17. كيفية التعامل مع الخيانة (٢)
[نقاط الميتا: 12389]
[نقاط الميتا: 11175]
[نقاط الميتا: 10523]
كنت أحدق في نقاط الميتا وهي تتناقص بسرعة.
كنت أتوقع أن يحدث هذا منذ لحظة الخيانة، ولكن رؤية النقاط تُستنزف بهذه السرعة فاق توقّعاتي وأثار توتّري.
…ماذا سيحدث إن وصلت النقاط إلى الصفر؟
ابتلعت ريقي الجاف وأنا أحدق في نافذة نقاط الميتا.
[نقاط الميتا: 10523]
[نقاط الميتا: 9221]
[نقاط الميتا: 10321]
لكن النقاط تذبذبت حول العشرة آلاف، دون أن تنخفض أكثر، بل بدأت تثبت عند هذا الحد.
تملكني الحيرة، وظللت أحدق في النافذة مليًّا، دون أن ألحظ أي تغيّر يُذكر.
ما السبب؟
لم أستطع أن أجد تفسيرًا لذلك.
لكن ربما… هناك وسيلة لمعرفة السبب.
طريقة أنانية، تنتهك الخصوصية ، استعراض مقطع الظهور..
طريقة تمكّنني من التجسس على وجهة نظر نا يوهان دون إذنه.
نظرت إلى زر مقطع الظهور.
[مقطع الظهور]
كنت أعلم أنّ هذا خطأ.
لكن أكثر من ذلك…
كنت قلقة عليكم.
قلقة أن تكونوا قد تأذّيتم، بأي شكل من الأشكال.
ولذا، كذبت على نفسي همسًا…
“لنطّلع عليه مرة واحدة فقط. فقط هذه المرة.”
“…..”
وفي النهاية، لم أتمكّن من مقاومة الإغراء.
ما إن ضغطت بإصبعي على الزر…
[مقطع الظهور الحلقة 200]
*هذه الحلقة تعرض قسم ظهور كانغ ناهيون في القصة.
*يُحدَّث القسم باستمرار.
*يمكن مراجعة الحلقات الحالية والسابقة.
ملأ النظام مجال رؤيتي بمحتوى قسم ظهوري.
لم أُفلِت من قبضة لي هانا إلا بعد أن اختفت ناهيون برفقة تورنيتو.
لكنني، وقد وجدت نفسي فجأة حُرًّا، لم أدرِ ما عليّ فعله.
حدّقت في الفراغ الذي اختفت فيه ناهيون بلا حول ولا قوة.
“ناهيون… آه…”
سيطر على عقلي واقع واحد فقط.
ناهيون قد خانتنا.
وسرعان ما تتابعت الأسئلة، تمزّق ذهني..
لماذا؟
لأي سبب؟
أنتِ، لماذا؟
لماذا فعلتِ هذا؟
“- نا يوهان! استفق!”
عاد إليّ وعيي حين أمسكت تشوي سوجونغ بكتفي وهزّتني بعنف.
كانت تشوي سوجونغ تتصرّف بحزم وثبات، تهدّئ الجميع بوجه متجمّد.
“استفيقوا جميعًا. لا تنسوا أننا لا نزال في زنزانة. ليس وقت الانهيار الآن.”
“لكن… ناهيون، لماذا فعلت هذا؟”
“فكّروا بالأمر لاحقًا، حين نخرج من الزنزانة… أو بالأحرى، حين نعود إلى الأكاديمية!”
بكلماتها تلك، أومأت برأسي بصعوبة.
“…صحيح، نحن لا نزال داخل الزنزانة.”
“نعم! لذا فلنتمالك أنفسنا جميعًا!”
حتى كيم كانغ ها، التي بدت الأقل تأثّرًا نفسيًا، بدأت تسحب الآخرين إلى العربة الواحدة تلو الأخرى.
في عربة التعدين، حيث كانت كيم كانغ ها تقود بحدة، حاولت أن أستعيد هدوئي، لكن رأسي ظل فارغًا، لا يقوى على التفكير.
كانت الوحوش التي تظهر بين الحين والآخر تُقضى عليها فورًا، بيد لي هانا وتشوي سوجونغ، اللتين بدا أنهما وحدهما حافظتا على رباطة جأشهما.
وهكذا، بطريقة لا نكاد نتذكرها، خرجنا من الزنزانة وعدنا إلى الأكاديمية.
وسرعان ما وجدت نفسي جالسًا على كرسي غرفة النادي، كأنّ أحدًا ساقني إليها دون وعي.
وحتى الآخرون… لم يكونوا على ما يرام.
نا يوري كانت تبكي كأنها تنتحب، تردّد كلماتها بجنون، محطّمة.
“لماذا يا ناهيون… لو أخبرتِني فقط… كنت سأساعدكِ!”
“لا، لم يكن ينبغي مساعدتها… ما الذي كانت تفكّر به؟”
“لا أعلم…”
“لماذا تركتني خلفكِ…؟”
“اهدئي، من فضلك.”
كان من الواضح أن تصرّف نا يوري لم يكن مختلفًا كثيرًا عن حالتي.
سارع كل من شين باران ولي هانا إلى تهدئتها، بينما مين جاي يون لم تزل غارقة في الحيرة..
“……”
“هل أنتَ بخير، زميل؟”
“أجل، أجل… أنا بخير.”
وجهت تشوي سوجونغ هذا السؤال إلى بارك سي وو، الذي كان جالسًا مذهولًا لا يقول شيئًا.
أجاب بصوت مرتجف، غير مقنع البتّة.
وأنا أيضًا، لم أكن بحال أفضل…
لم أستطع أن أتخيّل السبب الذي دفعكِ لخيانة الجميع.
كان مؤلمًا.
أن تُخدع من أقرب الناس إليك، من تثق به أكثر من نفسك…
لكنه لم يكن أكثر ألمًا من شيء آخر…
تذكّرت ناهيون، تبتسم لي بذلك الوجه الشاحب.
‘الى اللّقاء.’
لم أستطع أن أغفر لنفسي أنني لم ألحظ شيئًا،
أنني لم أفهم أنها كانت محاصرة، مجبرة على اتخاذ هذا القرار…
لم أقدر أن أصدق أن ناهيون قد خانتنا بصدق.
تلك الابتسامة الحزينة التي رأيتها في النهاية… جعلتني أرفض تصديق الأمر.
حتى لو وُصف هذا بالإصرار الأحمق، كنت أريد أن أؤمن… أن ناهيون لا تزال تفكّر بنا.
كلما ازددت إيمانًا بذلك، كلما زاد قلقي…
ماذا لو كنت أنا أكثر جدارة بالثقة؟ هل كانت لتفعل هذا؟
تمنيت لو أنني كنت أقوى، أكثر وعيًا، ربما كان كل هذا ليُجنّبها ذلك القرار.
وبينما كنا في هذه الدوامة من الاضطراب، شدّ انتباهنا صوت من الباب:
“أختي؟”
دخل كانغ يو غرفة النادي، يبدو عليه الجهل التام بما حدث.
ألقى نظرة على الوجوه الحزينة، ثم سأل باستغراب.
“ما الأمر؟ ألم تقل إنها ستكون هنا؟ أين أختي؟”
“ناهيون… لم تخبرك بشيء؟”
“عن ماذا؟”
عبس وجهي.
أنها لم تقل شيئًا حتى لأخيها الأصغر، الذي تعتز به إلى هذا الحد؟
…هل كانت مُهددة؟
نظرات كانغ يو المليئة بالارتباك، وحالنا المتخبّط، جعلا تشوي سوجونغ ترتسم على وجهها تعابير مُثقلة بالتفكير والشك.
>التعليقات:
— شعرت أن الأمور ستؤول الى هذا…
— خيانة في هذا التوقيت؟
— هاها، هل دخلت في حالة “الشر”؟
— أيها الكاتب، أنا أعارض تمامًا هذا التحول!
— آه، تبًا… كم هذا خانق للصدر…
— على كل حال، يبدو أنها خضعت لغسيل دماغ… أليس كذلك؟ إن استيقظت من تأثيره، قد تعود لطبيعتها، أليس كذلك؟
لـ وهل أنت متأكد أنها خضعت لغسيل دماغ؟ أليس هذا مجرد تخمين؟
— لم تأخذ أخاها معها، فلا بد أن هناك شيئًا… كنت أعلم أن هذا سيحدث، أيتها كانغ ناهيون الخائنة.
لـ كفى مبالغة يا ناس!
لـ لا بد أن لديها سببًا… ربما التهديد؟
— حالة الشر هذه… مبهرة للغاية.
لـ وأنت الآخر مالذي تهذي به..
— إن حاولنا توقع تطورات القصة، يبدو أن المواجهة الجادة مع الوايلد هانتر ستكون المحور القادم…
لـ رجاءً، راعِ قواعد الكتابة قليلاً!
— مشجعو بطلة الجليد لا يموتون أبدًا…
لـ كفى هراءا رجاءً.
يبدو أن القرّاء ما زالوا يأخذون في اعتبارهم احتمالية أنني خنت بسبب غسيل دماغ أو بسبب تهديدٍ ما.
هل هذا هو السبب في بقاء نقاط الميتا تحوم حول حاجز العشرة آلاف دون أن تنهار تمامًا؟
إذا، كان الخصم الكبير في النقاط بسبب الإحباط الذي اضفته في القصة؟
حين بدأت الأفكار السوداء تعبث برأسي مجددًا، مددت يدي دون وعي إلى دمية الأرنب التي أهدتني إياها “تشوي سوجونغ” منذ زمن.
