4. كيفية التأقلم مع بيئة جديدة (١٢)
كان هناك شيء مريب للغاية.
فكّرت بهدوء: لم يحدث قط أن كذب عليّ نظام “الميتا”.
لذا، من الواجب أن أشكّ في شخص تورنيتو… أو في ذاكرتي أنا.
ما الذي حصل لي بالضبط؟ ما حالتي الحالية؟
كنت بحاجة لأن أستوعب الوضع، فواصلت قراءة جزء الظهور.
[مقطع الظهور الحلقة 44]
بما أن ناهيون قد اختُطِفت، فقد طلبتُ بطبيعة الحال إجراء عملية بحث.
لكن الردّ الذي تلقيته كان الرفض.
“……لقد التُقِطت صورة لكانغ ناهيون بكاميرا المراقبة وهي تضع شيئًا مشبوهًا في الساحة، يُعتقد أنه تسبب بظهور البوابة. حاليًا، تُعتبر مشتبهاً بها كمُتواطئة.”
قالوا إنه لا يمكن تخصيص أي قوة بشرية لأجل شخص يُشتبه في خيانته.
اللعنة…! لا يمكن أن تفعل ناهيون شيئًا كهذا!
أتذكر كيف كانت تصرخ بيأس عندما رأت الناس يحتضرون… وكيف صنعت المعجزة.
لا بد أن هناك خطأ ما… لا يمكن أن تكون خائنة.
كان الوقت مساءً متأخرًا، ولم يكن في الفصل الفارغ سوى مجموعتنا.
حينها، سألت شين باران، التي بقيت صامتة طوال الوقت.
“ما هي قوة ناهيون بالضبط؟”
“…لا أعلم.”
ما تلك القدرة بالضبط؟ ولماذا لم تتمكن عين البصيرة خاصتي من رؤيتها؟
مع أن من يُدعى “أوراكل” قال إن بصيرتي…
في تلك اللحظة، قالت تشوي سوجونغ.
“لا أظن أن معرفة طبيعة القوة التي أخفتها ناهيون مهمة إلى هذه الدرجة.”
ابتسمتْ ببشاشة، ثم احتضنت لي هانا الجالسة إلى جوارها.
أومأت لي هانا برأسها وأضافت.
“مهما كانت الأسرار التي تحملها، يكفينا أن نستقبلها بابتسامة.”
“….مع ذلك، أعتقد أنه علينا معرفة ماهية تلك القوة.”
كنت أكره نفسي لأنني أشكّ في هويتها وسط هذه الفوضى.
“أتفق معكَ.”
نا يوري أيدتني في اللحظة التي بدأت فيها أشعر بالذنب.
“إن كانت تلك القوة خطيرة على ناهيون، فعلينا، مهما كانت، أن نجد طريقة لفصلها عنها.”
أما بارك سي وو، فلم يدلِ برأيه. فقط ألقى عليّ نظرة سريعة.
تشوي سوجونغ لم تُبدِ ارتياحًا لهذا الحديث وعبست.
وبينما همّت بالكلام، سبقتها لي هانا.
“لكن ناهيون تصرفت لتنقذ الناس. هي ليست في صف الأعداء. نتفق جميعًا على ذلك، أليس كذلك؟”
“نعم.”
قالت نا يوري بنبرة حازمة لا تقبل الجدل.
“طبعًا.”
قلت ذلك دون أي تردد. عندها أومأت لي هانا بصمت وكأن ذلك كان كافيًا.
كان بارك سي وو يراقب المشهد بصمت، ثم قال.
“على الأقل، دعونا لا نخبر أحدًا آخر.”
“لماذا؟” سألت شين باران.
فأجاب بارك سي وو.
“لأن ناهيون لا تريد أن يُكشَف أمرها.”
ثم نظر إلى نا يوري وأضاف.
“وأظن أنه عندما يختار شخص ما إخفاء شيء، فمن واجبنا أحيانًا ألّا نسأل.”
“ولِمَ ذلك؟”
“لو أن شخصًا قرر أنه لا يريد الكشف عن شيء ما، فمن المستبعد أن يُجيب بصدق، حتى إن سألناه.”
نظر إليّ نظرة سريعة، وكأنه يلمّح أنني مشمولٌ بكلامه.
“…..”
لحقت نا يوري بنظره نحوي، ثم تنهدتُ تنهيدة طويلة.
“صحيح. مررت بتجربة كهذه.”
أغلقت عينيها للحظة ثم قالت وكأنها رتبت أفكارها.
“إذًا، سأبحث أنا عن حقيقة قوة ناهيون بنفسي. لا ينقصنا الوسائل لفعل ذلك.”
شين باران أطلقت صوتًا خافتًا وكأنها مترددة، ثم قالت إنها ستتبع قرارنا.
“ناهيون أنقذتني… ولا تبدو شخصًا سيئًا، لذا سأثق بها.”
….إذن، عليّ ألا أواجهها مباشرة.
لأن بارك سي وو كان محقًا. ولأن توتّر علاقتي مع ناهيون ليس في مصلحتي.
وقبل كل شيء، إنه أمر مخيف.
وبعد أن اتضحت مواقف الجميع، تكلّم بارك سي وو بصوت هادئ:
“أولًا، لنبحث عن ناهيون.”
“أجل.”
الوقت ليس مناسبًا الآن لمناقشة طبيعة قوة ناهيون.
عليها أن تكون بخير أولًا.
بدأنا نخطط لعملية البحث عنها. وفي وسط تبادلنا للآراء، فُتح باب الصف بعنف.
“سمعت أن الآنسة ناهيون اختُطِفت!”
كانت المتحدثة هي بارك يورا. وكانت تحمل في يدها جهازًا صغيرًا.
“هذا سيفيدنا بالتأكيد! باستخدام هذا الجهاز يمكننا تتبع طاقتها السحرية!”
جهاز تصوّر الطاقة السحرية…!
في اللعبة، من المفترض أن يتم تطويره في وقت متأخر، لكن يبدو أن ناهيون ساعدت في تسريعه.
هذا الجهاز يُظهر طاقة الشخص بشكل مرئي، ويساعد في تتبع آثارها.
الحمد لله، سيكون التتبع أسهل بكثير الآن.
بعد أن استمع إلى شرح بارك يورا، أومأ بارك سي وو برأسه.
“أولًا، لنذهب إلى مكان اختُطِفت فيه ناهيون، وأيضًا إلى موقع ظهور البوابة.”
سجّلنا طاقتي ناهيون والخاطف في موقع الاختطاف، ثم توجهنا إلى قرب موقع البوابة.
لكن بما أن المنطقة كانت محظورة، استخدمنا قوى الرياح لتشوي سوجونغ للتسلل إلى الداخل.
وحين وصلت بارك يورا إلى موقع ظهور البوابة وبدأت بقياس الطاقة، تجهم وجهها.
“ذلك الوغد أخي…! كيف يجرؤ على فعل هذا بالآنسة ناهيون…!”
…أخوها؟
بدأت بتحليل هذا الخيط الجديد.
شقيق بارك يورا، واسمه بارك يولهان، هو أحد الشخصيات الرئيسية في القوى المعادية في اللعبة.
والمنظمة التي يسعى من خلالها إلى كسر ختم البرج تُدعى—
الصيادون المتوحشون_ وايلد هانتر
وأنا… كنت من محترفي هذه اللعبة، ممن يعرفون خفاياها جيدًا.
إن جمعت المعلومات التي أعرفها من اللعبة، يمكنني استنتاج موقع مقرهم المحتمل.
هذا جيد… يمكننا تضييق نطاق البحث. وسنوفر الوقت.
أسرعت بالعودة مع المجموعة، وبسطت خريطة المنطقة الوسطى.
“إذا كان شقيق بارك يورا واحدًا من المجموعة التي اختطفت ناهيون، فثمّة أماكن معينة أستطيع أن أخمّنها.”
“…! وأين هي؟”
ردًا على سؤال لي هانا، أشرت إلى ثلاثة مواقع على خريطة المنطقة الوسطى.
هذا العالم الواقعي شاسع بشكل مفرط، وقد تستغرق عملية تمشيط منطقة واحدة فقط عدة أيام، لكن مجرد تقليص النطاق إلى هذه النقاط يُعد مكسبًا كبيرًا.
قررنا فيما بيننا من سيتولى تمشيط كل منطقة. لكن ظهرت مشكلة.
“أخيرًا، نحتاج إلى إذن بالخروج. لكن بما أن الوضع غير طبيعي حاليًا، فلن يمنحونا الإذن بسهولة.”
بمجرد أن ذكرت إذن الخروج، خيّم التوتر على وجوه الجميع.
“إن كان الأمر كذلك، فسأتولى أمره بنفسي!”
إيغدراسيل اقتحمت الغرفة كالعاصفة، مترافقة مع نسمة ريح حرّكت شعرها الفضي الطويل بخفة.
