الفصل الخاص 22 – كيفية قراءة المستقبل: المسار’أ’ (3)
شعور مشؤوم صعد ببطء على طول عمودي الفقري.
“……كيم كانغ ها؟”
“أنا أيضًا هنا!”
مع ظهور بارك يورا من خلفها، ازداد ذلك الشعور المشؤوم أكثر.
“أأنتما المسؤولان عن كشك العمل الآلي؟”
“نعم! صحيح! فالتقنيات الأساسية يتولاها فريقنا!”
أوه… كلام لا يبعث على الطمأنينة أبدًا.
التفتُّ إلى جانبي، فرأيت نا يوهان بوجه شاحب. على الأغلب لم يكن وجهي مختلفًا كثيرًا عن وجهه.
“……مجرد سؤال احترازي، لكن… هل الأمر آمن حقًا؟”
“نعم! كل المنتجات المعروضة في الكشك خضعت لاختبارات السلامة!”
“في الآونة الأخيرة ظلّ الشيوخ يثيرون المتاعب، فاضطررنا للحصول على اعتمادٍ أكثر صرامة.”
“شيوخ؟”
بمجرد أن سألت، أسرعت بارك يورا بفضح استيائها.
“نعم! يقولون أشياء مثل: لا يمكن أن نترك للتقنيات الحديثة أن تحل محل الطرق التقليدية، بلا بلا بلا…. ويثيرون الكثير من المشاكل!”
“إنها مجرد صِدامات اعتيادية مع الماضي! أي صراع مصالح مع الجيل السابق! صحيح أن الإجراءات الكثيرة قلّلت مما استطعنا إحضاره اليوم، لكن ما أحضرناه يكفي لإظهار إمكانات الانتاج الآلي!”
“همم…”
يبدو أن لهم ظروفهم الخاصة أيضًا.
“……على أي حال، تقصدان أن كل شيء خضع لاختبارات الأمان، أليس كذلك؟”
“نعم!”
“بالطبع!”
بالنسبة لي، طالما أن جانب الأمان مضمون فهذا يكفيني.
أما بالنسبة لهما… فربما يحتاجان فعلًا إلى قيود النظام.
“كحم كحم…”
استعاد نا يوهان هدوءه بعد أن كان يفقد السيطرة على ملامحه.
“لم أتوقع أن وجودهما هنا. لكن بما أنه آمن…… هل نلقي نظرة؟”
“حسنًا.”
ما إن أجبت حتى ابتسم وكأن ابتسامته لم تتزعزع أبدًا، مما بدا مضحكًا.
وبمجرد أن جذبنا الحماس لنلقي نظرة،
باااااااااانغ-!
“لا حاجة لتلك الآلات!”
“آلة بلا روح لن تحل محل عمل الحِرَفي!”
طار الكشك.
أو بالأحرى… بعض الرجال السُمر البشرة، وهم يحملون مطارق، بدأوا بتحطيم الكشك!
سرعان ما تحطم الجهاز الأسطواني الضخم—الذي كان من المفترض أن يكون المعرض الرئيسي—إلى أشلاء مبعثرة على الأرض.
“…….”
“…….”
بقينا مندهشين للحظة، قبل أن أنطق بحذر..
“هل هذه… فعالية مرتبة؟”
مثل محاكاة مسبقة لحركات التمرّد ضد التقنيات المتقدمة، أو حركة تحطيم الآلات مثلًا؟
لكن سرعان ما استفاق الاثنان.
“مستحيل!”
“ماذا تفعلون على وجه الأرض!”
“لن ندع الآلات تستعبدنا!”
“تفاهة! أيها الشيوخ المجانين!”
“إذا شختُم، فموتوا بسلام على الأقل! الحراس!”
ركضت بارك يورا مع كيم كانغ ها مسرعين نحو الفوضى، ومعهم انضمّ الحراس الذين استشعروا الضجة.
“روح الحِرفي لن تموت!”
لكن المفاجأة… أن جماعة المعارضين للآلات كانوا أقوياء بشكل مذهل.
“لماذا هم أقوياء بلا داعٍ هكذا!”
“هذه هي قوة عضلات السواعد التي صُقلت لعقود!”
“تبا! كان يجب أن نستدعي أستاذي كحارس مرتزق!”
هل من المفترض أصلا استخدام الأستاذ في دور كهذا؟ تساؤل سخيف كاد يخرج مني، لكنني كتمته.
نا يوهان أمسك برأسه كما لو أنه أصيب بصداع شديد.
……على الأقل هذه المرة لم يكن الاثنان سبب الفوضى.
“لنساعدهم.”
“……نعم.”
بوجوه ممتعضة اضطررنا للتدخل وسط الفوضى.
وهكذا، تحول الموعد اللطيف إلى مهمة تطوّعية لقمع الشغب.
وكانت مأساة تبعث على البكاء.
***
ذلك المساء.
كنا قد صرنا في هيئة بائسة.
“لم أتوقع أن يصل الأمر إلى تدخل الشرطة…….”
“صحيح. بفضلهما نحن الاثنان صرنا في حالة فوضى.”
بسبب تضخم الفوضى استغرق الأمر وقتًا أطول مما كنا نتوقع.
نا يوهان تمتم وهو يحاول عبثًا أن يرتب شعره المبعثر.
“آسف. لو كنت أعلم أن الأمر سينتهي هكذا، لأخذتكِ إلى مكان أفضل…… كان علي أن أتحقق أكثر.”
بدت هيئته المنكسرة مؤسفة.
يا للعجب، أين اختفى ذاك الحماس الذي أبداه قبل قليل؟
أمسكتُ بيد نا يوهان. فارتجف كتفاه من الدهشة.
“مع ذلك…….”
“من كان يتوقع أن يحدث هذا؟ لم يكن الأمر بيدك.”
نا يوهان كان غالبًا ما يفقد توازنه إذا لم تسر الأمور حسب خطته.
خصوصًا إذا تعلق الأمر بي.
“دعك من هذا. هيا نذهب للعشاء. ماذا تريد أن تأكل؟”
“نعم! لقد حجزت مسبقًا! إنه مطعم كوري، ما رأيك؟ لو ذهبنا الآن سنصل في الوقت المناسب!”
“جيد.”
كان من الواضح أنه يحاول استعادة طاقته، وتمسكه بيدي بقوة كافية كان يفضح ذلك.
“لنذهب.”
عند كلمتي أشرق وجهه بابتسامة لطيفة بدت غاية في الجمال.
أو ربما، كنت أبالغ في الوصف.
***
“هنا!”
المكان الذي أخذني إليه نا يوهان كان قصرا أنيقًا بدا فخمًا من النظرة الأولى.
عند عبور البوابة، استقبلنا بستان بديكور تقليدي وهدوء عميق يسوده.
“هذا مطعم يعتمد على الغرف الخاصة، لذا لا داعي للقلق من الإزعاج.”
أطلقتُ تنهيدة إعجاب خافتة، فاستعاد نا يوهان حيويته.
وعندما دخلنا إلى الداخل، كان الجو أكثر ترتيبًا ووقارًا.
رغم أنهما شقيقاي العزيزان، إلا أن ظهورهما الآن لم يكن مناسبًا أبدًا.
“……لحظة، من هذا الذي معك؟ لماذا أنتما الاثنان هنا؟”
“هل هو موعد غرامي؟”
“موعد غرامي……؟”
مجرّد رؤية وجه كانغ يو المتجهم وابتسامة الثعلب المتسلية زادت الطين بلة.
يا إلهي، مصيبة!
حين لمحتُ بجانبي وجه نا يوهان، كان ملامحه مرتبكة أشد الارتباك.
وفي لمح البصر، تقدم كانغ يو بخطوات حازمة وبدأ التحقيق.
“هل هو موعد؟”
“آه، ذاك…….”
حبستُ أنفاسي والتصقتُ بذراع نا يوهان.
“نعم، موعد.”
“هاه؟”
انهار نا يوهان كليًا عند جوابي.
ما الأمر؟ ألم يكن يعلم أننا في موعد؟
وفي تلك اللحظة، تدخّل الثعلب بابتسامة عريضة.
“يبدو أنكما صرتما قريبين جدًا؟”
“صحيح. بالمناسبة، ماذا تفعلان أنتما هنا؟”
“هذه الأيام، كنت أعلم كانغ يو كيفية التصرف في المناسبات الرسمية وأريه أماكن مناسبة لها.”
“هكذا إذًا؟ واصلوا إذن. نحن سننشغل بأمرنا.”
سحبتُ نا يوهان الذي كان متيبسًا كالصنم.
“لنذهب، يوهان.”
“آه….”
لحسن الحظ كان المطعم بنظام الحجز. وإلا، ربما اقترحا الانضمام إلينا!
“هل أنتما الحاجزان باسم ميخائيل؟ تفضلا إلى الغرفة رقم 8!”
آه، ولسوء الحظ أنها الغرفة الملاصقة لغرفتنا. لا بأس، ساوجه تحقيقًا مطوّلًا حالما نعود إلى البيت.
***
حتى بعد دخولنا الغرفة، ظل نا يوهان مصدومًا لفترة طويلة.
“آه، ذاك، ذاك…….”
“اهدأ.”
هل هو متوتر بسبب وجود إخوتي في الغرفة المجاورة؟
حين أمسكتُ يديه بلطف، تمتم بكلمات غير مفهومة ثم أخذ يهز رأسه بسرعة.
هذا يقلقني حقًا.
“هل أنت بخير؟”
“آه، كخ، كخ! ن-نعم، بخير.”
هز رأسه بعنف، وجهه محمر، ثم قال.
“ذا، ذلك، لكنك قلتِ قبل قليل إنه موعد…….”
“وهو كذلك. أليس هذا ما قصدتَ حين دعوتني؟”
أحسستُ بالحرج وأنا أرفع الكوب وأشرب رشفة ماء.
“لقد قلتَ إنك تحبني كثيرًا، فكيف لا يكون هذا موعدًا؟ أم أنك لم تعد تحبني؟ إذن-“
“لا!”
قاطعني نا يوهان بقوة لم أتوقعها. ثم اندفع بالكلام كالسيل.
“ما، ما زلت أحبك! كلما نظرتُ إليك أراك جميلة، مدهشة، ولا أريد أن أفقدك أبدًا. أريد أن أمنحك الأفضل دائمًا، أن تضحكي باستمرار، ومع أنك عظيمة جدًا فأشعر كل مرة أنني مقصر بجانبك، إلا أنني لا أريد أن أستسلم أو أبتعد عنك. أحبك. أحبك كثيرًا.”
“انتظر لحظة-“
“ولذلك، كلما كنت معك أردت أن أبدو رائعًا، لكنني أظل أرتكب الحماقات ولا أختلف عن الماضي. ومع أنني مختلف تمامًا عنك، أنتِ-“
“انتظر قليلاً.”
وجهي احمرّ من تدفق اعترافاته المباشرة.
هل السبب خجلي… أم شيء آخر؟
“توقف عن الكلام. فهمت.”
وضعتُ إصبعي على شفتيه، فصمت.
ثم أدرك فجأة ما قاله، فاشتعل وجهه حمرةً كالتفاح الناضج.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات