ظللتُ أدور وأجول في الأزقّة الخلفيّة، وأصعد وأهبط السلالم، وأمشي في الطرقات الصاعدة دون توقف.
وحين بدأتُ أرتاب بأن إيغدراسيل ربّما كانت تعبث بنا عن قصد، وجدتُ حدّاداً صغيراً ومتهالكاً في زاوية معزولة جداً، بين جدارين يسدان الشمس بالكاد.
…هل هذا هو المكان؟
اقتربت من مقدمة الورشة وطرقت الباب.
“هل من أحد هنا؟”
لم يجبني أحد، لكن كان بإمكاني سماع صوت الطرق على شيءٍ ما من الداخل.
تردّدت قليلاً، ثم طرقت الباب بشدّة أكبر.
“هل من أحد هنا؟”
عندها جاءني صوتٌ أجشّ من الداخل.
“هنا، أيها الأحمق!”
الصوت الفظّ لم يكن يرحّب بي كثيراً.
“أنا مشغولة! إن كانت لديك حاجة فادخل، وإلا فأدِر ظهرك وارحل!”
من نبرة الرد، شعرتُ على الفور أنّ التعامل مع هذه “المايستر” لن يكون سهلاً.
“سأدخل إذن!”
فتحتُ الباب العتيق بكل عزيمة، وراح يئنّ بصوت مزعج وهو يُفتح بثقل.
“أنا… أتيتُ بتوصية من السيدة إيغدراسيل!”
توقّفت امرأة سمراء البشرة، مفتولة العضلات، عن الطرق بالمطرقة والتفتت نحوي.
“هم؟ آه، أأنت الشخص الذي تحدّثت عنه؟ ها، يبدو أنك بشريّة على غير ما توقعت!”
بالطبع أنا بشريّة! تُرى، ماذا ظنّتني؟
“لا بد أنكِ تعرفين من أكون، إذاً لا بد أنك تعرفين طريقة عملي أيضاً.”
لا أعرف. في الحقيقة، لا أعرف حتى من تكونين. كل ما أعلمه هو أنها “مايستر” عظيمة.
ابتلعتُ ريقي وشعرتُ ببعض التوتر، وفي تلك اللحظة، تغيّرت ملامحها الجادّة فجأة.
“ما اسمكِ؟”
“كانغ ناهيون.”
“حسناً. وما المهنة التي منحك إياها النظام؟”
“قنّاصة.”
“فهمت. إذاً، ما الذي يدفعكِ إلى طلب سلاح؟”
سؤال سهل جداً! قرّرت أن أجيب بصراحة.
“لأحمي الأشخاص الأعزّاء عليّ.”
لأنني إن أصبحتُ أقوى، فسأتمكّن من حماية أولئك الذين أحبهم، وكل ما هو عزيز عليهم.
المايستر حدّقت فيّ بصمت، ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة.
“إجابة عاديّة إلى أقصى حد.”
هل قلتُ شيئاً خاطئاً؟
“لكن، طالما لا كذب فيها، فهي إجابة جيّدة.”
قهقهت برفق ثم أشارت إليّ بأن أقترب من الطاولة.
“في هذه الأيام، حتى مثل هذه الإجابة البسيطة لا يستطيع البعض تقديمها.”
سحبت الكرسي بخشونة أمام طاولة مليئة بالرسومات وأدوات مبعثرة، ثم طرقت عليه بيدها.
“اجلسي. ما الذي تحتاجين إليه؟”
هل… هل نجحت؟ يبدو الأمر كذلك؟
جلستُ على الكرسي بحذر.
“…بندقيّة قنص بعيدة المدى، وأسحلة قادرة على تغطية المسافات المتوسّطة.”
“أسلحة نارية، لم أصنع مثلها منذ زمن. آخر مرة كانت في عهد ذاك الفتى من فرقة المنقذ.”
“المنقذ؟”
“هم؟ ألم تكوني تعلمين؟ أنا الحدادة ميكيل، من كان يصنع المعدّات لفريق الاجتياح العالمي ‘المنقذ’.”
كتمت شهقة دهشة كادت تفلت من فمي.
صحيح أن إيغدراسيل وعدتني بإرشادي إلى حرفيّ عظيم، لكن… أليس هذا مبالغًا فيه!
على الأقل، لم أعُد قلقة بشأن جودة السلاح بعد الآن.
إن كانت هذه هي حدّادة فريق “المنقذ”، فلا شك أنّها من صنعت الأسلحة الأسطوريّة بنفسها.
ورغم مرور سنين طويلة على تفكّك الفرقة، فإنها لا تزال شابة، مما يعني على الأرجح أنها من سلالة مختلطة أو من نفس نوع إيغدراسيل، من أولئك الخونة الذين تخلّوا عن جنسهم.
…لكن إن كانت فعلاً حدّادة المنقذين، فهل يمكنها إصلاح ذلك السيف؟
تذكّرت السيف القديم الذي يحمله دومًا دمدم، الصبي الصامت الذي يرافقنا.
ما دام لا خسارة في المحاولة… فتحتُ فمي بتردّد:
“آه، إذاً… هل من الممكن أن تصلحي سيف ‘الغسق الأزرق’؟”
أعلم أنّ طلبي هذا وقح بعض الشيء،
لكنني لم أستطع نسيان وجه دمدم الحزين كلما نظر إلى سيفه المكسور ومسحه بلطف.
هذا سيكون الهدية التي وعدته بها سابقًا.
“…الغسق الأزرق، يا له من اسم عزيز على القلب.”
أغمضت ميكيل عينيها ببطء، ثم فتحتهما وابتسمت.
“موافقَة. أحضريه. لكنني لن أصلحه إلا إن راق لي صاحبه.”
كانت تلك في الواقع موافقة صريحة. وقد كنتُ شبه واثقة أن دمدم سينال إعجابها لا محالة.
كما أنك واسيتني ذات يوم، فأتمنّى أن أستطيع ردّ الجميل لك، هكذا فكرت.
***
“هممم… طاقة السلاح عديمة الصفة، جيد. ستُركّبين فلتر GAH، صحيح؟”
(م م: الفلتر هذا ماهو شي واقعي، بس تم تطويره من شخص رح تعرفونه بعدين، الهدف منه تغيير انواع الطاقة السحرية لتناسب مايحتاجه الصياد فالمعركة)
“…آه، نعم. سيكون من الأفضل إن تمكّنت من استخدام طاقات متعدّدة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 43"