3. كيفية الاستعداد للإمتحان (١٣)
شعرت بشيء يخترق بطني.
“أغ… هاه…!”
إحساس اختراق البطن كان مؤلمًا.
دفءٌ ووخزٌ لاذع صعد من موضع الطعنة.
ذلك الشعور الكهربي انتشر في جسدي، مشلًّا حواسي بالكامل.
رغم ذلك، أجبرت نفسي على التحرك.
الرجل تمتم وهو ينظر إليّ.
“…ماذا تكونين؟ لم يكن هناك أحد مثلكِ في المرة السابقة.”
“..…”
لم يكن لدي ما يكفي من القوة للنطق، فاكتفيت برفع المسدس وتوجيهه نحوه بصمت.
لكن الرجل لم يُعرني أي اهتمام، واستمر في التحديق بي.
وفي اللحظة التي وجّه فيها انتباهه إليّ، انقض دمدم عليه بسيفه بسرعة البرق.
تراجع الرجل سريعًا، لكن يبدو أنه لم يتمكن من تفادي الهجوم بالكامل، إذ سال خطٌّ من الدم القرمزي على خده.
“تسك.” رمق دمدم بنظرة جانبية وهو ينقر لسانه بتضايق خفيف.
“سأنسحب اليوم فحسب.”
يبدو أنه تخلّى عن فكرة مواصلة المواجهة، فرتّب ردائه ولوّح بذراعه.
وفجأة، اختفى الغريب من الهواء كأنه لم يكن موجودًا، وكأن كل ما رأيناه لم يكن سوى سراب.
عندها فقط، شعرت بالراحة.
أحسست أن القوة تفرغ من جسدي.
الحمد لله… لم يمت أحد. الحمد لله…
لقد انتصرنا.
وهكذا، وأنا أشعر بدفء اليد التي أسندتني وأنا أتهاوى، استطعت أن أبتسم.
كان المحتال يحدّق بي بعينين مضطربتين.
ما الأمر؟ لماذا تنظر إليّ هكذا؟
لقد انتصرنا، أليس كذلك؟ ابتسم…
لكن قبل أن أستطيع قول ذلك، غرقتُ في ظلام وعيي.
رأسي… لا يعمل.
كنت أُسند كانغ ناهيون وهي تنهار، وكل ما شعرت به هو أن ما يحدث لا يبدو واقعيًا على الإطلاق.
حدث “الهجوم المفاجئ” يجب أنه انتهى بسلام.
لو كان هذا مجرد لعبة، لكان قد انتهى عند هذه النقطة.
لكن… لماذا حدث هذا؟
لماذا ظهر متغيّر كهذا؟
مثل هذا الحدث لم يكن موجودًا. لم يكن يُفترض أن يحدث شيء كهذا.
لماذا… لماذا تنزفين أنتِ؟
كنت مدهوشًا، عاجزًا عن فعل أي شيء.
ولم أستعد وعيي إلا بعد أن وصل المعلمون وباشروا السيطرة على الموقف.
الدم الذي لطّخ يدي كان يخبرني بأن كل هذا… بسببي.
بأن كل هذا حقيقي.
وكأنه يسخر منّي، منّي أنا الذي ظن أن الوضع لا يعدو كونه لعبة، وتحركت كما يحلو لي.
شعرت وكأن أحدهم رشّ عليّ ماءً باردًا.
أخيرًا، أدركت أن كل ما يجري هو واقع.
النسيم البارد الذي يلفحني، النظرات القلقة التي تحيط بي، الألم الذي ينبعث من جروحي… كلها تؤكد أنني أعيش في الواقع.
لا أعلم بأي حالة ذهنية عدتُ إلى غرفتي.
تمددتُ على السرير شاردًا، أفكر في كل ما جرى.
وفجأة، كثرت الأشياء التي لا أفهمها.
أريد أن أسألكِ.
الآن فقط، بعدما عرفتُ تمامًا أن هذا ليس مجرد لعبة، أريد أن أسألكِ.
