5. كيفية التعامل مع الحالات غير الطبيعية (١٥)
***
الوحوش ذات السمة الظلامية تضعف أمام الضوء.
وحاليًا، فإن العدد الغريب وغير الطبيعي من الوحوش المتدفقة من البوابة كانت معظمها ذات سمة الظلام.
لذلك، حين تشرق الشمس وتبلغ منتصف السماء في وضح النهار، كانت هجمات الوحوش تهدأ قليلًا.
في اليوم الأول من وقوع الحادثة، عند الظهيرة، استغلت شين بارِن هذا الوضع وأرسلت الصيادين إلى منطقة السكان غير الشرعيين خلف الحاجز، لينقذوهم ويعيدوهم.
أولئك السكان غير الشرعيين الذين نجوا ووصلوا إلى هنا بسلام، كانوا يعيشون الآن متجمعين في إحدى مناطق الحصن.
ومع اتساع رقعة الخطر لتصل إلى مناطقهم الأصلية، فحتى لو انتهت هذه الفوضى، سيضطرون إلى الانتقال من مساكنهم.
أما مين جاي يون، فقد تولّت في الغالب مهمة العناية بهؤلاء الأشخاص.
أجل. قائدة وحدة عدم الثقة في الكائنات الأخرى والمهجنين، شين بارِن، لم توكل إليها أبدًا مهمة دعم الصيادين. يا لها من بخيلة حقًا.
“لم نكمل الحديث بالأمس، لذا قررنا المتابعة اليوم. متحمسة جدًا…”
كانت تبدو سعيدة بذلك، وهذا ما يبعث على الارتياح، ومع ذلك…
كنت أستمع إلى قصص مين جاي يون المرِحة، التي لا تنتهي مهما طال الحديث.
يبدو أنها أصبحت قريبة من كثيرين مؤخرًا.
أهذا أول احتكاك حقيقي لها بهذا الكم من الناس منذ أن صارت قادرة على التحكم في لعنتها؟
من الجيد أن تكون أول تجربة طيبة لها.
“هل أعطيتِ شيئًا مقابل الحديث هذه المرة أيضًا؟”
“نعم! فعلت كما قالت لي ناهيون! وأحبوه كثيرًا!”
ولذا، لم أجد حاجة لأن أوضح لها بأن لطف الناس قد يكون مجرد أسلوب لكسب المزيد.
كل ما فعلته أنني أخبرتها أن تعطي ما تبقّى من الحصص لأولئك الذين يعجبونها.
ربما السبب في أن لا أحد منهم عنصريّ تجاه المهجنين، هو كوْنُ مين جاي يون المسؤولة عن توزيع المؤن؟
…لنعتبر أن هذا فقط بسبب سوء ظني السيئ، فبالتأكيد هناك من يتعامل معها بصدق وامتنان.
“سأعود لاحقًا!”
“حسنًا.”
ودعت مين جاي يون بحفاوة بينما خرجتْ من الغرفة بحماسة.
مع لقاءها للعديد من الناس، خفّت كثيرًا حالة تعلقها المفرط بي.
من حسن الحظ… أنها بدأت تتحسن.
وفي تلك اللحظة، دوى صوت قوي بانفتاح الباب فجأة.
“هل باران هنا؟”
“باران! تعالِ معنا!”
كانت شين باران دائمًا محبوبة. تجيد عملها، وردود فعلها لطيفة عند تلقي المديح.
فأجبتهم بهدوء.
“باران ذهبت مع الصيادة شين بارِن.”
وكانت هذه خامس مرة أقول فيها الجملة ذاتها اليوم.
فبعد أن أصابتها الغيرة لفترة، صارت شين بارِن تصطحب شين باران كمساعدة شخصية لها.
بالطبع، لا تأخذها معها إلى ساحة القتال، لكنها دائمًا ما تكون بجانبها حين تدير الأمور داخل الحصن.
أما باران… فهي تكاد تطير فرحًا بذلك.
“القائدة، أليست باران تأخذ الكثير من وقتكِ مؤخرًا؟”
“ربما لأنه لا يمكن الاستفادة من نائب القائد…”
تنتشر إشاعة أنها صارت تحل محل نائب القائد.
وبصراحة، فإن تشوي غارام من النوع المتخاذل، وهذا ظاهر للعيان.
راقبتُ ظهور أولئك الصيادين وهم يغادرون بخيبة أمل.
كنت أتمنى فقط أن يغلقوا الباب خلفهم.
ماذا عني؟ ما الذي أفعله الآن؟
في تلك اللحظة، لمحت الصياد المكلف بي يركض نحوي بابتسامة مشرقة.
“هيّا ناهيون! فلنذهب لشحن المدفع!”
“حاضرة.”
يا فرحتي، استنزاف طاقتي السحرية…
كنت قد اقترحت أن أساعد في شيء يمكن القيام به أثناء الجلوس، فكان هذا نصيبي.
