14. كيفية استقبال الهالوين (٢)
“هل المتعاونة التي تحدثت عنها هي بارك يورا؟”
“صحيح. إنها أيضًا شخص تعرف جيدًا أفخاخ ‘قلعة مصاصي الدماء’.”
أومأ نا يوهان برأسه ردًا على سؤال نا يوري.
بدا أن الجميع قد تقبّل الأمر، لكن تشوي سوجونغ طرحت فجأة سؤالًا.
“لكن أليس من الضروري وجود شخص من العرق المناسب لكل زنزانة حتى نتمكن من الحصول على المفتاح؟ يا ترى، من أين ستحصل على مصاص دماء؟”
“م… مصاص دماء؟”
عند سماع كلمة ‘مصاص دماء’، ارتعشت بارك يورا ونظرت بقلق إلى نا يوهان.
“كل شيء محسوب. بارك يورا ستكون الطُعم. طُعمًا لاستدعاء مصاص الدماء.”
“حسنا… طالما أن لديك خطة يا زميلي الصغير!”
بدا أن تشوي سوجونغ فكرت للحظة في أن تستفسر أكثر، لكنها قررت تجاهل الأمر.
من الواضح أن نا يوهان لا يعتزم الكشف عن حقيقة أن بارك يورا نصف مصاصة دماء.
عادةً ما يُخفي أبناء الأعراق المختلطة هويتهم ما لم تكن معالمهم واضحة، ويتصرفون كبشر.
قبل عدة أشهر، استخدم نا يوهان خدعة لإقناع تشوي سوجونغ بالكشف عن نسبها وفتح الزنزانة باستخدامه، لكن طريقته مع بارك يورا اليوم مختلفة تمامًا.
ربما هو ورفاقه يتوقعون بشكل مبهم أن الوايلد هنترز قد بدأ بالفعل بتعقبهم.
لكن بارك يولهان رأى أن نا يوهان ورفاقه لا يزالون بعيدين عن مجاراته من حيث السرعة، لذلك اعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام هذه المرة أيضًا.
بهذا الشكل، خفف بارك يولهان حضوره وتبعهم محلقًا بهدوء من الخلف.
عند عبوره البوابة، ظهرت أمامه طريق متعرجة تؤدي إلى قلعة ضخمة في نهايتها.
كانت القلعة قديمة، لكن مزيج اللونين الرمادي والأسود مع الزمن أضفى عليها هيبةً مهيبة، وكان يمكن رؤية أبراجها الشاهقة بوضوح.
خلف القلعة عديمة الألوان، كان السماء تبدو قاتمة ومظلمة.
كانت الغيوم المتلبدة تملأ السماء لدرجة أنه بدا أن المطر قد يهطل في أي لحظة.
ولأنها زنزانة مخصصة لمصاصي الدماء، فقد كانت الشمس محجوبة تمامًا خلف السحب، مما يجعل الظروف مثالية لتحركاتهم.
تفحّص بارك يولهان حالته الجسدية بينما حدّق في القلعة العملاقة.
في الواقع، كان هذا المشهد مألوفًا جدًا له.
لأن تلك القلعة لم تكن سوى القلعة التي أهداها له جده.
تلك القلعة التي أراها له مرارًا عبر الأوهام وهو يكرر أنها بنيت لحماية ‘ذلك المفتاح’.
نعم، كانت هذه القلعة مقرًّا قديمًا لـلورد مصاصي الدماء في الزمن الغابر، إرينتوس، جده.
“يا للسخط…”
رغم أن جده أورثه العديد من القوى، فإن ذكرياته معه لم تكن سعيدة.
إرينتوس أولى كل اهتمامه لبارك يولهان فقط لأنه ورث ‘موهبة قراءة النجوم’، بينما تجاهل تمامًا شقيقته بارك يورا لعدم امتلاكها لها.
لكن الوقت الآن لم يكن مناسبًا لرحلة في الذكريات.
عضّ بارك يولهان شفته بانزعاج مستخدمًا أنيابه، ثم دخل القلعة متبعًا مجموعة نا يوهان.
شقيقته الصغرى كانت تضحك بحماس وتتحدث إلى الإستثنائية، ويبدو أنها مستمتعة بصحبتها.
من تصرفاتها، لم يكن يبدو أنها أُجبرت على الانضمام إليهم أو أنها تعرضت للتهديد لكشف هويتها كمصاصة دماء.
ربما، هذه المرة، كشفت بنفسها عن كونها نصف مصاصة دماء بفضل الاستثنائية.
لحسن الحظ، لم يتم تهديدها…
كان الـلاعب يمتلك معرفة واسعة بهذا العالم، وتمكّن بهدوء من تجاوز كل الفخاخ السرية واحدة تلو الأخرى، متجهًا نحو الطابق السفلي حيث يوجد ‘الباب’.
على الأقل، كانت الساكيوبس (وحش خيالي يوقع في الأوهام) التي أُطلقت في القلعة تؤدي دورها كما يجب، مما أتاح له لحظة من مشهد مضحك.
“يوهان، معي—”
“…لماذا تحاول خلع ملابسك؟”
“نـ… ناهيون، هذا ليس ما تظنينه—”
“منذ متى أصبحت تفكر بهذه الأفكار الدنيئة يا زميلي~؟”
“لا! هذا ليس صحيحًا!”
“ناهيون، تعالي إليّ! يبدو أنه من الأفضل أن تبتعدي عن هذا الرجل…”
“قلت لكِ إن الأمر ليس كذلك!”
أوه، يبدو أن اللاعب يحب الاستثنائية. نقطة جيدة يمكن استخدامها لاحقًا. ضحك بارك يولهان وهو يلتقط الطُعم بسرعة.
“سي وو—”
“آه، ألم تبالغ قليلًا في قطعه يا زميل~؟”
“…لا أرى أي فائدة من مشاهدة شيء يسبب الارتباك بدافع الفضول.”
“ألست فقط لا تريد رؤيته؟ ما دمت لمّحت إلى لون بني، فربما—”
“هيا بنا نكمل.”
“يا إلهي. كم أنت جافّ!”
يبدو أن المحارب يحب الاستثنائية أيضًا. لكنه لا يريد لأحد أن يلاحظ، على ما يبدو؟
على عكس اللاعب الذي سقط ضحية للساكيوبس بلا مقاومة، قطع المحارب ضبابها في لحظة قبل أن يتحول إلى لونٍ بني خافت.
“هم؟ ما هذه الأموال؟ هل هذه أوهام أحدهم؟”
“هـ… هممم؟ لا أعلم؟”
أما الاستثنائية نفسها، فلم تبدِ أي اهتمام بالشبان الذين يحيطون بها، وكان يبدو أن المال هو أكثر ما تحبه.
على أي حال، كان من الجيد أنهم استمروا في التقدم نحو الطابق السفلي من القلعة.
لم يكن هناك شيء جيد حقًا في أعلى القلعة.
…وإن لم يكن في أسفلها أيضًا ما يمكن تسميته جيدًا.
ضحك بارك يولهان ساخرًا وهو يتذكر ذوق جده الفاسد حتى النخاع.
على كل حال، لم يكن هو من سيتعامل مع ‘تلك الأشياء’، لذا لم يكن الأمر يهمه.
كان بارك يولهان يتبع طلاب الأكاديمية بخطى هادئة.
“هل أمزح قليلًا مع شقيقتي التي لم أرها منذ زمن حين يستعيدون المفتاح؟”
كان يفكر في أمور كهذه بهدوء تام.
لكن الأمور بدأت تخرج عن نطاق المعتاد حين وصل أولئك الذين كان يتتبعهم إلى منطقة يُفترض أن تكون آمنة، بعد أن اجتازوا جميع الفخاخ والهلوسات.
فجأة، أصبحت عينا بارك يورا معتمتين بشدة، وبدأت بإيذاء نفسها!
“بارك يورا!”
“ما الذي تفعلينه؟!”
“هلا تحققتِ مما إذا كان هناك عنصر مسبب للهلوسة بالجوار، سوجونغ سينباي؟”
“حسنًا، سأتفقد!”
شدّ بارك يولهان على أسنانه حين رأى تعبير الذعر على وجه نا يوهان. لقد هزّه الاضطراب.
ما هذا؟ ألم تكن الفخاخ قد انتهت في هذه القلعة؟ بل إنه من المفترض ألا تكون هناك أي فخاخ يمكن أن تؤذي من يحمل دماء مصاصي الدماء!
هل من الممكن أن ذلك الجد اللعين أخفى عنه شيئًا آخر؟!
وذلك اللاعب… ماذا فعل على وجه الأرض ؟ إذا كان يملك المعلومات، ألم يكن من المفترض أن يتصرف بحذر أكبر؟!
“قوتها… قوية جدًا!”
حاول أفراد الفريق يائسين إيقافها عن إيذاء نفسها، لكن يبدو أن بارك يورا كانت تحت تأثير تعزيز مؤقت للقوة.
