في اللحظة التي شلّني فيها الذهول وتوقفت عن الحركة، اندفع سيف بارك سي وو نحو المهاجم.
لكن المهاجم صدّه بخفة بخنجره.
تشاانغ–!
وبمجرد أن صدّ الضربة، قفز فجأة خلف شجرة، وبدأ يُمطر داخل الكهف بوابل من السكاكين والرماح القصيرة.
تشاانغ، تشاتشانغ، تشاانغ–!
معظمها ارتدّت عن الحاجز، لكن الضرر بدأ يتراكم على الدرع السحري نفسه.
“كانغ ناهيون! اقنصي الهدف!”
بكلمات نا يوهان القصيرة، قمت بتلقيم بندقيتي دون تردد.
لم أملأ الطلقات السحرية بالطاقة القصوى، لكنها كانت كافية لإصابة إنسان بجراح بليغة.
نظرت عبر المنظار لأستطلع المنطقة، لكن المهاجم لم يكن ظاهرًا.
على ما يبدو، يملك قدرةً على إخفاء نفسه.
لكن…
“طالما أعلم اتجاه الرمي…”
فيمكنني تحديد موقعه بسهولة!
السكاكين كانت تأتي من أعالي الأشجار.
التقطت الاتجاه سريعًا، ثم صوبت نحو جميع المواقع المحتملة.
بانغ– بانغ– بانغ!
وعندما أصبت الغصن الأخير، دوّى صوت صرخة إنسانية.
نجحت.
“أحسنتِ! تشوي سوجونغ، احضريه!”
“بالطبع~”
لكن، رغم أنني نجحت، لم أشعر بالفرح.
فقد أطلقت النار على إنسان، لا وحش.
وبرودة الزناد ما زالت ملتصقة بأصبعي.
لم تمضِ دقائق حتى عادت تشوي سوجونغ وهي تقيد المهاجم بعاصفة من الرياح.
كان ينزف من ذراعه، حيث أصابته إحدى الطلقات.
ومع رؤية الدم، ازدادت كآبتي.
لكن المهاجم لم يكن مهتمًا بي، بل كان ينظر إلى نا يوهان بحقدٍ شديد، شاتمًا إيّاه.
“أيها الشيطان اللعين! مت! مت أيها الشيطان!”
“…لستَ من خطط لهذا بمفردك، أليس كذلك؟ من الذي أمرك؟”
“لقد كان قراري وحدي! جئت لأبيد الشيطان الذي سيجلب الدمار إلى هذا العالم!”
“…حسنًا، من الذي جعلكَ تتخذ هذا القرار؟”
لكن مهما حاول نا يوهان الحوار، لم يكن يسمع سوى الشتائم المتكررة: “الشيطان! الشيطان!”
كنت أراقب بصمت، لكن بما أن الحديث لم يتقدم، تقدّمت أنا وتحدثت.
“أعذرني…”
“آه! المنقذة!”
“هل يمكنك إخباري من الذي أرسلك؟”
ولدهشتي، ردّ بكل طواعية، وكأنه لم يكن يرفض الحديث منذ قليل:
“بالطبع! من أمرني بالقضاء على الشيطان هو سيادة المطران!” (المطران هو شخص ذو مكانة فالكنائس)
“…المطران؟ من يكون هذا؟”
“حتى لو كنتِ المنقذة، لا يمكنني قول المزيد… لقد أمرنا المطران بالحفاظ على السرية… آسف.”
“…شكرًا لك.”
هذه طائفة المنحرفة..
حتى المطران لديهم؟ هل لديهم بابا أيضًا؟
لكن ما يثير الغرابة، لماذا هم مؤمنون بهذا الشكل المجنون؟
ولماذا يُنادونني بـ المنقذة؟
رغم كل شيء، أجبت بابتسامة.
“بما أنك مصاب، سأستدعي مروحية لإخراجك.”
“أوه! كم أنتما مختلفان! أنتِ رؤوفة بعكس ذلك الشيطان!”
لا يا عزيزي، أنا فقط أريد التخلّص منك.
بعد قليل، وصلت المروحية، باعتبار أنه أصيب بجروح كبيرة وتم استبعاده من الاختبار.
لم نستخلص منه شيئًا بعدها، لذا حمّلناه على متن الطائرة وأرسلناه بعيدًا.
ظل حتى لحظة مغادرته يشتم نا يوهان ويمدحني.
(كلمني عن النحس اكلمك عن يوهان)
***
“…الأمر يبعث على التوتر.”
“أليس كذلك؟”
“آمل فقط أن تكون هذه نهاية الأمر.”
“نعم، فعلًا.”
تبادلت هذا الحديث مع نا يوهان.
لكن للأسف، الهجمات لم تتوقف، بل استمر وصول مهاجمين آخرين حتى ظهر اليوم التالي.
وجميعهم قالوا الشيء نفسه..
“مت أيها الشيطان!”
“يجب أن تختفي من هذا العالم!”
كلهم بدوا كأتباع طائفة البرج تقريبًا.
كانوا يحاولون قتل نا يوهان فقط، ويتجنبون إيذائي قدر الإمكان.
“موتي! بسبب روبوتك… فقدتُ حلمي! لكنني سأحقق حلم حياتي مبكرًا هذه المرة!!”
“وما شأني أنا بذلك؟!”
“المشكلة أنكَ بلا عزيمة!”
…رغم أن بعضهم بدا غريبًا، فإن أغلبهم كانوا تابعين لطائفة البرج.
لم أستطع كبح انزعاجي.
ما الذي يجري على وجه الأرض ؟
“لماذا تنادون ناهيون بالمنقذة؟”
“لأن المنقذة هي من ستنقذ مستقبلنا!”
“وماذا عني؟ لماذا تنادونني شيطانًا؟”
“لأنك تجسيد الدمار القادم إلى هذا العالم!”
“جنون… حقًا.”
كيف يمكن أن يكون نا يوهان سبب الدمار؟
وكأن وجوده وحده مشكلة، بل إن كل ما يفعله يُعامَل على أنه تهديد!
أما أنا، فهم يتعاملون معي وكأني من سيمنع الكارثة.
أي جنون هذا؟
يبدو أننا نحتاج معلومات أعمق عن طائفة البرج…
ولحسن الحظ، لدينا عميل سري بينهم.
لا بد أن أتحدث مع الثعلب، أو نيكا.
***
وفي مساء اليوم الثاني، قرب حلول الليل.
اتضح أن الاختبار أسهل مما كنا نتوقع.
الجزيرة مليئة بالطعام القابل للجمع بسهولة.
وذلك بفضل معرفة تشوي سوجونغ.
“هذا يمكن أكله أيضًا~”
“حقًا؟”
لو لم نكن نملك تلك المعرفة، لكان جمع الطعام أصعب بكثير.
الجزيرة مصممة لتكافئ أصحاب المعرفة، وتُعاقب الجاهلين.
حتى الوحوش، لم تكن قوية جدًا، بل كثيرة فقط.
المشكلة كانت في الهجمات، لا في الطبيعة.
وكأن أتباع البرج قدموا للاختبار فقط ليهاجمونا.
توقفت الهجمات أخيرًا عند المساء.
حينها صاحت شين باران بانفعال.
“….تبًا لأتباع البرج !!! مزعجون!”
“نعم، أتمنى حقًا أن يختفوا.”
حتى لي هانا، تلك الهادئة التي تشبه تمثالًا حي، بدت متعبة ومشتتة.
أعاد الجميع شريط ما حصل.
‘فلتمُت!’
سقطوا من السماء…
‘فلتمُت!’
ظهروا من تحت الأرض…
‘فلتمُت!’
بل استخدم أحدهم الاستنساخ الذاتي…
جربوا كل الطرق الممكنة.
“نهاهاه، يا زميلي الصغير، أي نوع من العداوة صنعتَها بالضبط؟”
“لا فكرة لدي… لا، ربما؟ إن كان نا يوهان هو السبب…”
تساءلت تشوي سوجونغ مازحة، بينما بدا على نا يوهان القلق وكأنه يشك في أن ‘نا يوهان السابق’ قد اقترف أمرًا شنيعًا.
حين رأته نا يوري شارداً، تنهدت وأكملت.
“معظمهم وجوه لا أعرفها. وكان بينهم طلاب من السنتين الثانية والثالثة أيضًا. والقمامة ذاك، أعني نا يوهان السابق، كان يتنمر فقط على الضعفاء من زملائه أو من هم أدنى منه، ولم يسبق أن دخل في مشاكل مع من هم أعلى منه مرتبة.”
“…قول ذلك بجرأة أمامه هكذا…”
“لطالما كان هكذا في الماضي.”
أدركت نا يوري خطأها للحظة، لكنها تمالكت الوضع بسرعة.
“على أي حال… لماذا يحصل هذا الآن؟”
“لا نعرف.”
“كل ما يمكننا فعله هو زيادة الحذر.”
قال بارك سي وو ذلك وهو يجمع السهام المتساقطة.
وأضفت وأنا أساعده.
“علينا الصمود فقط حتى نهاية اليوم. بعدها سينتهي الامتحان. فلنشد العزم قليلاً!”
كان الامتحان يمتد على مدار ثلاثة أيام وليلتين، وينتهي في اليوم الأخير عند الساعة السادسة مساءً.
ولأن الجميع يبقون مستيقظين في النهار، بدا أن تجاوز هذه الليلة فقط سيكون كافيًا.
عندها، رفع كانغ يو يده بحماسة.
“لدي فكرة رائعة!”
“وما هي؟”
“ماذا لو تخلّينا عن هذا الشخص فحسب…؟”
“كانغ يو، لا يجوز. هذا امتحان جماعي.”
“تشه…”
أخرج كانغ يو شفتَيه من الضيق، فأجبته بضربة خفيفة على شفتيه بإصبعي. لا وقت للعناد.
بعد أن أنهينا كل المهام، ونحن في حالة من الإرهاق والتعب، تناولنا عشاءنا أخيرًا، متأخرين بعض الشيء.
لعلها مقولة صادقة: “حتى الكلاب لا تُزعَج أثناء الطعام”.
لحسن الحظ، لم نتعرض لهجوم جديد أثناء تناولنا الطعام.
* * *
كنا أنا وبارك يورا أول من تولّى نوبة الحراسة في تلك الليلة.
راحت بارك يورا تقلب الجمر بعصًا وهي تتأمل النار، ثم قالت بلهجة تخفي الملل:
“تذكُرين ذلك الاختراع الذي عرضته عليك سابقًا؟”
“أي اختراع؟”
“آه، هيا… ذاك! جهاز الرصد!”
“جهاز رصد الكائنات الكونية؟”
“بالضبط! استطعت من خلاله مراقبة ظاهرة مثيرة للاهتمام.”
“ما هي؟”
“ظهور البوابات! أليس هذا مذهلًا؟”
لم أتمالك نفسي من إظهار الدهشة.
وحين رأت عينيّ متسعتين، ابتسمت بارك يورا بانتصار.
“…ظهور البوابات؟ كيف ذلك؟”
أخذت تفكر قليلًا، ثم شرحت.
“عندما أوجه الجهاز نحو السماء، أرى أشياءً سوداء تتجه نحو البرج وتندمج فيه.”
“ممم…”
هل هذا ما قصده ذلك النمر حين تحدّث عن الكارثة؟
مرةً أخرى، يظهر ما يدعم صحة كلامه، من مكان لم أتوقعه.
رغم ارتباكي، واصلت بارك يورا حديثها بحماسة.
“لكن أحيانًا، بدل أن تتجه تلك الأشياء إلى داخل البرج، تنتفخ وتكاد تنفجر، كأنها ملتصقة بجزء منه.”
“ثم؟”
“عندها، تبدأ البوابات في الظهور بشكل مكثف قرب تلك المنطقة المصابة.”
بدأت تضرب الأرض بقدمها من الحماس.
“وعندما يظهر المزيد من الوحوش من البوابة، تبدأ تلك الكتلة المنتفخة بالانكماش!”
“تنكمش؟”
“نعم! ففكّرت أنها تمتص شيئًا ثم تطلقه على شكل وحوش.”
ثم ضحكت ضحكة عريضة، مفتوحة الذراعين.
“لكن هذه مجرد فرضية، تخمين مجنون! لا بد لي من مواصلة البحث.”
“…أرى.”
يشبه هذا ما قاله ذاك النمر عن الفطيرة المتفجرة أو ما شابه.
