– يقولون إن هناك كارثة حلت على البرج أو شيء من هذا القبيل.
– إذن في النهاية، طالما الهجناء هم من يموتون، أليس هذا كافيًا؟
لـ هل جننت؟
لـ أنا فقط أفكر بشكل منطقي.
لـ ياأهبل… كيف يختلف هذا عن الإبادة الجماعية؟
– لا، إذا كان لا بد من الموت، فلنمُت جميعًا~
لـ كلام فارغ، مت لوحدك رجاءً
– هل الكارثة فعلًا صعبة لهذه الدرجة؟ أليس من الأفضل تجهيز خطة لمواجهتها؟
لـ يقال إن لكل طابق في البرج سيخرج زعيم طابق، كما سيظهر وحش رئيسي، زعيم الكارثة، ألا يعني هذا أنك تستخف بالموقف؟
لـ إذن سيصبح الناس ضحايا؟
“أختي، ماذا تفعلين؟”
ظهرت عينا كانغ يو الزرقاوان فجأة بيني وبين شاشة الجهاز.
ربّتُّ بلطف على رأس كانغ يو.
“لا شيء، فقط أتصفح بعض الأمور.”
بعد أن أخبرت أصدقائي بكل الحقيقة، عدتُ مع إغدراسيل إلى الأكاديمية.
أما إغدراسيل، فهي صيّادة مخضرمة وتحظى باحترام الجميع، لذا كان من السهل عليها العودة.
وبفضل مساعدتها، تمكنتُ من العودة إلى الدراسة أيضًا.
‘فهمت الآن، لا تقلقي بشأن الغياب، سأتصرف بالأمر.’
قالت المديرة مازحة بعدما سمعت القصة كاملة.
لا أعلم كيف رتّبت الأمور، لكن لحسن الحظ عدتُ بدون مشاكل كبيرة.
“هاه؟ ألم يُقل إنها تركت الدراسة؟”
“لا أدري. يقال إنها كانت تدرس بالخارج؟”
“دراسة بالخارج؟”
الطلاب الذين لم يعرفوا شيئًا عن وضعي بدأوا يخمنون لماذا اختفيت، لكن سرعان ما هدأ الوضع بعدما فجّر الوايلد هنتر إعلانهم الصادم.
أما كانغ يو، فظل ملتصقًا بي طوال الوقت وكأنه يحاول تعويض ما فاته خلال فترة غيابي.
وأيضا…
“آه، ناهيون…”
“اختفِ!!!”
… كان يصد نا يوهان بكل حزم كلما حاول الاقتراب مني.
جدير بالذكر أن نا يوري كانت تفعل الشيء نفسه.
وبينما كنت أتفرج على نا يوهان وهو يتوسل لكانغ يو دون فائدة، تذكرتُ ما رأيته من تعليقات على الجهاز.
‘يجب أن نجمع الهجناء.’
‘لا، يجب أن نستعد للمعركة.’
‘بل ألقوا القبض على الوايلد هنتر أولًا…’
كانت هناك آراء متباينة.
أما الصيّادون، فانقسموا بعد إعلان وايلد هنتر إلى فريقين.
فريق يرى أن تقليل الخسائر أهم من خوض المعركة.
وفريق يرى أن علينا أن نحاول القتال على الأقل.
وكان عامة الناس أيضًا على نفس الشاكلة، إلا أن الشباب منهم كانوا أكثر ميلاً للفريق الثاني.
لكن هذا لم يكن بدافع أخلاقي رفيع، بل لأنهم ببساطة لا يعرفون مدى تدمير الزعماء أو مدى خطورة الكارثة، على عكس الصيّادين.
ففي النهاية، من سيقف في الصفوف الأمامية ليسوا الناس العاديين، بل الصيادون.
‘أهذا يعني أننا سنموت؟:
‘أيا يكن، فالصيادين سيتصرفون.’
كان في ذلك نوع من اللا مسؤولية.
تمسّك بالمثاليات الأخلاقية، وتجاهل لواقع لا يريدون رؤيته.
لكن الجيل الأكبر سنًا، الذي عانى من ظهور الوحوش المفاجئ قبل استقرار الأنظمة، كان يعارض بشدة.
“هل نعود إلى الماضي؟”
“فليُضحَّ بالهجناء بدلًا من ذلك!”
لقد تذوقوا احتمال الموت بسبب الوحوش من قبل، ولهذا فضّلوا أن يموت الهجناء بدلًا من أن يعود ذلك الخطر إليهم من جديد.
