2. كيفية إدارة العلاقات (٧)
لو أن الأمر كذلك… فهذا يعني أن هذه الخاصيّة، إن استُخدمت بذكاء، قادرة على التحكم في مجرى العالم نفسه.
كتجربة، كتبت.
-كانغ ناهيون في الحقيقة تنحدر من عائلة مرموقة في مجتمع المستيقظين.-
[10000 نقطة]
[النقاط غير كافية!]
فهمت، أيها الأوغاد.
…هل كانت مطالبةً غير معقولة إلى هذا الحد؟ شعرت بالإهانة قليلاً.
عبثت بخاصيّة [تشويه القصة] وأدخلت فيها أشياء متفرقة.
أولاً، علاج مرض أختي المريضة.
“علاج مرض كانغ يو.”
[10000 نقطة]
ما زالت باهظة. نقرت لساني بتأفف.
ثم…
“جعل كانغ ناهيون فائقة القوّة ومهاراتها لا تُضاهى.”
[5000000 نقطة]
…باهظة بلا داعٍ. بل إنها أغلى بكثير من تعديل خلفيتها.
“إيداع عشرة مليارات وون في حساب كانغ ناهيون البنكي، من مصدر نظيف وخالٍ من المشاكل الضريبية.”
[100000 نقطة]
…تش، كنتُ أتمناها حقاً.
حدّقتُ بلا معنى في نافذة النظام التي تُظهر [النقاط غير كافية!] ثم استلقيت على السرير.
لا فائدة من العبث، من الأفضل أن أرتاح ولو قليلاً.
دائمًا ما يبدو وقت الراحة قصيرًا للغاية.
ما إن شعرت بأنني استلقيت لبرهة، حتى حان وقت الخروج للتحضير للغزو.
جمعتُ معداتي بهدوء وتوجهت إلى المكان الذي ينتظر فيه ذاك المحتال.
المكان الذي دعاني إليه كان في ممر التنزه قرب سكن الدرجة F.
وبالتحديد، في ساحة طبيعية صغيرة تظهر عند التوجّه شمالًا مبتعدين عن النافورة.
“يوهان! سوجونغ!”
كان المحتال يتحرّك بنشاط وكأنّ الأمر طارئ للغاية، منشغلًا بالتحضيرات.
بجانبه، كانت تشوي سوجونغ تطوف في الهواء وتدور في دوائر.
“شش.”
أشار إلينا بالصمت وهو يحدّق في ساعته.
“بعد خمس دقائق، ستظهر بوّابة ثابتة أمام هذا المكان.”
أمسكت ببندقيتي بقوة. رغم أنني أعلم أنني لن أُصاب، لكن التوتر كان لا مفرّ منه.
وبعد خمس دقائق، تموّج الهواء أمام المحتال ثم انفتح بشكل دائري كأنّه يذوب.
كانت المساحة المفتوحة بحجم بوّابة، وتُظهر معبدًا من نوعٍ ما.
كان مشهده غير طبيعي، كقطعة من أحجية وضعت في مكانٍ خاطئ.
لم تكن هذه أول مرّة أرى فيها بوابة، لكنّ البوابة الثابتة؟ هذه أول مرة.
فجأة، قالت تشوي سوجونغ من خلفي مبهورة:
“أوه، إنها حقيقية~ مذهل، أيها الزميل الصغير!”
“…زميل صغير؟ من تقصدين، سوجونغ؟”
أتظاهر بالجهل، أتظاهر بالبراءة.
فالحقيقة أنّي – “أنا” – لا أعلم بعد أن تشوي سوجونغ هي في الحقيقة أكبر سنًا.
أظهرتُ تعبيرًا مستغربًا وأملت رأسي بتصنّع، مجتهدة في تقمّص دور البريئة.
“آه، هكذا إذاً~ ناهيون لا تعرف شيئًا؟”
ارتجف جسدي خوفًا.