لماذا حميتِني؟
لماذا أصبتِ بدلاً عني؟
لماذا تفعلين كل هذا… لأجلي أنا؟
لماذا، في كل مرة، تبتسمين لي رغم أنني أجرّك خلفي، تؤمنين بي، وتخاطرين بحياتك من أجلي؟
كيف منحتني هذه المودّة، أنا الذي لا يستحقها في الواقع، والذي لا مكان له فيها؟
ما بال هذا الأحمق؟
كان هذا أول ما خطر ببالي بمجرد أن فتحتُ عيني.
وجدت نفسي مستلقية على سرير في المستشفى، مرتدية زي المرضى.
إلى جوار السرير كان هناك باقة زهور وبعض المشروبات.
بدا أن وقتًا لا بأس به قد مر، لذا أول ما فعلته فور استيقاظي هو تشغيل مشهد الظهور لمعرفة ما جرى… لكن الولد كان قد فقد صوابه قليلًا.
ثم…
> التعليقات :
– بطلة تضحّي بحياتها؟ أوافق بشدة!
– أسهم كانغ ناهيون في ارتفاع جنوني!!!
– أنا الرابح لأني اشتريت أسهمها بالكامل منذ البداية.
– تبًا، بهذه المرحلة أليست كانغ ناهيون هي البطلة الرئيسية؟
لـ أوافقك تمامًا.
– كانغ ناهيون هي البطلة الرسمية… هذا ما اتفق عليه الجميع!
لـ لا تستبقوا الأحداث…
– البطلة التالية، الخاسرة القادمة.
ردود فعل القرّاء كانت قد فقدت صوابها أيضًا.
لكن ما كان أكثر جنونًا هو…
[نقاط الميتا الحالية : 10030]
كانت هذه القيمة المجنونة أمام عيني.
ثمة شيء ما… شيء ما يسير في الاتجاه الخاطئ.
شعرت بقشعريرة تزحف صعودًا على عمودي الفقري.
وبلغت تلك القشعريرة الناتجة عن نقاط الميتا ذروتها… عندما جاء المحتال لزيارتي في المستشفى.
كان وحده حين جاء لزيارتي، وجلس بصمت طويل إلى جانبي.
مظهره كان غريبًا… لم يبقَ أثر لتلك الوقاحة المعتادة التي طالما كانت تميّزه.
ما خطبه؟ هل جنَّ فجأة؟
وبينما كان غارقًا في الصمت، بدأ يحرك شفتيه ببطء، ثم سألني بصوت ضعيف:
“لماذا… لماذا تلقيتِ الهجوم بدلاً مني في ذلك الوقت؟”
لا أعلم. تحرك جسدي تلقائيًا فحسب. فبإحصائياتك التافهة تلك، كنتَ ستموت غالبًا.
…لكن حتى لو كان هذا شعوري الحقيقي، لا يمكنني قول الأمر هكذا مباشرة.
لذا أجبتُ بما يتناسب مع الشخصية المشرقة التي كنت أمثلها حتى الآن، بأقصى قدر من التناسق:
“لأن يوهان شخص عزيز عليّ.”
“…ولماذا؟”
“ماذا تقصد بلماذا؟”
أملتُ رأسي قليلاً وابتسمت.
“أنا لا أستحق كل ذلك.”
“بل تستحق.”
…ما خطبه؟ هل اختل عقله بالفعل؟
دائمًا ما كنت أتمتم في داخلي مطالبةً بأن يتوقف عن تصرفاته المزعجة، لكنه الآن، بعدما بدأ يظهر انخفاضًا حادًا في تقدير ذاته بهذه الطريقة المفاجئة، بات الأمر مزعجًا بشكل آخر…
…بل ومقلق نوعًا ما.
مددت يدي برفق وأمسكت بيده.
“لأنك كنت الشخص الذي قادني في البداية عندما لم أكن أعرف شيئًا، ولأنك كنت طيبًا ولطيفًا معي.”
ارتجف المحتال عند سماع كلماتي.
ما الأمر؟ هل استيقظ ضميره فجأة؟
“هذا….”
