4. كيفية التكيّف مع بيئة جديدة (٨)
على أيّ حال… مضى الوقت، وبينما كنا نتدرّب، كنت أسترق بعض اللحظات في الأوقات الفارغة لمراجعة مشاهد الظهور السابقة.
لكن الشعور لم يكن مريحًا.
[مشهد الظهور الحلقة 34]
كنت جالسًا بجانب كانغ ناهيون أنظر إلى وجهها.
شخصية كنت أظنها مجرد فتاة بسيطة في الحديث، صافية النية، يسهل كسب ودّها. كنت أراها شخصية غير قابلة للاستغلال إلّا في بدايات القصة.
وكان هذا هو السبب في أنني اعتبرتها أداة لاستغلالها في المراحل الأولى.
لأنني قررت أنها “من ذلك النوع من الشخصيات”.
لكن هذا العالم حقيقي. عالم يمكن أن يموت فيه الناس، حيث يجري الدم البشري فعلًا… ومع ذلك لم أدرك حينها كم كنت محظوظًا لأن فتاة مثل ناهيون اقتربت مني.
كنت أظن أن كل شيء يسير حسب خطتي. انتشيت، ونسيت أن هناك متغيرات لا يمكن التنبؤ بها.
وحتى عندما أنهيت جميع البوابات وظننت أني تجاوزت الخطر، كدت أفقد حياتي.
ولم أستوعب أن هذا العالم حقيقي… إلّا حين ألقت كانغ ناهيون بنفسها أمامي، ونزفت الدماء وكادت تموت.
يا لي من أحمق.
لو لم أكن أنا من تلبّس هذا الجسد، لو كان شخص آخر، لربما كان أدرك حقيقة هذا العالم أسرع، وتعامل معكِ بطريقة أفضل… فهل كنتِ ستتأذين أقل حينها؟
هذه الفكرة ظلّت تتكرر في رأسي.
ربما، لو كان شخصٌ آخر مكاني، لكان أفضل مني.
فأنا مجرد شخص تافه، لا يملك شيئًا سوى معلومات عن لعبة.
ماذا سأقول لها حين تستفيق؟
إذا سألتها لماذا أنقذتني، أو لماذا وضعت ثقتها فيّ؟
كنت خائفًا من الإجابة… خائفًا من مواجهتها.
تلك اللحظة، حين تناثر الدم، وحين سقط جسد ناهيون أمامي… لم أستطع نسيانها. لازلت أشعر وكأن دمها يلطّخ يديّ.
في اليوم التالي، زرت ناهيون في المستشفى. كانت قد استعادت وعيها.
الارتياح غمرني أولًا… ثم تبعته رهبة لم أستطع التخلص منها.
احتجت وقتًا طويلًا قبل أن أفتح فمي أخيرًا.
“لماذا… لماذا تلقيتِ الهجوم بدلاً مني حينها؟”
“لأنك شخص عزيز بالنسبة لي، يوهان.”
“… ولماذا؟”
“لماذا، تسأل؟”
“أنا… لست شخصًا يستحق ذلك.”
أنا مجرد شخص عادي، كل ما في الأمر أنني أحببت لعبة حدّ الجنون.
وفي هذا العالم، عاملت الآخرين كأدوات، وظننت أن بإمكاني السيطرة عليهم وكأنهم شخصيات داخل لعبة. هذا أنا… نكرة، وأناني.
لكن ناهيون ابتسمت، وأمسكت بيدي برفق.
“بل تستحق، يوهان.”
كانت تبتسم كعادتها، بابتسامتها المشرقة.
“لأنك الشخص الذي قادني منذ لقائنا الأول، وتعامل معي بلطف… كنت دومًا رائعًا في نظري.”
… هذا لأنني أردت استغلالك.
لكنني لم أستطع قول تلك الجملة. كنت خائفًا من أن تختفي هذه المحبة العظيمة التي أتلقّاها الآن.
“أنا آسف… عليّ الذهاب.”
وهكذا، خرجت من الغرفة وكأنني أهرب.
لأنني، بوضعي الحالي، لا أستحق حتى النظر في وجهكِ.
ورغم ذلك… كنت سعيدًا لأن مشاعركِ لم تتغيّر. لم أرد أن أخسركِ.