ابتسمت تشوي سوجونغ بلطافة واندفعت طائرة نحو المحتال.
“إذًا؟ ما الذي عليّ فعله الآن~؟”
“الأمر بسيط، سنقوم بالصيد عند مدخل الزنزانة.”
“عند المدخل؟ لكن في الزنزانات الثابتة، الوحوش تتجول داخل البوابة، أليس كذلك؟”
ادعاء الجهل رغم معرفتك الحقيقة… أمر مرهق حقًا.
لكنني أؤدي دوري كأداة سردية تُجبر البطل على شرح خطته بالتفصيل.
حقًا، أستحق مكافأة على هذا.
“صحيح، لهذا السبب سنقوم بجذب الوحوش إلى هنا. باستخدام هذا.”
أظهرتُ وجهًا مندهشًا بينما أراقب المحتال يُخرج نواة وحش من جيبه.
كلما تناول الوحش نواة وحوش أخرى، أصبح أقوى.
لهذا، أحيانًا يفترسون بعضهم أو يسرقون نوى الموتى.
تلألأ الضوء الأخضر داخل يد المحتال.
قال بابتسامة عريضة.
“كان الحصول على هذه صعبًا للغاية.”
***
بعد أن هدّأنا كانغ ناهيون التي كانت ترتجف، جعلناها تنتظر عند المدخل، ودخلتُ أنا وتشوي سوجونغ إلى الزنزانة.
“ناهيون لا تعرف شيئًا حقًا!”
“قلتُ لكِ هذا مسبقًا.”
داخل البوابة، يُعزل الصوت تمامًا عن الخارج.
نظرتُ إلى كانغ ناهيون من الخلف، كانت تحاول الثبات رغم ارتجافها. ثم أخرجتُ النواة من جيبي.
بهذا المستوى من الثبات، لا ينبغي أن تواجه مشكلة.
حتى في تدريب المحاكاة الأول، أظهرت تلك القدرة. هذه البيئة ستكون سهلة عليها.
“إذًا، هلا ترفعينني في الهواء، سينباي؟”
“حاضر، زميلي الصغير~.”
أطلقت تشوي سوجونغ الرياح فارتفعتُ معها.
وما إن ظهرنا في الهواء، حتى تعالت أصوات الوحوش من هنا وهناك.
في الأصل، كانت خطتنا القضاء على الوحوش في طريقنا إلى المعبد ثم تقديم تقرير عن البوابة.
لكن بعد انضمام تشوي سوجونغ، عدّلنا الخطة.
فكلما اصطدنا عددًا أكبر من الوحوش، وكلما ارتفع مستوانا… كان ذلك أفضل، أليس كذلك؟
قمت بتفعيل خاصيّة “الفريق” وربطت نفسي بكانغ ناهيون.
ما دام العناء ليس عليّ، فلا بأس.
رأيتُ وحوشًا تركض نحونا من بعيد.
سحقتُ النواة الخضراء بين يدي. فانتشرت طاقة سحرية كثيفة في الأرجاء.
إنها نواة دودة رمل من الدرجة الأولى. لن يستطيعوا مقاومة جذبها.
الوحوش التي تتهافت نحونا كالسحب لم تكن سوى خبرة نقية بنظري.
كم هو لذيذ طعم هذه النقاط!
استمررتُ في التحليق بمساعدة تشوي سوجونغ، وأعطيتها تعليمات تجميع الوحوش.
“أولًا، أرجوكِ استخرجي الأرنب القرش من تحت الأرض.”
تعبّي قليلًا، أيتها المهاجمة الرئيسية.
وسأضمن لكِ مكافأة شهية.
***
هناك الكثير منهم حقًا!
صرختُ وأنا أُطلق النار بشكل متواصل:
“ذلك المحتال اللعين—!”
لم يكن يهمّ إن كان يسمعني من داخل البوابة أم لا. على أي حال، لن يصل صوتي إليه داخلها.
في النهاية، ما دام هو ليس من يُعاني، فإنه يتصرف بوقاحة كما يشاء!
طااااخ! طااخ! طااخ! طاخ طاخ طاخ—!
رغم أنني كنتُ مستعدة نفسيًّا، إلا أن الشتائم كانت تنفلت من فمي دون وعي.
أيها المحتال الوغد !
لحسن الحظ، الوحوش التي خرجت من هذه البوابة كانت في الغالب تُظهر نواة طاقتها على السطح الخارجي من أجسادها، مما أتاح لي أن أُصوّب بدقة نحوها وأُحطمها حتى وأنا أُفرغ الرصاص عشوائيًّا.
لكن ما زاد من غضبي، هو أنه حين بدأت جثث الوحوش تتراكم حتى كادت تسد مدخل البوابة، قام ذلك المحتال باستخدام “تشوي سوجونغ” ليطلق تيارًا من الرياح أزالها في لحظة.
أفهم جيّدًا نيتك باستغلال كل ذرة من نقاط الخبرة، أيها المحتال اللعين!
طاااخ—!
طلقة واحدة فجّرت نواة الطاقة في رأس “أرنب القرش”.
طاااخ—!
وطلقة أخرى نسفت نواة “حوت النمر” من صدره.
طااخ—!
بمجرد أن أدركت الوحوش أنني أهاجم من خارج المدخل، بدأت تندفع بجنون نحو البوابة محاولةً اختراقها.
لكن بما أن هذه بوابة ثابتة، فهي لا تسمح لهم بتجاوزها، لذا لم يكن أمامهم سوى الاصطدام بالحافة وهم يكشفون عن نواتهم بالكامل.
وجدتُ نفسي أُطلق النار بشكل آلي بينما وحوش لا تُحصى تسقط واحدة تلو الأخرى، وشعور غريب بدأ يتسلل إلى داخلي.
المشهد أمامي، أيقظ في قلبي ذكريات لم أكن أرغب في تذكّرها.
الناس الذين صرخوا وتشبّثوا بأسوار الحواجز في محاولة يائسة للهرب، وسقطوا قتلى بعد أن اخترقتهم الرصاصات…
كان مشهدًا من الجحيم، مطبوعًا بوضوح في ذاكرتي.
و”ذلك الشخص” الذي كان بين أولئك الضحايا، وسقط قتيلاً معهم…
اهتزّت يدي. الرصاص بدأ يخرج بانحراف. فتفعّلت تلقائيًّا مهارة <الضربة المأكدة> لضبط التصويب.
لكنني شعرت بطاقة المانا تنساب منّي دون إرادتي، وكان ذلك يثير في داخلي اشمئزازًا غريبًا.
تناولتُ بعنف إحدى جرعات المانا التي تركها لي المحتال.
….أفكار مزعجة.
كفى. حان وقت العمل.
أبعدتُ كل هذه الخواطر عن ذهني وواصلتُ القضاء على الوحوش المتبقية.
مر وقت طويل، وأخيرًا، تحوّل كل وحش اقترب من مدخل البوابة إلى جثة هامدة.
ومن أعماق البوابة، رأيت تشوي سوجونغ والمحتال يهبطان نحو الأرض.
وبينما كانا في طريقهما إليّ، استخدمتُ بسرعة نقاط الميتا.
ارتفعت مستوياتي، وتم توزيع النقاط تلقائيًّا بشكل أفضل مما توقعت، فأصبحتُ أتمتّع بمواصفات أعلى بكثير مما كنت أرجوه.
“يوهان! سوجونغ!”
ابتسمي، كانغ ناهيون. هذا ما يجب عليكِ فعله الآن إن أردتِ البقاء.
“لقد تحسنت إحصائياتي ومهاراتي بشكل هائل!”
فتح المحتال عينيه على وسعهما وهو يركض نحوي.
التعليقات لهذا الفصل " 17"