2. كيفية إدارة العلاقات (٨)
أنا المُستيقظة المدعومة من الحكومة، الساذجة التي لا تعلم شيئًا.
لذا فأنا لا أدرك حتى الآن كم أنّ الإحصاءات والمهارات التي ارتفعت لديّ تُعدّ “ضربة حظ “، وكل ما أظنه هو أنّ ما حصل مجرد أمر جيد فحسب.
الإحصاءات التي تظهر الآن في عينيّ ذاك المحتال ستكون على النحو التالي:
[البيانات الشخصية]
الاسم: كانغ ناهيون
الوظيفة: قناصة
المستوى: 15
القوة الجسدية: F+
الرشاقة: C-
القدرة على التحمل: D+
القوة السحرية: C-
خاصية السحر: لا يوجد
[المهارات المتوفرة]
سلبية: المخزن (الجرد) – المستوى 2
سلبية: البصر البعيد – المستوى 2
سلبية: إصابة مؤكدة – المستوى 2
هجومية: الرصاصة السحرية – المستوى 5
للمعلومية، المتوسط المطلوب لاختيار أحدهم كصائدة قتالية في الميدان هو بلوغ درجة C في الإحصاءات على الأقل.
بمعنى آخر، أنا التي كنت مجرّد مبتدئة، أصبحت فجأة أمتلك رشاقة وقوة سحرية في مستوى صيّادة متمرسة في الميدان.
حتى لو اعتبرني أحدهم من النوع المتأخر النضوج، إلا أن الارتفاع المفاجئ بهذا الشكل قد يحدث أحيانًا على شكل قفزات، لذا لا يبدو الأمر غريبًا.
وما يجعل الأمر أكثر اتزانًا هو أن الإحصاءات التي ارتفعت لديّ تحديدًا هي تلك التي كان المحتال يريدها، لذا لا بد أنه يشعر وكأنه ربح في اليانصيب، أو كأن حساب ادّخار مدّته عشر سنوات قد بلغ موعد استحقاقه بعد ساعة واحدة فقط.
لكن، حتى موعد الاختبارات النصفية، لن تسنح لي فرصة لرفع مستواي مجددًا.
عليّ أن أواصل جمع نقاط الميتا بحرص، ثم أفرغها دفعة واحدة في وقت الامتحانات لأُظهر قفزة جديدة في التطور.
خطة مثالية.
“يوهان؟”
كان المحتال متصلّبًا تمامًا وكأنه صُعق من شدة المفاجأة بعد رؤيته لإحصاءاتي. فتظاهرت بالجهل والاستغراب، وطرقت كتفه بخفة.
“هاه؟ هاه؟”
“هل أنتَ بخير؟”
وعندما لاحظتُه، مالت تشوي سوجونغ برأسها أيضًا وراقبته عن كثب، ثم قالت:
“ما بكَ؟ لماذا تصرفتَ هكذا فجأة؟ هل تشعر بالمرض؟”
“هل ننهي الأمور لهذا اليوم؟”
تظاهرت بالقلق واقترحت الانسحاب، فاستفاق المحتال فجأة وكأنّه استعاد وعيه بالكامل.
“لا! لا بأس! بعد أن ننظف بقايا جثث الوحوش، ندخل فورًا لاستكشاف الزنزانة داخل البوابة!”
أجل، فهذا هو هدفكَ الحقيقي في الداخل، أما البقية فمكاسب إضافية فقط.
رغم أنّ حجم هذه “المكاسب الجانبية” يبدو مبالغًا فيه بعض الشيء، لكنها تبقى كذلك في النهاية.
“إلى الزنزانة؟ هل سيكون ذلك آمنًا….؟”
أنا التي “لا تعرف شيئًا”، سألتهم بقلق ظاهر.
“لا بأس~ لا بأس~ ناهيون هي من قامت بكل شيء، أليس كذلك؟”
“صحيح، الوحوش التي ظهرت قبل قليل كانت أطعب مرحلة، لا تقلقي.”
توقف عن التربيت على رأسي أيها اللعين. أكاد أعضّك.
رغم أنني كنت على وشك الموت من الإرهاق، استمرّ المحتال في تربيت رأسي بحجة تهدئتي. ومع أنني شعرت بالضيق، اضطررت للتظاهر بالقبول.
وبسبب كثرة عدد الوحوش التي قتلتها، كانت الجثث المتراكمة حولنا مذهلة فعلًا.
