في النهاية، أمسكتُ بمظروف الرسالة وفتحت الباب بحذر، لكن لم يكن هناك أحد في الخارج.
هل هو شبح؟ أم أن المرسل استخدم مهارة ما ليفرّ؟
أغلقت الباب مجددًا بشعور غير مريح، ثم فتحت الرسالة.
في داخل المظروف، وُجدت ورقة مطوية إلى نصفين. فتحتها وأنا أشعر بنفور خفيف.
[تشونهو] [البرج]
[النهاية] [الدورة الثانية] [شيطان]
[المنقذة]
ما هذا؟
أملت رأسي، غير قادرة على فهم هذه الكلمات المبهمة. ليتني عرفت من كتبها على الأقل. بدا أن المرسل قد اقتطع حروفًا من الصحف أو المجلات ولصقها بعناية مفرطة.
حقًا، ما هذا الهراء…
شعرت بقلق أشدّ فور قراءتي للمحتوى، فمزّقت الرسالة إربًا دون تردد.
“لا تهتمي، لا تفكري بالأمر.”
***
لكن لم أتمكن من تجاهلها.
لأن الرسالة كانت تصلني كل ليلة.
حتى عندما حاولت الإمساك بالفاعل، كان يختفي كالشبح.
فكّرت في طلب المساعدة من رفاقي، لكن بما أن الأمر لا يتعدى استلام رسالة بشكل دوري، شعرت أن من المبالغة إشراكهم فيه.
راودتني فكرة استغلال الفرصة وسؤال نيكا و الثعلب عن نوايا طائفة البرج، وما الذي يخططون له، لكن… الثعلب لم يظهر منذ مدة.
وكأنه يتجنّبني، حتى أنه لا يرد على اتصالاتي.
…سألقنك درسًا إن أمسكت بك.
تذمّرت في داخلي بينما كنت أحدّق في سجل المكالمات.
كنت قد اتصلت أيضًا بـ نيكا، لكن ردها كان…
> نيكا فالدير:
– كان ميخائيل هو خط تواصلي الوحيد مع طائفة البرج.
– لكنه مؤخرًا يتصرف بطريقة مريبة للغاية. سأستجوبه وأخبركِ بما أعرفه.
> ناهيون:
– فهمت، أرجوكِ افعلي ذلك.
لكن ردها لم يكن مطمئنًا.
لذا لم يكن أمامي سوى سؤال أفراد الفريق مباشرة عن محتوى الرسائل التي أتلقاها.
“هل يعرف أحدكم ما هذه الرسالة؟”
تشوي سوجونغ نظرت إليّ بوجه جاد ومزّقت الرسالة بأحد نسماتها الهوائية ثم رمتها في سلّة المهملات.
لي هانا التي كانت بجانبها، أومأت برأسها موافقة وأوضحت بلطف.
“إنها منشورات دعوية من طائفة البرج.”
“منشورات دعوية؟”
“يقولون إن من يتلقاها، يتحوّل بعد أيام إلى متعصّب في ديانة البرج.”
“يا للرعب! أنتِ لن تتحوّلي، أليس كذلك؟”
“بالطبع لا.”
بينما كنا نتحدث بهذا الشكل، اقتحم نا يوهان الحديث بوجه متجهم.
“…هل يحاول أوغاد البرج ضمّكِ إليهم؟”
“يبدو كذلك.”
“كانوا يثرثرون عن ‘المنقذة’…”
“هل يمكنني رؤية تلك المنشورات؟”
“آسفة، مزّقتها ورميتها.”
“…أختي…”
“لا تقلق، لم يحدث شيء.”
“على أية حال، إن وصلتكِ واحدة أخرى، أعلميني. قد تكون مرتبطة بلعنة مشروطة.”
“حسنًا.”
يبدو أن نا يوهان كان يتوجّس من طائفة البرج.
وله كل الحق.
فقد ازداد عددهم في الأكاديمية مؤخرًا، وكانوا يعادونه بشدّة.
ولم تكن معاداتهم مقتصرة عليه فقط.
‘أنتم أعوان الشيطان…’
‘أنتم من سيجلب النهاية…’
كانوا يهمسون بهذه الكلمات الغامضة ويصبّون نظرات العداء على أصدقائنا في الفريق.
لكن المثير للغرابة… أنني لم أكن ضمن من يشملهم عداؤهم.
بل على العكس، كانوا يرونني واحدة منهم، ويريدون جذبي إلى صفهم.
‘أوه، المنقذة! هل ستشاركين في خطاب المطران؟’
‘آه… من؟’
‘يا للأسف! نأمل أن تنضمي إلينا ذات يوم!’
كل من تحدّث إليّ بهذه الطريقة كان بنسبة 100% من طائفة البرج.
كنت أغلي من الداخل بسبب هذا الوضع الغريب.
لكن لم يكن لدي حلّ فِعلي… لذا قررت مواصلة تدريباتي.
***
وذات يوم، وبينما كنا أتدرّب كالمعتاد، اقتحم شيون غرفة التدريب.
يبدو أنه عاد مؤقتًا من ساحات القتال.
“لقد جئتُ لأهديكم شيئًا! إنّه رمز الحظ لليوم! يقولون إن الحظ يتضاعف عندما نشاركه مع الآخرين!”
“ولهذا جئت إلى هنا؟”
“لا أحد يرضى بأخذ رموز حظي… ولأنني سأعود قريبًا إلى ساحة الحرب، جئت إلى من سيقبل بها.”
أتذكّر أن مين جاي يون كانت قد أخذت منه نظّارات الحظ في وقت سابق.
ضحكت وقلت.
“ما هو؟ سأقبلها. ستحتاج إلى الكثير من الحظ في الميدان!”
“أشكركِ! إذًا، الجميع، مدّوا أيديكم!”
لم يبدُ أفراد الفريق مترددين، فتقدّموا لاستلام رموز الحظ بروح إيجابية.
“أعطني واحدة~”
“طالما أنها لا تضر، فلا بأس.”
حينها، وبنظرة ممتنة، أخرج شيون من سترته بعض الرسائل ووزعها علينا بسرعة وكأنه يخشى أن نغيّر رأينا.
…رسائل؟
بما أنني كنت أتلقى رسائل مزعجة كل يوم، شعرت بانقباض غريب عندما أمسكت بالرسالة.
…ربما هو مجرّد وهم.
“افتحوها لاحقًا! وتحديدًا الليلة!”
ما إن سلّم شيون الرسائل إلينا حتى غادر ضاحكًا كما لو أنه أنهى ما عليه.
كانت شين باران تحدّق في الرسالة كما فعلتُ أنا، وقالت متذمرة.
“…ألا يمكننا التخلص منها الآن؟”
“حسناً، لكن… ألا يجدر بنا فتحها على الأقل؟”
“…بما أنه قال الليلة، فلنفتحها حينها.”
أومأت شين باران على مضض، بينما علّقت كلّ من مين جاي يون ونا يوري بفتور.
“يبدو هذا ممتعًا! هذه أول مرة أتلقى فيها رسالة!”
“حقًا؟ آمل أن يكون مضمونها جيدًا.”
كنت أتابع حديث كانغ يو وبارك سي وو بفتور بينما نظرتُ إلى نا يوهان وهو يتفحص الرسالة بعناية.
“همم…”
“ما الأمر، يوهان؟”
“لا شيء. لا مشكلة فيها.”
ثم أعاد رسالته إلى جيبه من دون أن يضيف شيئًا آخر.
ظننتُ أن كل شيء سيكون على ما يرام، طالما أن نا يوهان لم يلحظ شيئًا مريبًا.
…لكنني كنت مخطئة.
قبل منتصف الليل بقليل، أرسل يوهان لنا جميعًا رسالة مستعجلة عبر المحادثة الجماعية.
> نا يوهان:
– هل فتحتم الرسالة؟ لا تفتحوها. إنها لعنة مشروطة.
تجمدتُ في مكاني فور قراءة الرسالة.
لقد كنتُ قد فتحتُها بالفعل منذ زمن.
كان داخل الرسالة منشور تبشيري من طائفة البرج، تمامًا مثل الرسائل السابقة التي كنتُ أتلقّاها كل ليلة.
‘أوه، بالمناسبة، ما بداخلها يحمل رسالة طيبة! أنصحكم بقراءته!’
تبًا… هل شيون أيضًا من أتباع البرج؟
بسبب المظهر العادي للرسالة من الخارج، لم أتمكن من التنبّه إلى تأثير اللعنة بداخلها.
> نا يوهان:
– إنه غرض يتسبب في كوابيس. لعنة تستحضر ماضٍ مؤلم عبر الأحلام.
– إذا لم تكن قد فتحتها، فاحرقها أو مزّقها.
– لا تؤذي الجسد، لكنها قوية بما يكفي لعدم تمكن أدوات الدفاع ضد اللعنات من صدّها.
– حتى زينة الذيل لا تنفع، لذا رجاءً لا تفتحي الرسالة يا هانا سينباي.
– على الأرجح هو نفس الشخص الذي ألقى اللعنة على الأساتذة في اختبار منتصف الفصل الدراسي الأول.
لكن يبدو أن الجميع قد فتح الرسالة بالفعل.
– ماذا؟! لقد فتحتُها بالفعل!
– فات الأوان على ما يبدو… هل أحتضن السيف المقدّس وأخلد للنوم؟
– كان عليّ تمزيق الظرف بأكمله منذ البداية!
– لقد تأخرتُ!
– آسفة، لقد فتحتها بالفعل…
مع كل هذه الصرخات والاستغاثات في الدردشة الجماعية، شعرت برغبة في الصراخ أنا أيضًا.
هل هذا يعني أن كل الرسائل التي كنت أتلقاها في الأيام الماضية كانت ملعونة؟
ومن الذي أرسلها؟ ولماذا؟
لكن لحظة…
رغم كل ذلك، لم يحدث لي شيء.
هل يعني هذا أن اللعنة لم تؤثّر عليّ؟
لكن لماذا؟
لماذا لم تؤثر عليّ لعنة منشورات البرج قط؟
بدأت الأسئلة تتصاعد في رأسي…
لكن كل شيء تغيّر في صباح اليوم التالي، حينما جاء كانغ يو إلى المدرسة بعينين خاليتين من الحياة.
“أختي…”
بمجرد أن رآني، انهار في البكاء واندفع نحوي ليعانقني بشدة.
لا بد أنه رأى ماضيًا مؤلمًا في حلمه. لم أرَ كانغ يو يبكي هكذا منذ وقت طويل.
ضممته إليّ وربّتّ على ظهره.
“لا بأس، لا بأس.”
رسمتُ ابتسامة رغم الحزن الذي كان يتصاعد داخلي.
“لقد عانيتَ كثيرًا بسبب الكابوس، أليس كذلك؟ لكنه مجرد حلم.”
“حقًا؟ كان حلمًا فقط؟”
“نعم. لقد رأيت في الحلم ما قبل لقائنا. الآن أنت معي. كل شيء بخير.”
بدأ كانغ يو يهدأ تدريجيًا بينما أتابع تهدئته.
“كنت أُباع لمكان مختلف في كل مرة. ولم تكن أوني موجودة في أي منها… لم يكن لدي أصدقاء… حتى عندما بلغت الرابعة عشرة، بقيت مريضًا…”
“نعم، نعم…”
“كان الأمر مؤلمًا جدًا. حتى أنني فكّرت بالموت…”
“أنا هنا الآن. كل شيء بخير.”
لكنني تجمدت عندما سمعته يقول.
“ثم، فجأة، سمعت صوت انهيار السماء. وتألّمت بشدّة… تحوّلت إلى وحش. كنت أتألّم… أردت الموت، لكنني لم أستطع…”
كلام كانغ يو كان… مختلفًا تمامًا عما نعرفه من ماضيه.
قال إنه تحوّل إلى وحش؟
لكن ذلك لم يحدث في أي من الذكريات أو الأحداث الماضية التي أعرفها.
ولا يمكن أن يحلم بشيء لم يحدث… أليس كذلك؟
لم أفارقه أبدًا، فكيف يمكنه الحلم بماضٍ لم أكن فيه معه؟
وفقًا لما قاله نا يوهان في الليلة السابقة..
‘إنه غرض يتسبب في كوابيس. لعنة تستحضر ماضٍ مؤلم عبر الأحلام..’
لكن حلم كانغ يو لم يكن مجرد ماضٍ…
بل بدا وكأنه حياة مختلفة بالكامل.
أجل… كأنه عاش حياة سابقة.
“تحولتَ إلى وحش؟”
“نعم…”
أجاب وهو يتشبث بي كما لو كنت شجرة نجاة في بحرٍ من الكوابيس.
ربّتّ على ظهره وأنا شاردة الفكر.
كان يتحدث كما لو أنه عاش في عالم لم أكن أنا فيه.
كأن حياته تلك انتهت بتحوّله إلى وحش.
وتذكرتُ ما قاله تورنيتو — أو بالأحرى، ما أظهره — عن العالم الذي تحوّل فيه أصحاب الدماء المختلطة إلى وحوش.
العالم الذي أعيد تعيينه.
…وخطر لي فجأة احتمال مرعب، أقرب إلى الحقيقة منه إلى التخيّل.
هل يمكن أن تكون منشورات التبشير لطائفة البرج، تُري الناس حياة “الدورة السابقة” في أحلامهم؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 152"