لذا، دعينا نبدأ من جديد.
“مرحبًا… ناهيون.”
دعينا نبدأ من جديد… علاقتنا.
بهدوء، بسطت يدي التي كانت منقبضة.
… هل يعقل أنني حينها، لم يكن عليّ مواساته، بل قول الحقيقة فقط؟
إنه إدراك جاء… متأخرًا جدًا.
> تعليقات القرّاء
– أوه، أخيرًا البطل استيقظ؟
– كانغ ناهيون هي البطلة الأساسية، كل الباقيات انسحبوا من السوق هههههه
لـ ليس أكيدًا بعد!
لـ انتهى أمرهم!
– لكن القصص المدرسية يجب أن تكون حريمًا (TT)
– من الآن فصاعدًا، الحب النقي هو الفائز!
– الحب الصادق ينتصر!
لـ أنا أرفض هذا الحب الصادق…
كنت أرغب في أن أضرب رأسي بنفسي حتى أفقد الوعي، لكنني تماسكت وواصلت قراءة الحلقة التالية.
[مقطع الظهور الحلقة 35]
قررت ألا أُربّت على رأسها بعد الآن.
فهي ليست مجرد شخصية في لعبة، ولا حيوانًا أليفًا.
… هل أدركتَ هذا أخيرًا؟
بطريقة ما، منذ أن تغير وأصبح غريبا توقف عن التربيت على رأسي.
كنت قلقًا بشأن ما حصل مع بارك يورا، فطرحت عليها سؤالًا مبطّنًا، فقالت إنها بخير، ثم تذكرت فجأة وأخبرتني بما حدث في المختبر وكيف تحوّل إلى خراب.
هل كانت لي هانا من أنقذ الموقف؟ الحمد لله.
لو ساءت الأمور، كنت أنوي تهديد بارك يورا بكشف حقيقة أنها نصف مصاصة دماء لأجبرها على التفاوض.
اهدأ… هل تنوي أن تجعل من بارك يورا عدوة؟ لقد أصبح تفكيره ضبابيًا تمامًا.
في يوم توزيع الصفوف، أمسكت ناهيون بيدي أولًا.
كنا في نفس الصف A، لحسن الحظ. كنت راضيًا إلى حدٍّ كبير.
لكن فور وصولنا إلى الصف، تقدّمت نحونا فتاة تحدّق في ناهيون بشراسة.
(مترجمة : في الماضي كان يناديها باسمها الكامل لما يفكر فيها، والحين صار يناديها بس ناهيون لاحظتو~؟)
… تلك الملامح، لا بد أنها شين باران.
ثم أعلنت تحدّيها لناهيون واختفت.
هل هذا بسبب الغيرة؟ يبدو أن نا يوري سببت المتاعب من جديد.
ناهيون سحبتني إلى المقعد الخلفي.
“لنجلس سويًا!”
لم يكن هناك ما يمنعني. تجاهلت نظرات نا يوري الحادّة.
ثم ظهرت إيغدراسيل، وبدأنا الحصة الصباحية.
كما توقعت، بل أسوأ ممّا توقعت… كانت الحصة مرهقة بحق.
جلستُ منهكًا أفكر… لا يوجد طريق آخر لأصبح أفضل، ولو قليلًا.
“يوهان، هل أنتَ بخير؟”
ناهيون ناولتني جرعة استعادة للطاقة.
“… نعم.”
حين رأيتها، عزمت مجددًا أن أبذل المزيد من الجهد.
وحين أوشكت الحصة على الانتهاء، بدأت ناهيون الحديث.
“هل هناك ما يشغلك مؤخرًا؟ تبدو بلا حيوية… الجميع قلق عليك.”
“لا شيء… فقط أدركت كم كنت أحمقًا.”
يا لي من أحمق.
أمالت ناهيون رأسها متعجّبة.
“لمَ تقول هذا؟ أنت تقودنا بشكل جيد، وتعرف الكثير عن الزنزانات والكنوز، و…”
مؤلم. تلك الأمور لم تكن قدرات حقيقية. كنت فقط أستخدم ما أعرفه عن اللعبة.
“تلك ليست مهاراتي. أيّ شخص يعرف هذه المعلومات يمكنه فعل الشيء نفسه.”
