حتى تلك النظرة التي لا يحملها إلا مَن خاضوا حياةً قاسية.
غير أن الاختلاف كان جليًا: عيناه كانت ثابتة، كالجليد، أما عيناها فكانت ترتجف، تنغمس في لجّةٍ داخلية، تتخبط كأنها على وشك الغرق.
لكنها سرعان ما ثبتت نظرها إليه، وقد بدا عليها وكأنها اتخذت قرارًا.
“…أنا—”
***
منذ الليلة الماضية، حين تحدّثتُ مع تورنيتو عن العودة بالزمن، لم أتلقَ منه أيّ اتصال جديد.
بدأ القلق يتسلل إليّ، وصرتُ أعبث بسوار التواصل كل ليلة، دون أن أجد طريقة للاتصال من جهتي.
…ماذا لو غيرت رأيي؟ كيف يفترض بي أن أبلغه؟
كنت أتمتم بتذمّر داخلي، لكن السوار لم يكن يُعيرني أي اهتمام، عالقًا في معصمي بصمته المعتاد.
مرّت الأيام وسط قلقٍ وانتظارٍ مبهم، وسرعان ما بدأت برودة الشتاء تتسلل.
أوشك الفصل على الانتهاء، وساحة المدرسة اكتظّت بالطلاب مرتدين معاطفهم الشتوية الداكنة، بعضهم يتذمّر من البرد وهو يخطو خطوات سريعة، بينما لا يزال بعض المتهورين يمشون بقمصان بيضاء دون أي معاطف، كأنهم يتحدّون الشتاء بعناد.
أنا بدوري، كنتُ أعبث بأطراف معطفي بلا هدف، أراجع المشتريات التي حصلت عليها من المقصف.
كانت مكونات لصنع الـ بيبيرو (نوع من البسكويت، وفي كوريا يحتفل بيوم البيبيرو كل سنة) … لأني لم أستطع خذلان نظرة نا يوري عندما قالت لي بابتسامة.
“قريبًا يوم البيبيرو، أليس كذلك؟!”
بالطبع، مثل هذا الحدث لا يمكن لأيّ مرشحة بطلة -مثلي- أن تفوّته.
ولأنني أردتُ أيضًا منح نا يوري شيئًا مميزًا هذا العام، اشتريتُ مكونات إضافية.
فنحن صديقتان مقرّبتان… أليس هذا طبيعيًا؟
فكرت للحظة بالقرّاء وملاحظاتهم في مقاطع الظهور الأخيرة، ثم تجاهلتهم تمامًا.
…أيها القرّاء، لا يمكنكم منعي من تقديم هدية لصديقتي، أليس كذلك؟
هل أنتم غاضبون؟ تحمّلوا.
سرتُ شاردة الذهن، أفكر بنوع البيبيرو الذي سأصنعه اليوم، متجهة إلى غرفة سكني في المبنى.
وكما في الأيام السابقة، وُضِعت منشورات طائفة البرج على بابي.
منذ بداية شهر نوفمبر، ازداد هوسهم بي إلى حدّ مزعج، وصاروا يبتكرون كل طريقة عجيبة ممكنة لتسليمي منشوراتهم.
وضعها على الباب؟ أصبح من الطرق اللطيفة مقارنةً بغيرها.
نزعت المنشور بخفّة وألقيته في كيس بلاستيكي. سأرميه لاحقًا.
لكن قبل أن أبتعد…
دينغ—
> (???):
– مرحبًا، أيتها المنقذة.
وصلتني رسالة على جهازي.
ظهر اسم المرسل : (???)
فوجئت وتقلّصت عيناي. من هذا؟
هل وصلت طائفة البرج إلى رقم هاتفي أيضًا؟ ما هذه الوقاحة؟
هممت بحظر الرقم فورًا، لكن—
>(???):
– من الأفضل ألا تحظريني.
– ألا ترغبين في معرفة أخبار ميخائيل؟
توالت الرسائل بسرعة.
ميخائيل؟
صحيح… لقد اختفى عن الأنظار مؤخرًا، وتفادى لقائي بشدة، حتى كأنه تلاشى تمامًا.
هل حدث له شيء؟
– …من أنت؟
> (???):
– هذا ليس المهم.
– المهم هو أننا قبضنا على جاسوس يدعى ميخائيل 😉
جاسوس.
بمجرد أن قرأت الكلمة، كاد قلبي يسقط في صدري.
ميخائيل… إن كان جاسوسًا، فلا بد أنه كان يتجسّس على طائفة البرج.
هل انكشف أمره؟ هل هذا سبب اختفائه مؤخرًا؟
قبل أن أتمكن من الرد، وردتني صورة.
(صورة)
كانت صورة ميخائيل… عيناه مغطاتان، ويداه وقدماه مقيّدة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات