وفي ذلك الصمت بيننا، كان هناك صوت حزين… لا أدري، هل هو صوت هاربي؟ أم مجرد طائر عادي؟
“ستحدث حالة طارئة.”
لأني أؤمن أنك، بعد أن عرفت الكثير عني، ستصدق حتى أغرب الحقائق.
لذلك، رغم أنني أخبرك عن مأساة قادمة، لم يكن في قلبي اضطراب. بل سكينة أشبه ببحر هادئ بلا أمواج.
وحين انتهيت من رواية كل ما لدي، ظل دمدم على ملامحه الهادئة كما هي.
“فهمت.”
“نعم.”
“علينا أن نستعد. ألا ترغبين بإخبار الآخرين؟”
“لن يصدقني أحد.”
“ربما.”
مرر دمدم يده برفق على سيفه المقدس، الغسق الأزرق، ثم ابتسم ابتسامة هادئة.
“لا تقلقي. سأحمي الجميع كوني البطل.”
وجهه كان يحمل هيبة البطل، ذلك الذي يمنح الآخرين الطمأنينة بابتسامته.
“من واجبي أن أحمي الناس من البوابة. هذا هو دوري، وهذا ما يجب أن أفعله.”
لكنني شعرت أن هناك شيئًا ما… غريبًا في تلك الابتسامة.
فابتسمت له بابتسامة أكثر إشراقًا من المعتاد.
“صحيح. فلنُبذل جهدنا معًا.”
“نعم. سأحميكِ، وسأحمي الجميع.”
سمعت صوتًا خافتًا وكأن شيئًا يئن أو يصرّ في مكان ما.
كانت الشمس تغرب ببطء بين أطلال الخراب…
***
مع مرور الوقت، حلّ المساء، وعدنا إلى القلعة.
كانت شين بارِن وتشوي غارام قد خرجا من الغرفة، كما لو كان لديهما أمرٌ يناقشانه. بدا أن الأمر متعلق بالحياة أو الموت.
استلقيتُ على السرير أراقب نافذة النظام في الميتا.
[النقاط الحالية: 7750 نقطة ميتا]
[جاري تحديث النظام: 50%]
التحديث كان يتقدّم تدريجيًا. لا بأس، سيكتمل من تلقاء نفسه.
قررت ترك ما لا يمكنني التحكم فيه، والتركيز على الأمور الأخرى أولًا.
حتى جدول المحتال لم يكن يختلف كثيرًا عن جدولنا.
لكن كان هناك عنصر غريب واحد، شيء يشبه الخروج عن المألوف.
[مقطع الظهور الحلقة 60]
ماذا تفعل ناهيون الآن؟
شردتُ بالتفكير للحظة، ثم هززت رأسي لأفيق.
الأمر الأكثر إلحاحًا الآن هو وضعنا نحن.
فكرت في زنزانة يمكن أن أحصل منها على عنصر لهيب العفريت آخر، وتوصلت إلى أنه يجب زيارتها ليلًا.
أفضل وقت للتحرك سرًا هو……
“مهارة ’محو المعلومات‘……”
تمتمت بها لا إراديًا، ثم عضضت على شفتي بشدة.
هل جُننت؟ إلى أي مدى أنوي العبث بألغام تشوي سوجونغ؟ التنقل باستخدام الرياح يكفي تمامًا.
لكن…
“المسألة هي، هل سيتبعونني؟”
بصراحة، أعتقد أنني فقدت مكانتي بين أفراد الفريق منذ حادثة جوهرة الثعلبة. لم أكن أراه من قبل، لكنني أدركه الآن.
لحسن الحظ، ناهيون دافعت عني… لا، لا فائدة من هذه الأفكار الآن. الأهم هو: كيف أحركهم؟
كتبت على شاشة الجهاز عبارة “حادث طارئ”. وسألت نفسي:
هل سيصدقونني…؟
لا أعلم.
حتى لو صدقوا، هل سيأتون معي إلى مكانٍ خطر؟
شخبطت بعلامات × على شاشة الجهاز بعصبية.
لكن من دون لهيب العفريت، فإن مستوى صعوبة الحدث الطارئ” الحالة غير الطبيعية” سيرتفع بشكل جنوني. ومن أجل سلامة الجميع، هذا ضروري.
…لا خيار.
دعنا نستفد من المعلومات التي أملكها، ومن موثوقية وفائدة هذه المعلومات التي أثبتت بها نفسها حتى الآن.
ذلك المحتال، لا يزال متأثرًا بما جرى في الامتحان النصفي ولم يتعافَ بعد.
الجميع لا يكرهونك إلى هذه الدرجة. من الذي يسلّم القيادة لشخص غير موثوق أصلًا؟ جرب التحدث معهم، أيها الأحمق.
تمتمت بهذه الكلمات داخلي، رغم أنني لن أقولها له مباشرة أبدًا.
.…ومن يدري، لو كان أمامي، ربما كنت ربتت على ظهره قليلًا.
لكن ما أدهشني حقًا هو ما حصل لاحقًا. هذا العبقري في الحماقات، ذو تقدير الذات المنهار، تجرأ وطلب المساعدة.
“لذا، ربما يكون الأمر خطيرًا قليلًا، لكن أتمنى أن ترافقوني.”
شعرتُ بنظراتٍ عليّ، لكنني لم أتمكن من رفع عينيّ عن الأرض. خيّم الصمت بيننا.
ومن بين الجميع، كانت نا يوري هي أول من تحدّثت.