حقًا، يبدو أنه لم يكن يكذب.
واصلت بارك يورا التحدث، ثم بدت وكأن فكرةً أخرى لمعت في ذهنها. تجاهلتني وأخذت تهمس لنفسها.
“لحظة… إذا كانت نواة الوحوش تحتوي على نفس مكونات النواة الاصطناعية، فلماذا تكون الأولى مضرة للجسم قبل تنقيتها؟ هل السبب هو تلك الكتلة السوداء؟ في هذه الحالة، لعلها تتعارض مع الخصائص المقدسة؟ لكن لا يوجد وحش في البرج يملك خاصية النور… وإن نظرنا إلى الأجناس المختلفة…”
“هممم…”
أصبحت تتحدث عن موضوع آخر كليًا.
غاصت في عالمها الخاص تمامًا.
من الأفضل تركها على حالها.
تركتها وحدها، وبدأت أفكر فيما قالته.
هل ذلك النمر كان صادقًا في كل ما قاله حقًا؟
في تلك اللحظة، اهتزّ السوار حول معصمي، ثم سمعت صوته في رأسي.
– هل لا تزالين داخل الامتحان؟
حتى النمر، إن ذكرتِه، يحضر… لقد اتصل بي بنفسه.
تنهدت، ثم أمسكت السوار ورددت في داخلي، لأن الحديث بصوت عالٍ كان مستحيلًا.
‘ما الأمر؟’
– هل تظنين أن لدي سببًا آخر سوى إقناعك؟
‘ما زلتم مصرّين أنكم على حق؟’
– نعم. على الأقل، نحن أصدق من أوراكل.
كلماته الباردة أثارت غضبي.
رغم ادعائه قول الحقيقة، لا أستطيع الوثوق به.
لأنه استغل عائلتي…
ولأنه…
‘أنتم أيضاً حاولتم قتل الناس.’
تذكرت ما جرى في البطولة في الفصل الأول.
تلك البوابة المرعبة… الناس الذين سقطوا قتلى واحدًا تلو الآخر، صرخات الألم، الدماء، والجثث.
كان ذلك المشهد أبغض ما رأته عيناي.
‘ضحيتُم بأرواح البشر.’
– …هذا صحيح. لا يمكنني إنكار ذلك.
‘لهذا، لا يمكنني الوثوق بكم.’
– …أتفهم ذلك.
‘إن لم يكن لديك ما تقوله بعد، فارحل.’
– سأتواصل مجددًا غدًا.
ثم انقطع الاتصال.
لكن الغضب لم يغادرني.
…كل شيء كان فوضويًا.
كتمت أنفاسي، وأخذت أحدق في الفراغ أمامي.
كنا قلقين بشأن آخر ليلة، لكن الغريب أنها مضت بهدوء تام، دون أي هجوم إضافي.
* * *
في اليوم الثالث، أمضينا اليوم مستعينين بما تبقى معنا من حصص القتال.
طبعًا، قضينا اليوم في قتال وحوش يبدو أن أحدهم تعمّد توجيهها إلى كهفنا.
لا يمكنني التفكير إلا في أتباع ديانة البرج.
أولائك الحثالة…!
وأخيرًا، عند تمام السادسة مساءً، دوّى صوت إعلان في أنحاء الجزيرة.
نُعلن عن الفرق التي اجتازت الاختبار!
الفريق الأول، الثالث، الخامس…
كان فوزنا أمرًا متوقعًا.
تبادلنا مصافحة جماعية ونحن مرهقون، لكن مرتاحو البال.
الآن سيسمح لنا بدخول المناطق الخطرة.
وكذلك، سنحظى ببعض الحرية الإضافية داخل الأكاديمية.
“لنعد الآن.”
“نعم!”
تجاوزنا عقبة أخرى.
وبينما بدأت أشعر بشيء من الارتياح، وخرجت من الكهف بخطى خفيفة وصوت مبهج…
في تلك اللحظة—
“لقد مضى وقت طويل.”
“لقد مضى وقت طويل!”
صوتان غير مرحّب بهما صدرا فجأة.
وما إن سُمعا، حتى تجمد وجه تشوي سوجونغ على الفور.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 149"