جلست بجانب دمدم، الذي يخضع لعقوبة تأديبية، وصرنا نشحن الأسلحة بالطاقة السحرية.
تبعت الصياد بخطى مترددة.
“أوه، وصلتِ؟ اجلسي!”
جلست بسرعة في مكاني.
وبجانبي، كان دمدم يفرغ طاقته السحرية بوجه خالٍ من التعبير في المدفع.
ففعلت مثله وبدأت أشحن المدفع بطاقة سحريتي.
وحين يحين وقت إطلاق النار، ستقوم مرشّحة GAH بتحويل طاقتي إلى طاقة تتناسب مع نوع حجر الطاقة داخل الفلتر.
ويقول الصيادون إن طاقتي من النوع غير المنتمي لعناصر محددة (اللاعنصرية) جيدة في التحويل.
رغم أن أفضل نوع هو الطاقة المطابقة من البداية لحجر الطاقة، بلا حاجة للتحويل.
“متى سينتهي هذا الوضع المزعج؟”
تمتم أحد الصيادين.
لن ينتهي إلا مع بدء المرحلة الأخيرة. وحسب توقيتنا، يفترض أن تبدأ غدًا.
“نعم، بالفعل…”
لم أستطع أن أقول لهم “غدًا سنذوق الجحيم وينتهي الأمر”، فاكتفيت برد دبلوماسي.
بووم! بووم!
صارت تلك الانفجارات مألوفة لنا، وتابعنا تبادل الأحاديث التافهة.
بمجرد أن يُشحن المدفع، يجب نقله بسرعة إلى أعلى الحصن، لذا كنا نعمل في ممر يسمح بسهولة الحركة.
وكان يمر بنا أشخاص من أنواع شتى، وكل الأصوات تُسمع بوضوح.
“تم رصد ظهور وحش من رتبة زعيم يظهر نمطًا غير متوقع! انهيار الحاجز الجنوبي! نرجو الدعم من الصيادين الموجودين حاليًا في وضع الانتظار!”
وهكذا، حتى الأخبار السيئة تُسمع بوضوح تام.
قفزت من مكاني بسرعة.
“ناهيون؟”
“الجنوب…”
الجنوب…
“هو المكان الذي تم فيه إجلاء المدنيين، أليس كذلك؟”
وكان ذلك… حيث توجد مين جاي يون الآن.
كووونغ!!
ومن خلف ضجيج المعركة، سُمع صوت سقوط شيء ضخم جدًا.
“قلعة الحصن الجنوبي رقم 3 قد انهاتر! أعيد وأكرر! القلعة الثالثة قد انهارت!”
في اللحظة ذاتها، مرّ طيف شخص بجواري بسرعة.
“بارك سي وو! ماذا تفعل!”
صرخ أحد الصيادين بأعلى صوته، وهرع عدد من الناس خلفه لمحاولة إيقافه.
لكن بارك سي وو، وقد أشهر السيف المقدّس، شق طريقه دون أن ينبس ببنت شفة، وتجاوز أولئك الذين حاولوا منعه، واختفى عن الأنظار.
كنت أحدق في ظهره المبتعد، وفجأة، تحرك لساني من تلقاء نفسه:
“الجنوب. لا بد أنه توجه نحو الجنوب.”
نهضت فجأة من مكاني، فارتبك الصيادون وكأنهم يريدون منعي.
“أأنتِ… هل تنوين التوجه إلى هناك أيضًا؟”
“كلا، سأتجه إلى الملجأ الداخلي! فجسدي ثمين!”
أصابت كلماتي المفعمة بالثقة الصيادين بالدهشة، لكنهم سرعان ما أومأوا برؤوسهم بحماسة.
“ص-صحيح! الطلاب يجب أن يبقوا في أمان! أنتَ هناك! خذها إلى الملجأ الشمالي!”
“على الفور!”
اتبعت الصياد بهدوء، راكضة في الاتجاه المعاكس عن مكان دمدم.
أوه؟ تتساءلون إن كنت سأذهب فعلًا إلى الملجأ؟
[تذكرة تنقل فردية – 500 نقطة]
*تُستخدم لمرة واحدة (تزول بعد الاستخدام)
*عند استخدامها، تنقلك إلى أي مكان ترغبين فيه ضمن نصف قطر كيلومتر واحد
بالطبع لا، كنت أمزح.
أخرجت التذكرة من حقيبتي، وصرخت.
“أيها الصياد!”
“هاه؟”
“سأتجه جنوبًا للحظة فقط!”
“ماذا؟!”
تمزق!
وما إن مزقت التذكرة، حتى وجدت نفسي داخل الحصن، قريبًا من البرج الجنوبي المنهار.
من النافذة، رأيت عددًا لا يُحصى من الوحوش يطير في السماء.