أيّ طالب في هذه الأكاديمية، لو امتلك تلك المعارف، لكان أفضل مني بكثير.
“لقد ظننت أنني مميز، كأنني بطل… لكنني كنت واهمًا، وهذا الوهم تحطّم أخيرًا.”
إنه فقط، وهم أنني كنت بطل هذا العالم… وقد تلاشى.
صمتت ناهيون قليلًا، ثم ابتسمت بلطف وقالت.
“لكن مجرد معرفتك بكل هذا، ليس أمرًا سهلًا. ليس كل أحد يستطيع ذلك.”
“…..”
“أن تتعمق في شيء مثلما فعلت يتطلب جهدًا كبيرًا، يوهان.”
أن أُدرك أن الجهد الذي بذلته داخل لعبة كان يحمل قيمة…
“وقليلون من يملكون هذا النوع من الإصرار. وبفضل معرفتك، أنا، والكثير غيري، استفدنا كثيرًا.”
ولهذا…
“لهذا، بطلي الحقيقي ليس أيّ شخص آخر… بل أنت.”
أنا… كنت بطل قصتكِ؟
“صحيح. ربما كما قلتَ، قد يكون هناك شخص آخر يمكنه أن يحلّ مكانك.”
استنشقتُ نفسًا عميقًا.
“لكنني أعتقد أنني استطعت النمو والوصول إلى هذه المرحلة لأنكَ، نا يوهان، كنتَ هنا من أجلي. أنا هنا الآن بفضلك.”
ولو لم تكوني…
“أترى؟ أليس هذا وحده دليلاً كافيًا على كم أنتَ رائع؟”
كنت على وشك البكاء.
وفي النهاية، لم أستطع أن أتماسك، وانفجرتُ بالبكاء.
ناهيون مسحت وجهي بمنديلها.
“أنا… أنا شخص أكثر بؤسًا مما تظنين.”
“لكن الأمور التي فعلتَها من أجلي لن تزول أبدًا. حتى لو لم تستطع فعل أي شيء بعد الآن، سأظل أحبك.”
ولأن دموعي لم تتوقف…
“…آسف، وشكرًا لكِ.”
لم أستطع أن أقول سوى هاتين الكلمتين فقط.
يا إلهي… هل نجحت تلك الجلسة النفسية المزيّفة؟
أغلقتُ مشهد الظهور بنظرات ميّتة وتحليتُ بالهدوء، ثم بدأت أتابع تفاعل القرّاء.
> التعليقات
– كما هو متوقّع من البطلة الأساسية.
– كانغ ناهيون! كانغ ناهيون! كانغ ناهيون!
– هلّا جعلناها قصة حب خالص يا أيها الكاتب؟
– مهلاً، القصص الأكاديمية يجب أن تكون حريمًا بالمقام الأول!
يا للجنون.
تنهدتُ وأنا أتنقل بين الحلقات التالية لأراقب الأوضاع.
لم يكن هناك شيء مميز، لكن في الفصل السادس والثلاثين، لفت انتباهي مشهد.
—
[مشهد الظهور الحلقة 36]
“لماذا أحضر الجميع الحلوى فجأة؟”
على ما يبدو، لا يزالون لا يفهمون شيئًا.
ولأن الموقف استدعى التحذير، قررت أن أشرح.
“إنها رشاوى.”
“رشاوى؟”
“معلّمتنا مولعة بالحلويات~. وهناك شائعة شهيرة في الأكاديمية~.”
“يقال: ‘إذا قدمتِ رشوة للسيدة إيغدراسيل، ستُسهل عليكِ التدريبات.'”
“بالضبط. عندما تُقدم لها رشوة، توفر لك كثيرًا من التسهيلات، خاصة فيما يتعلق بالتدريب. لكن من الأفضل ألّا تفعلي ذلك إن استطعتِ. لأن—”
في اللحظة التي كنت على وشك أن أُكمل فيها كلامي—
بوووم!
إيغدراسيل اقتحمت المكان.
فعلتها عن عمد، أليس كذلك؟ تلك العجوز ذات الأذنين الحادتين لا يفوتها شيء. هل كانت تختبر الأمر عن قصد في بيئة نقية؟
لحسن الحظ، ناهيون لم تبدُ مهتمة بتقديم رشوة، فارتحت.