“نا يوهان، أنا أكرهك.”
“أعرف.”
“عندما عرّضتَ ناهيون للخطر، أردت قتلك بيدي.”
“أنا آسف.”
هل هو الرفض إذًا.…؟ كنت أعتقد ذلك، حتى قالت.
“لكن،”
كان صوتها وكأنه زفرة عميقة.
“يبدو أن حتى أمثالك يمكن أن يتغيّروا.”
رفعتُ رأسي دون وعي، ووجدت نا يوري تحدّق بي بوجه خالٍ من التعابير.
“المرة السابقة، اتخذتَ قرارًا خاطئًا.”
تلك النظرة التي بلا دفء… ربما ازدراء، أو كراهية، أو مشاعر سلبية أخرى.
هذه هي نظرتها المعتادة تجاهي عندما لا تكون ناهيون موجودة.
“لو كنتَ كما كنت في السابق، لكنتُ ضربتك حتى فقدتِ وعيك.”
نعم… مشاعر الحقد التي لا تزول حتى مع مرور الزمن.
خلف قشرة تُسمّى ’روح الفريق‘، تتربّص هذه الأحاسيس دائمًا. وأنا، التي اعتاد رؤية العالم كأنه لعبة، تجاهلتها فقط.
أخذتُ نفسًا عميقًا، مستعدا لتقبل أي كلمات قاسية من نا يوري.
“لكن، هذه المرة اتخذت القرار الصحيح، وبصراحة، منذ دخولكَ إلى الأكاديمية، أصبحت شخصًا يمكن الوثوق به إلى حد ما.”
لكن كلماتها جاءت على غير ما توقعت.
“من المؤسف أنني لا أستطيع ضربكَ الآن.”
تنهدت نا يوري وهي ترى تعبير الدهشة في وجهي، ثم أخرجت سلاحها من الحقيبة.
“سأذهب معكَ. من أجل صديقتي التي تثق بك.”
عيناها الحمراء المتقدة كاللهب ثبتت عليّ.
“عليّ الوفاء بوعدي بأن أراقبك.”
تلك العيون المشتعلة تحمل ندوب الماضي في أعماقها.
وأدركت فجأة كم هو أشبه بالمعجزة أن أكون في فريق واحد معها. لولا ناهيون، ما كنت لأتحدث معها بهذه الطريقة أبدًا.
ثم مدّت تشوي سوجونغ يدها بيني وبين نا يوري قائلة.
“أوه، صحيح، لم أنهِ تحقيقاتي حول موضوع الجوهرة السابقة~.”
“ذاك الأمر……”
ضحكت تشوي سوجونغ بخفة، وهزّت كتفيها.
“ما دمت تبدو نادمًا حقًا، فلا بأس. سأذهب معكم! يبدو أن الأمر سيكون ممتعًا~.”
بمجرد انضمامها، شعرت أن المهمة نجحت.
لي هانا أيضًا هزّت رأسها بعد سماع كلمات تشوي سوجونغ وأضافت.
“…أصدقك.”
وبتلك الكلمات، انفجرت الدموع في عينيّ.
كان هناك شيء دافئ ينبض في قلبي، فمسحت دموعي بإلحاح.
أيها البكّاء.
تمتمتُ ساخرة وأنا أتخيل المحتال وهو يبكي.
> تعليقات
– الجليديات ينتصرن دائمًا!!!
– لقد صمدتُ ونجحت أخيرًا!
– كانغ ناهيون انتهت صلاحيتها، الآن زمن لي هانا!!!
– إذًا، هل هذه القصة رومانسية فردية أم حريم؟
لـ حريم حبٌّ نقي
لـ ما هذا النوع البغيض؟
– البطل محبطٌ جدًا… متى سيفيق؟
– إذا وصلتَ إلى هنا فأنتَ شخص عقلك مضطرب، لكن أنصحك بها
لـ أوصي بها وأسحب
شعرت وكأن هناك تيارًا في أوساط القرّاء يدفع باتجاه جعل لي هانا البطلة بدلاً مني، بعدما تراجع تركيزي في الأحداث.
حتى لو لم يكن بينه وبينها أي مشاعر واضحة، إلا أن تأثير هذا التيار من القراء أخذ يتزايد، وبدأت أختفي من الواجهة تدريجيًا. حتى معدل زيادة نقاط الميتا أصبح أبطأ.
بهذا المعدل، سينتهي بي المطاف كـ”بطلة مهزومة” من دون شك.
وحتى ذلك المحتال، بدأ يطلب المساعدة من الآخرين أيضًا، ولم يعد يعتمد عليّ فقط، ما خفف عني قليلًا.
وبهدوء، أغمضت عيني ونمت.
لكن هذا الهدوء لم يدم، إذ استيقظت على ضجيج منتصف الليل.
كانت هناك أصوات صراخ متعجلة وخطى سريعة في كل مكان.
“أحضروا كل أدوات إغلاق البوابات!”
“نفدت كلها!”
“ماذا عن الاتصال بالمقر؟”
وبدا أن الآخرين لاحظوا الفوضى، فنهضوا وبدأوا يتجهزون بأسلحتهم.
وفي تلك اللحظة، تلقّيت رسالة عبر جهاز الاتصال الذي وُزّع علينا من الحصن:
– ابقوا في الغرف. الصيّاد تشوي غارام في طريقه.
شعرت بشؤمٍ يتسلل إليّ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 64"