الطاقة السوداء كانت تغلّف جزءًا من البرج، وأمامها، كان من الممكن رؤية مين جاي يون وبعض الصيادين يدافعون بشدة لحماية تلك المنطقة.
“حسنًا.”
ذلك هو المكان الذي يجب أن نحميه.
أخرجت من مخزوني السلاح الخاص بمايستر وارتديته.
وضعت المسدسين على جانبي خصري، وحملت بندقية القنص الطويلة بين ذراعي.
كل شيء في مكانه. لا بأس.
طمأنتُ نفسي وأنا ألمس السلاح برفق.
لقد بدأت المعركة الفعلية الآن.
“لنقم بهذا.”
تمتمت لنفسي، وصوبت نحو الوحش الذي كان يهجم على مين جاي يون من داخل القبة السوداء.
طاخ–!
مع صوت الرصاصة، سقط الوحش الذي كان يتجه نحو مين جاي يون.
صرخت عبر جهاز الاتصال.
“سأؤمِّن لكِ الحماية، جاي يون!”
توقفت مين جاي يون، المصابة بجروح عديدة، للحظة، ثم تحولت من وضعية الدفاع إلى الهجوم.
ومن الطرف الآخر للجهاز، صدرت أصوات متداخلة.
– ما الذي تفعلينه! عودي فورًا إلى الملجأ!
– اللعنة، أين أنتِ الآن؟
– في الجنوب! الكتيبة الخامسة! تحركوا معي نحو القلعة الثالثة!
تجاهلتُ كل تلك النداءات. لم يكن هذا هو المهم الآن.
بدأت أُمعن النظر في تجمع الوحوش.
كانت تلك الوحوش من نوع “هاربي”.
حسب أقوال الصيادين، حتى عندما تتحوّل الوحوش بفعل الطاقة المظلمة وتصبح أقوى، فإن سلوكها الأساسي لا يتغير كثيرًا.
“إذن…”
عليّ أن أستهدف خاصية الهاربي المميزة: التشتت عند فقدان الزعيم.
حتى إن كان الزعيم يتصرف بطريقة مختلفة، طالما أن باقي السرب لا يختلف، فهناك فرصة للنجاح.
واصلت إطلاق النار بينما أراقب تحركاتهم بدقة.
طاخ–!
كيييك!
مع كل طلقة، كان أحد الهاربي يُصاب وينهار.
لكن بعد أن أرسلت عددًا لا بأس به منهم إلى العالم الآخر، بدأت أشعر أن هناك أمرًا غريبًا.
فلم يظهر زعيم السرب على الإطلاق.
وفي تلك اللحظة…
كيييك!
صوت صراخ بطيء لكنه شق سمعي.
وفجأة، التفتت جميع أعين الهاربي نحوي.
خطر…
وفور أن أدركت ذلك،
كيييه!
انطلقت الوحوش كلها نحوي بسرعة، فمزقت التذكرة مرة أخرى.
دووووم!
رأيت بعينيّ المكان الذي كنت واقفة فيه قبل لحظات، وهو ينهار بالكامل.
عدت إلى موقعي بسرعة وثبّتُّ وضعيتي وأنا أواجه سرب الهاربي.
ثم رأيت واحدة منها تطير في مكانها، دون أن تتحرك للأمام.
الزعيم.
كليك.
حبست أنفاسي وصوّبت على نواة الزعيم.
في اللحظة التي تهاونت فيها وضحكت بخفة…
طاخ–!
الرصاصة المحمّلة بالطاقة السحرية اخترقت نواته.
وتفتت النواة إلى شظايا صغيرة.
صرخ الزعيم بصوت عالٍ وهو ينهار:
كيييييييييييك!
جسده الضخم كان ينهار ويتجه نحوي.
أردت إطلاق النار عليه مجددًا لدفعه بعيدًا، لكني أدركت فجأة… لقد نفدت طاقتي السحرية تمامًا.
أطلقت الرصاصة الأخيرة بأقصى طاقة ممكنة، وهذا كان ثمنها.
تبًا…!
وفي تلك اللحظة، جاءني صوت من خلفي:
“أخيرًا وجدتكِ، أيتها الصغيرة المزعجة.”
طاخ–!
رصاصة أخرى فجّرت جثة الهاربي القادمة نحوي إلى أشلاء.
تساقطت الأجزاء الممزقة من الجسد بطريقة بدت غير واقعية.
استدرت فورًا.
امرأة في منتصف العمر كانت تمسك بسلاح.
“أتحبين إفزاع الناس إلى هذا الحد؟”
كانت تشوي غارام.
────── •❆• ──────
نعم عزيزي المتابع، تشوي غارام طلعت مرأة👈🏻👉🏻 ترا والله دورت كثير على جنسها فأول ظهور وماانذكر ولا تلميح حتى لهجتها تتكلم نفس الرجال، خصوصا ان الكورية مافيها ضمائر التأنيث، فأوسفة هاهاها
التعليقات لهذا الفصل " 66"