5. كيفية التعامل مع الحالات غير الطبيعية (٧)
على أي حال، تركت موضوع التحديث جانبًا مؤقتًا، وفتحت مقطع الظهور الأخير.
[مقطع ظهور الحلقة 57]
اليوم هو يوم التدريب الميداني.
وفقًا لما حدث في اللعبة التي لعبتها، فإن “الحالات غير الطبيعية” تبدأ بالظهور أثناء التدريب الميداني.
وبحسب اللعبة، فمن المفترض أن أتعامل معها بسهولة. ولكن…
استرجعت حديثي مع “أوراكل” قبل اختطاف ناهيون.
***
كان لقائي مع أوراكل حين ذهبت ناهيون والسينباي لشراء بعض المشروبات، وذهبتُ أنا إلى دورة المياه.
وبينما كنت أغسل يديّ بعد قضاء حاجتي، ظهر رجل خلفي.
الرجل المنعكس في المرآة كان يبدو كإنسان عادي تمامًا.
“مرحبًا، أيها القادم من العالم الآخر.”
لكن كلماته لم تكن عادية على الإطلاق. ما إن سمعتها، حتى تجمد جسدي.
“من أنت؟”
أخرجت سلاحي فورًا من الحقيبة ووجهته نحوه، لكنه لم يرتبك، بل واصل كلامه بهدوء:
“لن يُجدي نفعًا إن هاجمتني، فأنا استعرت هذا الجسد مؤقتًا فقط.”
رفع ذراعيه بكل هدوء وتابع.
“كما أنه لا حاجة لأن تعاديني، فأنا في صفك.”
“في صفي؟ تظهر فجأة وتقول هذا الهراء؟”
لم أكن لأثق به. تراجعت خطوة إلى الوراء فورًا–
“الاسم: □يوهان.
العمر: □□ سنة.
لاعب محترف سابق اعتاد على لعب □□ □□ □□□، ومن بعد اعتزاله لعب بشكل أساسي لعبة ‘□□ □□ □□□’.”
سمعت كلمات مألوفة.
ابتسم قائلًا:
“تشرفنا بلقائك. أنا صانع لعبة ‘□□ □□ □□□’ –”
ثم انحنى قليلًا وأضاف.
“– أوراكل.”
وتابع قائلًا.
“أنا من استدعاك لتطهير هذا العالم.”
***
تمتمت ببضع كلمات لنفسي.
“هذه ليست لعبة، ولا حلم.”
ثم…
“هناك الكثير من المتغيرات التي بدأت بالظهور… أليس كذلك؟”
نظرت إلى لهيب العفريت المخزنة في الحقيبة.
في اللعبة، كانت الحالات غير الطبيعية تظهر في أماكن محددة فقط.
وأنا كنت أحفظ عن ظهر قلب كل مكان تظهر فيه، وأنواع الوحوش التي ترافقها.
لكن…
تذكرت ذلك النمر الهجين الذي ظهر أثناء البطولة.
كان مستيقظًا بالتأكيد، لكن عين البصيرة لم تُظهر عنه أي معلومات.
وتذكرت ذلك الحدث المعجزي الغريب الذي وقع أثناء البطولة.
أنا متأكد أنه كان من قوى ناهيون.
ولكن في نافذة حالتها، لم يظهر أي شيء يشير إلى تلك القوة.
ولا حتى أي إشارة إلى أنها واقعة تحت تأثير غسيل دماغ.
قبضت يدي بقوة.
“اللعنة، المتغيرات كثيرة جدًا….”
تنهدت دون وعي.
ومع ذلك، بما أن بارك سي وو وشين باران ذهبا مع ناهيون للتدريب الميداني، فلن يحدث شيء خطير على الأرجح.
كلاهما يملكان طاقة سحرية من نوع النور، لذا حتى لو لم يكن معهما أدوات لتشتيت العدو، فلن يموتا… على الأقل، لن يُصابا بجراح خطيرة–
“آه…”
راودني مشهد في ذهني… صورة رفاقنا في الطرف الآخر، مصابين.
تمامًا كما كانت ناهيون غارقة في دمائها أثناء الامتحانات النصفية.
