أخيرًا وصلنا إلى أعمق قبو في القصر القديم، بعد تجاوز المصائد المتنوعة.
كانت الغرفة بسيطة ومبنية من الطوب الرمادي، يتوسطها تابوت واحد بدا وكأنه تابوت مصاص دماء.
وأمام ذلك التابوت، كان ذلك اللعين الهجين من مصاصي الدماء، بارك يولهان، جالسًا أمامنا مكبَّل اليدين والقدمين بإحكام.
“آخ! كفى دعسًا! آآاخ!”
“مت أيها الحقير!”
ملاحظة: حالياً، يتلقى ضربًا بلا رحمة من شقيقته.
كان نا يوهان يتأمل المشهد ساخرًا، ثم سأل يولهان.
“أين المفتاح الخاص بسلالة التنانين؟”
“ليس معي~ تركته في المقر الرئيسي~”
“تسك… عديم الفائدة كالعادة.”
كانت بارك يورا، رغم أنها لم تكن تستوعب تمامًا ما يدور، تبدو عازمة على توبيخ بارك يولهان.
“…ألستِ قاسية جدًا معي؟ على الأقل بالاسم أنا أخوكِ!”
“وما شأني؟ متْ فحسب.”
“آآاخ! توقفي عن ركلي!”
وتلقّى ضربة جديدة بلا تردد من بارك يورا.
كان نا يوهان يشاهد هذا الفوضى بهدوء، ثم خاطب بارك يولهان بنبرة شبه ساخرة.
“السبب الذي جعلنا نمسك بك، هو أن أحدًا منا لا يحمل دماء مصاصي الدماء.”
“قيل إنكما أخوان غير شقيقين، أليس كذلك؟”
استغللتُ لحظة الحديث هذه، وتطرقتُ سريعًا إلى ذلك السيناريو المختلق الذي صنعناه: “الإخوة غير الأشقاء”.
“…همم؟”
رفع بارك يولهان حاجبه بتشكك، لكنه سرعان ما استوعب الوضع، واكتفى بهز كتفيه بتصنّع قائلاً.
“نعم، يمكننا قول ذلك. أنا فقط من يحمل دم مصاصي الدماء.”
“واضح، يمكن معرفة ذلك من أنيابك وحدها.”
توقفت بارك يورا للحظة، ثم عبست وركلته مجددًا.
“آه! لماذا مجددًا؟!”
“اصمت!”
“اهدؤوا قليلًا، رجاءً.”
قال نا يوهان وهو يهز رأسه بأسى وهو يراقبهم.
“على كل حال، نود الحصول على بعض التعاون منك، بارك يولهان.”
“وتظن أنني سأتعاون بسهولة؟”
“أنت مقيد، لن يكون أمامك خيار.”
“أنت من النوع المزعج، على ما يبدو.”
“شكرًا، وسعيد بذلك.”
ابتسم نا يوهان بخفة، ولوّح بيده لإعطاء الإشارة لبقية المجموعة.
عندها، قاموا وفقًا لما تم الاتفاق عليه، بفتح التابوت الكبير الموجود في القبو.
رغم أنه نال من تقلبات الزمن، إلا أن داخل التابوت كان نظيفًا ومحافظًا على طابعه العتيق، تمامًا كشكله الخارجي.
“أدخلوه.”
ما إن قال ذلك، حتى دفعت بارك يورا شقيقها إلى داخل التابوت بعنف.
دااام!
“آآآآآاه-!”
وما إن أُغلق غطاء التابوت، حتى بدأ القبو كله يهتز، وبدأ الطوب الرمادي تدور وتتحرك.
كانت الطوب تدخل وتخرج من الجدران والأرضية والسقف، متحولة بأشكال متعددة.
وبعد لحظات، تكونَ سلّمٌ لولبي عميق يتجه نحو الأسفل، قاعدته تبدأ من حيث وُضع التابوت.
كان الدرج يتجه للأسفل بعمقٍ لا يُرى له نهاية، يغرق في ظلام حالك، وبدا أن لا سبيل لمعرفته إلا بالسير نزولًا.
ظهرت ردود فعل مختلفة على وجوه الجميع وهم يشاهدون هذا المشهد العجيب.
“واو…!”
“أمر مدهش… ما قصة هذا القصر بحق؟”
علّقت مين جاي يون وشين باران بدهشة، فردّ عليهما نا يوهان وهو يرفع كتفيه.
“أنا نفسي لا أعرف عن بنيته أو آليته. أعرف فقط كيفية اجتيازه.”
“إنه قصر مليء بالألغاز من كل النواحي.”
“بالضبط. بل وحتى الكنوز فيه قليلة. الأماكن التي يُفترض أن تحتوي كنزًا، تجد فيها وحوشًا فقط. إنه زنزانة غير مربحة بأي مقياس.”
قال ذلك متذمرًا، ثم قدّم الحبل المربوط في بارك يولهان إلى بارك يورا، بينما وضع بارك سي وو في المقدمة.
“الممر القادم يعجّ بوحوش من عنصر الظلام. نعتمد عليك، أيها المحارب.”
“دع الأمر لي.”
أجاب بارك سي وو بهدوء وهو يستل سيفه المقدّس المتوهج بضوءٍ أزرق.
وهكذا، بدأنا بالنزول تدريجيًا خلف بارك سي وو.
ولولا أصوات الركلات العرضية التي كانت توجهها بارك يورا لبارك يولهان، لكان الصمت تامًا، لا يُسمع فيه سوى وقع الأقدام على الطوب.
كررررر…
في تلك اللحظة، ظهر سرب من الزومبي.
فقال بارك يولهان وهو يراقبهم.
“أوه، زومبي، هاه؟ نواتهم في الرأس، لذا فقط هشّموا رؤوسهم، وكل شيء سيكون على ما يرام~ طبعًا، إن كان لديكم طاقة روحية مقدسة، فليس عليكم حتى التصويب إلى رؤوسهم~”
“بارك يورا، اجعلي بارك يولهان يسكت.”
“حاضرة!”
“أآغ—!”
لا نعلم من أين جاءت، لكن كمّامة كبيرة أُدخلت بعنف في فمه.
نا يوهان ابتسم براحة وهو يشاهد ذلك، وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن.
ويبدو أن هناك ضغينة مكبوتة منذ فترة طويلة بدأت تُصفّى.
على أية حال، واصلنا التقدم عبر القبو، بينما كنا نُطيح بمختلف وحوش الظلام: من الغيلان، إلى الظلال، إلى كائنات أخرى مجهولة.
ولم نواجه مشاكل تُذكر.
“بارك سي وو!”
“فهمت.”
كان بارك سي وو في المقدمة، وكلما لوّح بسيفه المقدّس ضاربًا أحدهم، كان الوحش يبدو وكأنه موظف حكومي أنهى للتو أسبوعًا كاملًا من العمل الإضافي — مستنزف القوى بالكامل.
وكان علينا فقط أن نتولى مهمة إنهائهم.
وهكذا، وبعد تقدم سلس دون معوقات حقيقية، وصلنا أخيرًا إلى الطابق السفلي الأعمق من القصر.
وهناك، وقف مذبح ضخم في منتصف القاعة.
نزلنا عبر الدرج المؤدي إلى أسفله، حتى وصلنا إلى جدار يتوسطه باب.
كان هناك زخرف كبير مثبت على الباب، وفي وسط ذلك الزخرف، كانت هناك مفتاح مغروس فيه.
تأمل نا يوهان المفتاح للحظة، ثم نظر إلى بارك يولهان المكبّل، وقال بتنهيدة خفيفة.
“ماذا نفعل؟ المفتاح يجب أن يُنتزع بواسطة بارك يولهان نفسه.”
“لكن… فك وثاق يديه يبدو فكرة سيئة، أليس كذلك؟”
“بلى، هذا صحيح.”
“ماذا لو جعلناه يستخدم فمه؟”
“هممم… هل سيكون ذلك مجديًا؟”
في أثناء تبادل الحديث بين نا يوري وتشوي سوجونغ، بدأ بارك يولهان يتذمّر من خلف الكمامة، لكنه لم يُؤخذ على محمل الجد.
للمعلومية فقط، بارك يورا طرحت اقتراحًا متطرفًا بنبرة باردة.
“لمَ لا نقطع يده ونستخدمها لإخراج المفتاح؟”
“آاه! هذا… هذا قاسٍ جدًا!”
صرخت مين جاي يون مذعورة.
“أوه… هذا كثير فعلًا…”
تمتمت شين باران بصوت خافت.
أما الشخص المعني — بارك يولهان — فقد بدأ يعترض بشراسة، وإن كان عاجزًا عن الكلام.
“همممف! همف همف!!”
رغم صمته القسري، كان من الواضح أنه يعارض الفكرة بكل طاقته.
“اصمت.”
بـــانــغ!
عوقب على اعتراضه بضربة مباشرة، دون رحمة.
أنا شخصيًا قررت أن أُشيح نظري عن هذا المشهد العنيف.
عندها تقدّم بارك سي وو باقتراح لطيف.
“أعتقد أنه لا يصح أن نلجأ إلى طرق ملتوية. المفتاح قد يكون مبرمجًا ليستجيب ليدٍ حية، بقصدٍ وإرادة واضحة.”
“قد يكون كلامك صحيحًا…”
“إذن… لنحاول إخراج المفتاح بفمه أولًا، وإن لم يُفلح، نحرر يده مؤقتًا ليستخرجه بها.”
“فكرة جيدة.”
وهكذا، كما اقترح نا يوهان، بدأنا بتنفيذ الخطة دون التضحية بيد أحد.
“فقط في حال حصل شيء… ليكن هناك مراقبة قريبة.”
“أنا سأراقب.”
“وأنا كذلك!”
بارك يورا وأنا تطوعنا كمراقبين.
ثم قامت بارك يورا بدفع بارك يولهان بقوة ليتدحرج على الدرج نزولًا نحو الباب.
“هيه! انتظري! قد يتأذى!”
“لا تقلقي، هذا النوع لا يموت مهما سقط.”
ثقة مذهلة، من نوع خاص.
بارك يولهان ارتطم أخيرًا بالباب، ثم أطلق تأوّهًا طويلًا.
“أووو…”
كان يبدو أنه يتألم حقًا. شعرتُ ببعض الشفقة نحوه.
لكنني لم أكن لأفك وثاقه.
كل ما فعلته هو نزع الكمامة من فمه.
“…هاه.”
تنهد بارك يولهان بعمق، ثم قال بلهجة مستسلمة.
“فهمت، سأعض المفتاح، أليس كذلك؟”
“بالضبط.”
“…أنتم لا تعاملون الناس كبشر فعلًا…”
ثم انحنى قليلًا، وعضَّ المفتاح بأسنانه وشفتيه.
أوه.
قطّبتُ حاجبيّ، لكنه بدا كأنه بلغ مرحلة التنوير.
حاول أن يشد المفتاح للخلف، لكنه لم يتحرك.
لسوء الحظ، كان المفتاح عالقًا.
وما إن تأكدنا من ذلك، حتى التفتت إليّ بارك يورا وقالت بعينين لامعتين.
“ماذا لو فقط… قطعنا يده؟”
“لا.”
“رجاءً توقفوا عن الحديث بهذه الطريقة المرعبة!”
أي نوع من العداوة تلك؟ بدا وكأنها علاقات مليئة بالأسرار والضغائن غير المفهومة.
هززت رأسي وسارعت إلى فك الحبل عن يديه.
“تعلم أن هذا الحبل خاص بالمستيقظين، وقد أغلق مخزونك، صحيح؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 155"