“ناهيون~ اكتسبتِ مهارة المخزن، أليس كذلك؟”
“آه، نعم! كيف عرفتِي؟”
“في الواقع، يمكنني رؤية البيانات الشخصية~.”
“حقًا؟!”
كاذبة.
“لا، بل لأن جميع المستيقظين يحصلون على مهارة المخزن عندما يصلون إلى المستوى 2.”
“كنت أمزح فقط.”
قال المحتال تلك الجملة القصيرة، وبدأ بصمت يجمع جثث الوحوش ويخزنها في مخزنه.
“فهمتُ… وما حجم هذا المخزن؟”
“لا يتعلق الأمر بالحجم. في البداية، يمكنك تخزين نحو 100 وحدة من كل نوع لـ10 أنواع من الأغراض.”
“واو…”
“أما أنا، فمستوى مهارة المخزن لديّ هو 10، لذا أستطيع تخزين 1000 وحدة من 100 نوع مختلف.”
أعلم ذلك.
فـ نا يوهان هو الإضافي عديم الفائدة الذي لم ترتفع لديه أي مهارة سوى المخزن حتى وصل إلى المستوى 10.
كان هذا مذكورًا أيضًا في الرواية، وأذكر أنّه ترك لديّ انطباعًا قويًا.
“جثث الوحوش المتراكمة هنا يمكن جمعها وبيعها في السوق لاحقًا.”
“نعم. كل ما نحصل عليه خلال الاستكشاف هو ملك يوهان… هل نجعل يوهان يتولى التجميع من الآن فصاعدًا؟”
“سأكون شاكرًا إن فعلتِ.”
بدأتُ بجمع جثث الوحوش بجد. أما تشوي سوجونغ فقد أطاحت بكمية تفوق ما جمعته أنا عدّة مرات عبر دفعة واحدة من الرياح. حقًا، مهارة الرياح مهارة خارقة.
ورغم امتلاء المكان بالجثث، إلا أن المنظر لم يكن دمويًا أو بشعًا.
فكل الوحوش ماتت بشكل نظيف، بعد أن تحطمت نواة طاقتها فقط، مما جعلها وكأنها مجسّمات محنّطة متراكمة بدقة.
وضعتُ كفّي على جثة الوحش الأخيرة.
“لقد مات فعلًا… مع ذلك، يبدو وكأنه لا يزال حيًّا…”
“إنه ميت.”
قال المحتال ببرود، وهو يدفع بجثة الوحش الأخيرة إلى داخل مخزنه. وعندما رأى ملامحي، حاول أن يبدو ناصحًا وقال:
“ناهيون، الوحش هو مجرد وحش.”
“أعلم.”
“إن كنتِ تعلمين، فلماذا تصنعين هذا الوجه؟”
“أعلم… فقط…”
للمرة الأولى، مثلتُ دور البطلة التي تشعر بالضيق بعد قتل كائن حي.
نظرتُ إلى كفّي بصمت، ثم قبضتُ عليه بقوة وكأني أستوعب حقيقة أنني أنهيتُ حياةً بيديّ.
وبما أن مشهد الجثث المتراكمة أعاد إليّ ذكريات قديمة، فقد كنت في الواقع مضطربة قليلًا، لذا لم يكن من الصعب التمثيل.
وقف المحتال بصمت إلى جانبي، ثم قال كلمة واحدة:
“هيا بنا.”
ثم مضى يقودنا نحو المعبد في وسط الزنزانة.
أما تشوي سوجونغ التي كانت تحلّق في الهواء بصمت، فقد مرّت بجانبي تربّت على رأسي بخفة…. لمَ أنتِ أيضًا؟
سرتُ خلفهما دون أن أنبس ببنت شفة.
ورغم الجثث التي غطّت الأرض، إلا أن السهل الخالي أصبح هادئًا إلى حدّ لم نعد نسمع فيه سوى وقع أقدامنا.
ولم يستغرق الوصول إلى المعبد في منتصف الزنزانة وقتًا طويلًا.
كان معبدًا حجريًا ضخمًا، يبدو مهيبًا من النظرة الأولى، لكن بوابته التي يبدو أن الوحوش قد حطموها للخروج كانت مفتوحة ومتآكلة بشدة.
“رغم أننا أنهينا كل شيء، فلنترك مهمة الاستكشاف لـ سوجونغ من الآن فصاعدًا، تحسبًا لأي طارئ.”
“أوكي~.”
وبمجرد أن وضعنا أقدامنا داخل المعبد—
بدأ المبنى يهتز بعنف.
كوغو غوغوغون—
بدأ العمود يهتز ويتمايل يمينًا ويسارًا، واتسعت الجدران على هواها، وانشقّت الأرض كاشفة عن أرضية جديدة أسفلها.
حاولت جاهدًة الحفاظ على توازني، لكنني في النهاية انزلقت.
قبل أن أهوِي إلى الأرض، رفعتني تشوي سوجونغ في الهواء باستخدام الريح.
وبعد أن دققت النظر، رأيت أن المحتال أيضًا كان مرفوعًا بالريح من قِبل تشوي سوجونغ.
بقينا معلّقين في الفراغ لبعض الوقت، نراقب المعبد وهو يتحرّك بجنون ويغيّر هيئته.
وبعد برهة، كشف لنا المعبد عن أرضية وأعمدة متشابكة بنقوش متنوعة وغريبة.
فشعرت بالارتباك.
ما هذا؟ هذا لم يكن موجودًا في الرواية الأصلية!
كان من المفترض أن نسير بخطى بطيئة إلى المركز ونأخذ شيئًا ما، هذا كل ما في الأمر!
استدرت نحو المحتال مذعورة.
وكان… يبتسم، وكأنه كان يتوقع هذا “الحدث”.
…أيها المدمن على القمار، يا مهووس الألعاب، أيها المحتال!
كتمت الصرخة التي كادت تفلت مني، وشددت قبضتي على السلاح.
ثم أنزلتنا تشوي سوجونغ مجددًا إلى الأرض.
من ابتسامته المريبة، كان واضحًا أن هذا الحدث يُشغّل بواسطة “زناد” معين داخل اللعبة التي بُنيَت عليها الرواية الأصلية.
والعنصر الوحيد الذي تغيّر عن الرواية هو وجودي ووجود تشوي سوجونغ.
بمعنى آخر، استخدم المحتال وجودنا كزناد لتفعيل الحدث الذي يعرفه من اللعبة.
فكرت بهدوء: لو كان هناك حدّ لعدد الأفراد، لكنا قد مُنعنا من دخول البوابة من البداية.
إذاً المسألة متعلقة بزناد فردي.
وما يمكن أن يكون زنادًا عندي هو ارتفاع مفاجئ في قدراتي.
لكن من وجهة نظر المحتال، كان من الصعب توقع أنني سأُطوّر قدراتي بهذه السرعة، فضلاً عن أنه لم يكن ليضع خطة محكمة في هذا الوقت القصير.
وباستثناء ذلك، لا يوجد ما يمكن أن يكون متعلقًا بي، فأنا لم أظهر أصلاً في اللعبة الأصلية.
كل ما لدي هو كوني “روحًا من عالم آخر”، لكن هذا لا يبدو مؤهلاً ليكون زنادًا في لعبة كهذه.
إذًا…
نظرت إلى تشوي سوجونغ التي كانت تحدق في الأرجاء بوجه متصلب.
الزناد لهذا الحدث هو… تشوي سوجونغ.
وحين عادت الأرض للاهتزاز، ترنّح المحتال وفقد توازنه.
“هل أنتَ بخير؟”
أمسكته سريعًا. تبا، قدراته مثيرة للشفقة فعلًا.
وبينما كان جسده يهتز كالراية في مهبّ الريح، توقف الاهتزاز فجأة، ودوّى صوت مهيب من العدم:
<يا سليلي الوحوش الشجعان القاطنين في البرج، تابعوا خوض المحنة.>
…أوه، هذه الجملة هي زرّ الغضب الخاص بتشوي سوجونغ.
نظرت إليها بطرف عيني، ولم يبقَ في وجهها أي مساحة لإخفاء انزعاجها.
أرأيتِ؟ بأي ثقة تجرأ هذا المحتال على تفعيل حدث كهذا؟
“أنا أريد الخروج من البوابة والعودة.”
استدارت تشوي سوجونغ نحوي بوجه خالٍ من أي تعبير، وكأنها لن تتسامح مع أي اعتراض.
“أجل. أشعر أن هناك شيئًا غريبًا.”
نعم، هكذا يجب أن تكون. لا يجوز التلاعب بنقطة ضعف الأقوياء. فهذه المرأة هي الأقوى بيننا على الأرجح.
“لا، بل الأمر كما توقعت تمامًا.”
لكن المحتال… لم يكتفِ بذلك، بل طعن في نقطة ضعفها مباشرة دون تردد!
التعليقات لهذا الفصل " 18"