لكن إن تطلّب كل تلك النقاط… ألا يُعدّ ذلك مخاطرة كبيرة؟
النقاط التي أملكها حالياً ليست قليلة، ويمكنني فعل الكثير بها.
وليس هناك ضمانة أنني سأتمكن من جمع هذا القدر مرة أخرى لاحقًا.
بدأت أُدخل أسماء أخرى.
[تغيير بطل نظام الميتا إلى: بارك سي وو.]
[مليون نقطة.]
وفجأة راودتني فكرة.
…هل يمكنني تغيير بطل نظام الميتا إلى نا يوهان؟
[تغيير بطل نظام الميتا إلى: نا يوهان.]
[غير ممكن.]
جاء ردّ النظام حاسماً على نحو مفاجئ.
يا له من أمر مدهش.
على أيّ حال، بعد أن جمعتُ المعلومات المتاحة، توصّلت إلى نتيجة واضحة.
“لا… لن ينجح.”
“لن ينجح؟”
“نعم.”
الأمر لا يستحق المجازفة.
بالإضافة إلى ذلك، الوضع الحالي خطير للغاية بحيث لا يسمح بالمغامرة.
فقط لكوني بطلة القصة، لا يعني أنني سأجني النقاط بسهولة، أليس كذلك؟
انظري إلى أولئك القرّاء الذين كانوا ينهالون بالشتائم على نا يوهان من قبل.
بدلاً من المجازفة بمكافأة غير مضمونة، من الأفضل الحفاظ على كمية النقاط الحالية المرتفعة نسبياً، تحسّبًا لأي طارئ.
اتخذت قراري بعقلانية، ثم أغلقت نافذة النظام.
“مؤسف.”
“سأبذل جهدي ضمن حدود الممكن.”
***
رغم تمنّي البعض لو أن الزمن يمر ببطء، إلّا أنّه كان يجري بسرعةٍ بغيضة.
وسرعان ما حلّ شهر سبتمبر.
وعند هذه المرحلة، بات الجوّ المحيط بالبرج مشؤومًا على نحوٍ لا يمكن تجاهله.
فالهالة السوداء والشريرة التي يبعثها باتت مرئية حتى لأعين الناس العاديين.
أي بمعنى آخر…
حتى أولئك الذين لم يكونوا يعرفون تفاصيل ما يحدث، أصبحوا يشعرون أنّ هناك كارثة وشيكة.
[منشور: انتهى أمرنا جميعا]
بصراحة، كنت مترددة في البداية، ولهذا وافقت على موضوع “فيضان الكارثة” أو أياً يكن. لكن الآن… أعتقد أنني نادم. هه.
– هاه، إلى الجحيم أيها الخائن
– كان من الأفضل لو ضحينا بأشباه البشر بدل هذا الوضع
لـ أيها العنصري
لـ آآه، أشباه البشر؟
– ما من حل سوى أن ندع الصيادين يتولون الأمر
لـ هم بالتأكيد أكفاء
كلما فتحت جهازي المحمول وألقيت نظرة على الإنترنت، وجدت فوضى عارمة.
ومع اقتراب الكارثة على نحوٍ محسوس، تغيّر موقف الكثيرين.
“على الحكومة أن تُنهي هذه الكارثة!”
“هل تنوون قتلنا؟! لا لإبادة الأعراق الأخرى!”
كانت الاشتباكات بين المعسكرين في الاحتجاجات أمرًا شائعًا.
وفي المناطق التي تفتقر للرقابة الأمنية، كانت جرائم الكراهية ضد الأعراق الأخرى تحدث كثيرًا.
مما استدعى تعزيز أفراد الحماية أنصاف البشر.
لقد بات المجتمع بأكمله فوضى.
وفي خضم ذلك، ازداد عدد البشر الذين يطالبون بالتضحية بالأعراق الأخرى حفاظًا على بقائهم هم.
[منشور: ما رأيكم بالتضحية بالأعراق الأخرى بدلًا منا؟]
– هل من المقبول فعل هذا؟
– يتم الخروج بالسكاكين حالا.
لـ أنت مجنون؟
لـ تم الإبلاغ عنك
– لا تغذِّي الكراهية يا هذا
[منشور: ما هذا الهراء؟]
(صورة)
في أحد الشوارع، هناك رجل يحمل سيفًا…
هذا حيّ يقطنه أنصاف البشر. ألن يحدث شيء؟
– بدل أن تنشر هنا، اتصل بالشرطة أيها المعتوه
– اهربوا بسرعة
– أنا خائفة جداً…
كانت هذه الأحداث تُنشر في الأخبار عدة مرات يوميًا:
[هجوم بالسلاح الأبيض في الشوارع… جدل حول جرائم الكراهية ضد الأعراق الأخرى]
[من أجل البقاء… جماعات إجرامية تزداد حجمًا وتُكثّف هجماتها على الأعراق الاخرى]
[الحكومة ترسل فرقًا لحماية الأقليات]
كان الوضع خطيرًا بالفعل.