“اللعنة!”
سيكونون بخير!
دفنت وجهي في الوسادة بلا وعي.
وقبل أن أصرخ…
“أنت لم تتغير إطلاقًا. لا تزال تستخدم الناس كما يحلو لك.”
“هل هذا سبب كافٍ لتدفع ناهيون نحو الخطر من دون حتى أخذ موافقتها؟”
“حين أعطيتَها الجوهرة، كان يجب أن تحذرها من أنها قد تواجه خطرًا!”
“ألا تفهم؟ بحجة تقليل المتغيرات، تجاهلت إرادتها بالكامل. بل وتجاهلتها هي شخصيًا!”
كلمات نا يوري مرّت في ذهني كالسهم.
“…إذًا هذا هو الشعور.”
هكذا كان شعور زملائي حين كانوا يرونني أُعرّض الآخرين للخطر من أجل “الكفاءة” فقط.
وهكذا شعرت ناهيون، حين وثقت بي رغم كل شيء، وهي تُلقى وسط الخطر دون إنذار.
تراخت قبضتي عن طرف الوسادة الملتوي. نظرت إلى القماش المشوّه بشرود، ثم همست.
“أنا… حقًا قمامة…”
ودفنت وجهي مجددًا في الوسادة.
هاه، أدركت ذلك أخيرًا؟
قرأت مقطع الظهور بوجه خالٍ من التعبير.
عندما يُذكر اسمي عدة مرات في المقطع، يكفي أن أقرأ تلك المواضع لأفهم السياق العام. وهذه ميزة مفيدة في مواقف كهذه.
كما توقعت، المحتال التقى بأوراكل منذ فترة قصيرة.
وأثناء قراءتي لبعض الأسطر المهمة التي تحمل معلومات حساسة، توقفت طويلًا عند الجملة الأخيرة.
“لكنه بدأ يندم ويحاول التغيير، إذًا هو ليس سيئًا تمامًا…”
….ربما.
>تعليقات القراء:
– ندم فجأة ؟ هههههههههه
– ييييييييه، الأحداث خانقة جدًا، أنا أترك القصة.
لـ المتعة هنا أصبحت حسب معدل الذكاء ههههه
– ألا تلاحظون؟ لقد بدأ يندم لأنه أخيرًا شعر بالواقع، وتوقف عن التعامل مع الشخصيات كأنها داخل لعبة فقط! أنتم حقًا بلا مشاعر…
لـ هل يفترض أن يهمني هذا؟
لـ عش حياتك هكذا إذًا…
لـ سأظل أعيش بهذه الطريقة للأبد 🙂
– أيها الكاتب، أعد ناهيون فورًا!
لـ ناهيون اختفت من القصة، تقبل الحقيقة~
تجاوزتُ التعليقات. لا بأس طالما لم تُخصم نقاط الميتا خاصتي.
…بل وشعرت ببعض الراحة لأن المحتال لم يرَ التعليقات.
[مقطع الظهور الحلقة 58]
“بارك سي وو.”
“ماذا؟”
“أوصل هذا إلى ناهيون.”
ناولته لهيب العفريت.
إنها ناهيون، لا بد أنها تعرف كيف تستخدمها. كنت قد شرحت لها من قبل حين سألتني بفضول.
نظر بارك سي وو إلى الفانوس التي ناولتُه إياها، ثم تلقّاها بصمت ووضعها في الحقيبة الطويلة التي سيعطيها لها.
“شكرًا.”
حسنًا، بهذا لن تُصاب إصابة خطيرة على الأقل.
أعاد بارك سي وو تعديل وضع الحقيبة بصمت، ثم تحدث:
“…ألن تسأل عمّا جرى في البطولة؟”
“…عن القوة الغريبة التي استخدمتها ناهيون؟”
سكتُّ للحظة.
أردت أن أسأل في الحال. لكن، لكن…
ماذا لو ابتعدت ناهيون عني إن فعلت؟
أخاف ذلك.
“لن أسأل.”
من الأفضل أن أتحرّى الأمر وحدي. ذلك كان نوعًا من التنازل…. ومن الطمع أيضًا.
تلاقى بصري مع بارك سي وو، الذي صمت بدوره للحظة، ثم قال ببطء.
“حقًا؟ غريب. كنت أظن أنكَ ستبحث في الأمر بنفسكَ.”
“أنا؟ ولماذا؟”
ردّ علي كأنه يقول أمرًا تافهًا.
“…لأن قوة ناهيون لم تتمكن حتى عيناك من تحليلها.”
؟
علامة استفهام ظهرت في رأسي.
آه، إذن دمدم يعرف قدرة المحتال… يعرفها، يعرف…
لكن لماذا؟ كيف؟
لا، جديًّا، لماذا؟!
“…ماذا؟”
كنت على وشك أن أسأل بارك سي وو عمّا يقصده، عندما صاحت شين باران:
“بارك سي وو! هيا بنا!”
“سأذهب الآن. نراك لاحقًا.”
“انتظر…!”
لكنه كان قد ابتعد بالفعل كنسمة ريح قبل أن أتمكن من سؤاله.
ظللت واقفا في مكاني حتى دفعتني نا يوري من كتفي لأبدأ التحرك.
المحتال فقد أعصابه، وأنا كذلك.
حتى التعليقات كانت مشابهة لردة فعلي.
> التعليقات:
– ??? ما هذا؟؟
– آه، يعني بطل الرواية الأصلي يعرف قدرة البطل؟ لماذا؟؟
– شيء ما… شيء ما يحدث الآن…
– البطل الأصلي يتجه نحو البطلة؟ لا تقولوا أنه سيأخذها منه؟
لـ أنا أكره الانحرافات المفاجئة
– قطعوا يد من يوزّع البطلات بين الشخصيات!
…هل هذا قريب من الواقع؟
على أي حال، ما يشغلني الآن أكثر من كل هذا هو: كيف عَرَف دمدم بقدرة المحتال؟
هل يعرف شيئًا عن قدرتي أنا أيضًا؟
هل عليّ أن أختبره لاحقًا بطريقة غير مباشرة…؟
غارقة في حيرتي، أكملتُ قراءة كل الأجزاء الجديدة التي ظهرت.
ثم، دون سبب واضح، حدّقت طويلًا في لهيب العفريت داخل المخزون.
على ما يبدو، المحتال أعادها بالفعل بنيّة حسنة. ربما كنت مخطئة في شكي؟
كنت ما أزال أشعر بجمود ثقيل في صدري عندما سمعتُ صوتًا خافتًا يأتي من السرير العلوي.
“ناهيون، هل أنتِ نائمة؟”
كان صوت مين جاي يون.
“لا. لمَ تسألين؟”
استغرقني وقت طويل لقراءة كل ما فاتني، لكنها لا تزال مستيقظة.
تقلبت قليلًا، ثم تحدثت بصوت خفيض.
“أتعلمين… فكّرت كثيرًا في الأمر.”
أنصتّ لصوتها باهتمام.
“هل يمكن حقًا، كما قلتِ، أن يكون هناك شخصان عزيزان على القلب بنفس القدر؟”
حبستُ تنهيدة في صدري.
لطالما حاولتُ إقناعها كلما سنحت الفرصة، لكن يبدو أن معتقداتها التي ترسّخت على مدار حياتها كانت أقوى مما توقعت.
كنت أفكر في ذلك عندما قالت فجأة.
“لكن بعد لقائي اليوم بباران… بدأتُ أشعر بأن الأمر قد يكون ممكنًا حقًا.”
اتسعت عيناي بدهشة من إعلانها المفاجئ بالتغير.
“…هاه؟ حقًا؟”
“أجل.”
“لماذا؟”
ما الذي دفعها إلى هذا؟ ما السبب؟
هل أثّر عليها مديح باران المستمر لنا يوري فغيّرت رأيها؟
لو كنت أعلم، لربما مدحت المعلمة أنا أيضًا!
غمرتني أفكار مبعثرة بفعل النعاس، ثم فجأة—
“ناهيون، أنتِ ماهرة في الكذب، أليس كذلك؟”
سألتني مين جاي يون فجأة… وكأنها تلقيني بلكمة في الوجه.
التعليقات لهذا الفصل " 58"