لنفترض… أن بارك يولهان، وربما نوسع الدائرة قليلًا لتشمل إرِينتوس أيضًا، قد تمكّنا من استشراف الكارثة القادمة بفضل نظرهما الموروث من مصاصي الدماء.
ولهذا السبب أسّسا منظمة الوايلد هنتر بهدف منع نهاية العالم.
وبعدها، وضعا حلًّا خاصًا بهما، وهما الآن يتحركان لتنفيذه.
حلّهما الخاص يتمثل في فتح بوابة البرج باستخدام المفاتيح، ذلك الحل الذي أخبرني به ذلك النمر.
ولكن، ذلك الحل، رغم كونه قد ينجح في كبح ‘الكارثة’، إلا أنه يؤدي حتمًا إلى نشوء ‘فيضان الكوارث’.
“… لحظة واحدة.”
‘على أي حال، حظًا موفقًا. يا بطلة الجولة الثالثة.’
تجمعت في ذهني شظايا المعلومات.
في وقتٍ سابق، أخبرتني المسجلة أنني بطلة الجولة الثالثة.
حينها لم أكن أفهم المقصود بكلامها. لكن بعد أن عرفتُ بوجود العائد، بدأ يتضح لي المعنى.
ربما كانت تقصد بعدد الجولات عدد المرّات التي عاد فيها هذا العالم إلى الماضي.
الجولة الثانية… لعلها كانت الجولة التي عاد فيها النمر بالزمن.
وذاك النمر أنكر الجولة الثانية بالكامل. قال إن الطريقة التي اتبعها نا يوهان في الجولة الثانية كانت خاطئة.
ثم… خلال امتحانات منتصف الفصل الدراسي الأول…
‘لا أصدق… حتى بعد رفع الكثافة في المرة الثانية، فشل.’
في تلك المرحلة، افتعلت منظمة الوايلد هنتر حادثة لم تكن في حسبان نا يوهان.
أي أنهم تسببوا بظهور كمٍّ هائل من الوحوش، بما يخالف مسار قصة اللعبة التي يعرفها.
لكن عندما فشل مخططهم، وجّهوا حديثهم إلى نا يوهان هكذا.
لماذا قالوا الجولة الثانية في ذلك الوقت؟
—لأن نا يوهان ظهر في هذا العالم لأول مرة خلال الجولة الثانية.
ولهذا فإن الجولة الحالية، وهي الثالثة، تُعد الثانية بالنسبة لـ نا يوهان.
فالجولة الثانية كانت الأولى له.
… نا يوهان استُدعي من قِبل الأوراكل.
ربما استُدعي نا يوهان إلى هذا العالم من قِبل الأوراكل كي يمنع شيئًا ما… من المحتمل أن يكون لمنع حركة وايلد هنتر، وما تجرّه من فيضان كوارث.
وهذا هو سياق الجولة الثانية.
فما الذي حدث في الجولة الأولى، حيث لم يكن نا يوهان موجودًا؟
هل نجح مخطط الوايلد هنتر حينها؟
ولو كان كذلك، لماذا تمت إعادة الزمن؟
إذا كان الأمر قد نجح… فما الحاجة لإعادة الزمن أصلًا؟
راودني شعور سيئ.
لكن… ما هو ‘معيار النجاح’ أصلًا؟
هل هو بقاء البشرية؟
أم بقاء عدد معين من الناس؟
ومن الذي حدّد هذا المعيار؟
ذهني كان يزداد ارتباكًا.
نعلم أن الذي أعاد الزمن من الجولة الثانية إلى الثالثة هو النمر.
لكن… من الذي أعاد الزمن من الجولة الأولى إلى الثانية؟
هل الوايلد هنتر يعلمون أن العالم الآن في جولته الثالثة؟
“هممم…”
“ما الأمر، ناهيون؟”
“لا شيء… مجرد تعقيد الأمور.”
وضعت افتراضات.
1. شخص ما لم يعجبه مصير الجولة الأولى، فأعاد الزمن ليخلق الجولة الثانية. ثم النمر لم يعجبه مصير الجولة الثانية، فأعاد الزمن مجددًا للجولة الثالثة.
2. أو ربما النمر هو من أعاد الزمن في الجولات الثلاث كلها.
هل كان يؤمن أن ثمة مستقبلاً أفضل؟
أم أن هناك من كان يعطّل خطته مرارًا؟
أصبحت أفكاري متشابكة. وضعتُ يدي على صدغي ودخلت في تفكير عميق.
وفي تلك الأثناء، بدا أن بارك يورا قد انجرفت في حديثها إلى تفاصيل جانبية عن بارك يولهان.
“بالمناسبة، الشيء الذي يحبه هو دم الأشخاص ذوي الهالة السحرية الجميلة.”
“… ما معنى هالة سحرية جميلة بالضبط؟”
… لم أكن لأخرج بأي فائدة من التعمّق في التفكير الآن.
سأضطر لانتزاع الحقيقة من النمر مباشرة.
وصلت إلى هذا الاستنتاج وأعدت تركيزي إلى حديث بارك يورا.
“أعتقد أن دمك سيعجبه، ناهيون!”
“مقزز…”
… ما كان يجب أن أُصغي بعناية، فقد عرفتُ شيئًا لم أكن أودّ معرفته.
***
[شظايا القصة / غير مقروءة]
“إذن، هل أضعتم المفتاح؟”
– نعم، لقد حدث ذلك.
“مثير للشفقة.”
– هاه… لا أملك ما أنكر به الآن.
داخل غرفة هادئة قاتمة.
محاطة بعدة طبقات من أدوات كتم الصوت، تحميها عزلًا تامًا، كانت تلك الغرفة تضم شابًا ذا شعر برتقالي وآذان ثعلب، يرتسم على وجهه ابتسامة ماكرة بينما يحدّق في ظل محادثه المنعكس داخل كرة بلورية.
“على أية حال، أظن أن الوقت قد حان للتحرّك.”
– تتحرّك بهذه السرعة؟
“كلما استعددت اسرع، كان ذلك أفضل.”
قال ذلك وهو ينقر على الكرة بأطراف أصابعه ويبتسم ابتسامة جانبية.
“من الآن فصاعدًا، لن يتمكن آل فالدير من التدخل في خطط الوايلد هنتر.”
– هذا مريح نوعًا ما.
“وبعد هذه الخطوة، سيبدأ تابعو البرج نشاطهم الحقيقي.”
– كم تبقى من عملة الحقيقة؟
عند هذا السؤال، وضع الشاب ذقنه على يده وكأنه يُجري حسابات دقيقة، ثم حرّك رأسه نافيًا.
“ما يكفي لصناعة الإسفين متوفر. لكن ليس بما يكفي لبناء ‘منصة التبشير’ التي تُري الجميع الأحلام.”
– كما توقعت… وماذا عن خطة الوصول إلى النخبة من البشر؟
“أوراكل يعرقل ذلك بشدة.”
– همم، فهمت. سأفكر أنا أيضًا في الأمر.
“جيد. سأواصل عملي.”
شدّ قبضته على الكرة البلورية مرتديًا قفازًا جلديًا أنيقًا، وبدأت الكرة تتشقق رويدًا رويدًا.
“وداعًا.”
لم يمض وقت طويل حتى تحطمت الكرة إلى شظايا.
بدأ الشاب ينزع شظايا الزجاج المغروسة في قفازه بلا اهتمام، ثم توقّف فجأة.
“… تُرى، هل كانت نونا لتتفهمني؟”
لكنه ضحك ساخرًا، ثم هزّ رأسه ونفض يده، وغادر الغرفة بخطًى هادئة.
***
عدتُ إلى الأكاديمية، أجرّ جسدي المنهك من التعب، وتمكنت بالكاد من الاستحمام.
وبعد جهد، بدّلت ملابسي إلى منامتي، وما إن هممت بالاستلقاء على السرير، حتى انزلقت كالمعتاد رسالة من تحت الباب.
كنت قد حاولت مراراً وتكراراً الإمساك بمن يرسلها بكل وسيلة ممكنة، لكن دون جدوى.
حتى أنني، في النهاية، بدأت أتخلى عن فكرة الإمساك بالفاعل.
كم سيستمر هذا الأمر يا ترى؟
مددتُ يدي لالتقاط الرسالة، وفي نيتي تمزيقها هذه المرة، لكنني انتبهت إلى أن وزنها أخف من المعتاد، فأحسست بشيء من الريبة.
“همم؟”
فتحتها بحذر، وإذا بها تحتوي على بطاقة صغيرة، مختلفة عمّا اعتدت رؤيته.
كانت بطاقة تحمل شعار الثعلب، وكتب عليها باختصار.
[لـنلتق قريبًا]
…ما هذا؟
إذا كنتَ ترسل رسالة كل يوم، فهل يمكننا القول إننا نلتقي باستمرار بالفعل؟
وفوق ذلك، أنا لا أرغب بأي لقاء يتجاوز هذه الرسائل!
كان في الأمر شعور مشؤوم من نوعٍ ما.
…سأتحدث مع أصدقائي غدًا، فكّرت، وما إن خطرت لي الفكرة، حتى اشتعلت الرسالة فجأة بالنار.
“…!”
فزعت وأسقطت البطاقة من يدي، لكنها احترقت في لحظة واختفت تمامًا.
تحولت إلى رماد في غمضة عين، كأنها لم تكن موجودة قط.
بدافع الارتباك، مشيت حافية على الرماد الدقيق المتناثر على الأرض، أتحسّس خفته بين أصابعي، لكن لم يحدث شيء.
…ما هذا؟
بِمَ يُنذرني؟
وبينما أنا غارقة في التفكير، اهتزّ السوار على معصمي بخفة.
– هل أنتِ نائمة؟
كان صوت ذلك النمر — تورينتو — يتردد في رأسي.
ما إن سمعته، حتى أجبت وأنا أعبس.
“لا، كنت أحاول النوم، لكن بعض الحمقى أطاحوا به من عيني.”
– يا لي من محظوظ.
“…في مثل هذه الحالات، من المفترض أن تقول: ‘هذا مؤسف’.”
– حقاً؟ أعتذر.
يا لهذا الغبي.
غالبًا ما يبدو عليه البلادة بطريقة غريبة.
كنت على وشك أن أتهكم عليه كعادتي، ثم أدركت فجأة…
…لماذا بدأت أشعر براحة حين أتحدث معه؟!
صفعت خدّيّ بكلتا يديّ.
ركزي يا فتاة!
– هم؟ أسمع صوت ضرب ما…؟
“لا شيء. على كل حال…”
بدأت أفكر في العلاقة بين ديانة البرج، التي تستخدم أساليب تبشيرية لاظهار ما حدث في الجولة السابقة، وبين تورينتو، الذي هو “العائد”.
…من شبه المؤكد أنهما مرتبطان بطريقة ما.
كم عدد الأشخاص الذين يدركون أن هذا العالم يعيش في دورته الزمنية الثالثة؟
“هل سمعت من قبل بجماعة تُدعى ديانة البرج؟”
– البرج؟
“نعم. إنهم يزعجوننا باستمرار هذه الأيام! باتوا يثيرون أعصابي!”
– اهدئي.
رغم أنني صرخت بانفعال، إلا أن تورينتو أجاب بهدوئه المعتاد.
صوته دائمًا ما يكون رتيبًا على نحو يثير الطمأنينة…
لا، لا. ركّزي. لا تنخدعي!
– ديانة البرج… لا أعرف عنها الكثير، لكن إن كنتِ تريدين معلومات، فـبارك يولهان، يعرف عنهم على الأرجح.
“بارك يولهان؟”
– أجل. منظمة الوايلد هنتر تملك أكثر مما تتصورين من المعلومات، وغالبًا ما تمرّ البيانات الداخلية عبر يولهان.
“كنت أظن أنكَ أنت قائد الوايلد هنتر.”
– لا. القائد هو بارك يولهان.
“…حقًا؟ هو؟”
– نعم. صحيح أنه يتصرف أحيانًا بحماقة، لكنه أهل للثقة.
…تصرفات بارك يولهان المخجلة تتوالى في ذهني.
“سأحترم ذوقك، لا بأس.”
– ها؟
“بالمناسبة، هل تعلم أن قائدكم كاد أن يُقبض عليه اليوم؟”
– …حقاً؟ لقد حذرته مراراً من التوجه إلى الميدان بنفسه.
سمعت صوته يتمتم وهو يضغط لسانه.
– سألقنه درسًا عند عودته.
“تبدو منظمتكم ديمقراطية نوعًا ما…”
– تظنين ذلك؟
بمجرد أن يقول إنه سيلقّن قائده درسًا، فهذا يعني أن هيبة القيادة لديهم… في خبر كان.
أومأت لنفسي بصمت، ثم تابعت طرح ما كان يقلقني.
“هل بارك يولهان هو من أسس الوايلد هنتر بهدف التصدي للكارثة؟”
– لا. من أسّسها هو جده، إرينتوس. لا أعرف كل التفاصيل، لكن يُقال إن حادثة ما وقعت بعد التأسيس، ومن ثم تولى يولهان القيادة.
“وهل أُسّست المنظمة منذ البداية بهدف درء الكارثة؟”
– لا أستطيع الجزم. لكن من أحاديث يولهان، يبدو أن البحث حول البرج، والطاقة الروحية، وأوراكل قد بدأ منذ عهد جده.
إذن، من المحتمل أن إرينتوس كان على دراية بتهديد البرج منذ البداية.
وقد أمضوا عشرات السنين في الاستعداد…
وهذا ربما ما يجعل من الصعب على الحكومة أو منظمات الصيادين الإمساك بالوايلد هنتر.
“هممم… لم أتوقع أنكَ لست من أصحاب النفوذ.”
– وهل النفوذ ضروري؟
“وجوده لا يضر.”
– إن أردتِ، يمكنني أخذ مكانه كقائد.
“لا، لا، ستصبح مجرد رئيس أحمق. لا تفعل.”
– ……
ساد الصمت، وشعرت وكأن تورينتو قد تضايق من تعليقي.
لكن… هذا الأحمق أحيانًا يبدو غبيًا فعلًا.
نعم. إنه كذلك.
بدأت أقتنع أنه لا يعرف بقدر ما ظننت سابقًا.
“حسنًا، لا بأس.”
لكن لا بد أنه يعرف جواب هذا السؤال.
“بالمناسبة… كم مرة أعدتَ الزمن؟”
التكرار الزمني…
تورينتو هو العائد الذي يحتفظ بذاكرته من الجولات السابقة.
مضت لحظة طويلة من الصمت، ثم أخيرًا…
فتح تورينتو فمه وأجاب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 157"