3. كيفية الاستعداد للامتحان (٧)
في الحقيقة، لم يكن من النادر أن تُبدي نا يوري شكوكًا حول تصرّفات المحتال.
فحتى أثناء تناولنا للطعام سابقًا…
“ألم تكن تكره اللحم؟”
“ذوقي تغيّر.”
وحتى أثناء التدريب…
“كنتَ تستخدم العصا الموسيقية دائمًا، هل غيرتَ رأيك فجأة؟”
“الراية تبدو أكثر روعة، أليس كذلك؟”
لا أعلم إن كان من المدهش أن المحتال ينجو في كل مرة بأجوبة واثقة وباردة كهذه، أم أن المدهش حقًا هو أن نا يوري تسمح له بذلك.
…ربما لأنها كانت تعتبره نكرة سواء قبل التجسد أو بعده، فلم تجد فيه ما يستحق الشك من الأصل.
لكن، رغم كراهيتها الواضحة للمحتال… هل سيكون أداءنا في اختبار المهارات على ما يُرام؟
ما لبث القلق أن تلاشى مع مرور الوقت.
كنت قد انتهيت من الاستعداد للذهاب إلى ساحة التدريب، وجلست على السرير بانتظار الوقت المتبقي.
وبينما أنتظر، قررت التحقق من نظام الميتا.
اطلعتُ بتفصيل على أقسام الظهور في الحلقات وتعليقات القرّاء.
> [نظام الميتا]
[عدد نقاط الميتا الحالية: 1500]
كانت رواية <قائد من الفئة F في الأكاديمية> قد وصلت إلى الحلقة الثلاثين، وبدأتُ بالقراءة من الحلقة الرابعة والعشرين، حيث تبدأ حادثة جوهرة الثعلبة.
أما بقية الحلقات، فقد كنت قد قرأتها بدقة وقت وقوع الحادثة لأتفحّص ما كان يدور في ذهن المحتال، فتجاوزتها هذه المرة.
التركيز كان على ذروة الأحداث، من لحظة ظهور الظواهر الغريبة حتى وصولنا إلى البحيرة والحديث هناك.
[مقطع الظهور الحلقة 24]
كنت أفكر إن كان عليّ أن أُخبر كانغ ناهيون القلقة بالمعلومات… لكنني امتنعت.
في اللعبة، كانت “الثعلبة ذات الذيول التسعة” لغزا مملوءا بالمفاجآة .
ومن ضمنها، أنه إذا ذهب اللاعب إلى البحيرة مباشرة دون المرور بأي أحداث غير طبيعية وسلّم الجوهرة، فإنها تقول:
> “أنت تعرف ما هذا، وقد أتيت به من هناك، أليس كذلك؟”
ثم لا تعطي أي مكافأة.
إذا لم تُنهي الحدث بالشكل الصحيح، فقد تقع أمور غير متوقعة.
لذا… اصبري قليلًا يا كانغ ناهيون. سأعطيكِ مقابلًا عن عنصرين من العناصر لاحقًا.
لا يمكن التفاهم معها.
لماذا لا تفهم أن هذه هي الطريقة المثلى؟ تقليص المتغيرات هو الشيء الأهم، أليس كذلك؟
…أو ربما، لأنها لا تعرف شيئًا، فلا مفر. كتمتُ تنهيدة كانت على وشك الإفلات.
عنصر “لهيب العفريت” الذي يمكن الحصول عليه هناك هو عنصر يقلّل بدرجة كبيرة من صعوبة أحداث “الظروف الطارئة” في التدريب الميداني.
ورغم أنه يمكن الحصول على واحد آخر أثناء التدريب، إلا أنه لا يوجد ضمان مؤكد، لذا شعرتُ بضرورة تأمينه من الآن.
لو كان باستطاعتي شرح ذلك، لتفهّمت نا يوري الأمر.
لكن… لا يمكن. سأتحمل انخفاض معدل إعجابها بي.
كما توقعت، اقترحت كانغ ناهيون أن آخذ العناصر الثلاثة كلّها.
وربما من الجيد أن أُظهر شيئًا من اللطف هنا، لمرة واحدة.
عندما قرأت ذلك مكتوبًا… انفجرت غيظًا من جديد وسحبت الشاشة إلى الأسفل بعنف.
