تذكرت حينها ما قرأته عن جيميني — التوأمان اللذان انشأهما تشونهو كـ”مفاهيم” لتجسيد التكافؤ: “موجب وسالب” من أجل بناء البرج.
إن فعلا أمرًا موجبًا، تحققت نتيجة +1.
وإن فعلا أمرًا سالبًا، كانت النتيجة –1.
هذا التوازن كان ضروريًا لتثبيت الأبراج المتخيلة داخل قوانين الواقع.
ولأجل هذا التثبيت، ربط تشونهو هذين الكيانين معًا، كي لا يتمكنا من استخدام قوتهما الخارقة بحرية.
ما إن يُفرّقا، حتى يصبح بوسعهما خرق ذلك التوازن.
لكن… بعد أن أطلقتُ سراحهما، تغيّرت القواعد.
أصبح بإمكانهما الانفصال — أي، فتح احتمال المعجزة.
رغم ذلك، لا أعلم إن كان الشرط لم يتحقق بعد، أم أنهما ببساطة لا يرغبان في الانفصال، إذ بقِيَا معًا طوال الوقت حتى الآن.
أما نا يوهان، فقد حدّق فيهما بنظرة خالية من التعبير وقال.
“قد لا أكون ذكيًا، لكنني على الأقل لست غبيًا لدرجة أن أتمنى أمنية منكما وأنا أظن أنني سأتفادى الثمن.”
عندها، ابتسم أحد التوأمين باستهزاء، بينما رد الآخر بوجه خالٍ من أي تعبير.
“يا للأسف!”
“يا للأسف.”
هزّ جيميني رأسيها بخفة نافيين تمامًا أن يكون في الأمر ما يدعو للأسف، على الرغم من كلامهما.
عندها زمجرت تشوي سوجونغ قائلة بحدّة.
“اخرجا من هنا حالًا.”
“لا نريد!”
“لا نريد.”
قالاها بابتسامة ساخرة، ثم حولا نظرهما إليّ فجأة.
“لم ننتهِ بعد!”
“لم ننته بعد.”
“ما يزال لدينا شخص لعقد الصفقة معه!”
“شخص واحد لم يعقد الصفقة بعد!”
اندفعا نحوي بسرعة خاطفة، يدوران حولي كما تفعل الفراشات، وهما يرددان بنبرة طفولية تحمل شيئًا من اللؤم:
“أنتِ الإستثنائية الخارجة عن النظام!”
“أنتِ الإستثنائية الخارجة عن النظام!”
“أنت من أطلق سراحنا، حاملة احتمالات تشونهو!”
“أنت من يملك مفتاح نهاية سعيدة لهذا العالم!”
تسللت كلماتهما إليّ كهمسات أفعى، ناعمة وباردة، وهما يقولان.
“سنساعدكِ!”
“سنساعدكِ!”
“لقد حرّرتِنا، أليس كذلك؟”
“نعم، بالكاد تحررنا، لذا سنردّ لك الجميل.”
“ألا تريدين منع ذلك الكيان من السيطرة؟”
“تريدين ذلك، أليس كذلك؟ سنساعدك.”
“…..”
“لن نحقق معجزةً دون مقابل، هذا مؤكد!”
“المعجزات لا تُمنح مجانًا!”
منع السيطرة…
حين أدركت ما يعنيانه، شعرت وكأن الدم انسحب من جسدي دفعة واحدة.
لفظا “السيطرة” و”الكيان” جعلا قلبي يثقل، أما نا يوهان، فبدت عليه الحيرة، غير أنني لم أملك القوة الكافية للرد.
لم أكن أستطيع حتى الالتفات نحوه، فقد تجمّد جسدي تمامًا.
في تلك اللحظة، اجتذبني أحدهم إلى صدره. كانت تشوي سوجونغ، التي بدا وجهها أكثر شحوبًا من وجهي.
“لا تفعلِ ذلك… أرجوكِ…”
“آهاها!”
“آهاها!”
“رائع! هذا الوجه!”
“رائع، تلك النظرة!”
ضحكا ببراءة مصطنعة، وكأنهما يستمتعان بمعاناتنا، ثم راحا يتأرجحان كراقصين أمامي، متأملين وجهي دون ذرة شك في أنني سأقبل بعرضهما.
وفي الحقيقة… في تلك اللحظة الوجيزة، قلبي تزعزع. فحتى لو كانت المعجزة التي يقترحانها مشروطة، وحتى لو كانت ستأخذ شيئًا مني، فقد كانت طريقة لحماية من أحب.
“…..”
هل أعقد الصفقة؟
عضضت شفتَي ووقفتُ في تردد. لكن حينها، شعرت بجسد تشوي سوجونغ المرتجف بين ذراعي، وهي تعانقني بقوة أكبر.
استعدت وعيي فجأة.
ربما، في المستقبل، سأندم على رفض هذه الفرصة.
لكن…
رفعت بصري نحو جيميني، ثم عدت لأنظر إلى تشوي سوجونغ التي تحتضنني.
رغم وجهها الحاد، والمظهر الذي يوحي بالقوة والعدائية، كنت أرى بوضوح كم كانت خائفة ومضطربة من الداخل.
وأنا متأكدة أن جيميني يريان ذلك أيضًا.
ولهذا السبب تمامًا، يواصلان تعذيبها بهذه الطريقة.
تذكّرت فجأة حياة تشوي سوجونغ كما عرفتها في الرواية الأصلية.
يتيمة تنقّلت بين البيوت، حتى انتهى بها المطاف في قصر عائلة فالدير، حيث لاقت معاملة لا توصف قسوتها.
وحين ظهر جيميني أمامها، لم تحتمل، وقبلت بعقد صفقة.
في البداية، شعرت بالتحرر.
لكن ما قدمه لها جيميني لم يكن سوى فرصة لتكون أداة اغتيال، ألعوبة للترفيه عن التوأم الملعون.
أعطياها أملاً… ثم سحقاه باليأس.
لقد حطّما حياتها تمامًا.
إلى أن التقت بـلي هانا في الأكاديمية، فوجدت فيها الخلاص.
ثم، لتتحرر أخيرًا من جيميني، غرست بنفسها خنجرًا ملعونًا يحوي لعنات، في جسد لي هانا.
لا أستطيع حتى أن أتخيل مقدار اليأس الذي شعرت به آنذاك.
لا بد أنها كانت تتألم بشدّة…
ولهذا، استطعت الآن أن أرفض.
لأني أعلم، إن قبلتُ صفقة جيميني، فإن الألم الذي سيلحق بتشوي سوجونغ سيكون فوق ما تحتمل.
…صحيح أنني مستعدة لتحمّل العذاب بنفسي من أجل أحبّائي،
لكن—
“….سأرفض.”
قلت كلمتي بحزم، وبقوة كافية لإسكات أي عرض مستقبلي.
بدا جيميني متفاجئين، وكأنهما لم يتوقّعا الرفض إطلاقًا.
صارا يدوران حولنا، بنوع من الحيرة أو الخيبة.
“ظننا أنك مستعجلة.”
“ظننا أنكِ ستقبلين سريعًا.”
“وكيف لي أن أعلم ما الذي ستأخذانه كثمن؟ ثم…”
….ثم إنني لا أريد أن يعاني أحد أحبتي مجددًا بسبب ألمي.
التفتّ إلى تشوي سوجونغ، التي كانت لا تزال تحتضنني بقوة، شاحبة الوجه، ثم ابتسمت لها ابتسامة صغيرة.
“وإن كان عليّ أن أختار، فأنا لا أرغب أبدًا بفعل شيء نهتني سوجونغ سينباي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 150"