في خضم هذه الفوضى، لم تكن الحكومة الكورية تعرف كيف تتصرف.
بدأت الأمم المتحدة، بما فيها كوريا، بالضغط على الوايلد هنتر ليسلّموا المفاتيح التي تعد عنصرًا أساسيًا.
لكن الوايلد هنتر رفضوا.
مما جعل العلاقة بينهم وبين الحكومة الكورية تدخل في مرحلة حساسة.
أما جمعية الصيادين، فكانت أكثر وضوحًا: علينا منع اجتياح الكارثة مهما كان.
لذا تم استدعاء جميع الصيادين، وتوجيه طلب تعاون إلى الوايلد هنتر.
بل وتم إلغاء مذكرة التوقيف الصادرة بحقهم سابقًا.
أما الهجناء أنفسهم…
‘هل تنوون قتلنا؟!’
‘نحن بشر أيضًا!’
ثاروا.
ومن الطبيعي أن يثوروا عندما يُهددون بالموت.
توالت الاحتجاجات العنيفة والمدمرة كل يوم.
كان العالم في فوضى لا توصف.
ومع ذلك، كان هناك من يستعدون بصمت لمواجهة الكارثة.
حتى بعض المدنيين بدأوا بدعم الوايلد هنتر.
المعاهد البحثية التي تجاهلت الوضع في البداية بدأت تتخذ من بيانات الوايلد هنتر مرجعًا لبحوثها، وراح العلماء يوقفون مشاريعهم الأخرى للتركيز على كيفية التصدي للكارثة.
خاصة الصيادين بقيادة شين بارِن، كانوا يميلون أكثر فأكثر إلى خوض القتال، وبدأوا بالتحرك بجدية.
وأنا كنت أقضي معظم وقتي في التنسيق بين الوايلد هنتر وتلك الأطراف.
لحسن الحظ، رغم أن جانب شين بارِن لم يكن يروق له الهجناء التابعون للوايلد هنتر، إلا أنهم لم يُظهروا ذلك علنًا.
ويرجع الفضل في هذا إلى تفوق العائلات الأرستقراطية بقيادة شين بارن في صراعها الطويل مع الباحثين، وسيطرتها أخيرًا على جمعية الصيادين.
وبهذا أصبح من الممكن تعبئة عدد كبير من الصيادين قسرًا.
لكن من الطبيعي أن الأفراد الذين جرى تجنيدهم بالإجبار لن يؤدّوا مهامهم بحماسة.
لذا تقرّر أن تكون شين بارن والمقربون منها هم من يتولون اللقاء الأول مع الوايلد هنتر والتنسيق معه.
فالوقت الآن ليس مناسبًا لنزاعات داخلية بين الصيادين.
ولهذا، كنت أظن أن الأمور اليوم ستمرّ دون مشاكل…
“اخرج حالًا!!!”
“آه يا آنسة، أليس هذا تصرفًا غير عقلاني بعض الشيء؟”
…لكنني كنت مخطئة.
شين بارِن، التي كنت أراها الأكثر اتزانًا، انفجرت غضبًا بمجرد أن رأت شين هايون، الذي ظهر لأول مرة في هذا الاجتماع.
“لن أعمل مع شخص طعن رفاقه في الظهر!”
“…كلامكِ ليس خاطئًا.”
المفاجأة الأكبر أن شين هايون لم يغضب من كلماتها اللاذعة، بل تقبّلها ببرود، وكأن الأمر لا يعنيه.
“لحظة، أعتقد أن رد فعلكِ مبالغ فيه…”
“نعم، بارِن، تكلّمي بهدوء لو سمحتِ.”
“…لا داعي للكلام، فكل الصيادين الكوريين من جيلنا يعرفون القصة.”
قالت ذلك بعد أن رمقت شين هايون بنظرة حادة لفترة طويلة، ثم أطلقت زفرة ثقيلة.
“ناهيون.”
“نعم؟”
“كنت قد أخبرتكِ من قبل… أنني تعرّضت للخيانة من قبل أحد الهجناء.”
“نعم.”
“شخص قتل رفاقه، وهرب بمفرده في خضم الخطر. لا أستطيع حتى أن أسميه سينباي . هذا هو ذلك الشخص.”
“..…!”
“لهذا، شين هايون كان مطلوبًا كمجرم حتى قبل أن يظهر الوايلد هنتر إلى العلن.”