> التعليقات:
– البطل يستخدم كانغ ناهيون بأقصى شكل ممكن ههههههه
لـ ههههه أصلًا البطلة دائمًا مجرد أداة
– بكائها كان ظريفًا جدًا
– دموع البطلة لذيذة، يم يم
لـ ما هذا المنحرف الآن؟
– أنا كنت سأخذ الثلاثة لنفسي بلا نقاش هههههه
– أليست البطلة غبية؟ و كان يجب أن يأخذ البطل العناصر الثلاثة! يا للإحباط…
– ما من أي منطق… من يقدّم العناصر كلها في موقف مثل هذا؟
لـ هي أصلًا دائمًا هكذا، ألم تقرأ الرواية من البداية؟
رفعت إصبعي الوسطى بهدوء تجاه خانة التعليقات.
ما هذا الكلام عن أن “شخصيتي دائمًا هكذا”؟
…لا، لا بأس. هذا دليل على أنني أجيد التمثيل ببراعة. اهدئي.
[مقطع الظهور الحلقة 25]
محتوى الحلقة 25 لم يكن ذا أهمية.
ذهبتُ وأحضرت العناصر. انتهى.
نظرتُ بعين البصيرة إلى العناصر التي أحضرتها كانغ ناهيون… وذُهلت.
أحدها كان عنصرًا يزيل جميع الحالات السلبية بشكل دائم بمجرد الاحتفاظ به.
والعنصر الآخر…
…مفتاح البرج؟ ومعه بَركة؟
هل يوجد بين مفاتيح البرج ما لا أعرفه؟
أنا من يعرف كل شيء عن اللعبة، كيف لي أن أجهل ذلك؟
حقًا… يبدو أن هذه الثعلبة تجسيد حي للمفاجآة.
كانغ ناهيون، على ما يبدو، لم تكن تعرف حقيقته وأخذته فقط من أجل زيادة الحظ… لكن ربما هذا أفضل.
سأختلق عذرًا لاحقًا لشرائه منها أو مبادلته بعنصر آخر.
– أوه ههه، لقد أحضرت أشياء جيدة.
– هاه؟ مفتاح لا نعرفه؟ ما هذا؟ هل هو طُعم لقصة لاحقة؟
الآن ستبدأ الاختلافات عن اللعبة، أليس كذلك؟ نعم نعم، نعرف هذه الكليشات.
… لقد انكشف أمر المفتاح. اللعنة.
يبدو أنه عليّ التفكير في طريقة تمنع المحتال من سرقة المفتاح.
وبالمناسبة، إن كان تأثير التميمة هو إزالة الحالات السلبية، فهل يمكنها أيضًا إبطال تلك اللعنة الخاصة بـ لي هانا؟
فكرت قليلًا أن أعطيها التميمة، لكن قررت تأجيل الأمر مؤقتًا.
أطفأت النظام الميتا وجهزت معدّاتي وتوجّهت نحو قاعة التدريب.
ربما لأننا في فترة الامتحانات، كانت القاعة مكتظّة بالناس.
يبدو أن الجميع يحاول اللحاق بالقطار الأخير حتى في التمرينات العملية. وأنا أنظر إلى الحشود بشرود، راودتني هذه الفكرة.
لم يكن من الصعب العثور على رفاقي. كان عليّ فقط أن أتبع اتجاه أنظار الناس.
نحن مجموعة تجذب الأنظار، سواء كان ذلك للأسباب الجيدة أو السيئة.
لكن هذه المرة، كانت نظرات الناس أكثر من المعتاد، وقد خمنت السبب بسهولة.
تقدّمت ببطء نحو تلك المجموعة المزعجة وانضممت إليهم.
ومن المفاجئ أن نا يوري كانت لا تزال معنا، وكأنها ستخوض التدريب العملي برفقة المحتال.
صحيح أنها كانت تتدلل عليّ متوسّلة أن نتخلى عن المحتال، لكن… هذه عادتها الدائمة، لذا لن أطيل الوقوف عندها.
كالعادة، كنا متوجهين نحو قاعة التدريب رقم 101.
لكن تمامًا عندما هممنا بالتحرك،
“عفوًا، آنسة يوري! والآنسة لي هانا أيضًا!”
نادَتنا فتاة ما — أو لنقل، نادت نا يوري ولي هانا تحديدًا.
كانت طالبة بشعر زهري لامع، مجعد على شكل كعكتي شعر، مظهرها أنيق ولافت.
