4. كيفية التأقلم مع بيئة جديدة (٤)
لكن، ما معنى أنني سأحصل على سلاح أفضل؟ في القصة الأصلية، الحرفي المايستر لا يعود من مهمته المخصصة من الأكاديمية إلا في الفصل الدراسي الثاني!
أيمكن أن يكون لديه معرفة خاصة بحرفي آخر؟ هل سأتمكن أخيرًا من جني ثمار معرفته بلعبة العالم هذا؟
تسلل إليّ الأمل من حيث لا أشعر.
أما شين باران، فبعد أن فشلت في استفزازي، حدّقت في المحتال بنظرة حادة ثم مضت غاضبة لوحدها.
“يوهان… لا تقل لي أنك ستشتري لي شيئًا آخر؟ لا يصح أن توزع أشياءك على الآخرين بهذه السهولة!”
قلت هذا وأنا أتظاهر بالقلق عليه، واضعةً خطًا واضحًا لا يجوز تجاوزه.
إن كان سيشتري شيئًا من متجر الأسلحة، فلا حاجة لذلك. فقط عرفني على المايستر.
هزّ المحتال كتفيه بلا مبالاة. يا لها من ابتسامة واثقة ومسترخية لم أرها منذ زمن. حتى إنني شعرت بالحنين إليها!
“ليس الأمر كذلك. فقط… سأستخدم بعض الرشوة.”
في اليوم التالي، حضر المحتال إلى المدرسة وهو يحمل صندوق حلوى فاخرة.
ما الذي يدور في ذهنه بالضبط؟
كنت أعتقد أنه يدرك تمامًا فخاخ إغدراسيل، فهل قرر فجأة تقديم رشوةٍ لها ليُخرج نفسه من دائرة تركيزها؟ هل قرر أن يُقصي نفسه بنفسه عن برنامج تدريبها القاسي؟
…لا، مستحيل. لا يمكن للمحتال أن يختار طوعًا أن يُستبعد من قبل إغدراسيل.
فلنُفكّر من زاوية أخرى.
الجميع يعلم أن إغدراسيل تُقدِّم بعض “التسهيلات” لمن يقدّم لها الرشاوى. هذا جوهر الشائعات المنتشرة عنها.
لكن…
صحيح. إغدراسيل تُسهِّل الأمور لمن يقدّم الرشوة.
والمحتال قال بوضوح إنه سيحصل على “تسهيلات”.
فإن كانت هذه “التسهيلات” تشمل مجالات أبعد من التدريب؟
لو صحّ هذا، فالتسهيلات التي يمكن أن تقدّمها إغدراسيل لن تقتصر على تقليص كمية التدريب، بل قد تشمل مواردها الهائلة بصفتها أقوى صيادة على الإطلاق.
إن طلب منها بإخلاص، فربما، فقط ربما، قد تُعرّفه على أحد المايسترات الذين تعرفهم. فهي ليست أقل من أسطورة حيّة!
ولأفهم نوايا المحتال بشكل أدق، قمت بتفعيل نظام الميتا.
[نقاط الميتا الحالية: 13030]
…لأتجاهل الآن هذا الرقم الخرافي الذي ارتفع مجددًا بسرعة لا تُصدَّق.
قريبًا ستحصلين على سلاحٍ أفضل من سلاحكِ الحالي.
اعترضتُ طريق شين باران التي كانت تحاول افتعال مشكلة بلا سبب.
رؤية تصرّفها السيئ تجاه كانغ ناهيون أثار غضبي.
كل ما في الأمر أن سلاحها قد انكسر أثناء القتال، لا أكثر.
لكنني الآن كسبت ثقة إغدراسيل إلى حدٍ كافٍ، وإن استخدمتُ “ذلك الأسلوب”، أستطيع أن أؤمّن سلاحًا جديدًا لها.
الرشوة التي تُقدَّم لإغدراسيل ليست سوى عنصر سري من اللعبة، كحدث مخفي.
في البداية، إن لم تكن تملك ثقتها، فإنها تعتبر فخًا.
لكن عندما تنال ثقتها، يمكن أن تتحول إلى وسيلة فعّالة للحصول على المساعدة.
وبمجرد أن أثرتُ أعصاب شين باران قليلًا، انسحبت غاضبة.
“يوهان… لا تقل لي مجددًا أنك ستشتري لي شيئًا!”
“لا، لا. فقط، سأستخدم قليلًا من الرشوة.”
ليس لدي نية لشراء شيءٍ هذه المرة. خطتي هي أن أفتح لها الطريق لتصل إلى مايسـتر، دون أن أدفع فلسًا واحدًا. وليس أي مايسـتر، بل الأفضل في العالم.
كل ذلك مقابل رشوة بسيطة.
ثم استخدمت “عين البصيرة” لأتفقد حالة ناهيون.
[الحالة]
المستوى: 25
القوة الجسدية: E
الرشاقة: C
القدرة على التحمل: C-
القوة السحرية: C
السمة السحرية: لا شيء
[المهارات المتوفرة]
سلبية: المخزون Lv.2
سلبية: البصيرة بعيدة المدى Lv.2
سلبية: إصابة مؤكدة Lv.2
فعالة: طلقة الطاقة السحرية Lv.10
بمستوى 25 وهذه المواصفات؟ إن شبهناها بألعاب السحب العشوائي، فهي شخصية 5 نجوم بحق! شخصية قابلة للنمو تمتلك إمكانات لا حدود لها.
أليس من الطبيعي إذًا أن تمتلك سلاحًا يليق بهذه الإمكانيات؟ سلاحًا من صنع أفضل مايسـتر على الإطلاق؟
ابتسمت ابتسامة عريضة.
وبالمرة، ألقيت نظرة على تعليقات القراء.
> التعليقات:
– أوه، ناهيون حصلت أخيرًا على سلاح جديد!
– سمعت أن هناك قصة حب أكاديمية هنا، هل وصلت للمكان الصحيح؟
– لا يزال هناك احتمال للحريم، صحيح؛؛
– هذا يشبه عرض زواج… أوه، آسف!
لـ في هذه الأيام، بدل الخاتم، الناس يقدّمون المسدسات~
– أسهم لي هانا في ارتفاع صاروخي.
لـ يارفيق، تلك الأسهم أُزيلت من السوق من زمان.
لـ بصدق، إن بدأ البطل بالاهتمام ببطلة واحدة فقط؟ انتهت اللعبة.
لم تنتهِ! لا تتحدثوا بكلام شنيع كهذا! أنتم، حتمًا، ستُبدّلون ولاءكم لاحقًا نحو بطلة جديدة وجذّابة! حتمًا!
أوه لا… يبدو أنني تحمّست أكثر من اللازم دون أن أشعر.
تنفّستُ بعمق بينما أراقب دخول إيغدراسيل مجددًا وهي تركل الباب كعادتها.
على كل حال، يبدو أن هذه هي الخطة. كما هو متوقّع من مهووس ألعاب…
معلوماته عن هذا العالم أوسع بكثير من معرفتي التي اكتسبتها فقط من قراءة الرواية.
حقًا، أليس خياري كان حكيمًا؟ لقد أمسكتُ بطرف الحبل الصحيح. انغمستُ في مديح داخلي لذاتي بكل سرور.
وبالمناسبة، يبدو أن الأسلحة النارية الحديثة كالبنادق لا يمكن الحصول عليها من الزنزانات، بل تُشترى حصريًا من المتاجر أو من أحد “المايسترات”، ولهذا تكون أسعارها مرتفعة نسبيًّا.
ومع الانتقال إلى مستوى “المايستر”، تصبح البنية الداخلية للبندقية أكثر تعقيدًا، ويتعيّن الانتباه بشكل كبير إلى المتانة أيضًا.
وهنا تبدأ أهمية العلاقات والمعارف.
ولهذا السبب، تتطلب مهنة القنّاص مالًا أكثر من باقي التخصّصات. عندما استيقظتُ لأول مرة بهذه الفئة، شعرتُ وكأن الدنيا أظلمت في وجهي.
لكن بفضل استراتيجيتي المناسبة، أعتقد أنني أدير أموري بشكل جيد إلى حد ما الآن.
لقد جمعتُ قدرًا جيدًا من المال، وحتى مسألة السلاح يتكفّل بها المحتال بنشاط.
ركوب حافلة البطل… يا له من أمر مريح.
أما المحتال، فلم يُظهر نيّة في تقديم الرشوة مباشرة، بل وضع صندوق الحلوى الفاخر بهدوء تحت المكتب.
هل سيقدّمه لها لاحقًا في وقت مناسب؟
أظهرتُ له نظرة قلقة، كما لو كنتُ أخشى أن التدريب أرهقه فسيتخلّى عنه.
صورة البطلة النقيّة التي تقلق على صديقها البريء.
وبالمناسبة، يجب أن أراجع كل المرات التي ظهرتُ فيها لاحقًا لحساب نقاطي.
خلال الفترة الماضية، كان التدريب المكثّف فوق العادة لدرجة أنني لم أتمكن حتى من فتح النظام الميتا لمرة واحدة.
والآن وقد نظرت إليه، وجدتُ أنه تراكم حتى الحلقة الأربعين.
سأجعل هذا المساء في السكن مخصصًا لاستعراض كل شيء بهدوء.
وهكذا، بعد أن قرّرتُ ذلك، تابعت السير خلف الصفوف المتوجّهة نحو الحصص الصباحية.
وفي وقت الغداء، أخذني المحتال معه لزيارة إيغدراسيل، حاملاً صندوق الحلوى الذي أعدّه مسبقًا.
استقبلتنا إيغدراسيل بابتسامة مشرقة، لكن ما إن رأت صندوق الحلوى في يد المحتال حتى تجمّدت ملامحها.
“هل تنوي الانسحاب؟”
“كلا، جئتُ أطلب المساعدة.”
قالها وهو يمدّ إليها صندوق الحلوى.
“أقدّم لكِ رشوة… فهلا منحتِنا بعض التسهيلات؟”
وبينما بدأت خيبة الأمل ترتسم على وجهها، أكمل كلامه بلهجة هادئة.
“نحن لا نطلب تخفيفًا في شدّة التدريب أو شيئًا من هذا القبيل.”
ثم قال مباشرة.
“نود أن تعرّفينا على أفضل مايستر في العالم.”
عندها، اتسعت عينا إيغدراسيل وضحكت بعلو صوتها.
“فوههههه! أنت أول واحد هذا العام يقول هذا! كيف يظهر في كل سنة أحد أولئك الوقحين؟!”
فردّ عليها المحتال بابتسامة عريضة ووقحة.
“أليست المعلمة نفسها هي من نشرت شائعة أن الرشوة تجلب التسهيلات؟”
لقد عاد إليه قليل من تملّقه القديم في مثل هذه اللحظات.
“لذا، ساعدينا من فضلكِ. المايستر المعني يصنع البنادق أيضًا، أليس كذلك؟”
وبالفعل، بعد ضحكتها المجلجلة، وافقت إيغدراسيل على تقديم المايستر لنا، فقال المحتال وهو يحك مؤخرة عنقه:
“بهذا… أعتقد أننا سنتمكن من حل مشكلة سلاحكِ التالف.”
“أنت مذهل، يا يوهان! تبدو كمفاوض بارع بحق!”
لقد استخدمتُ مجددًا تقنية “واو، فلان مذهل!” التي لم أستخدمها منذ زمن. بدا المحتال محرجًا وأدار وجهه قليلًا وهو يرد.
“أعتقد أن المايستر الذي ستعرّفنا عليه المعلمة لن يطلب مالًا، لكن إن فعل… سأشارك في التكاليف.”
هل من الممكن ألا يطلب مالًا؟ يا له من أمر رائع!
بلعتُ ريقي وسألته بحذر.
“ولو افترضنا أنه طلب، ما التكلفة المتوقّعة؟”
“بما أن قيمته السوقية ليست عادية، فلو طلب مالًا… ربما نحو عشرة مليارات نقدًا؟ وقد يزيد السعر لأن تصنيع البنادق أمر معقّد.”
“هاااه……”
هل جنّ هذا العالم…؟
صحيح أنني أحاول التخلّي عن ضميري بعض الشيء، لكنني لا أملك قلبًا من حجر لدرجة أن أمدّ يدي إلى صديق وأستنزف منه عشرة مليارات!
“يوهان، إن اضطررتُ للدفع، هل يمكنك إقراضي المبلغ؟ سأسدّد لكَ بالتقسيط.”
“هممم… لِم العجلة؟ ليس مالًا يجب سداده بسرعة. خذي وقتك. بل، لا بأس إن لم تسدّديه أصلًا…”
يا لهذا الأحمق… ليس لديه أي حس مالي! هكذا هم الأغنياء!
غضبتُ مؤقتًا من حاسّة البرجوازيين المعدومة في المال.
“سأسدّد الدين، بالتأكيد.”
“آه… حسنًا.”
عندما أمسكت بيده بإحكام ونطقت بكل كلمة بوضوح، عندها فقط أومأ بالموافقة.
لو أصبحتُ صائدة بوابات وجمعتُ المال بجدّ، يمكنني سداد ذلك المبلغ. أفضِّل أن أقدّم جزءًا من دخلي المستقبلي بدلًا من أن أثقل ضميري بدَين كهذا.
فحين يتعلق الأمر بأجر عملي، كأن أتقاسم المال بعد إنهاء البوابة، فلا بأس. لكن أن يكون دَينًا؟ هذا قد يخلق علاقة تبعية كاملة بيننا.
صحيح أنني أحتفظ الآن طوعًا بدور الصديق التابع خلفه، ومن وجهة نظره، فأنا مجرد إضافة غير متوقعة أو خدمة مجانية.
لكن أن أختار أن أنتمي له بإرادتي يختلف تمامًا عن أن أُقيّد بسبب دَين.
***
بعد بضعة أيام،
كنتُ أتنقّل في شارع السوق متتبّعة الخريطة التي سلّمتها لي إيغدراسيل.
إنه شارع “الحرفيين”.
تمامًا كما قيل: الحرفيون الذين يصنعون أسلحة المايستر يقيمون هنا، ومن كل زاوية يتصاعد الدخان وتُسمع أصوات الطرق على المعادن.
كنتُ أُلقي نظرات خاطفة عبر واجهات الزجاج على الأسلحة الباهظة التي يصنعها المايسترات، ثم أواصل السير.
لا فائدة من التفرّج على شيء لا أستطيع امتلاكه.
وبما أنني كنتُ قد قدّمت تصريح الخروج مسبقًا، فالمساء كله تحت تصرّفي.
بعد زيارة الورشة، سأمرّ على دار الأيتام لبعض الوقت ثم أعود.
سرتُ بخطى هادئة متّجهة إلى العنوان المكتوب…
لكن الغريب أن الطريق يأخذني نحو مكان أكثر عزلة شيئًا فشيئًا.
التعليقات لهذا الفصل " 42"