يبدو أنها كانت تستمع إلينا من البداية.
“أنا أحب القصص التي تتحرك فيها الشخصيات بدافع الصداقة.”
قالتها بابتسامة مشرقة، ثم أضافت.
“اذهبوا، أيها الصغار.”
وهكذا، بدأت حركتنا للبحث عن ناهيون.
> تعليقات القرّاء:
– هل قلتِ إن هناك شيئًا لا يمكن رؤيته حتى باستخدام عين البصيرة؟ ما هذا على وجه الأرض؟
– وايلد هانتر؟ أوه، يبدو أن الأعداء الحقيقيين قد بدأوا في الظهور.
– لكن لماذا اختُطفت كانغ ناهيون؟
لـ لا أدري…
لـ ألم يذكروا شيئًا عن ‘الإستثنائية’ ربما لهذا السبب.
– ‘اذهبوا، أيها الصغار.’ آه، إيغدراسيل، يا لها من شعلة نور…
…على أية حال، يبدو أنني اختُطِفت فعلًا.
ليس لأنني أصدق ما يقال عني، بل لأنني أصدّق ما ورد في “جزء الظهور”.
ذلك هو الحكم المنطقي الوحيد.
والأهم أن نقاط الميتا لم تنخفض.
لأن المحتال قد وصفني بطريقة إيجابية، ولأن خصمًا جديدًا قد ظهر، انصرف انتباه القرّاء إلى هناك.
ثم بدأت في قراءة بقية جزء الظهور.
[مقطع الظهور الحلقة 45]
بينما كنت أتحرى المواقع المحتملة، بدأت أسترجع لحظة اختطاف ناهيون في ذهني.
ذاك المعتدي استخدم مهارة تنقل فوري. أي أنه من المستيقظين.
لكن رغم ذلك، لم تظهر حالته في بصيرتي.
…متغيّر، إذًا؟ انقبض فكي.
يبدو أنه شخصية جديدة لم تظهر في الأصل. يجب أن أضع ذلك في الحسبان.
***
بعد أيام من البحث المستميت، عثرتُ أخيرًا على المبنى الذي من المرجّح أن ناهيون اختُطِفت فيه.
ومن بعيد، رأيت باك سي وو يقترب. يبدو أنه توصل إلى نفس الاستنتاج.
التقينا عند مدخل المبنى في التوقيت ذاته.
“هذا هو المبنى، أليس كذلك؟”
“نعم، هذا المكان هو الأكثر ترجيحًا.”
بحسب ذاكرتي، مباني “وايلد هانتر” غالبًا ما تكون مزدوجة البنية.
مبنى خارجي عادي للتمويه، ومبنى داخلي مخفي لا يمكن الدخول إليه إلا باستخدام وسائل خاصة أو بتدميره.
فشرحت لهم تلك المعلومة.
“لذا، يجب أولًا السيطرة على الأشخاص الموجودين في المبنى الخارجي، ثم تدمير الجدار الداخلي في الجهة الشمالية.”
“فهمت.”
سحب بارك سي وو بهدوء سيف “الغسق الأزرق”، وقد استعاد الآن كامل مهاراته من أيام مجده، ثم اقترب من المبنى.
لا بأس.
حسب ما أكده لي أوراكل، فإن ذاك المتغيّر غير موجود حاليًا في مقر وايلد هانتر.
عدا عن ذلك، نحن لا نزال في بداية سردية اللعبة. الوايلد هانتر لم تتوسع قوتهم بعد، ولم تشتد شوكتهم.
بالتالي، لا يوجد من يستطيع التصدي لبارك سي وو الآن.
من منظور منطقي، لو ذهبت معه، فلن أكون سوى عبء.
ارتعدتُ من ضعفي.
….لكن ليس هذا وقت التذمر.
الآن، عليّ فقط أن أدعو من أجل عودة ناهيون سالمة.
أثق بك، بارك سي وو. أنقذها، أرجوك.
ثم بدأت محاولاتي للاتصال ببقية أعضاء الفريق.
ما قرأتُه للتو هو أحدث فصل منشور، ما يعني أن دمدم – بارك سي وو – في طريقه إلى هنا الآن!
فتحتُ قائمة الجرد وسحبتُ سلاحي. الإحساس المألوف عاد إلى أناملي.
هيا بنا. لقد حان الوقت لأقابل أصدقائي الذين سيأتون لإنقاذي.
كل الأسئلة ستُجاب حينها.
التعليقات لهذا الفصل " 50"