضخم التي رأيتها بعين البصيرة.
[الحالة]
الاسم: كيم تشول سو
الوظيفة: جندي درع
المستوى: 10
القوة الجسدية: D+
الرشاقة: F
التحمل: D+
القوة السحرية: E
خاصية السحر: لا شيء
[المهارات المتوفرة]
سلبية: الصلابة
فعالة: درع سحري
فعالة: الهيجان
رشاقة الضخم F. رشاقتي أنا أيضًا F.
لكن الضخم يرتدي معدات ثقيلة. لذا فأنا أتحرك بخفة أكثر.
قوة الضخم السحرية E. نفس مستوى كانغ ناهيون.
وهذا يعني، إن توفرت الظروف، فحتى إن فعّل درعًا سحريًا، فكانغ ناهيون تستطيع تحطيمه بالطلقة السحرية.
وبالتالي، حتى لو كان هناك فرق في المهارة، فإن دعمي يمكن أن يعوض ذلك.
“هل أنت مستعد؟”
“نعم.”
وقفنا، أنا والضخم، على طرفي الساحة المخصصة.
“سأسحقك!”
“أنت من سيسحق. لا تقلق، سأترك وجهك على حاله. مع أنه وجهك يشبه فطيرة العدس.”
ثم تقدمت بخطى واثقة أمام كانغ ناهيون. ازداد همس الحشود من حولي.
“الداعم يقف في المقدمة؟”
“ما الذي يفكر به على وجه الأرض؟”
بدا أن الضخم شعر أنني أستهزئ به، فاحمرّ وجهه أكثر.
“أيها الوغد…! أتستخف بي…؟”
لا، هذا اختيار استراتيجي في الواقع. خفضت جسدي وراقبت حركة الضخم عبر “عين البصيرة”.
“إذًا-“
شدّ عضلاته. كما توقعت، اختار الهجوم.
“-لنبدأ!”
“سأسحقك!”
هكذا يكون لجذب الانتباه فائدة!
نظرت إلى الضخم المنقضّ نحوي وابتسمت بثقة. وأيقنت.
هذه المعركة، هي انتصاري!
***
كأنها بالحركة البطيئة، رأيت قبضته القادمة نحوي ببطء.
“ماذا!”
فووووش—. الضخم أبدى تعبيرًا مذهولًا حين تفاديت قبضته بفارق شعرة.
ومن الطبيعي أن يندهش. حتى بعد أن وصلت المستوى 10، كنتُ الشخص الذي كانت كل إحصاءاته F، وها أنا أتفادى ضربته.
لكن طالما أني أراها، فإن تفاديها ليس مشكلة.
“هل انتهيتَ، أيها الضخم؟”
لوّحت بالراية بخفة وأنا أبتسم بسخرية. حان وقت تمرد المستضعف.
“إيييييك، أيها الوغد!”
الضخم أخذ يلوّح بقبضته بجنون.
لكن مستوى الرشاقة متساوٍ. جسدي يصدر طقطقة، لكن لا مانع لديّ من تفادي الضربات!
فعّلت مهارة [تعزيز] في الراية وقمت بتعزيز جسدي.
وكما هو متوقع من شخص F، فرغت قوتي السحرية بعد استخدام مهارة واحدة.
“متْ!”
“ومن قال لك أنني سأموت بهذه السهولة؟”
لكن لا بأس. أصبحت أسرع في التفادي.
وفي حال اشتدّ الخطر، فكانغ ناهيون ستقدّم الدعم الناري. هكذا اتفقنا، وستتصرف من تلقاء نفسها.
مثل الآن، على سبيل المثال—.
طلقة!
أطلقت كانغ ناهيون، وكأنها قرأت أفكاري، طلقة دقيقة نحو قبضة الضخم.
طلقة سحرية؟ خيار ذكي…! حِسها ممتاز.
“آآاااخ!”
كان الضخم قد نسي تمامًا وجود كانغ ناهيون وهو يركّز عليّ، فلم يفعل درعه السحري، فتلقى الضرر كاملًا.
بدا متألمًا وهو يمسك بيده اليمنى التي حُطمت من الطلقة السحرية.
ثم قمت مجددًا بجذب تركيزه إليّ.
“ما بك؟ ألم تقل أنك ستقتلني؟”
“أيها الوغد!”
ولماذا أفعل ذلك؟
لأني لا أريده أن يوجه تركيزه إلى كانغ ناهيون.
انفجر الضخم، فاقدًا السيطرة من الألم والغضب، وأخذ يلوّح بقبضاته جنونيًّا.
هذا الشكل… إنها المهارة، [الهيجان].
نعم، هذا ما كنت أنتظره!
ابتسمت ابتسامة عريضة وبدأت أتلاعب به كأنني أراوغ ثورًا، ملوّحًا بالراية وأتفادى ضرباته.
“آآآآآآااااا!”
فقد الضخم السيطرة بالكامل.
وعندما غرق تمامًا في غضبه، وركز كل انتباهه عليّ فقط، رفعت الراية نحو السماء. كانت الإشارة المتفق عليها بيننا.
—الآن!
وبحسب زاوية رؤيته المفتوحة تمامًا، وجهت كانغ ناهيون فوهة بندقيتها نحو رأسه بدقة.
—طلقة!
“توقف!”
درع الحماية من المدرب الشبح غلّف الضخم، معلنًا نهاية النزال.
لقد كان انتصارًا كاملًا لي.
***
كونه قائدا، ألم يكن من الأفضل أن تقود من الخلف؟ يا لكَ من شخص عديم الخوف.
تنفست الصعداء وأنا أنزل بندقية القنص.
لحسن الحظ أننا تدرّبنا على التنسيق مسبقًا. وإلا كنتُ سأطلق الرصاصة على رأسك، أيها المعتوه.
على ماذا كان يراهن حتى يسند إليّ القتل؟ في الرواية الأصلية، ألم يكن من المفترض أن يوكل المهمة إلى “دمدم” ويقود من الخلف؟
ما مشكلتك، أيها المجنون المدمن على المخاطرة والمازوخية؟
بعد صدور نتيجة النزال، مر وقت طويل قبل أن أستطيع تهدئة نفسي وألقي نظرة على نظام الميتا.
مع ذلك…
[نقاط الميتا: 200]
لم يكن هذا سيئًا بالنسبة لي.
بفضل التنسيق مع ذلك المحتال، جمعت قدرًا لا بأس به من النقاط بالأمس واليوم معًا.
التعليقات لهذا الفصل " 8"