عض شفته بقوة، ثم نهض فجأة من مكانه.
“آسف. يجب أن أذهب.”
وغادر غرفة المستشفى على عجل، وكأنه يهرب.
آه، حسنًا إذًا. وداعًا.
شعرت وكأنني موظفة أنهت عملها باكرًا على غير المتوقع.
لكن، لا أدري… بدا الأمر أشبه بمغادرة مبكرة من شركة على وشك الإفلاس، لا مجرد يوم خفيف.
…هل هذا طبيعي حقًا؟
سألت نفسي سؤالًا لن يجيبني عليه أحد.
وفي اليوم التالي، خرجت من المستشفى بعد أن تماثلت للشفاء تمامًا، ودخلت الصف مجددًا.
“مرحبًا، …ناهيون.”
كان المحتال هو أول من سلّم عليّ بصوته الغريب.
ما الأمر؟ هل طلعت الشمس من الغرب اليوم؟
“هل تشعرين بأي ألم؟”
ولِمَ يتحدث فجأة بهذه النبرة الرقيقة؟ هذا مخيف… أريد أن أبقي بيني وبينه مسافة مناسبة، من فضلك.
كتمت ملامح انزعاجي وجلست إلى جانبه.
ثم، مع هذا المحتال الغريب الأطوار…
“خذي، اشربي هذا.”
…قضيت
“هل هناك شيء لا تفهمينه؟ سأشرحه لكِ.”
…يومًا…
“كوني حذرة، لم تتعافي بالكامل بعد.”
…غريبًا ومربكًا.
وفي نهاية هذا اليوم، توصلت إلى نتيجة حاسمة:
لا بد أن الأمور خرجت عن السيطرة.
وبشدة.
فجأة، تحطّمت جدران الحماية التي كان المحتال يبنيها حول نفسه، لكن… فقط تجاهي أنا.
لقد أضيئت إشارة خطر حمراء كبيرة في خطتي المستقبلية.
وضعت يدي على رأسي وحاولت التفكير بهدوء.
أولًا، كمية النقاط التي جمعتها اليوم ليست عادية أبدًا.
[نقاط الميتا الحالية: 10530]
لم يحدث أي شيء استثنائي، فقط قضينا اليوم معًا، ومع ذلك حصلت على 500 نقطة إضافية في يوم واحد.
هل تعطلت الأنظمة أخيرًا؟ لا بأس بالنسبة لي طالما أنني المستفيدة.
…لكن عليّ أن أتماسك.
لو فكرت في الأمر ببرود، فإن الوضع الحالي من الناحية القصيرة الأمد مفيد لي تمامًا.
أن أُعامَل كمحبوبة رئيسية من قِبل القرّاء، وأن تتحطم فجأة جدران المحتال الدفاعية دون سبب واضح، جلب لي 10,000 نقطة. إنه حظ حسن، لا شك.
لكن ما زال هناك شيء لا أفهمه.
حين يرى أحدهم مشهدًا مؤلمًا ودمويًا يُصاب غالبًا بصدمة أو حتى بصدمة نفسية.
وغالبًا، حين تحدث صدمة كهذه، فإن الضحية تتجنب تلقائيًا مصدر الصدمة.
لكن ما يحدث مع المحتال… لا يصدق.
لماذا يتصرف وكأنه قطة صغيرة تبحث عن والدتها وتظل تلتصق بي؟
حقًا، لم أعد أفهم.
استسلمتُ لفكرة محاولة فهم طريقة تفكير هذا المحتال. ربما هو مجرد شخص غريب الأطوار… هكذا فحسب.
لكن… الآن بعدما اختفت تلك الثقة الوقحة من ملامحه، صار يبدو وكأنه طفل تائه لا يعرف إلى أين يذهب.
ولأكون صريحة… السبب الوحيد الذي يجعلني أُبقي عيني عليه الآن هو أنه…
…يتصرف تمامًا مثل قط صغير مبلل، ضائع، ويثير الشفقة.
التعليقات لهذا الفصل " 38"