إيغدراسيل… هل قطعتْ كلامه عن عمد وقتها؟
يا له من اكتشاف صادم.
> التعليقات
– أجل، سمعت أنها قصة حب أكاديمية، لذا جئت أتابعها.
لـ مهلًا، لا يزال هناك احتمال للحريم!!
لـ لقد تأخرتَ، يا هذا.
لم تكن التعليقات ذات أهمية كبيرة.
شعرتُ بالحزن لأنني أصبحت أعتبر هذا النوع من التعليقات تافهًا.
[مشهد الظهور الحلقة 40 ]
قبل الفصل الأربعين، كانت الأحداث تدور حول التدريبات فحسب.
حتى في خضم ذلك، كان يفكر بي. هذا مرعب. توقف عن ذلك.
اطلعتُ سريعًا على بعض المشاهد القريبة من الفصل الأربعين التي لم أرَها من قبل.
في صباح اليوم الذي جلبتُ فيه صندوق الحلوى، حدّقت ناهيون نحوي بدهشة، ثم هزّت رأسها نافية، لتظهر لي تعبيرًا وكأنها تثق بي.
لطيفة.
وحين سنحت الفرصة، توجهنا سويًا إلى إيغدراسيل.
قطّبت جبينها وقالت:
“هل قررت أن تستسلم؟”
“لا. جئت لأطلب المساعدة.”
قدّمت لها صندوق الحلوى.
كنت واثقًا أنني قد بنيت ما يكفي من الثقة، لذا كان هذا كافيًا.
ثم قلت الكلام الذي حضّرته مسبقًا:
“أرجوكِ، قدّمي لي أعظم مايسـتر في العالم.”
بمجرد أن سمعت ذلك، اتسعت عيناها وضحكت ضحكة مدوية.
لقد نجحت.
ابتسمت ابتسامة خفيفة.
وهكذا، حصلتُ على توصية إيغدراسيل وغادرنا أنا وناهيون معًا.
“مذهل، يا يوهان! تبدو كمفاوض بارع بحق!”
…لقد استثمرتُ فقط معرفتي المسبقة.
“ربما الحرفي الذي ستوصي به المعلمة لن يطلب مالاً، لكن إن فعل، سأساهم بجزء من التكاليف.”
مال نا يوهان كثير على أية حال.
“في حال طلب مبلغًا، كم سيكون تقريبًا…؟”
“سعره مرتفع جدًا، إن طلب مالاً فقد يكون… حوالي عشرة مليارات وون دفعة واحدة؟ وربما أكثر إن كان سلاحًا ناريًا.”
“هاااه…”
ناهيون شهقت بصدمة، ثم قالت بصعوبة:
“يوهان… لو اضطررتُ لدفع ثمن السلاح، هل يمكنني استدانة بعض المال منك؟ سأسدده بالتقسيط.”
“مم… هل هناك حاجة؟”
ناهيون أمسكت بيدي بتصميم وقالت:
“سأرده لكَ بالكامل، أعدك.”
“أه… حسنًا.”
يا لها من لحظة دافئة. تأملتُ يدها التي أمسكت بي بشرود.
لهذا يُقال هو برجوازيون! برجوازيون!
شعرتُ بالغضب من إنفاق يوهان المتهور مرة أخرى.
….آه، لقد تحمّست أكثر من اللازم. عليّ أن أهدأ.
أطفأتُ النظام الميتا بهدوء.
ما الذي يمكنني فعله الآن؟ لا شيء.
سأكتفي بالحفاظ على الوضع كما هو.
على الأقل، سأجني الكثير من النقاط… هل هذا جيد، حقًا؟
…ربما من الأفضل أن أبدأ التدريب استعدادًا لبطولة التحدي القتالي.
تنهدتُ بعمق وأنا أُعيد تجهيز سلاحي.
***
ومع مرور الوقت، أخيرًا…
<انطلاق بطولة التحدي القتالي لأكاديمية الحُماة!>
لقد حلّ يوم بطولة الفريق القتالية في أكاديمية الحماة.
التعليقات لهذا الفصل " 46"