– أنتِ تعلمين أن البرج يتفاعل مع رغبات البشر ويُنتج طوابق جديدة، ووحوشًا، وعناصر، أليس كذلك؟
“…نعم، اعلم ذلك.”
– هذا امتداد لتلك الظاهرة. حاليًّا، تتجمّع رغبات البشر داخل البرج بشكل مستمر. لكنها لا تجد طريقًا للخروج، لذا فهي تتراكم.
“تتراكم؟”
– أجل. لذا فحالة البرج الآن كحالة فطيرة ممتلئة على وشك الانفجار. في النهاية، ما في داخله لا بد أن ينفجر. ومن هنا، تنشأ البوابات المفاجئة، وإذا اشتدت هذه الظاهرة تحدث ما تسمونه أنتم… ’الحدث غير الطبيعي’.
عند سماعي لذلك، تذكّرت ما قاله لي بارك يولهان ذات مرة.
‘للدقة، الأمر أقرب إلى أننا غيّرنا موقع حدوث تلك البوابات الغريبة فحسب!’
لقد قال إنهم يستطيعون تغيير أماكن ظهور البوابات، لكن لا يمكنهم منع حدوثها نفسها.
توقفت لبرهة، ثم سألت بعد تفكير..
“إذن، لماذا فتحتم بوابات ’الحدث الحالة غير الطبيعية’ في حصنيّ كيونجين وبانغيو؟” (في حال مش متذكرين وانا ابدا ما جلست ادور بين الفصول لاتذكر ، لما ناهيون كانت فالمراقبة نصف الشلة راحة لحصن كيونجين سي وو ناهيون جاي يون وباران، والنصف الثاني راحو مع باقي التلاميذ لحصن بانغيو)
– لأن ذلك كان السبيل الأفضل لتقليل الأضرار.
“تقليل الأضرار؟ كيف؟”
– تلك البوابات، لو لم نحرّكها، لكانت ظهرت في المناطق الآمنة أو المتوسطة. نحن فقط قمنا بتعديل كثافتها ونقلها نحو المناطق الخطرة القريبة من الحصون.
عند سماعي هذا، شهقت دون أن أشعر.
[ما قاله تورينتو الليلة كان كله صحيحًا.]
[0 نقطة]
“…كذب.”
– إن لم تصدّقي فلا حيلة لي، لكن… لم يكن أمامنا خيار آخر. لم يكن هناك من يستطيع احتواء ذلك العدد من البوابات سوى الحصون حيث تُركّز القوة.
“كذب…”
كان الأمر صادمًا. أن يكون ذلك لأجل حماية المناطق الآمنة والمتوسطة؟
أن يكون… الخيار الأفضل؟
شعرت وكأن كل مفاهيمي تنقلب رأسًا على عقب.
تذكّرت مجددًا كلمات بارك يولهان..
‘أنتم لا تملكون القدرة على التحكم بحرية في ظهور البوابات، أليس كذلك؟’
‘بالطبع لا يمكننا ذلك. حتى أولئك الذين أغلقوا أبواب البرج أنفسهم لم يتمكنوا من ذلك.’
لا زالت عيناه الحمراوان، كحجر العقيق، تطاردانني في ذاكرتي.
‘حتى فيلق المنقذ جرّبوا الأمر. لكن المحاولة تسببت في كارثة قبل 8 سنوات.’
بدأت ذكريات الماضي بالعودة إليّ.
بوابات، نقل المواقع، إغلاق، فشل، الكارثة الكبرى قبل 8 سنوات…
هل كان إرينتوس قد تسبب بكارثة يونغين (الكارثة لما ماتت أم ناهيون) أثناء بحثه عن وسيلة لنقل أو إغلاق البوابات؟
هل كان يعلم منذ 8 سنوات ما الذي سيحدث؟
“…هل كان فيلق المنقذ يعلم أن هذا سيقع؟ أم أن إيرينتوس وحده كان يعرف؟”
– لا أعلم على وجه التحديد، لكن بدا أن إيرنتوس قد أدرك الوضع وحاول مواجهته. نتيجة لذلك، انتقلت أبحاثه حول القوة الروحية ونقل البوابات إلى الـ ’وايلد هنتر‘ عبر بارك يولهان. لا أحد أكثر استعدادًا منهم حاليًّا.
ازداد اضطراب ذهني. وضعت يدي على جبيني لأهدّئ الصداع الذي بدأ يتسلل إليه.
تماسكي…
ابقي هادئة…
بدأت بطرح الأسئلة بهدوء ومنهجية.
“إذن لماذا لم تعلنوا كل هذا للناس؟ لو علموا، لتغير شيء ما، أليس كذلك؟”
– لم نكن نستطيع. ففي كل مرة نحاول، يتدخل أوراكل ليمنعنا.
