بل، في المسافة البعيدة حيث كان يفترض أن أكون، كان هو من وقف هناك بدلاً مني.
كان هو من غدا فريسة بين أيدي الوحوش، يتلقى ضرباتهم دون رحمة.
جسده كان يُنهش، يتطاير منه الدم الأحمر، حتى لم يعد يبدو كبشر بل ككتلة من اللحم الممزق.
شاهدت جسده يتحول إلى أشلاء… إلى شيء بالكاد يُعرف أنه كان نا يوهان.
بجواري، شعرت بتشوي سوجونغ تلتقط أنفاسها شهقةً من هول المشهد.
بالطبع، العشرة آلاف ذراع لم تكن تكترث لردات فعلنا.
كانت تمزق نا يوهان بنهم، وكأنها تثأر، تمزقه حتى اختفى أثره.
“يُوهان-!!!”
صوتٌ من بعيد صاح باسمه.
أما أنا، فلم أتمكن حتى من إصدار صوت.
كنت فقط أراقب وأصغي، عاجزةً تمامًا.
وفجأة، أدركت أن ما أراه لا يبدو حقيقيًا.
لا… ليس واقعيًا على الإطلاق.
آه… آه…
خرج صوتٌ مبحوح من حلقي.
رؤيتي أصبحت ضبابية.
“لماذا؟”
“ما زلتَ… لم يكن يجب أن…”
عقلي بدأ يدور بشكل غريب.
‘كل هذا كان جزءًا من خُطتي.’ كان عليه أن يعود ضاحكًا، يقول هذا الكلام… الآن، حالًا!
بعد أن قُضي على الجسد الرئيسي، بدأ اعشرة آلاف ذراع بالإنهيار.
سُحبت أذرعها التي كانت تضرب في الفراغ، وفقدت زخمها، ثم بدأت تسقط بلا قوة.
ورغم أنها ما زالت ترفس وتتلوى، مسببةً أضرارًا هائلة، لكنها لم تعد قادرة على التجدد.
أمام هذا اليأس الساحق، كنا قد حصلنا على اليد العليا.
ومع ذلك…
رغم ذلك كله…
كل ما رأيته هو أشلاء نا يوهان الغارقة في الدماء، وهي تهوي بلا حياة.
لم أكن أتصور وجود يأس أعظم من هذا في هذا العالم.
هذا لا يجوز.
لا يجب أن يحدث هذا.
أنت هو بطل هذا العالم.
والبطل لا يموت.
حتى لو لم تكن البطل…
أنا فقط، كنت أريدك أن تبقى على قيد الحياة.
أردتك أن تعيش، فحسب.
لذا… عد. عد إليّ.
قطرات الماء التي تجمّعت في عينيّ، بدأت تنهمر على خديّ.
شعرت بها تسقط.
وفي تلك اللحظة.
وفي خضم الحيرة والضياع وسط دموعي…
جاء صوت ضحكة رنانة من العدم.
“كيارررر-!”
وفجأة، توقف الزمن.
كأن أحدهم ضغط على زر الإيقاف.
حتى أجسادنا التي كانت تسقط ببطء في الهواء، توقفت كليًا.
كأننا في لعبة، وتوقفت عند مشهد سينمائي.
كأن صفحة من رواية توقفت قبل أن تُقلب.
واقعـي قد تجمّد.
حتى قطرة الماء الواحدة التي كانت تهوي نحو الأرض توقفت في منتصف الطريق.
كان أمرًا غريبًا.
لكن هذا لم يكن لعبة، ولا رواية، ولا فيلمًا.
بل واقع حي ينبض أمامي.
ومثل هذه المعجزة…
لا يمكن أن تحدث في الواقع بهذه السهولة.
الوحيد الذي يستطيع فعل هذا هو…
همست دون وعي..
“…جيميني؟”
لا يوجد سوى كيان واحد بإمكانه ارتكاب أمر كهذا.
ذلك الذي ورث الأمل واليأس من تشونهُو…
المعجزة الأخيرة التي بقيت في هذا العالم.
“جيميني”
أولئك الذين يستطيعون قلب كل شيء… ومع ذلك لا يفعلون.
…ربما، لأنهم لا يستطيعون فعلاً.
ولكن…
“لا، ليس جيميني.”
جاء صوت خفيف، مرح، كإجابة.
“أنا لست اثنين الآن، بل واحد!”
كان صوت شخصٍ واحد فقط.
“أنا الأمل. الأمل الذي فاز في الرهان!”
“…لماذا أنت هنا؟”
سألته بدهشةٍ كاملة، أُحدّق به مذهولة.
“لأمنحكِ الأمل.”
قال وهو يبتسم.
“لأنني أحب النهايات السعيدة! لذا سأمنحكِ تلميحًا!”
ضحك ببراءة وتابع.
“– غيّري بطل لنظام الميتا.”
“ما الذي تتفوه به؟”
“لقد أصبحتِ بالفعل بطلة هذه القصة.”
“…ماذا تعني؟”
صرخت به وقد فقدت أعصابي.
كل ما يقوله بدا لي غير قابل للفهم.