ملمس الأرنب الناعم منحني شعورًا بالحنين والسكينة، لكنه جلب معه أيضًا شعورًا مريرًا بالذنب.
“…يا ترى، كيف يراني الجميع الآن؟”
خائنة؟
أم خائنة لديها أسبابها؟
أم مجرد شخص جرحهم؟
تزاحمت هذه الأسئلة في رأسي، ثم هززت رأسي بقوة بينما أضم الأرنب إلى صدري.
…لا، لا يجب أن أفكر بهذا.
فليكن تركيزي على ما يجب عليّ فعله.
فما حدث قد حدث، ولا رجعة فيه.
ومع ذلك، الألم… لا يزال موجودا، وهذه حقيقة لا تتغير.
عبثت بحقيبتي وسحبت منها شذرات من ذكرياتٍ مضت.
نشرت الدمية والصور على سريري، وغرقت في استرجاع تلك اللحظات.
كنت أشعر أن ما أحببته… لن يعود كما كان.
***
مرّ الليل كما لو كان مامر بالأمس لا يعني شيئًا، وجاء الصباح أخيرًا.
“هل نمتِ جيدًا؟”
“لو كنت مكاني، هل كنت ستنام جيدًا؟”
نظرت إليه بعينين متعبتين دون أن أكلّف نفسي عناء إخفاء إرهاقي.
لكنه لم يُظهر أي تأثر، بل ابتسم بمرونة وأشار بيده إلى الكرسي قرب الطاولة الصغيرة.
جلستُ بعنف، مكتوفة الذراعين، أنظر إليه بحدة.
اهتزت أدوات الشاي الموضوعة على الطاولة تحت وقع حركتي.
“أوه، رجاءً، انتبهي. هذه الأدوات باهظة الثمن.”
“ولِمَ عليّ أن أهتم؟”
“همم، معكِ حق.”
رفع كتفيه لا مباليًا، ثم دفع كوب الشاي باتجاهي وصب فيه شرابه.
“اخترت لكِ شاي الحليب، للجميع بالمثل.”
“يا عديم الذوق.”
“لم أشأ أن أرهق نفسي بخيارات كثيرة.”
قال ذلك وهو يصب لنفسه كوبًا آخر.
“حسنًا، لنراجع الوضع قليلًا.”
“حسنًا.”
رفعت حاجبي وأجبت.
“كما طلبتم، أتيت بكل المفاتيح التي كانت بحوزة نا يوهان.”
“وهكذا، مع المفتاح الذي لدينا – مفتاح التنانين – يكون المجموع أربعة…”
“بل خمسة.”
“…ماذا؟”
“لدي المفتاح السابع.”
اتسعت عينا “بارك يولهان” بذهول.
استغليت لحظة صمته وأكملت.
“أنا لا أكذب. ولا أنوي قول كذبة سخيفة كهذه. سأسلم هذا المفتاح لكم فعلًا.”
“…وما الذي تريدينه بالمقابل؟”
“أعجبني أنك تدخل في الموضوع مباشرة.”
نظرت إلى عينيه التي تشبهان حجر الغارنيت (احمر)، وتابعت ببطء.
“شرطي الأول: أحتفظ أنا بجميع مفاتيح الأجناس الستة.”
“همم…”
“الشرط الثاني: استخدام المفتاح السابع لصنع الإسفين.”
“……”
ظل بارك يولهان يفكر قليلًا وهو يضع يده على فمه، ثم ابتسم في النهاية وقال.
“حسنًا، لا بأس. أدرك جيدًا أنك لا تثقين بنا بعد. لكن، لدينا شرط مقابل أيضًا.”
“وما هو؟”
“أن تشاركينا في استكشاف “زنزانة مفتاح حوريات البحر” القادمة.”
قطبت حاجبي عند سماع ذلك.
كان مطلبه يعني صراحة أن أقف ضد نا يوهان ورفاقه.
“علينا أن نقطع عليكِ كل طرق العودة، أليس كذلك؟”
“أنا لست راغبة بالعودة من الأساس.”
“من يدري، قد تغيرين رأيك.”
“…يا لك من ماكر.”
“أشكركِ على المجاملة.”
رغم ذلك، لم يكن شرطًا سيئًا تمامًا.
نظرت إليه بلا تعبير، بينما بادلني نظرة هادئة يعلوها ابتسامة.
“موافقَة.”
“وأنا كذلك.”
تبادلنا القبول، وهكذا…
تم الاتفاق.
وبينما نشأت تلك اللحظة، شعرت حقًا أنني…
أصبحت عدوة لهم. لقد خنتهم.
…كان الشاي مرًّا.
“لذيذ، أليس كذلك؟”
“طعمه مقرف.”
ربما لأن هذا الأحمق الجالس أمامي… بلا ذوق فعلًا.
التعليقات لهذا الفصل " 166"