20. الخاتمة (١)
> مرحبًا ناهيون، لقد أحببتك منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها.
كنت أريد أن أعترف لك قبل العطلة، لكنني كنت جبانًا ولم أملك الشجاعة حينها.
والآن، أمام كل هذا الحشد من الناس، أريد أن أقول: أنا أحبك وحدك فقط.
جمعت شجاعتي أخيرًا لأقولها لك.
كنت أشعر بدقات قلبي تتسارع في كل مرة أراك فيها في المقهى.
حتى في الشركة، لم أرَ سواك، ولم أفكر إلا بك.
منذ شهر مايو، وأنا على هذا الحال.
حين انفصلتِ عن أصدقائك، وكنتِ حزينة… شعرت بألمك وكأنه ألمي،
لكن في داخلي، شعرت بشيء من الأمل أيضًا…
كنت حائرًا في كيفية التعبير عن مشاعري،
لكنني الآن، أستجمع أعظم قدر من الشجاعة في حياتي،
لأقف أمام هذا العالم، وأعترف لك أمام الجميع.
أيتها العزيزة ناهيون، هل…
هل تقبلين أن تصبحي فتاتي؟
أم… هل تقبلين أن تكوني شمسي الخاصة؟
أنا سأكون قمرك.
سأنتظرك غدًا، الساعة الثالثة والنصف، بعد أن تنتهوا من غزو البرج…
أمام البرج، سأكون هناك،
من يحبك دائمًا،
قارئكِ المخلص.
> بطلة القصة ليست سواكِ ناهيون نحن ندعمك!
> ناهـيون، هل ترين هذا؟
لقد كنتِ دومًا بطلتنا المحبوبة،
أديتِ دورك على أكمل وجه!
لقد كنتِ دومًا مصدر فخرنا، وكنتُ أتمنى أن تري هذه التعليقات…
لم أكن أعلم أنها ستكون سببًا في تغيير العالم!
إنه لأمر رائع بحق!
> أخيرًا…!!
ناهـيون، كنا دومًا نشجعك ونقف إلى جانبك!
وسنمهد لكِ طريق الزهور، أيتها البطلة الحقيقية!
> كانغ ناهيون، نحبك،
نتمنى لكِ السعادة، ندعو لك بالصحة وطول العمر.
> ناهـيون!!!
نحبك!!!!
كنتِ دومًا البطلة في أعيننا!!! آآآآآآه!!
> ناهـيون، أحسنتِ حقًا.
بدت النصوص وكأنها خيوط متلألئة من نورٍ يحيطني،
كلمات مضيئة تتدفق نحوي، على الرغم من أن الموقف كان جادًا، انفجرتُ ضاحكة بلا وعي.
ربما لأن تلك الكلمات كانت دافئة… كانت أكثر حنانًا مما توقعت.
[تمت عملية الحساب]
[5,381,987,130 نقطة]
وفجأة، راودني شعورٌ بأن كل شيء سيكون بخير من الآن فصاعدًا.
ثم…
وقعت المعجزة.
همستُ بصوتٍ خافت..
شكرًا لكم… لأنكم كنتم هنا، ولأنكم استجبتم لندائي.
***
غطّى النور الساطع العالم بأسره، واختفت الكارثة كأنها لم توجد قط.
جُرُوح العالم التي خلّفها الخراب التهمتها قوى خفيّة، وكأنها لم تحدث من الأصل.
لم يكن هناك جثث، ولم يبقَ أثر للكارثة.
كان الأمر أشبه بمعجزة حقيقية.
“ما هذا…؟ الخراب اختفى فجأة؟”
“هل هذا… حلم؟”
“هل أصفعكَ لتتأكد؟”
عمّ الارتباك في صفوف الناس، وبدوا غير مصدّقين لما حدث، لكن سرعان ما أدركوا أن ما حصل لم يكن خدعة أو فخًا، فارتفعت أصوات الهتاف والفرح.
ثم بدأت كل الأنظار تتجه نحونا، نحن الذين هبطنا ببطء من السماء.
وبين نظرات الدهشة الموجهة نحونا، كنت أضم نا يوهان بين ذراعيّ وأمشي بخطى هادئة، وأنا أعضّ شفتي بصمت.
رأيت حينها بارك يولهان وتورنيتو يركضان نحونا بسرعة.
“لا يمكن…! هل فعلتِها حقًا؟”
“كان ظنكَ في محله.”
كان بارك يولهان مذهولًا، لكنه بدا كأنه فهم شيئًا على الفور.
ولدهشتي، استطعت أن أجيبه بنبرة هادئة أكثر مما توقعت.
“لقد أصبحتُ البطلة.”
“…هذه المعجزة، هل أنتِ من صنعتها؟”
“نعم. بواسطة نظام الميتا.”
ضحك بارك يولهان عند سماع جوابي، لكنه ما لبث أن بدا على وشك البكاء.
“كان عليكِ أن تخبرينا أنه ممكن… لو كنتِ قادرة على هذا!”
“لم أكن أعلم أني قادرة.”
يا له من ردّ فعل غريب منه.
لم أره يبكي من قبل، ولكن يبدو أن المشاعر طغت عليه، فبدأت دموعه تنهمر بغزارة.
