ارتجف جسدي فجأة عندما سمعت صوت ذلك الوغد النمر في رأسي.
رغبت برمي السوار بعيدًا، لكن بما أن كلماته كانت منطقية، قبضت عليه بإحكام بدلاً من ذلك.
“هل هذا عنصر للتواصل؟ ما الذي فكّرت فيه عندما أعطيتني إياه؟”
– لأننا سنتعاون من الآن فصاعدًا.
“ومن قال ذلك؟”
– لا أعلم. لكنّ حقيقة أنك لم تتمكني من التخلص من السوار الذي أعطيتك إياه، تعني أن لديكِ شكاً في داخلك. وعلى الأقل طالما أن ذلك الشك ما زال قائمًا، أظنني قادرًا على إقناعك.
“……”
كان محقًا.
كنت مشوشة في تلك اللحظة.
صحيح أن هناك احتمالاً أن يكون قد خدعني، ولكن…
رغبتُ في الاستماع إلى كلماته ولو لمرة واحدة فقط.
– في هذه المسافة، لا يمكنني أن ألحق بكِ أي ضرر. لا أستطيع إلا أن أتحدث. ألا تعتقدين أن هذه فرصة مناسبة لأخذ مسافة وتصفية ذهنك قليلاً؟
“…لنقل ذلك.”
– حسنًا. إذًا استمري بارتدائه. طالما أن العنصر يلامس بشرتك، يمكنك التحدث إليّ في ذهنك، وسأسمعك.
حدّقت في السوار الموضوع على كفّي للحظة، ثم لبسته ببطء.
[ما قاله لي تورنيتو الليلة كان كلّه حقيقة.]
[0 نقطة]
تحققت من ذلك عبر ‘تشويه القصة’، وكانت النتيجة أنه صادق.
صحيح أن ما قاله بارك سي وو من إمكانية تداخل طاقة روحية مع قدرتي ما يزال قائمًا، لكن من وجهة نظري، بدا أن قدرته تميل إلى القتال بشكل أكبر.
ما إن ارتديت السوار حتى بدأت الكلام.
“هل ستجيب على أسئلتي؟”
– قدر الإمكان. فلا بدّ أن تزيلي شكوكك حتى تتعاوني معنا، أليس كذلك؟
“إذًا… تلك القوة الغريبة التي تستخدمها… هل هي طاقة روحية؟”
– تدركين أنني أستخدم طاقة مختلفة عن تلك التي يستخدمها الصيّادون العاديون… هل لاحظها نا يوهان، أم أنكِ أدركتِ ذلك بنفسك؟
“لا تجبني بسؤال مقابل سؤال.”
– همم، حسنًا. إن كان لا بد من الإجابة بـنعم أو لا، فهي نعم. طاقتي هي طاقة روحية.
“طاقة روحية…”
– من الطبيعي أن لا يستطيع اللاعب رؤية إحصاءاتي. فأنا لستُ شخصًا مستيقظًا.
صدمتني كلماته.
لستَ مستيقظًا؟
ومع ذلك، باستخدام تلك الطاقة فقط، توازي، أو حتى تفوق، قوة المستيقظين؟
“ما هي هذه الطاقة الروحية بالضبط؟”
– قوة خاصة للروح.
“…كن أكثر تحديدًا. ما الذي يمكن فعله بها مثلاً؟”
– حتى لو سألتِ، فلن أستطيع سوى أن أقول إنها قوة الروح. لا أعرف عنها الكثير. فقط أنها قوة شائعة بين الأرواح القادمة من العالم الآخر، وأنه يمكن توريثها للآخرين إذا بلغ المرء مستوى معينًا.
“عديم الفائدة.”
– لكني أفضل منـكِ في استخدامها.
“أنت وقح… ألا يمكنك اختيار كلماتك؟”
أزعجني كلامه.
نظرت إلى السوار بتأفف وتنهدت.
“حسنًا، وكيف تتحكم بهذه القوة؟ هل أنتَ روح من عالم آخر؟”
– لأنني ورثت جزءًا من تلك القوة.
“ومن مَن ورثتها؟”
– من تشونهو، ومن الشخص الذي ورثها منه.
تشونهو.
لفظت الاسم في داخلي.
سواء كانت ديانة البرج أو فالدير، كلهم كانوا يقدسون الـ تشونهو.
لكن أكثر ما شغلني…
“هل تشونهو موجود فعلاً؟”
– أجل. غادر هذا العالم منذ زمن طويل… لكنه موجود بالفعل. وإن كنت لا أعلم إن كان يجوز تسميته بشريًا.
“أنت تتحدث الآن عن الكيان الذي بنى البرج، أليس كذلك؟”
– صحيح.
“إذًا، لماذا لا تطلب منه أن يأتي ويمنع الكارثة؟ ألم تكن على علاقة به؟ شخص قادر على بناء برج لا بد أن يكون بالغ القوة –”
– ذلك مستحيل.
“لماذا؟”
– لأن تشونهو فقد اهتمامه بهذا العالم.
شعرت بالذهول عند سماع ذلك.
ماذا؟ فقد اهتمامه؟
“ماذا يعني ذلك بالضبط…؟”
– هو كائن يتنقل بين العوالم، يستمتع بها بطريقته، ثم يغادرها. ولا يعود بعد أن يغادر.
“يعني… خلف كل هذه الفوضى، ترك البرج وراءه وهرب، ولن يعود لتصحيح شيء؟ يا له من نذل.”
– …ربما يمكن قول ذلك…
شعرت وكأن ذلك النمر تنهد بصوت مسموع من الطرف الآخر.
لم أكن مهتمة.
لكن… ما هذا الجنون؟ كل هذه الفوضى بسبب برج بناه ثم رحل ليسرح في العوالم الأخرى؟
“حثالة.”
– اهدئي. لن يتغير شيء حتى لو لُمتِه.
“وهل بإمكاني أن لا أشتمه؟!”
– همم… من وجهة نظر البشر، أتفهم شعوركِ. اشتمي قدر ما تريدين. عليّ أن أذهب الآن. إن رغبتِ بالتواصل مجددًا، ضعي يدك على السوار وخاطبيني في ذهنك.
يبدو أن ذلك النمر أنهى الاتصال بعد تلك الكلمات.
كيف عرفت؟ شعرت بشيء ما انقطع فجأة في رأسي.
وضعت يدي على جبيني، متضايقة.
ما هذا… شكرًا على احترامك وجهة نظري؟
…والغريب أنني مع هذا الشخص تحديدًا، كنت أستطيع إظهار شخصيتي الحقيقية… أي “الجانب الحاد مني”، دون حرج. ربما لأني لا أهتم إن كان سيكرهني أم لا.
لكن، على أي حال، هذا ليس المهم الآن.
“الأمر معقّد…”
في البداية، “الطاقة الروحية”.
إنها قوة لا يولد بها إلا “أرواح العوالم الأخرى”. ولكن، إن كانت قابلة للنقل إلى كائنات أخرى في هذا العالم…
هل يمكن أن يكون هناك آخرون تلقوا الطاقة الروحية من تشونهـو أيضًا؟
وهل مجرد امتلاك الطاقة الروحية يعني أن حاملها من أرواح العوالم الأخرى بالضرورة؟
بل، من هو هذا تشونهـو أصلًا؟
هو من شيّد البرج، ويسافر بين العوالم كما يشاء، بل وكان زوجًا للثعلبة أيضًا!
أمسكت رأسي المتخم بالأسئلة المتشابكة.
“المعلومات… أكثر مما أحتمل…”
بدا لي أنني لن أتمكن من النوم الليلة.
قضيت الليل بأكمله أتقلب، مترددة إن كان عليّ مشاركة هذه المعلومات مع نيكا أو نا يوهان… أم لا.
***
في صباح اليوم التالي.
كان الطريق إلى المدرسة لا يزال ينبض ببقايا حماس المهرجان.
وصلت إلى المدرسة بعينين شبه غائمتين.
وكل هذا بسبب ذلك النمر اللعين.
اقترب مني بارك سي وو، وناولني مشروبًا يحتوي على جيلي جوز الهند، وسألني بقلق.
“ألم تنامي جيدًا؟”
“آه، نعم… كانت هناك بعض الأمور المربكة، كما تعلم.”
“إذا كان لديك أي همّ، أخبريني في أي وقت. أنا هنا لأسمعكِ.”
“شكرًا لك!”
ابتسمت ابتسامة مشرقة، واكتفيت بالرد أنني بخير.
ولم أكن أكذب.
فقد كانت الأمور بالفعل معقدة!
“ذلك السوار… هل اشتريتِه مؤخرًا؟”
“هممم! لقد حصلت عليه كهدية!”
“حقًا؟”
لم أكن أكذب!
حاولت التمسك بابتسامتي، وبدأت أفكر بسرعة كي لا أنطق بأي شيء زائف.
لأن هذا الشاب حادّ الملاحظة، وقد يكتشف الكذب بسهولة ويبدأ بمطاردتي بالأسئلة.
آسفة، لكن لا يمكنني البوح بهذه المسألة للجميع بعد.
فلا يزال لدي الكثير لأستوضحه من ذلك النمر اللعين.
“اقترب وقت الجرس! أراك لاحقًا!”
“حسنًا، اعتني بنفسك.”
“لا تقلق،هيونغ! سأحرص على رعايتها جيدًا!”
“من يرعى من؟”
“آآآخ— لا تشدي خديّ!!”
بغرور ساخر، شددت خد كانغ يو المنتفخ عقابًا له، ثم ودّعت بارك سي وو.
كان وجه كانغ يو طريًا، ما أراحني قليلًا.
ربما لهذا السبب لا تتوقف تشوي سوجونغ عن لمس وجهي.
تفهمت موقفها بشكل غير متوقع.
***
في الأيام التالية، لم يطرأ على حياتي شيء يُذكر.
لكن شيئًا واحدًا تغيّر: طريقة قضائي لليالي.
صرت، كل ليلة، أتحدث إلى ذلك النمر اللعين من خلال السوار— أو بالأصح من خلال ما وراءه— وأمطره بأسئلة شتى.
“هل تنوون الهجوم مجددًا على الأكاديمية؟”
– لا. على الأقل، ليس في الوقت القريب.
[ما قاله لي تورنيتو الليلة كان كله صحيحًا.]
[0 نقطة]
وبينما أراه يجيبني دومًا بالحقيقة، كنت أشعر بشيء غامض يعتمل بداخلي، شعور خانق لا أستطيع تحديده.
ربما تكون طاقته الروحية قد أربكت نظام الميتا الخاص بي. أو ربما تعرضت بالفعل لغسيل دماغ.
وربما كان هدفه الحقيقي هو تدمير هذا العالم، وهو الآن يستخدمني كأداة.
لكن— لا أدري لماذا— حدسي كان يخبرني بعكس ذلك.
‘السيد توتو!’
‘أجل، ما الجديد اليوم؟’
تذكّرت لحظة من ماضينا، حين كنا في الميتم.
كان الأطفال يركضون نحوه ويتكلمون بصخب، وهو يستمع إليهم ويضحك بودّ.
وقتها، حين كان معنا ومع عائلتي، بدا صادقًا… كأنه كان يستمتع حقًا بوقته معنا، ويعامل الأطفال بحنان.
بل وحتى عندما اضطر في النهاية لخداعنا… بدا عليه بعض الذنب.
لذا…
…هل هذه مجرد سذاجة مني؟
“أنا أكرهك.”
– لكِ كل الحق. ما فعلتُه— أو ما فعلناه نحن— لا بد أنه جرحك بشدة.
ورغم أنني فاجأته بالكراهية فجأة، تقبّلها بصمت،
واعترف بخطئه، واعتذر بصوت خافت.
– أنا آسف.
شعرت أن هذا لا يشبهه.
فهمتُ شفتي بشدة بينما الأفكار تتزاحم في ذهني.
“…سؤالي الأخير لهذا اليوم.”
– ما هو؟
“قلتم أنكم تسعون لمنع الخراب، صحيح؟”
– هذا صحيح.
“فلماذا تسببتم في كل تلك الفوضى؟ تدّعون أنكم تحاولون منع النهاية، لكنكم تفتحون البوابات يمينًا ويسارًا… أي منطق هذا؟”
صمت قليلًا من الطرف الآخر من السوار.
وخلال ذلك الصمت، خفق قلبي كأن شيئًا ثقيلًا هبط داخلي فجأة.
أرأيت؟
لم يعد يملك ما يقوله، أليس كذلك؟
ربما كل ما قاله لي حتى الآن كان خدعة.
في تلك اللحظة التي اختلطت فيها المشاعر داخلي واختنقت بلا تفسير واضح…
– كان ذلك بهدف إخراج جزء من الكارثة والرغبة المحبوسة داخل البرج.
قالها أخيرًا.
– وكان من بين الأسباب أيضًا تعديل مواقع البوابات— تلك التي ستنفجر على أية حال في المناطق الآمنة أو الوسطى— وتحويلها إلى المناطق الخطرة.
“بوابات ستنفجر على أية حال؟”
– نعم. لنأخذ مثالًا: فكرّي في فطيرة محشوة ممتلئة على وشك الانفجار.
فطيرة محشوة مرة أخرى؟
أصغيت لكلامه هذه المرة بمشاعر مختلطة لا أدري كيف أصفها…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 144"