أنهينا، برفقة وحدة الصيادين التي أرسلتها إغدراسيل وأفراد من عائلة فالدير، التحقيق المبدئي في الموقع.
طوال طريق عودتنا إلى الأكاديمية، كان ذهني شاردًا تمامًا في مكانٍ آخر.
“هل حدث شيء؟”
سألني بارك سي وو بحذر.
صديقي الذي يمكنني الوثوق به مهما حدث.
كنت على وشك أن أطلب مشورته حول ما جرى، لكنني توقفت فجأة.
ماذا لو استحوذ الأوراكل عليه واستخرج كل ما يعرفه؟
“…لا، لا شيء. فقط، ميخائيل ما زال يشغل بالي.”
“لا مفر من ذلك. كنتما مقربين.”
بجانبي، راقبني نا يوهان محاولًا مواساتي بكلمات مرتجلة .
“أعلم أنكِ قلقة جدًا… لكن، يعني…”
“شكرًا لك، يوهان.”
“…إذا كان لديكِ ما يزعجك، يمكنكِ دائمًا التحدث إلينا.”
نظرت إلى كلٍ من نا يوهان وبارك سي وو، وفكرت.
المحارب واللاعب.
تذكرت أن إيقاف الأوراكل عن الاستحواذ عليهما تطلّب مليون نقطة.
حتى بالنسبة لبقية أفراد مجموعتنا، فإن تكلفة منع الأوراكل من التلبس بهم كانت 50,000 نقطة، وهو رقم أعلى بكثير من التكلفة المطلوبة لمنع استحواذه على أي بشري عادي.
راجعت مجددًا بيانات قدرتي الخاصة تشويه القصة.
[لن يستطيع الأوراكل التلبس بـ نا يوري.]
[50,000 نقطة]
[لن يستطيع الأوراكل التلبس بـ تشوي بوريم.]
[100 نقطة]
لماذا هذا الفرق الشاسع؟
هل كان للأوراكل ترتيبات خاصة مع أفراد مجموعتنا؟
أخذت أفكر مليًا بالأمر، وقررت أن أتناقش فيه مع ذلك الشخص الوحيد الذي يعرف تفاصيل قدرتي وطاقتي الروحية.
***
في تلك الليلة.
أخذت أعبث بسوار التواصل، متسائلة ما إذا كان تورنيتو قد يراسلني.
تذكرت أن الختم السحري الذي طُبع في طائفة البرج قد تسرّب إلى هذا السوار.
ترى، هل أضاف هذا الختم ميزة جديدة للسوار؟
“مرحبًا، تورنيتو؟ هل تسمعني؟”
تحدثت إلى السوار دون توقع، ثم ابتسمت بخفة عندما لم أتلقَّ ردًا، وهممت بإنزال يدي.
لكن في تلك اللحظة—
– ما الأمر؟ كيف استطعتِ الاتصال أولاً؟
جاءني صوت تورنيتو، ففغرت عينيّ من الدهشة، لكني تماسكت بسرعة.
فقد كان الأمر ضمن توقعاتي.
“لستُ متأكدة… يبدو أن أحدهم قام بترقية سوار التواصل الخاص بي.”
– …ترقية؟
“أجل، شيء من هذا القبيل. على أية حال، يبدو أن الاتصال لم يعد باتجاه واحد فقط الآن، أليس كذلك؟”
ضحكت بخفة وأنا أقول ذلك، فتنهد تورنيتو بعمق.
– …يا لها من متاعب.
“ما الأمر؟”
– لا شيء، لا تشغلي بالك.
هذا الوغد…
أقسم أنني سأتصل به كل خمس دقائق لمجرد الإزعاج!
– حسنًا، لماذا اتصلتِ؟ هل هناك أمر ما؟
“هل تظن أنني لا أتصل بك إلا عندما أحتاج شيئًا؟”
– ألستِ كذلك؟
“…صحيح.”
كان لديّ غرض حقيقي من هذا الاتصال، لكن رغم ذلك…
اللعنة… هل أنا حقًا أبدأ بالشعور نحوه بشيء؟
لا أصدق أنني فكرت في علاقاتنا الانسانية ونحن نتحدث!
فوجئت من نفسي.
على ما يبدو، أصبحت أعتبر هذا الرجل… مألوفًا أكثر مما ينبغي.
– حسنًا. اسألي ما شئتِ. قلتُ إنني سأجيبكِ على كل شيء.
– ببساطة، الأوراكل يركّز على هؤلاء ويصبّ عليهم قدرًا هائلًا من قوته.
“أوراكل… يركّز عليهم؟”
–نعم. بالمناسبة، هل كانت التكلفة لمنع استحواذه على الـلاعب والمحارب مرتفعة بشكل خاص؟
“…نعم، كانت كذلك.”
– كما توقعت.
كما توقعت؟
قطبت جبيني بينما انتظرت منه أن يواصل، فقال بصوت هادئ.
–اللاعب هو روح جلبها الأوراكل بنفسه، وتخضع تمامًا لقوته. والمحارب كذلك. كلاهما يتلقى بركة أوراكل، ويخضع لسلطته. لذلك من الطبيعي أن يكون من الصعب جدًا تحريرهما من استحواذه أو هيمنته.
شهقتُ بدهشة.