رغم أن هذا العالم داخل اللعبة مليء بألوان شعر غريبة، إلا أن تسريحتها كانت مبهرجة بشكل خاص.
أظن أنني رأيتها في مقابلات النوادي حينها…؟
قبل أن أتمكن من تذكّر المزيد، اقتربت منا الفتاة بتردد ولكن بثبات، وقالت.
“هل تودّان الانضمام إلى فريقنا في الامتحان العملي؟”
يبدو أن فريقها مكوّن حاليًا من ثلاثة أشخاص، وهناك مكانان شاغران بالضبط.
عرضٌ صريح لترك فريقنا والانضمام إليهم.
في الواقع، توقعت هذا النوع من التطورات منذ أن بدأت الأنظار تتّجه نحونا. فهم، من جهتهم، يرونها فرصة ذهبية لاستقطاب أعضاء موهوبين.
في امتحانات التدريب العملي في أكاديمية الحماة، يشكّل الطلاب فرقًا من خمسة أفراد لخوض معارك.
بطبيعة الحال، قدرات كل فرد في الفريق تؤثر بشكل كبير على النتائج.
لكن مشكلتنا أننا ستة، ما يعني أن أحدنا سيبقى خارج التشكيلة.
وبما أنهم عرضوا انضمام اثنين، لا شك أنهم يثقون بقدرات فريقهم ويأملون ضمّ الأفضل منّا.
“عذرًا، لم أقرر الانضمام إلى أي فريق بعد.”
“آسفة.”
قوبل عرضهم برفض مباشر من نا يوري ولي هانا، فانسحبت الفتاة الوردية ووجهها يشتعل احمرارًا.
الاعترافات أو العروض العلنية من هذا النوع لا تنجح غالبًا.
أشفقت قليلًا على الفتيات اللاتي حاولن بجرأة.
لكن رغم الرفض البارد، لم تتوقف العروض أثناء طريقنا نحو القاعة.
“هاي، سي وو! هل تفكّر في الانضمام لفريقنا؟”
“آسف، ما زلت أفكر في الأمر.”
“آنسة هانا!”
“يوري!”
كان واضحًا أنهم يتجنبونني أنا والمحتال وتشوي سوجونغ تحديدًا.
تشوي سوجونغ موهوبة، لكن كونها من سلالة مختلطة يجعل البعض يتحفظون عليها.
وأنا، رغم إنجازي في تجاوز البوابة، لا زلت في الصف F، مما يدفع البعض للشك في قدراتي.
أما المحتال… فسمعته كافية وحدها. هذه هي نظرة الناس إلى نا يوهان.
لو كان لا بد من خروج أحدنا، فالأغلب أن أحد أولئك الثلاثة سيختار المغادرة.
بل ربما يغادرون جميعًا.
فالصداقة شيء، والدرجات شيء آخر. وقد يرون أن فرصهم أفضل مع فريق أقوى.
فهل لدينا من يمكنه تعويضهم؟
بدأت أستعرض في ذهني وجوه زملائي في صف F.
بصراحة، لم يكن الوضع مطمئنًا. لا زالوا مبتدئين، و… الصف F لا يحمل سمعة جيدة.
لكن بوجودي أنا وتشوي سوجونغ، يمكننا سدّ فجوتين على الأقل.
وأنا أراقب الموقف كأنني لست جزءًا منه، مستمتعة بفوضى العروض التي تتساقط على زملائي،
ناداني صوت ما:
“أأنتِ آنسة كانغ ناهيون، صحيح؟”
كانت فتاة ذات شعر أرجواني مبعثر، تبدو لطيفة للوهلة الأولى، لكن من خلف نظارتها، لمعت عيناها بجنون واضح.
من هذه؟ هممت بالبحث في ذاكرتي عن أصلها من القصة، لكن…
“أرجوكِ، شاركي في تجربتي!”
بجملة واحدة، كشفت عن هويتها بالكامل.
لا يمكن… أهي تلك الفتاة؟
شعرت بالدم ينسحب من وجهي.
“هوه…”
أطلق المحتال صوت إعجاب مبهم.
“تجرِبة؟”
قالت تشوي سوجونغ وهي تميل برأسها.
“ماذا تقصدين بالتجربة؟”
وفجأة، ظهرت نا يوري بيني وبين تلك الفتاة الغريبة، وكأنها انتقلت آنيًا، ووقفت حائلًا بيننا.
التعليقات لهذا الفصل " 32"