وبينما كنت أنظر إليه حائرة، قالت تورنيتو بصوت متماسك، وإن كان يرتجف قليلًا.
“على كل حال، الحمد لله على السلامة. لكن من الضروري شرح ما حدث.”
عندها أدركت أن الفوضى بدأت تعمّ المكان.
“ابدؤوا بمعالجة المصابين أولًا!”
“حاضر!”
بفضل تدخل شين بارِن السريع، بدأ الجميع بكبح فضولهم والانشغال بإسعاف المصابين.
لكن الطائرات الصحفية المُسيّرة لم تكن خاضعة لسيطرة شين بارِن، وسرعان ما تجمعت من حولي كخلايا نحل.
“…ياللمصيبة.”
كانت أجهزة الصوت تنقل أسئلتهم، لكنها كانت غير واضحة وسط كل الضجيج.
– ما هو نظام الميتا…؟
– هل أنتِ من صنعتِ المعجزة…؟
“رجاءً، تحلّوا بالهدوء!”
شقت شين بارِن طريقها وسط الطائرات المسيرة بعد أن أنهت توجيهاتها، وقالت.
“سيتم الكشف عن كل شيء في تقرير رسمي بعد عدة أيام!”
“…هل علينا فعلًا الكشف عن كل شيء؟”
“أجل، وبكل تأكيد؟؟؟”
“حاضر…”
امتثلتُ أمام نظرتها الحادة.
وبينما طارت الطائرات الصحفية خالية الوفاض بفضل سيطرة شين بارِن ورياح تشوي سوجونغ، يبدو أن واحدة منها سجّلت جزءًا من حديثي مع وايلد هنتر.
وانتشرت عناوين الأخبار في كل أنحاء الإنترنت.
[نظام الميتا؟ تحليلٌ لقدرات كانغ ناهيون الاستثنائية!]
[كانغ ناهيون، أقوى صيّادة؟ …أقوى قدرة مستيقظ في العالم!]
[معجزة مستحيلة… طالبة من الأكاديمية تصنع المعجزة!]
غطت المقالات الإنترنت بالكامل، ولم يكن الأمر مقتصرًا على كوريا، بل اهتزّ له العالم بأسره.
امتلأ جهازي بالرسائل لدرجة أني اضطررت إلى شراء جهاز جديد من شدة الضغط.
***
بعد أيام قليلة، تم عقد مؤتمر رسمي وإحاطة إعلامية شاملة.
بدأت الأمور تهدأ قليلًا، وبدأ الناس يتلمسون فهمًا تقريبيًا لما حدث.
لكن فضولهم نحوي لم يخمد، بل ازداد اشتعالًا.
كنت محاصرة بالأسئلة من كل الجهات، ومع ذلك، ظللت هادئة.
لأني كنت أؤمن أن ما قمت به لم يكن خطأ.
شعرت بعيون الجميع تتابعني عبر الكاميرات، وأمام هذه النظرات، قلت ببطء:
“لقد قضيتُ على الخراب. من الآن فصاعدًا، لن تظهر البوابات مجددًا. لكن لا يزال بإمكاننا صعود البرج.”
بهذا، أردت أن أُشير إلى أننا مقبلون على عصر جديد من مغامرات صعود البرج.
امتد وقت الأسئلة والأجوبة بشكل غير متوقع،
وعندما تجاوز الوقت المحدد بكثير، بدأت أشعر بالقلق.
كنت أريد زيارة نا يوهان في المستشفى، كما وعدت.
لم أتمكن من مغادرة القاعة إلا بعد غروب الشمس بوقت طويل.
وما إن خرجت، حتى استقبلتني شين بارِن قائلة.
“اذهبي. عليكِ تفقد حالة نا يوهان.”
“…شكرًا لكِ.”
بفضل اهتمامها، استطعت التوجه إلى المستشفى التابع لجمعية الصيّادين، حيث نُقل نا يوهان.
قادتني كلمات إغدراسيل إلى جناح الـ VIP حيث يتواجد.
كان يبدو أن بقية الأصدقاء قد زاروه بالفعل.
> ناهيون:
– أنا ذاهبة لزيارة يوهان الآن.
> بارك سي وو:
– هل ستكونين بخير وحدك؟ إن أردتِ، آتي معك. بما أنه داخل الجمعية، يمكنني الوصول بسرعة.
>ناهيون:
– لا بأس. الوقت متأخر بالفعل.
كان في كلمات بارك سي وو نوع من الدفء والطمأنينة.
كلما تحدثنا، شعرت وكأنني أتنفس بسهولة أكبر.
كان المستشفى هادئًا أكثر مما توقعت.
ربما لأن الإصابات الخطيرة كانت نادرة، بدا خاليًا نسبيًا.
لكن رغم هدوء المكان، كنت أنا وحدي متوترة.
وقفت أمام المصعد بوجه متوتر، وقلبي يخفق.
وعندما خرجت من المصعد وسرت قليلًا، رأيت باب غرفة نا يوهان.
حدقت في الباب برهة، ثم أخذت نفسًا عميقًا.
“لا بأس… رأيتِ أنه بخير.”
وبيد مرتجفة، فتحت الباب بهدوء.
شعرت أن الباب ثقيل بشكل غريب.
“…أهذه أنتِ، ناهيون؟”
التعليقات لهذا الفصل " 194"