لكن، وكأن سؤالي لا يعني له شيئًا، استمر في الحديث عما يريد فقط، دون أن يكترث بما قلت.
“أنظري، أن تكوني بطلة القصة لا يُشبه أبدًا أن تكوني إحدى الشخصيات المحورية أو الثانوية. هي تختلف تمامًا عن أولئك الذين لا يُعرض العالم إلا من خلال شظايا الحكاية عبرهم.”
“شظايا؟”
“نعم، فالبطلة تصبح القناة التي تُجمع من خلالها كل الشظايا، كل الحكايات… وهي في النهاية، من تُجسّد الشعبية الحقيقية للقصة ذاتها—”
“……”
“—وتُصبح رمزًا لنقاط الميتا الخاصة بتلك الحكاية.”
“…ما الذي تعنيه بذلك؟”
“أما زلتِ لا تفهمين؟ إن كنتِ ترغبين حقًا في إنقاذ هذا العالم… إن كنتِ تحبينه—”
وفجأة…
أمرٌ ما تسرّب إلى عقلي. فكرة كنت أرفضها دومًا على المستوى اللاواعي.
“—فلتصبحي البطلة. لا تختبئي خلف قناع الدور الثانوي، بل اصعدي على خشبة المسرح بصفتكِ الشخصية الرئيسية.”
لو كان نا يوهان هو البطل.
ولو كان بارك سي وو هو البطل…
…فهل هذا يعني أنني، كانغ ناهيون، لا يمكنني أبدًا أن أكون البطلة؟
تملكني فضول قاتل، ففتحت النظام الميتا كما لو أنني مسحورة، وضغطت على خيار “تشويه القصة”.
ما المشكلة في ذلك؟ أليس كل إنسان بطل حياته الخاصة؟
هكذا قال بارك يولهان في وقتٍ ما.
[تغيير بطل نظام الميتا إلى: كانغ ناهيون]
[جميع نقاط الميتا الحالية سيتم استهلاكها]
لكي أصبح البطلة، عليّ أن أستهلك كل ما أملك من نقاط الميتا.
[45320 نقطة ميتا]
إن فقدتُ هذه النقاط، لن يبقى لدي حتى بصيص أمل لاستخدامها لإنقاذ نا يوهان.
حتى إن أصبحت البطلة بتلك الكمية الكبيرة من التضحيات، فلا ضمان بوجود مكافأة تستحق.
…. لا، بل هي كلها أعذار لا أكثر.
في الحقيقة، كنت خائفة.
أنا لستُ إنسانة مثالية، ولا أنيقة، ولا بطولية.
كنت أظن أن من يراقبني لا يمكنه أن يحبني.
كنت أظن أنني لا أستحق أن أكون بطلة عالمي، بل وبالتأكيد لستُ البطلة الوحيدة في هذه القصة الكبرى.
رفضتُ الأمر مرارًا وتكرارًا.
ولكن…
ولكن إن كانت هناك فرصة—
فقد دعوت الإله أن يكون حبكم لهذا العالم نابعًا من خلالي، وأنكم أحببتمونا لأنني كنت جزءًا من هذه الحكاية.
وإن كان كذلك…
فحتى وإن لم تحبوني أنا، فاسمحوا على الأقل بنهاية سعيدة لهذا العالم، ولنا.
[يتم تغيير البطلة إلى: كانغ ناهيون]
[تم استهلاك جميع نقاط الميتا]
وهكذا، دعوت وتوسلت.
بأصابع مرتجفة، ضغطت على الزر داخل نافذة النظام.
ثم—
[تم فتح العناصر المتعلقة بـ “كيفية الوصول إلى مسار زهور الشخصية الرئيسية”]
[تمت إعادة ضبط نظام الميتا]
[تم تفعيل صلاحيات ‘البطلة’]
[جاري التحقق من التحديثات غير المحسوبة]
[مشاهد الظهور غير المحسوبة]
[تفاعل التعليقات غير المحسوب]
[نقاط الميتا غير المحسوبة]
[منصة الحساب: كاكاو بيج]
[عدد الحلقات: 194 / الحلقة الحالية: 19. كيفية مواجهة الكارثة (٨)]
[بدء الحسابات المباشرة الآن]
[جاري حساب التذاكر…]
[جاري حساب عدد المشاهدات…]
حدث خاص للتعليقات
✦ أرسلوا دعمكم لـ “ناهـيون”، التي أصبحت البطلة الحقيقية لـ《كيفية الوصول إلى مسار زهور الشخصية الرئيسية》
✦ يتم تحويل تعليقات الدعم إلى نقاط ميتا تمنح ناهيون القوة لتغيير العالم
✦ فترة الحدث: 07.10.2023 ~ 10.10.2023
✦ سيتم اقتباس تعليقاتكم ضمن نصوص الحلقات
.
.
.
[جاري حساب التعليقات…]
وفجأة، غمر العالم نورٌ ساطعٌ متلألئ.
────── •❆• ──────
الفصل هذا كان فيه افنت خاص مثل ماشفتو فالأخير والتعليقات فمنصة كاكاو تفجرت فوق 200 تعليق وفعلا تعليقاتهم انضافت فالفصل الي بعد ذا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 193"