بارك سي وو…
“…تقول إن المحارب… هو روح يسيطر عليها الأوراكل؟”
– صحيح. الأوراكل وُلد في اللحظة التي شُيّد فيها البرج، عندما واجهت البشرية خطرًا وجوديًا غير مسبوق. الأوراكل هو تجسيد لإرادة البقاء الجماعية. ولأنه خُلق بهدف وحيد. معاداة البرج، فقد وهب بركته للمحارب. وهكذا نشأ المحارب.
“المحارب…”
– تلك البركة مَنحت المحارب قدرات هائلة، لكنها في الوقت نفسه قيّدته بالأوراكل.
عندها خطر ببالي وجه بارك سي وو… كيف كان يشعر بالضغط الهائل كونه “المحارب”.
تبين أن ذلك الدور نفسه هو ما فُرض عليه من قِبل أوراكل.
فكرت، إذًا… لو تمكنا من القضاء على الأوراكل، هل سيكون حرًا من ذلك العبء؟
“…وماذا عن الآخرين؟”
–بما أنهم يرافقون كلا من اللاعب والمحارب، فلا شك أن الأوراكل يوليهم عناية أيضًا، حتى لو لم تكن بنفس الدرجة. الأوراكل يحرص بشدة على ما يعتبره ملكه.
عند سماعي ذلك، شددت على أسناني من الغيظ.
يا له من وغد… يقرّر بنفسه ما ومن هو ملكه!
“…في هذه الحالة،”
لكن فكرة ما خطرت لي فجأة، بوضوح تام.
“في هذه الحالة، ألا يعني ذلك أن أوراكل لن يتخلى عنهم أبدًا؟”
–بالضبط. الأوراكل يقدّر البشر. هو يقدّس كل فرد بشري. فمجرد أن يوجّه هذا الكم من القوة لعددٍ معيّن من الأشخاص، يعني أنه استثمر فيهم ويعتبرهم ذوي قيمة عالية. لذلك من المستبعد جدًا أن يتخلى عنهم بسهولة.
“أفهم…”
صمتُّ برهة.
بدأت ملامح قرار واضح تتشكل داخلي.
حتى لو تسبب ذلك بألمي، فإن هذا القرار هو ما سيقود إلى نتيجة أفضل للجميع.
فتحت فمي ببطء، مترددة.
“…ماذا لو، لنفترض فقط،”
كان مجرد احتمال، لا أكثر. إن كانت إجابته لا تتماشى مع توقعي، فسأتخلى عن هذه الفكرة فورًا.
“ماذا لو تم تصنيفي أنا كخائنة من قِبل الأشخاص المقربين إلي… أولئك الذين يُقدّرهم أوراكل؟ فكيف سيكون رد فعل أوراكل حينها؟”
–سيحاول التخلص منكِ باستخدامهم.
“ألن يحاول إغرائي أولًا؟ كأن يهددني بحياتهم أو شيء مشابه؟”
– الأوراكل، حين يصنّف أحدهم كعدو، لا يترك مجالًا للرحمة.
“…أفهم.”
عندها، ابتسمت.
لقد وصلت إلى القرار.
“هذا يكفي.”
إن كان أولئك لا يعرفون شيئًا عن حقيقة أوراكل، فحتى لو استُخدموا من قِبله، فهم في مأمن من القتل.
هم زملاء مهمون لنا يوهان وبارك سي وو.
لا يمكن استخدامهم كبيادق فقط لإرباكي أنا. بل على العكس، سيكون لهم أهمية أكبر الآن، بصفتي ‘الخائنة’ التي يجب ملاحقتها.
وما دمتُ بعيدة عنهم، وأتحرك مع الـوايلد هانترز، فسيمكنني السير في الطريق الذي اخترته بنفسي.
لا يمكنني الاستمرار في تتبّع خطى نا يوهان.
لا أستطيع إخباره بحقيقة أوراكل.
فهو شخص يخضع لسيطرة أوراكل.
لا أحد يعلم إلى أي مدى يراقبه أوراكل أو يتحكم به.
حتى لو أخبرته بالحقيقة، قد يستحوذ عليه الأوراكل دون أن يشعر، ويستغل المعلومات ضدي.
فالأوراكل هو إرادة البقاء لدى البشرية.
وإن كان في سبيل الحفاظ على البقاء مستعدًا لاستغلال أي أحد…
إذن، فمن الحكمة اعتباره عدوًا، حتى يُهلك تمامًا.
وخاصة أولئك الذين يحبهم الأوراكل.
حاولت أن أتمسك بعقلي ومنطقي.
فصلت بين نا يوهان الذي أقدّره، وبين أوراكل الذي أكرهه.
تذكّرت كلمات الثعلب..
‘صحيح، لا يمكنني أن أختار الطريقة التي يقتل بها إخوتي فقط لأنها الأكثر فاعلية.’
نعم… صحيح.
لا يمكنني أن أقبل بوجود الأوراكل.
ولذلك، لا يمكنني البقاء إلى جانب نا يوهان لمجرد أنني أعتز به.
إن أردت إيجاد طريقة لإنقاذه، وإن أردت حماية إخوتي،
فإن واصلت التظاهر بالجهل، واختبأت في راحة الأمان، فلن أحصد سوى الندم لاحقًا.
لهذا…
“سأنضم إلى جانبكم.”
أنا واثقة… أن هذا هو القرار الصائب.
وأنا، آمنت بذلك بكل قلبي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 162"