وفي النهاية، غرست خنجرها في بطنها!
“اللعنة…!”
انبعثت رائحة الدماء النفّاذة.
كان يعلم… هذا دمٌ حقيقي.
ما الخطب؟ ما نوع هذا الفخ؟
أطلق نظرته الخاصة ليفحص شقيقته، لكنه لم يكتشف شيئًا.
تبًا لك أيها الجد…!
هل يجب أن يقترب أكثر ليرى بنفسه؟
بدأت عزيمته تتزعزع.
“لا يمكن أن أترك الأمر هكذا!”
“ماذا نفعل؟ إن استمر الوضع، فإن يورا سوف…!”
وفي اللحظة التي رأى فيها عيني شقيقته الموشكتين على الانطفاء، اتخذ قراره.
الفخاخ والهلوسات في هذه القلعة صُمّمت في الأساس لاختبار من يملك موهبة قراءة النجوم. وإن رآها بنفسه، فلن يعجز عن حلّها.
يجب أن يتدخل بسرعة، ويفعل ما عليه، ثم ينسحب.
بهذا التفكير، ألقى قنبلة دخانية من مخزونه واقترب من بارك يورا—
“—أمسكت بك.”
—ثم فقد وعيه.
وحين فتح عينيه مجددًا، وجد نفسه مقيّدًا بإحكام.
أخذ بارك يولهان ينظر ببطء إلى من يحدّقون به من فوقه… كانوا فريق نا يوهان.
وكان ذلك اللاعب اللعين يحدّق فيه ضاحكًا بسخرية.
وفوق ذلك، كانت شقيقته تنظر إليه من أعلى، سليمة تمامًا، وكأنها تحتقره.
…لقد فهم كل شيء.
…اللعنة، لقد خُدع.
بينما كان الألم يتصاعد من بطنه، أطلق ضحكة فارغة.
***
كان نا يوهان يضحك بخفة بينما ينكز أنياب بارك يولهان، المقيد والمغمى عليه.
“هاه، رأيت؟ أمسكنا به.”
“أجل…”
راودني شعور بأننا ربما بالغنا قليلاً…
أدرت رأسي نحو بارك يورا، التي كانت تصرخ وتشدّ شعرها بجانبه، وهززت رأسي بيأس.
خلال شرح الخطة، كانت تقول.
“هل تظنون أنه سيأتي؟ لقد قطع كل صلة بي منذ زمن! لن يهتم بي حتى!”
“سيأتي. لأنه، ببساطة، يعاني من متلازمة الأخوة.”
“…أرجوك، لا تقل شيئًا مرعبًا كهذا…”
“سنرى.”
…ويبدو أن توقعات نا يوهان قد أصابت الهدف تمامًا.
الآن، بدأت بارك يورا تتقيأ من شدة الاشمئزاز…
“كم هو مقزز…”
لو رأى بارك يولهان هذا، لربما انفجر بالبكاء.
“بالمناسبة، ما علاقة بارك يورا بذلك الوغد؟ أليست إنسانة، بينما هو مصاص دماء…؟”
“نحن أخوان غير شقيقين.”
“آه.”
عند إجابة بارك يورا، أغلقت نا يوري فمها.
في الحقيقة، كان هذا كذبًا. لكنه الكذب الأنسب حاليًا.
كنت أنوي التلميح بهذه الخلفية لبارك يولهان لاحقًا عندما يستفيق. سيعرف كيف يتماشى معها على الأرجح.
قال نا يوهان، موجّهًا حديثه لبارك يورا التي كانت لا تزال تتقيأ.
“لنوقظه. صحيح أن لدينا وقتًا، لكننا لن نضيّعه بانتظاره.”
“هل نفعل؟”
وبمجرد أن استوعبت كلامه، اعتدلت بارك يورا وركلت شقيقها بقوة.
بااااك—!
كان الصوت مرتفعًا بشكل مرعب، كما لو أنها ركلته بكل ما أوتيت من عزم.
“…أشعر بالألم.”
لهذا، كانت أولى كلماته وهو ينظر إلينا بابتسامة مريرة، هي أنه يتألم.
“وماذا في ذلك؟”
جاء ردّ شقيقته بارك يورا ببرودٍ قاتل.
“ألا ترين أن هذا قاسٍ بعض الشيء؟ بعد غياب طويل؟”
“ومن الذي اختفى أولًا، تراكَ تذكر؟”
“………”
يا لها من علاقة مثالية بين شقيقين…
التعليقات لهذا الفصل " 154"