20. الخاتمة (٥)

 

 

 

… لقد حدثت مثل تلك الأمور أيضاً.

 

شرعتُ أسترجع الماضي وأنا شاردة الذهن.

 

“ناهـيون، هل انتهيتِ من الاستعداد؟”

 

وعندما التفتُّ نحو الصوت المألوف الذي ناداني، ارتسمت على شفتيّ ابتسامة هادئة.

 

عيناه المتألقتان كالياقوت الأحمر كانت لا تزالان تنبضان بالحياة كما في كل مرة.

 

“نعم، هيا بنا.”

 

اليوم هو الأول من أبريل.

 

اليوم الذي نصعد فيه لأول مرة إلى البرج، نحن الذين تخرجنا من الأكاديمية وأصبحنا الآن ضمن فرقة تسلق البرج.

 

خرجتُ من الغرفة في الحصن وسرتُ إلى الخارج برفقة نا يوهان.

 

“أوه، هل اليوم هو اليوم المنتظر أخيرًا؟”

 

“ستنجحون بالتأكيد!”

 

وأثناء السير، بادرنا عدد من الصيادين المقيمين في الحصن بالكلام والتشجيع.

 

كان نا يوهان يرد عليهم بابتسامة محرجة، وهو الذي بدا مألوف الوجه للجميع.

 

“…شكرًا لكم.”

 

“سنجلب شيئًا جيدًا عند عودتنا!”

 

وعلى الرغم من مظهره المتماسك، إلا أن نا يوهان في الحقيقة شخص خجول إلى حد ما.

 

وحين لمستُ خدّه ممازحةً، احمرّ وجهه أكثر فأكثر.

 

“هل تشعر بالحرج؟”

 

“….لا.”

 

كنت على وشك أن أزيد من مداعبتي له، لولا أن انتباهي شُغل بالشعر الوردي الذي اقترب منا.

 

خلافًا لما كانت عليه في الماضي من برودة، فإن عينيها الزرقاوين هذه المرة كانتا تحملان شيئًا من الدفء.

 

“كنت بانتظاركما.”

 

“سينباي بارِن!”

 

“عودا سالمَين.”

 

“نعم!”

 

شين بارِن، ومنذ حادثة غارة الكارثة، تنحّت عن المشاركة المباشرة في تسلق البرج.

 

وبدلاً من ذلك، اختارت البقاء في موقع إداري تشرف فيه على الحصون التي تُؤوي فرق تسلق البرج.

 

‘أنا مهتمة بحماية الآخرين من المخاطر، لا بخوض المغامرات.’

 

ورغم ذلك، فإن وجود فرقة حرس الحصن التي تقودها هو ما يمنحنا الشعور بالأمان والطمأنينة في كل مرة.

 

واصلنا الحديث معها بسعادة — وغالبًا كان الحديث يدور حول مديحها المتكرر لأختها الصغيرة — حتى وصلنا إلى بوابة الحصن.

 

وهناك، كانت الحشود تعجّ بالصيادين من فرق تسلق البرج المختلفة، بالإضافة إلى بعض الباعة الجائلين الذين يبيعون المستلزمات الضرورية.

 

لم يكن من الصعب العثور على رفاقنا، فملامحهم المميزة تفضحهم بسرعة.

 

“أختي!”

 

صاحت بها شين باران بفرحٍ، وهي تركض نحوها مسرعة.

 

عانقتها أختها الكبرى بحنان، ثم بدأت تلومها بعبارات مملوءة بالقلق.

 

أما أنا ونا يوهان، فتراجعنا خطوة إلى الخلف بصمت، لنمنحهما بعض الخصوصية.

 

“وصلتما؟”

 

“نعم.”

 

كان بارك سي وو، قائد فرقتنا، هو من استقبلنا بهذه الكلمات.

 

كما هو متفق عليه من قبل، أنا الآن ضمن نفس فرقة الاستكشاف التي ينتمي إليها هو.

 

وبنظرة حذرة، احتضن نا يوهان ذراعي بلطف، وكأنما يُعلن ملكيته.

 

بارك سي وو ابتسم بخفة عند رؤية هذا.

 

… هذه الحرب الباردة بينهما استمرت لفترة طويلة بالفعل.

 

“هل معداتكما بخير؟ لا مشاكل؟”

 

“اطمئِنوا، ودعوا أمر الصيانة لنا!”

 

ظهر فجأة كل من ميكيل وكيم كانغ ها، وهما الحدادان المميزان.

 

ضحكتُ برضا وأنا أومئ برأسي.

 

“من تلميذ من تعتقد؟ بالتأكيد ستكون بخير!”

 

وكانت إغدراسيل، معلمتنا السابقة، قد جاءت أيضاً لتوديعنا، رغم أنها كانت قد انسحبت من مغامرات البرج، مفضّلةً تعليم الأجيال القادمة في الأكاديمية.

 

‘لقد مللت من تسلق البرج. سأُكرّس وقتي لتعليم من سيأتون من بعدي.’

 

ومع ذلك، فقد جاءت اليوم، كعادتها، في مثل هذه المناسبات، تودّعنا بحفاوة.

 

“سيكون الأمر ممتعًا!”

 

“لا تتسببي بمشاكل!”

 

“حسنًا، وإن حصل شيء… سأجمّده فورًا.”

 

بارك يورا، التي انضمت إلى فريقنا بحجة البحث عن مواد جديدة لأبحاثها، كانت تقفز حماسًا منذ الآن.

 

كان واضحًا أن تشوي سوجونغ ولي هانا تحاولان أن تُحذّراها بلطافة.

 

“ناهـيون!”

 

“ناهـيون!”

 

نا يوري ومين جاي يون، واللتان كانتا تساومان أحد الباعة، أسرعتا نحوي حين رأياني.

 

وكالعادة، استقبلتني نا يوري بعناقها العنيف والمعتاد.

 

“ماذا اشتريتما؟”

 

“فقط تصفحنا بعض الأشياء. يبدو أنهم يبيعون مستلزمات كالإكسير وغيره!”

 

“غريب أن ينسى أحدهم أن يجلب معه الجرعات… هذا أمر غير متوقع.”

 

“من يدري…”

 

ضحكت بخفة وأنا أتذكّر أولئك الذين كانوا ينسون إحضار ساعاتهم معهم إلى اختبار الثانوية، فيشترونها من الباعة أمام بوابة الامتحان…

 

ربما يكون الأمر مشابهًا لهذا.

 

…ربما لا بأس بذلك.

 

“يبدو أن ميخائيل تأخر قليلاً.”

 

“حقاً؟”

 

كنت أبحث بعينيّ عنهم حين نطقت نا يوري بذلك، فتوقفت لوهلة.

 

كنت أعلم أنهم مشغولون، لكنني أردت على الأقل رؤيتهم قبل الرحيل.

 

وفجأة…

 

“أختي!”

 

بخطوات خفيفة سريعة، اندفع أحدهم ناحيتي.

 

وما إن استوعبت ما يحدث، حتى وجدت نفسي بين ذراعيّ شخص ذو شعر بلون الماء.

 

شخص مألوف…

 

“كانغ يو!”

 

“لقد جئت! وميخائيل هيونغ أيضاً جاء!”

 

“مرحباً.”

 

“لقد وصلنا!”

 

رأيت الثعلب، يبتسم بلطف ويتقدم نحوي بخطوات هادئة،

وإلى جانبه تشوي غارام تلوّح لي بهدوء.

 

“ألم تكونوا مشغولين؟”

 

“أليس من المفترض أن أجد وقتاً لتوديعكِ؟”

 

تمتمت وأنا أتظاهر بالتذمر، فضحكت تشوي غارام وأجابت وكأن الأمر بديهي.

 

شعرت بدفء غريب في قلبي، فاستدرت بعيداً بخجل.

سمعت ضحكتها خلفي.

 

حقاً، منذ أن تقرّبت منها، أصبحت تلك المشاعر تتكرر كثيراً.

كان أمراً غريباً.

 

“عودي سالمة.”

 

“أجل.”

 

مدّ الثعلب يده إليّ، فصافحته مبتسمة.

 

كان قد حل ديانة البرج وأعاد تشكيلها كمنظمة خيرية حقيقية.

 

‘أظن أنني نلت كفايتي من الانتقام. الآن أريد مساعدة من هم مثلنا.’

 

تذكّرت كلماته تلك، حين ابتسم مرتاحاً.

 

مؤسسة لرعاية الأيتام من غير البشر… بل أي يتيم، بلا شروط،

 

منظمة تساعدهم على تطوير إمكاناتهم.

 

كان يتقدم بثبات لتحقيق ذلك الحلم.

 

أما كانغ يو، فقد التحق بالمؤسسة، ويبدو أنه يعمل كمدرب،

يساعد الطلاب الحالمين بأن يصبحوا صائدي أبراج مثله.

 

“آه، نونا، إنّه يرهقني كثيراً…”

 

“لا خيار. لقد جئت بمحض إرادتك.”

 

قطع الثعلب تذمر كانغ يو بكل برود، حقاً بدا قاسياً، لكنني أعلم كم يعاني من نقص الطاقم.

 

“وهل لا تُرهقُ هذه؟”

 

وأشرت إلى تشوي غارام. بدا عليها الحيوية رغم كل شيء.

 

“هم؟ طبعاً لا، أستخدمها كموظفة وباحثة ومدرّسة في آنٍ معاً.”

 

“هذا لا يُقارن بما كانت تفعله بي أمكِ.”

 

ضحكتُ ساخرة من رد تشوي غارام، بينما هي تبتسم بلا مبالاة.

 

تلك المرأة… لا يبدو أنها ستموت حتى لو قُتلت.

 

“ناهيون.”

 

سمعت صوت نا يوهان يناديني، فقطعت حديثي مع تشوي غارام.

 

“آه، نعم! قادمة فوراً!”

 

استدرت على الفور، يبدو أن وقت انطلاقنا قد حان.

 

“إذاً، إلى اللقاء.”

 

“إلى اللقاء.”

 

“عودي بسلام.”

 

“لا تتأذي!”

 

سمعت كلمات وداع الثعلب، تشوي غارام وكانغ يو، ثم استدرت عنهم وانضممت إلى رفاقي.

 

كان الجميع قد أنهى وداعه مع أصدقائه وعائلته وتجمّعوا.

 

“ستكون رحلة طويلة.”

 

قالها بارك سي وو.

 

“لو لم تكن كذلك، لكان هذا إهانة لكرامتنا.”

 

رد عليه نا يوهان، موافقاً بنبرة خفيفة.

 

نظرت إلى الأعلى… إلى البرج الشاهق الذي يكاد يخترق السماء.

 

غريب…

 

إنه يوم بداية جديدة، ومع ذلك، كل ما أفكر فيه هو الماضي.

 

“لننطلق.”

 

سمعت صوت بارك سي وو بجانبي، فأومأت له ودخلت السيارة.

 

ثم بدأت السيارة تتحرك ببطء نحو البرج.

 

“الزهور تفتحت.”

 

علّقت نا يوري، فنظرت إلى الخارج.

 

تحت أشعة الشمس الدافئة، بدا المشهد هادئاً، لم يبدُ المكان وكأنه كان ذات يوم أرضاً قاحلة تعج بالوحوش.

 

لم تعد البوابات تظهر بعد الآن. ولم يعد هناك ما يُسمى “منطقة خطر”.

 

رغم ذلك، توقفت السيارة على بُعد آمن من البرج، كإجراء احترازي.

 

نزلنا من السيارة.

 

كان البرج قريباً جداً، لكن لم يظهر أي وحش في الجوار.

يبدو أن أحدهم قد اعتنى بالمنطقة مسبقاً.

 

فقد امتلأ محيط البرج بحقول الأزهار.

 

كانت فرق الغزو تشق طريقها عبر أزهار تهتز في مهب الريح.

 

“إنه الربيع.”

 

قلت ذلك وأنا أخطو على الأعشاب بخفة. نسيم هادئ داعب شعري.

 

رفاقي كانوا يبتسمون، تحيط بهم الأزهار المتفتحة.

 

كان المشهد جميلاً… جميلاً جداً.

 

نعم، كان هذا اللحظة، جميلة في نظري.

 

فجأة… تذكرت عنوان قصتي.

 

‘كيفية الوصول إلى مسار زهور الشخصية الرئيسية.’

 

يا له من عنوان مناسب.

 

لهذا، تابعت السير، أبتسم وسط الزهور، لأن…

 

هذه القصة…

 

هي قصتي.

 

قصة كانغ ناهيون،

 

الشخصية الرئيسية،

 

وسيرها على طريق الزهور.

 

<النهاية>

 

 

 

 

 

 

 

────── •❆• ──────

دموعي مش راضية توقف

أكثر قصة دخلت قلبي ولامست جوارحي..

 

المؤلفة عرفت تبني ماضي كل شخصية وتجيب سيرتها بأسلوب رائع 

 

سوجونغ ولي هانا الي كانت صداقتهم أقوى من أي يأس ووجدو الخلاص فبعضهم البعض

 

شين باران الي خلتني ادرك انه مهما كانت المشاكل بين افراد العيلة، فالدم الي بينهم راح يخلق الحب

 

جاي يون الي علمتنا أن مهما انجرحت من الناس فلازم تتخطى الماضي والي فات مراح يرجع والانسان كل يوم يمديه يصير أقوى

 

ميخائيل الي عانى كثير، وفالنهاية ماترك انتقامه يعميه عن الطريق الصح

 

نا يوري الي جسدت معنى الصداقة والوفاء للصديقة مهما ابتعدت المسافات

 

بارك سي وو الي بين معنى الوفاء، والحب الخالص والصامد فاسمى صوره، وأن الحب أفعال

 

نا يوهان الي علمنا أن مهما بلغ سوء الانسان يقدر يتغير ، يقدر يصير شخص أفضل ويكسب حب الناس، ومهما بلغ ضعفه يقدر يحمي أحبته

 

وأخيرا وليس آخرا بطلتنا العزيزة ناهيون الي علمتنا انه مهما طالت الكذبة، عندنا فرصة نصلح اخطائنا ونوقف كذب على انفسنا والناس، محد مثالي فذا العالم وهذا هو جمال الانسان،

وانه مهما كانت الحياة قاسية نقدر نلاقي طريقة لايجاد الخلاص والسعادة لنا ولعيلتنا، ونضابها من أجل ذا الخلاص وتضحيتها كان الأجمل والأنبل

 

فخاطري كلام اكثر وودي اتكلم عن الباقيين اغدراسيل وكانغ يو شين هايون، يولهان تورنيتو والباقي كلهم دخلو قلبي 🥹

 

القصة خلتني ادرك ان مو بس نهاية حب بين طرفين هي نهاية رومنسية… نهاية هذه القصة بالنسبة لي كانت الأكثر رومنسية على الإطلاق ⁦♡⁦♡⁦♡⁦♡⁦♡

 

 

شكرا لكل من تابع الرواية بحب لهذه اللحظة وأتمنى ترجمتي كانت مفهومة وقدرت اوصلكم المشاعر الأحاسيس الي خطتها الكاتبة في روايتها

 

دمتم بخير أحبائي أشوفكم في الفصول القادمة فهذه ليست النهاية~!