“…أوراكل؟ أليس من المفترض أنه يسعى لمنع الدمار؟”
– صحيح، لكنه يسعى لذلك من أجل البشر فقط.
“ما معنى هذا؟ أليس طبيعيًا أن يُمنع الدمار لأجل البشر؟”
أجبت بحدة، فشعرت وكأنه أطلق تنهيدة خفيفة.
– الحل لهذه الأزمة، أو بالأحرى، نهايتها، لا تملك سوى احتمالين.
“احتمالين؟”
– نعم. الأول، هو الحل الذي نسعى إليه: فتح بوابة البرج، ومواجهة ما يسمى بـ ’الخراب‘ المتجسد من رغبات البشر المتراكمة داخل البرج، والقضاء عليه.
“والثاني؟”
– أن ينتشر ذلك الخراب بين الأجناس الأخرى، فتبدأ عملية تحوّلهم، ويُقضى على البلاء عبر قتل الأجناس المتحوّلة.
هل يسعى الأوراكل للخيار الثاني؟ لماذا؟
أليس الخيار الأول أقل خسارة في الأرواح؟
“أليس الخيار الأول أفضل؟ لماذا إذًا…؟”
– ببساطة، لأن الخراب قوي للغاية. ولأن الأوراكل قد وُلد من ’إرادة بقاء البشرية‘ المتجسدة في لاوعي الإنسان.”
“…إرادة بقاء البشرية؟”
– نعم. الأوراكل هو كيان وُلد كرد فعل على ظهور البرج. إنه تجسيد لغريزة البشر التي تنبذ كل ما يتعلق بالبرج. ولهذا، فإنه يرفض الخيار الأول رفضًا تامًا، ويراه خطرًا ولا يستحق الاختيار.
توقف لوهلة، كأنه يرتب أفكاره، ثم تابع ببطء.
– كما قلت، الخراب قوي. حتى لو توحّد الجميع لمواجهته، قد يفوق الضرر الناتج عن هذا الخيار الضرر الناتج عن الخيار الثاني. في الواقع، احتمال ذلك كبير. ولكن…
“…حتى لو كان كذلك، فإن التضحية بجميع الأجناس الأخرى لأجل نجاة البشر فقط أمر لا يمكن تقبّله.”
لم يرد، وكأنه يوافق بصمته.
نهضت فجأة، أتمشى داخل الغرفة باضطراب.
“هل يُعقل؟ فقط لأنهم وُلدوا كجنس آخر، ولأن عددهم أقل، يتم اعتبار موتهم هو ’الأكثر كفاءة‘؟ ويتم التضحية بهم بدلًا من البشر؟ هل هذا معقول؟”
– ………
“…ولكن، لا يمكنني الوثوق بك بشكل كامل بعد. أليس كذلك؟ قد تكون طاقتك الروحية قد أثّرت على نظامي، أو ربما غسلت عقلي…!”
كنت لا أزال أحدق في نافذة تشويه القصة التي تُظهر بوضوح [0 نقطة]، ومع ذلك أنكر داخليًا.
أليس من المحتمل أن تكون طاقة هذا النمر قد تدخلت فيّ؟
أليس من الممكن أنه قام بلفّ كلماته بدهاء؟
أفكاري كانت مشوشة ومتداخلة. لم أكن بعقلي.
الأعمال التي قمت بها حتى الآن… بمعنى أنني، بمساعدتي لنا يوهان، ساعدت أوراكل بشكل غير مباشر، وقد يؤدي ذلك إلى مقتل عائلتي… مجرد التفكير بذلك جعل فمي يتذوق طعم الدم، بعدما عضضت على باطن فمي لا شعوريًا.
حينها، تسللت نبرته الهادئة إلى رأسي.
— اهدئي. أنتِ الآن منفعلة للغاية.
“وهل تعتقد أني سأهدأ؟!”
— إذا استسلمتِ لمشاعرك، فلن تتمكني من فعل أي شيء.
قال ذلك بصوت جاد، بارد ومستقر.
— فكري في ما يجب أن تحميه. ثم فكري بعقلانية.
“……”
بدأت سخونة رأسي تهدأ قليلًا.
عندها فقط أدركت أنني كنت أشد على السوار بقوة لدرجة أن يدي تحولت إلى اللون الأبيض.
“… تبًا…”
— هل هدأتِ الآن؟
“… نعم.”
— في هذه الحالة، دعينا نتحدث بمنطق. هل في ما قلته سابقًا شيء غير منطقي؟ شيء أثار الشك؟
“… لا، لم يكن هناك.”
— جيد. ومنذ المهرجان، لم نلتقِ حتى الآن، أليس كذلك؟ لذا، حتى لو افترضنا أنني استخدمت طاقتي لتنويمك مغناطيسيًا، فرفاقك كان بإمكانهم إبطال ذلك خلال هذه المدة، أليس كذلك؟
“… صحيح.”
أجل، أتذكر أن لي هانا قد لامستني بحلية ذيل الثعلب في المرة الماضية.
تلك الحلية تملك قدرة عالية على إبطال الحالات السلبية. لذا، من غير المعقول ألا يتم إبطال التنويم حينها.
— وأثناء الفحص، لا بد أنكِ تأكدتِ من عدم وجود لعنة.
“… هذا أيضًا صحيح.”
— وهل قمتِ بتحليل السوار الذي أعطيتُكِ إياه؟
“… في اليوم الذي سمعت فيه صوتك من السوار، تأكدت من أنه لا يحمل لعنة، كما فحصتُ خصائصه.”
— حسنًا. إذًا، لا يبدو أن لديّ أي وسيلة للتلاعب بكِ. أليس كذلك؟
مع كلماته تلك، شعرت كأن الضباب يتبدد أمام عينيّ، وفي الوقت نفسه، شعرت بقلبي يهدأ تدريجيًا.
“… كل ما قلته صحيح.”
جلست على حافة السرير، ثم ارتميت إلى الخلف مستلقية.
“… الهروب من الواقع، يجب أن يتوقف الآن.”
— سيكون من الجيد لو انضممتِ إلينا.
“اصمت. سأجد طريقة بنفسي.”
— هاه.
زفر النمر بتنهيدة تحمل بوضوح: “نعم، بالطبع”، ثم قال.
— حسنًا، ابذلي جهدك. سنرحب بكِ في أي وقت.
“اختفِ.”
— أراكِ مجددًا غدًا في الليل.
“أنت مزعج فعلًا.”
انتزعت السوار بعنف.
ثم نظرت إلى السقف بينما أحاول ترتيب الأفكار المتشابكة في رأسي.
هل ينبغي أن أجمع الرفاق غدًا وأطلعهم على ما علمتُ به؟
يمكنني القول إن مصداقية المعلومات مؤكدة عبر تشويه القصة…
لا. بارك سي وو يشك في تشويه القصة بسبب تأثير طاقة النمر، إذًا هذه ليست حجة كافية.
نا يوهان، إلى أي مدى يثق في الأوراكل؟
هل من الممكن أن يثق به أكثر مني؟
إن كان كذلك، فماذا سيفعل لو قام أوراكل بكشف كل شيء عني وطلب منه اعتباري عدوة؟
بل، أوراكل يملك القدرة على الاستحواذ، كيف أتصرف إذا حدث ذلك؟
رأسي كان يدور.
تمتمت بلا وعي..
“… القدرة على الاستحواذ…”
أوراكل يستطيع الاستحواذ على البشر.
ربما لأن مصدره هو إرادة البشرية… شيء من هذا القبيل.
لذا، ما لم أكن محمية من كيان بمستوى الميزان الأسود، فلن أستطيع التحرك بحرية عند معاداته.
عضضت شفتي.
إن أخبرتُ أصدقائي بالحقيقة بشكل متهور، قد يقوم الأوراكل بالاستحواذ على أحدهم ويهددني من خلاله.
وربما يفعل كما فعل حين استحوذ على المعلمة، فيحاول إيذاء الجسد للضغط عليّ.
“… يجب أن أكون حذرة.”
بل، قد يستحوذ على أشخاص مقرّبين من رفاقي ليبتزهم.
وربما حتى يستحوذ على شخصيات بارزة في مناصب عليا ليتحرك من خلالها.
أوراكل حاليًا يلتزم بتحذيري بألا يستخدم عائلتي كوسيلة للتهديد.
ربما لأنه يرى أنني أُظهر تعاونًا نشطًا مع نا يوهان.
من نبرة حديثه، يبدو أنه كان يحاول إبقائي تحت السيطرة، وحين لمح أني قد أتمرد، تراجع.
لذا، طالما أتحرك بطريقة توحي أنني أساعد نا يوهان، فلا بأس.
على الأقل، حتى أجد وسيلة فعالة للتعامل مع الاستحواذ، يجب أن أستمر في التظاهر بالخضوع لأوراكل.
“……”
حينما استيقظت لأول مرة، ودخلت هذه الأكاديمية، واكتشفت نظام الميتا، كنت أعتقد أنني نلتُ قوة عظيمة.
لكنني الآن، لم أعد أرى الأمور بتلك الطريقة.
فوضى أفكاري منعتني من النوم.
وفي النهاية، قضيت الليل كله بعينين ساهرتين.
***
في اليوم التالي.
وعندما ذهبت إلى المدرسة بوجهٍ مرهق بعد ليلة بلا نوم…
“أنتم، استعدّوا للحصول على رخصة الصياد!”
قالتها إغدراسيل، لتفجّر فينا قنبلة صادمة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 145"