لكن النرد قد أُلقي.
وقد مررنا بالفعل بنقطة اللاعودة، حيث لا مجال للتراجع.
وعليّ الآن أن أتحمّل مسؤولية قراراتي.
الشيء الوحيد المتاح لي هو..
أن أبذل كل ما في وسعي.
فقط… هذا كل ما أستطيع فعله.
***
في خضم التوتر والاضطراب، اقترب يوم الكارثة.
أمام البرج المغلف بهالة مظلمة كثيفة، سادت أجواء مشحونة بالتوجس والترقب، حتى التوتر كان ملموسًا، مشدودًا في الهواء كخيط يمكن لمسه.
طبقًا للخطة التي وضعتها القيادة المركزية، تم تقسيم الصيادين إلى ثلاث فرق تطوّق البرج من الجهات كافة.
الفريق الأول: كان يضم نخبة الصيادين المخضرمين، خط الدفاع الأول، الذين بدوا رغم توترهم البالغ قادرين على ضبط أعصابهم وعدم الوقوع فريسة له.
الفريق الثاني: تشكّل من صيادين نشطين إلى جانب جنود وبعض طلاب السنة الثالثة ممّن خاضوا تجارب قتال حقيقية.
ولعل هذه التجارب، أو وجود العسكريين، منحهم جوًا أقرب لاحترافية الصيادين.
الفريق الثالث: مثله مثل الفريق الثاني، لكنه كان يضم بعض طلاب السنة الثانية قليلي الخبرة، وكان من السهل رؤية علامات الضغط على وجوههم.
“سيكون الأمر على ما يرام. في المقدّمة يقف الصيادون المخضرمون”.
قلتها لأهدّئ من روع أحد الطلاب، فظهرت عليه علامات الارتياح الطفيف.
بينما كنت أراقب إعادة تنظيم الصفوف، تقدّمت نحو الدائرة السحرية الموضوعة في مقدمة البرج.
من حولي اصطفّ الحراس من الصيادين والجنود لحمايتي.
– هل أنتِ مستعدة؟
كان صوت نا يوهان يأتيني عبر جهاز الاتصال.
“نعم.”
شعرت بأن جميع الأنظار مركزة عليّ.
حتى الطائرات المروحية كانت تحلق فوقنا تنقل الحدث مباشرة، فقد كانت أعين الإعلام المحلي والعالمي متجهة نحو هذا المكان.
نظرت إلى الدائرة السحرية التي صمّمها بارك يولهان، وكانت معقدة للغاية، استغرق إعدادها منه عدة أشهر.
ثم وضعت المفاتيح الستة حول الدائرة، بحيث تتلاقى رؤوسها عند المركز.
المفتاح الأول: مفتاح عشيرة الوحوش.
لم تصدر أي استجابة.
“البداية تكون من مخلب الوحش.”
المفتاح الثاني: مفتاح التنانين.
انبعث خيط ضوء دقيق من الدائرة.
“وعبر آثار المخالب تبدأ الحكاية المتألقة،”
المفتاح الثالث: مفتاح مصاصي الدماء.
زاد الضوء الخارج من الدائرة قوة ووضوحًا.
“تمر بعينين تراقبان من ظلمةٍ سرمدية،”
المفتاح الرابع: مفتاح الأقزام.
صار الضوء براقًا لافتًا للنظر.
“ويتحول الجرح إلى فخرٍ وسلاح،”
المفتاح الخامس: مفتاح حوريات البحر.
بدأت المفاتيح نفسها تلمع بانسجام مع الدائرة.
“ليُحتضن في النهاية بالقوة المقدسة،”
المفتاح السادس: مفتاح الإلف.
وما إن وضعته حتى بدأت المفاتيح كلها تتوهج بشدة وهي ترتفع في الهواء، مغمورة بنور يسطع كأنه شمس ثانية.
“أهو حقًا يحدث…؟”
“إنه مدهش…”
سمعت من حولي عبارات الدهشة، فتابعت قولي.
“وهكذا، يدور كل شيء، ليعود أخيرًا إلى شجرة العالم.”
ثم بدأت المفاتيح تندمج لتكوّن مفتاحًا واحدًا فريدًا، ذا جسدٍ فضي مزين بأحجار كريمة من ألوان شتى.
وما إن حط المفتاح في يدي بخفة الريشة، حتى وجهته نحو البرج.
“ما بدأ في البرج، يعود إليه الآن.”
أدرته جانبًا.
“افتح، أيها المفتاح، ما كان مختومًا، وحرّر ما حُبس في الظلام!”
ـــ كييييييييك!
دوى صوت شيءٍ ضخم وهو يتحرك.
“الباب يُفتح!”
وكأن النداء كان سحرًا، إذ ظهرت بوابة فضية ضخمة مرصّعة بنقوش مهيبة على جدار البرج، رغم أنه لم يكن هناك أي باب من قبل.
انفتحت البوابة معلنةً عن أول فيضان من الظلام.
بدأ السواد يتسلل ويتساقط كأن أنبوبًا صدئًا قد تم فتحه فجأة.
— ووووووووه!!!
ترددت صرخة وحش هائل في الأفق.
ارتجف جسدي لا إراديًا من الصوت، صوت كريه إلى حدٍ لا يمكن وصفه، حتى أنني هممت بسد أذني من شدته.
لكن ما أقلقني أكثر من الصوت، كان ما تبعه من ظهور بوابات أخرى.
في الطابق الثاني، ثم الثالث، فالرابع، والخامس… حتى الثاني عشر.
“كم عدد الطوابق؟!”
“اثنا عشر! حتى الطابق الثاني عشر فُتح!”
“تم تأكيد وجود زعيمين في الطابق الأول والعاشر!”
ومن خلف الأبواب، تدفقت الوحوش.
— دوووم! دووووم!
كان بعضها يتساقط من الأعلى فيُسحق تحت أقدام الآخرين.
لكن تلك كانت مجرد وحوش عشوائية.
ما أقلقنا حقًا كانوا زعماء الطوابق.
– لا ترتبكوا! فقط زعيما الطابق الثالث والتاسع يملكان القدرة والحجم لعبور البوابة!
– ركّزوا جهودكم على زعيمي الطابق 3 و9! الفِرَق الجوية تتعامل مع البقية!
– كما درّبناكم، نقاط الضعف لم تتغير!
اثنا عشر زعيمًا، أول موجة من الكارثة.
كان على الجميع مواجهتهم كـ “الموجة الأولى”.
لقد قيل إن الطبقات الاثنتي عشرة الأولى تُفتح حتمًا، أما الطبقات التالية فستختلف عشوائيًّا حسب كل دولة ومنطقة.
قد يكون من الصعب إن فُتحت ثلاثون طبقة دفعة واحدة، لكن يبدو أن للأمر نمطًا منتظمًا أيضًا.
‘البرج يُخرج الوحوش بناءً على فرضية أن البشر سيجتازونه… أو ينجون منه.’
‘لماذا؟’
‘لأنه بحاجة إلى بقاء الرغبة البشرية حيّة.’
أكدت اغدراسيل على صلة البرج بالرغبات البشرية.
‘لذلك سيتقدم البرج تدريجيًا كما لو أنه يلعب معنا لعبة. الأمر يشبه فترة استكشافنا للبرج سابقًا. لذا يكفي أن ننتبه فقط إلى الزعماء في أول اثني عشر طابقًا.’
‘لكنه أيضًا أكثر الأمور رعبًا…’
‘صحيح. لكن لماذا حدث هذا؟ في الظروف العادية، يُفترض أن يُرسل الوحوش تدريجيًا بدءًا من الطابق الأول. أليس هناك خلل في التوازن؟’
‘يبدو أن تراكم الرغبة فجّر هذه البداية العنيفة. علينا فقط صدّ الموجة الأولى.’
تذكرت حديث اغدراسيل مع بارك يولهان.
‘…لكن ‘المشكلة الحقيقية’ ستكون في الكارثة التي ستأتي لاحقًا.’
إذا تمكنوا من التعامل بأي وسيلة مع الزعماء في الطوابق الاثني عشر الذين يظهرون أولًا، فستكون الأبواب التي تُفتح في الطوابق التالية قابلة للاحتواء إلى حدٍ ما.
شددت على أسناني بعزم.
أيًّا يكن ما سيحدث لاحقًا، علينا أولًا أن نتعامل مع ما أمامنا الآن.
وها هو صدى الوحش يعود مجددًا.
من الطابق الثالث، سقط جسم ضخم يشبه الوحل.
“إنه السلايم الأسود!”
“حولوا الفلتر الى طاقة النور فورًا!”
كان السلايم الأسود الضخم يزحف ببطء، مرعبًا كل من حوله.
لكن الصيادين رفيعي المستوى أحاطوه بحاجز سحري فورًا، وأعطوا الجنود الإشارة للهجوم.
بدأت المدافع تدك جسده اللزج…
لكن ذلك لم يكن سوى البداية.
فمن خلف البوابات، انطلقت هجمات من وحوش أخرى.
سيوف من الرياح، كرات نارية، وهالة من الظلام الغريب.
هكذا بدأت الكارثة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 190"