كانت فتاة بأذني قطٍّ تنظر نحو سور الأكاديمية كما لو كانت توشك على تسلقه، بينما لحقت بها فتاة ذات شعر فضي.
“هل ستذهبين؟”
استدارت صاحبة الأذنين لتحدّق بها، على ما يبدو لم تكن تتوقع أن تلحق بها. لكنها انفجرت ضاحكة بعد لحظة.
“…كما توقعت، أنتي تلتقطين الإشارات بسرعة مفاجئة.”
“والفضل يعود لمن، برأيك؟”
“نياهاه، معك حق.”
أومأت برأسها ثم سألت.
“ستُحضِرينه، صحيح؟”
“بالطبع!”
“إذًا، عودي بسرعة.”
ابتسمت صاحبة الأذنين ابتسامة واسعة .
“حسنًا، سأعود قريبًا!”
فملاحقة الآثار… كانت دومًا مهارتها الأبرع.
“…أتفكرين في التحالف مع الوايلد هنتر؟”
“نعم، نوعًا ما؟”
“في هذه الحالة، أرفض تمامًا.”
كانت هناك خيوط بسيطة تدلّ على ما يحدث. وبما أن الأمر بات واضحًا، لم يكن هناك داعٍ للتردد.
ابتسمتْ بحدة وقفزت فوق سور الأكاديمية، مستعينة بنسيم الليل.
***
وقّعنا على العقد الذي كان يشعّ بوميض ذهبي خافت.
كان عقدًا صارمًا، يتضمن عقوبات قاسية، لذا لن يجرؤ أحد على خرقه.
“إذًا، انتهى الأمر، صحيح؟”
“بالتأكيد~”
قالها وهو يبتسم بخبث، ثم أخرج مفتاحه.
“فلنقم بتبادل المفاتيح، مبدئيًّا؟”
“حسنًا.”
أخرجت المفتاح السابع من المخزون، بينما نظرت إلى مفتاح التنانين الذي وضعه بارك يولهان على الطاولة.
بدأ بارك يولهان يتفحّص المفتاح السابع بعينين تلمعان ببريق الفضول، ثم أومأ برأسه.
“صحيح. هذا المفتاح يوازي قوة مفاتيح الأعراق الستة.”
“قلت لكَ إنه حقيقي.”
تنهدت وأنا ألتقط مفتاح التنانين، بينما أخذ هو المفتاح السابع بدوره.
راح يقلّبه في يده باهتمام وهو يقول.
“بالمناسبة، من أين حصلتِ عليه؟”
“ولم عليكَ أن تعرف؟”
“هاه، محقّة. على أي حال، بهذه القوة، يكفي تمامًا لصنع الإسفين.”
“هذا مريح، فعلاً.”
كانت جملة نابعة من القلب. إن تمكّنا من صنع الوتد، فقد نتمكن من إنقاذ أصدقائي… إن كان لا يزال يحق لي تسميتهم بذلك.
“سأبدأ بتحليله وصناعة نموذج أولي. الأمر قد يستغرق بعض الوقت، إذ نحتاج أيضًا إلى تجميع بعض المواد الخاصة.”
“أنا على علم بذلك.”
“حسنًا. نترك هذا الجانب الآن و… لننتقل لموضوع آخر.”
دسّ المفتاح في مخزونه وهو يبتسم قائلاً.
“بما أننا أصبحنا في مركبٍ واحد، فهل تخبريني ما هو مصدر تلك القوة الخارقة التي تمتلكينها؟”
“…حسنًا.”
رغم أنني لم أكن مرتاحة، إلا أن التعاون يستوجب الوضوح.
وربما، مثل نيكا، يستطيع بارك يولهان — بمعرفته الواسعة — أن يساعدني في الاستفادة من قدرتي.
فشرحت له بتردّد.
“– باختصار، حين أحصل على التفاعل أو التأييد من القرّاء، أكتسب نقاطًا. ويمكنني استخدام هذه النقاط لخلق المعجزات.”
“هممم، مثير للإهتمام.”
عند الإستماع لشرحي، لخصه بارك يولهان حسب فهمه الخاص.
“إذا أردتُ تخمين الأمر استنادًا إلى معرفتي، فسيكون كالتالي: قدرتك تعمل كأنها مضخة أولية تستجلب طاقة النجوم البعيدة، باستخدام طاقتك الروحية كنقطة انطلاق.”
“مضخة أولية؟”
“نعم. طاقتك الروحية بحد ذاتها ليست قوية، لكنك تقدّمين من خلالها ‘قصة’ لكيانات خارجية، وتحصدين منهم طاقة عاطفية مقابل ذلك. بفضل هذا، تصبحين أقوى بكثير من مستخدمي الطاقة الروحية العاديين.”
صمت لحظة وهو يتأمل، ثم تابع.
“لكن استجلاب القوة من كيان خارجي له مخاطره. فأنتِ تتأثرين بهم بشدة — سواء إيجابًا أو سلبًا.”
“هذا صحيح.”
كل شيء في نظام الميتا، أي نقاط الميتا، يعتمد على ما يشعر به القارئ.
وما زلت أتساءل…
ماذا سيحدث لو انتهت نقاطي بالكامل؟ هل يمكن أن تصبح بالسالب؟
هل يمكن… أن أموت بسبب ذلك؟
قاطع بارك يولهان أفكاري.
“هل قلقك الآن حول خسارة نقاط الميتا؟”
“…نعم. إن فقدت كل النقاط… ماذا سيحدث لي؟”
فكّر قليلًا، ثم أجاب.
“لا أعلم.”
“…كما توقعت.”
“لكنني أظن أنه يمكننا منع ذلك مؤقتًا.”
“…حقًا؟”
صُدمت، إذ لم أكن أتخيل أن قوة القرّاء التي تؤثر عليّ بشكل مباشر يمكن عزلها.
أومأ برأسه.
“المشكلة تكمن في أنك لا تقطعين الرابط بين طاقتك والكيانات الخارجية، لذا تتأثرين بردود الفعل السلبية مباشرة.”
“صحيح.”
“بالتالي، إن قطعتِ هذا الرابط مؤقتًا، فستتمكنين من الحفاظ على النقاط دون أن تُخصم. بل يمكنكِ استخدام النقاط لشراء العناصر من المتجر دون التأثر بتلك الكيانات.”
“وكيف أقطع الطاقة الروحية؟”
أجاب بضحكة صغيرة، وصفق بيده.
وفجأة، هبط تورنيتو من الفراغ بصوت ارتطام مدوٍ، وقد اتخذ وضعية هبوط أنيقة.
ثم، نظر نحونا وكأن الأمر أصبح واضحًا له.
“ما الذي أدركته فجأة؟”
“هل تحتاجني في شيء؟”
“أجل، بالتأكيد!”
“ما هو؟”
“أرجوك ساعد هذه الآنسة في تدريبات الطاقة الروحية!”
“تدريب الطاقة الروحية؟”
“فهمت.”
أجاب تورنيتو دون تردد، وتقدّم نحونا بخطى بطيئة.
رفعت بصري لأنظر إليه وقد اقترب دون أن أشعر، ثم جلس بثقل على الكرسي المقابل لنا.
اهتزت أكواب الشاي بفعل حركته الكبيرة.
“قبل كل شيء، أحتاج لمعرفة مدى تحكمكِ في الطاقة الروحية.”
“مدى تحكمي؟”
“أجل. هل تستطيعين الشعور بها؟”
“…لا.”
“هممم…”
تغيّرت ملامح تورنيتو إلى الجدية، كما لو أنه يتساءل: كيف أعلم هذه المبتدئة؟
ما شأني! ارتشفت الشاي بوجه عبوس.
و لم يكن على ذوقي.
“سنبدأ إذًا خطوة بخطوة. تعالي.”
“الآن؟”
“على حد علمي، لا تملكين جدولاً مزدحماً.”
“…حسنًا، صحيح.”
“إذًا، عودي سالمة!”
هكذا، وجدت نفسي مُسحوبة من يدي على يد تورنيتو.
لوّح لنا بارك يولهان مبتسمًا بمكر، فرفعت له إصبع الوسطى بازدراء، لكنه لم يتأثر إطلاقًا.
مستفزّ.
***
بعد ذلك، بدأتُ تدريبات الطاقة الروحية مع تورنيتو.
أن أضطر للتدريب حتى هنا… يا لسوء حظي.
“الطاقة الروحية، هي قوة الروح.”
“…ثم ماذا؟”
“اشعري بنفسك، ثم استشعري القوة الكامنة في روحك.”
“يعني، ماذا أفعل تحديدًا؟”
بدأ تورنيتو بإلقاء كلمات مبهمة أشبه بحديث سحابة عابرة، وكأنه يتوقع مني أن أفهمها ببساطة.
ولكن… طبعًا لم أفهم.
وفي النهاية، أخرج رمح البرق خاصته وكأن الأمر بات محسومًا.
“لا خيار إذًا، فلنقاتل.”
“كيف وصلتَ لهذا الاستنتاج؟!”
“مصدر قوتي هو الطاقة الروحية، ومن يواجه خطر الموت ينمو بسرعة. أي أن القتال يُسرّع الشعور بالطاقة الروحية. استنتاجٌ مثالي!”
“نظريتك غريبة ياهذاااا!!”
قفزتُ لتفادي رمح البرق الذي هاجمني به، ثم أخرجت مسدّسيّ الاثنين بسرعة.
طااانغ!
أطلقت رصاصة سحرية نحوه، لكنه كوّن درعًا من الكهرباء صدّها بسهولة.
“هل هذا أقصى ما لديكِ؟”
“أها، تتحداني إذًا؟!”
تحوّلت تدريبات الطاقة الروحية إلى ما يشبه قتالًا حقيقيًا تحت اسم “التدريب”.
والمفاجئ أكثر من ذلك…
“…لماذا هذا فعّال أصلًا؟”
“ألم أقل لكِ إنه كذلك؟”
بدأتُ، وللمرة الأولى، أفرّق بين الطاقة السحرية التي أستخدمها عادةً، والطاقة الروحية الفريدة التي يستخدمها هو.
حين أغمضتُ عيني، استطعت تمييز الفرق بين رمح كهربائي مخلوق من الطاقة السحرية لأداة سحرية، وبين رمح كهربائي مخلوق من طاقته الروحية.
حينما أطلق عشرة رماح نحو عشرة أهداف، استطعت تحديد الرمح الوحيد المصنوع من الطاقة الروحية.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 167"