2. كيفيّة إدارة العلاقات (١٥)
[مشهد الظهور الفصل 13]
المحتوى الذي ورد في الفصل 13 يبدأ من لحظة تجمعنا في الساحة الفارغة وحتى دخولنا إلى المتاهة.
تجاوزتُ بسرعة جزء صيد الوحوش أمام البوابة، وركّزت على المقطع الذي دخلنا فيه إلى المعبد.
“أريد الخروج والعودة.”
استدارت تشوي سوجونغ إلينا بوجه خالٍ من التعبير.
“نعم. يبدو أن هناك شيئًا غريبًا.”
أعتذر، لكن لا يمكننا الخروج.
“بل، هو تمامًا كما توقعت.”
هل تعرفين كم تعبت لتفعيل حدث الغوبلين الذهبي هذا؟
“أعتقد أنكَ على دراية بظروفي، أليس كذلك؟ ألا تشغل عقلك قليلًا؟”
“أنا على علم بها. أعرف نسبك، وماضيك. ولهذا السبب أتيت بكِ إلى هذا الدهليز.”
“آه، فهمت. هل يمكنني اعتبار هذا رغبةً في أن تموت هنا؟”
اشتدّ الإعصار في يد تشوي سوجونغ. يا للرهبة.
“أليس من الأفضل أن نتوقف عن الشجار الآن ونخرج أولًا لنُعيد ترتيب صفوفنا؟”
“لا يمكننا الخروج. هذا من طبيعة الحدث.”
أصبح الإعصار في يدها أقوى وأكثر كثافة.
لكنها لن تطلقه نحوي، فهذا مستحيل.
“إذا قتلتني، فإن كلًا من كانغ ناهيون وسينباي سيموتان أيضًا.”
“ماذا؟”
“هذا هو معبد الوحوش. المكان الذي تقصده سلالة الوحوش من البرج لخوض تجاربهم.”
قلتُ ذلك بنبرة مرِحة. لا يمكنني إلا أن أشعر بالفرح.
“بطبيعة الحال، مستوى صعوبة التجربة هنا ليس شيئًا يمكننا تجاوزه دون تخطيط.”
والسبب في فرحي هو أنني…
“لكنني أعرف طريقة اجتيازه.”
لأنني في موقع القوة أثناء هذا التفاوض.
“سينباي، لديكِ سبب يجبرك على العودة حيّة، أليس كذلك؟”
تجهم وجه تشوي سوجونغ أكثر فأكثر، لكنها في النهاية أفرجت عن الإعصار الذي كانت تجمعه في يدها.
تمامًا كما توقعت.
“… إذن، ماذا علينا أن نفعل؟”
سألت كانغ ناهيون بصوت مرتجف. آه، إنها ضحية تورطت في الصراع، وأشعر ببعض الأسف عليها.
لكنّ وجودها ضروري لاجتياز المتاهة.
لذا لم أُخفِ الابتسامة التي علت شفتيّ.
“حلّ المتاهة.”
حان وقت لعبة البحث عن الكنز المليئة بالإثارة!
“أولًا، سأعطيكم شرحًا موجزًا. اجلسي، سينباي.”
أسرعت كانغ ناهيون نحوي، وتبعتها تشوي سوجونغ تمشي متثاقلة وهي تحدّق بي بنظرات حادّة.
نظراتها كانت لاذعة للغاية.
لكن لا بأس، فهي لن تؤذيني الآن على أي حال.
وبعد الخروج من المتاهة، يمكنني أن أقدّم طُعمًا مناسبًا وأفتح معها صفقة أخرى.
أخرجت طبشورة وكتبت على الأرض الحجرية:
“المتاهة”، “الفِخاخ”، “الرموز”، “رؤية بعيدة المدى”.
“هل ترون ذلك الباب هناك؟ ما إن ندخله، تبدأ المتاهة. ومجرد دخولنا، سيكون أمامنا خياران لا ثالث لهما: إمّا الموت، أو الخروج أحياء.”
ابتسمتُ ابتسامة عريضة.
“لا يمكن العودة من ذلك الباب أبدًا.”
بدأت كانغ ناهيون ترتجف مجددًا. حقًا، إنها تشبه الجرو.
“على أية حال… المتاهة مليئة بالفِخاخ، وبالقرب من كل فخ، هناك رمز مكتوب بلغة الوحوش يمنح تلميحًا لتجنبه.”
أشرتُ إلى نفسي بكل فخر.
“وأنا أستطيع تفسير تلك الرموز.”
شعرت بنظرات كانغ ناهيون البريئة والمتألقة وهي تتجه إليّ.
ارتفعت كتفايا بفخر. هذه هي عظمة اللاعب الكوري الخبير!
“هذا يعني أننا قادرون على تجنب كل الفِخاخ!”
“بالضبط. طالما نتجنب الفخاخ ونواصل السير، سنصل إلى المخرج.”
“ولماذا نحتاج إلى الرؤية بعيدة المدى ؟”
“لأن تلك الرموز مكتوبة في أماكن لا يمكن رؤيتها إلا من قِبل الوحوش. بعضها مكتوب على ارتفاع شاهق لا يُرى إلا بالطيران، وبعضها صغير جدًا. لذا، لملاحظتها بدقة، نحتاج إلى مهارة الرؤية بعيدة المدى.”
في اللعبة، كانت تلك المواقع صعبة للغاية، وكأنها لعبة “ابحث عن الصورة المخفية”.
لكن، الآن…
“فهمتُ…”
طالما أن هذه الفتاة معنا، فلا مشكلة. إنها مفيدة على أكثر من صعيد.
“صحيح. ومع مهارة مشاركة الرؤية التي حصلتُ عليها بعد الترقية، سأتمكن من رؤية ما تراه ناهيون، وبالتالي سأكون قادرًا على توجيهكم.”
“حاضر!”
كونها تثق بي، وكونها طيبة وسهلة القيادة هكذا…
يا لي من محظوظ.
“وهكذا، انتهى الشرح. فقط للتأكد، فلنراجع تجهيزاتنا قبل الانطلاق!”
سلمت لهما عدة جرعات احتياطية، وجهّزت معداتي.
وانطلقنا نحو المتاهة في جوٍّ متوتر.
***
-كانغ ناهيون وهي ترتجف، لطيفة جدًا.
– أسهم ناهيون في تصاعد صاروخي ههههه. هل كانت دومًا هكذا؟ معدّل نموها جنوني!
– قالوا إنها من النوع الذي يتألق متأخرًا، لكن النمو من البداية بهذا الشكل مرعب!
– “سلالة الوحوش”؟ ما هذه الخلفية السرّية؟ لكن يبدو فعلًا أن هذا هو زر انفجار مشاعر القطط-الأذنين.
لـ ما المميز لهذا الحد؟ اغضبتني، كان يجب أن يتركوها خلفهم.
[مشهد الظهور الفصل 14]
كان محتوى الفصل 14 يتمحور حول إتمام المتاهة، ثم الوصول إلى ذلك المشهد المثير للجدل المتعلق بالتبرع.
يبدو أن المحتوى كان أقصر مما توقعت، ربما لأنني لم أكن حاضرة في اللحظة التي كان فيها المحتال يتعامل مع بقايا الوحوش أو عندما كانت تشوي سوجونغ تضربه.
كان هناك أيضًا مشهد في الصف حيث تضربه نا يوري، لكنني تجاوزته بسخاء.
أنا فتاة طيبة، بعد كل شيء.
…لم أتجاوزه لأن المحتوى كان قليلًا جدًا، قطعًا لا.
***
“في الرواق التالي، إلى اليمين.”
“إلى اليسار.”
“إلى الأمام مباشرة.”
أرشدت الفريق خلال المتاهة، وجمعت كل الكنوز التي فيها بلا استثناء.
كنت أنوي الاحتفاظ ببعض الأشياء دون بيعها، لأن بعضها يُعد مفتاحًا لتفعيل أحداث معينة.
خصوصًا هذه الجوهرة، وميزان الكفة.
بعدما جمعنا كل الكنوز، اتجهنا نحو المخرج. وبمجرد خروجنا، ظهر أمامنا مذبح مصنوع من عظام الوحوش، تمامًا كما رأيته في اللعبة.
في مركز المذبح، كانت هناك “مفتاح عشيرة الوحوش”، مصنوعًا من العظام، يطفو في الهواء.
لو أخذنا هذا المفتاح بشكل عادي، فلن يكون سوى أداة تمنح فرصة نيل اعتراف عشيرة الوحوش.
لكن، إن جلبنا شخصًا يحمل دماء الوحوش إلى المذبح، وأطلقنا حدث “الوريث”، فالقصة تتغير تمامًا.
“سينباي، أرجوكِ، اذهبي وأمسكي بالمفتاح.”
“ها؟ أنا؟”
“نعم. لا بد أن تمسكيه أنتِ.”
حدّقت تشوي سوجونغ بي بنظرة نارية، لكنها مع ذلك فعلت ما طلبته. وما إن أمسكت بالمفتاح، حتى بدأت حروف غريبة تُنقش عليه.
لم أتمالك نفسي من الابتسام.
ذلك المفتاح نادر جدًا، فهو يفتح الأبواب المؤدية إلى البرج في أي مكان.
استلمت المفتاح الذي رمته إليّ تشوي سوجونغ، ثم خرجنا جميعًا من البوابة.
وبمجرد أن خرجنا، بدأ ضوء الشمس في الظهور.
***
كنت قد أخبرت كانغ ناهيون أنني سأبلِّغ عن البوابة، فربما تتأخر قليلاً بسببي. وعندما وصلت إلى السكن، خطر ببالي وجه كانغ ناهيون وهي تنعس نصف نائمة.
بعدما أنهيت تسوية العائدات وتقديم البلاغ عن البوابة، عدت إلى المدرسة، فوجدت أن الشائعات قد بدأت تنتشر بالفعل.
طلاب يتهامسون وهم ينظرون إليّ.
لا عجب في ذلك. من كان ليصدق أن تلميذين من الصف F، وهجينة من عشيرة القطط، استطاعوا إتمام غارة بوابة؟ حتى لو كانت من النوع الثابت.
والأهم من ذلك… أنا نا يوهان.
في مجتمع المستيقظين، من المعروف علنًا أنني قائد بفئة قدرات منخفضة.
لكن حتى لو كان من الصعب التصديق، فإن رؤية بوابة خالية بالكامل ستجعل الجميع يصدقون.
حسنًا، في الحقيقة، كانغ ناهيون وتشوي سوجونغ هما من قامتا بمعظم العمل، لكن لا أحد يعلم بذلك سوانا.
هذا سيرفع من سمعتي بالتأكيد.
هكذا يتم التغيير، خطوة بخطوة.
جلست في مقعدي، أستعرض خططي في رأسي، بينما تحيط بي نظرات الترحيب والدهشة.
ينبغي أن أجري التسوية مع كانغ ناهيون حين تصل.
رغم أن كانغ ناهيون تثق بي كثيرًا، فإن الأمور التي سأقوم بها لاحقًا لا تُدار بالثقة وحدها.
لابد من شراء الولاء بالمال.
***
“بشأن التسوية التي تحدثنا عنها سابقًا،”
“آه، نعم!”
“عندما قمت ببيع مخلفات الوحوش وكل الكنوز التي حصلنا عليها من الزنزانة، جمعت مبلغًا لا بأس به. المجموع الكلي ثلاثة مليار وون.”
“أوه… لكن، هذا المال لكَ، أليس كذلك؟”
ببراءتها المعتادة، أسرعت لأوضح لها أن لها نصيبًا أيضًا. مفاجأة صغيرة.
“ما عنيته أنني سأتكفل بتصريف المواد، لكن التسوية ينبغي أن تتم بالشكل الصحيح.”
ستشعر بالامتنان لهذا الموقف غير المتوقع.
وما إن تدرك أن هناك منفعة شخصية في الأمر، حتى تجتهد أكثر في المرات القادمة. هكذا هم البشر، عندما يدركون أن التعب يدرُّ عليهم ربحًا.
“لذا، أفكّر أن نقسمه، مليار لكل منّا. هل يمكنكِ إعطائي رقم حسابكِ البنكي؟”
وأنا واثق من أن ناهيون، بطبعها المجتهد، ستستخدم هذا المال لتطوير نفسها.
وحتى المعدات التي كان عليّ أن أشتريها لها، ستقوم هي بشرائها بنفسها. وبهذا، أحصل على الشكر وأوفّر في الوقت نفسه.
لنوجه الأمور بهذا الشكل.
“أعتقد أنه من الأفضل أن تشتري سلاحًا مناسبًا لكِ أو–”
لكنها قاطعتني بكلمات غير متوقعة.
“سأتبرع به.”
“……تتبرعين؟”
ما هذه المفاجأة؟
حاولت أن أُقنعها.
“فكرة جيدة، ولكن أليس من الأفضل أن تستخدمي المال لتطوير نفسكِ أولًا؟”
“المكان الذي سأتبرع له كان له فضل كبير عليّ.”
لكن بدا أنها قد اتخذت قرارها بالفعل. هذا خارج توقعاتي.
“……حسنًا. في النهاية، هو مالكِ. افعلي به ما تشائين.”
لا مفر. لقد وعدتها بالفعل.
وما إن قلت ذلك، حتى بدأت ناهيون تبكي فجأة. هل ذلك الميتم يعني لها كل هذا القدر من الأهمية؟
كانت تبكي وتبتسم في الوقت ذاته.
“يوهان… شكرًا لك.”
… حسنًا. طالما أنني كسبت ولاءها في النهاية، فلا بأس.
***
> التعليقات:
– أوه، تم التلميح!
– البطل يُضرَب ضربًا مبرحًا، هههه. متى أصبحت نا يوري تسونديــري؟
– مشهد دموع البطلة لذيذ جدًا.
– صحيح أن نيتها طيبة، لكن فجأة تبرّع؟ مال أُعطي لها لتشتري به معدات؟ تصرفها فيه شيء من الغباء.
– تبرّع؟ فجأة؟ لم يكن هناك تمهيد له. حتى بكاؤها المفرط يوحي أنها عاطفية أكثر من اللازم.
لـ ها؟ أنا أراها لطيفة فقط؟
– من الجيد أن تبني علاقات قائمة على الامتنان، لكن أن تعطيها مالًا ثم تُنفقه في اتجاه غير متوقع؟ في المرة القادمة، من الأفضل أن تشتري لها المعدات بنفسك. لأنك إن أعطيتها المال، فستستمر في التبرع به للميتم.
شعرت بالدهشة من قدرتي على تقبّل هذه الآراء السلبية بهدوء.
… ثمّ هل عليّ أن أشتري هدية لـدمدم؟
التعليقات لهذا الفصل " 25"