نظرت إلى شين هايون بعينين واسعتين، فلم يجد ما يقوله، واكتفى بابتسامة مرة.
كان تحت أنظار كثيرة من الصيادين الذين لا يُخفون نفورهم منه، فرفع كتفيه بلا مبالاة.
“همم…. يعني، تودّين أن أبتعد؟”
“على الأقل، لا أحد هنا يرغب في أن يقاتل إلى جوارك. خاصة إذا كان الأمر يتعلّق بمواجهة كارثة قد نلقى فيها حتفنا.”
“هممم…”
اتجهت نظرات شين هايون إليّ.
قال وهو يبتسم بخفة.
“حسنًا، سأذهب إلى مكان آخر إذًا. آنسة ناهيون، هل يمكنكِ أن تطلبي نقلي إلى وحدة أخرى؟”
“هاه؟ آه… نعم.”
وبينما كنت مترددة وسط أجواء باردة حدّ الصقيع، تنفّستُ الصعداء حين رأيته ينسحب بسهولة.
نظرت إلى شين بارن.
“…لكن مجرّد عدم رؤيته لا يكفي. في حال غابت السيدة إغدراسيل، فستتولين أنتِ قيادة القوات. حينها، قد تضطرين إلى الإشراف على وحدة تضم شين هايون أيضًا، أليس كذلك؟”
“……”
“سينباي بارن، نحن لا نملك ما يكفي من القوة الآن.”
قلتُ لها محاوِلة إقناعها.
“وشين هايون يُعتبر أحد عناصر القوة الرئيسية لدى الوايلد هنترز. أنتِ تعرفين مدى قوّته، أليس كذلك؟”
“…مفهوم.”
لم تبدُ شين بارن مرتاحة على الإطلاق، لكنها قبِلت بالأمر طالما أنها لن تضطر للتعامل المباشر معه وجهًا لوجه.
تنفّستُ الصعداء في داخلي.
فما يدفع شين بارن إلى هذا الموقف ليس مجرد ضغينة شخصية، بل شعورها بأنه “شخص لا يُوثق به” فعلًا.
كان الخيار بين المخاطرة أو اكتساب القوة، ونحن بحاجة ماسّة إلى القوة، لذا لم يكن أمامنا خيار آخر.
بعد انتهاء الحديث معها، أمسكتُ بطرف كم شين هايون.
“سنتحدث، أليس كذلك، سينباي هايون؟”
“همم… وهل هذا ضروري؟”
“نعم، ضروري.”
أمسكته وأنا أبتسم، رغم أنه كان يبتسم بتلك الابتسامة الغامضة المعتادة، وسحبته إلى غرفة عازلة للصوت.
أدخلته الغرفة، ثم أغلقت الباب خلفي.
جلستُ في وضع يسدّ عليه طريق الخروج، فأخذ يحدّق بي وكأنه استسلم أخيرًا.
“ما الذي حدث بالضبط؟”
“…همم.”
“قل لي. عليّ أن أعرف كي أقرّر ما يجب فعله لاحقًا. ثم… لا أعتقد أنكَ فعلت ذلك دون سبب.”
تذكّرت شين هايون في زنزانة مفتاح حوريات البحر، حتى في أكثر المواقف حرجًا، لم يُفكر أبدًا في طعننا من الخلف.
‘اقتربي أكثر… ابقي في مكان آمن.’
‘سُيطر بالكامل على مجرى المياه هناك، لكن لا زلتُ أستطيع التحكم جزئيًا بالماء المحيط. لذا كوني قريبة.’
‘حسنًا!’
‘علينا أن نحاول النجاة بأي وسيلة.’
لقد كان يحاول حمايتي بكل ما لديه، لا أن يتركني خلفه.
ولو كان حقًا من النوع الذي يهرب بسهولة، لما اعتمد عليه العائد تورنيتو في الأصل.
“…تظنين أن لديّ سببًا، أليس كذلك؟”
“أليس من الطبيعي أن أظن ذلك؟ لقد مررنا بالكثير. ألا تدرك كم مرة أتيحت لك الفرصة لأن تطعنني في الظهر؟”
“هاه… ههههه!”
ضحك فجأة، وكأن كلماتي كانت أكثر طرافة مما توقع.
ضحك حتى اغرورقت عيناه، ثم نظر إليّ بابتسامة هادئة مليئة بالعجب.
“لو وُجد شخص قال لي مثل هذا الكلام حينها… لكان الأمر أفضل بكثير.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات