“نعم، البوابة الثابتة الموجودة داخل الأكاديمية. تلك التي قمنا أنا وأنتِ وشوي سوجونغ باستكشافها سابقًا. ملكيتها تابعة لنادينا.”
“آه… ولكن هل سيكون ذلك بخير حقًا؟”
“تأكدنا بعد إنهائنا للاستكشاف أنه لم يتبقَ أي شيء هناك. قيل لي أيضًا أثناء التحقيق أن جميع الفِخاخ في المتاهة قد تم تفكيكها. ولكن تحسبًا، سنمنع الزوار من دخول المتاهة.”
“إذن، ربما لن تكون فكرة سيئة. طالما كانت البوابة فارغة وآمنة، بإمكاننا إضافة بعض العناصر باستخدام قدراتنا أو أدواتنا…”
“نعم! استخدام زنزانة حقيقية سيجعل التجربة أكثر واقعية. طالما لا يوجد خطر، فأنا أوافق.”
وبعدما اتفقنا على أنها فكرة مناسبة، بدأنا بمشاورة باقي أعضاء النادي.
وبالنتيجة، وافق كل من شين باران، ومين جاي يون، وكانغ يو، بالإضافة إلى السينباي وبارك سي وو، على الفكرة بسهولة.
وهكذا، تقرر أن يكون جناحنا في المهرجان هو ‘تجربة استكشاف زنزانة آمنة ‘.
وتبين أن كلام نا يوهان عن أمان البوابة صحيح، إذ وافقت إدارة المدرسة على المشروع بسرعة.
وقد سمعنا خلال إجراءات الحصول على الإذن أن الغرض من إقامة المهرجان رغم ما حدث من هجوم في هذا العام، هو إثبات أن الأكاديمية لا تزال صامدة وقوية.
ومن هذه الزاوية، نالت فكرة ‘استكشاف زنزانة آمنة’ استحسانًا، لأنها تعكس مدى سيطرة الأكاديمية على البوابات حتى بات بإمكانها السماح للعامة بدخولها.
كنت أتأمل تصميمات الملصقات الترويجية التي جلبتها نا يوري للنقاش، وأنا أشعر بشعور غريب.
لو كانت الكارثة التي وقعت في الرواية قد حدثت فعلًا في الفصل الدراسي الأول، لما أمكننا التفاخر الآن بإقامة مهرجان.
“من حسن الحظ أن شيئًا لم يحدث في الأكاديمية.”
“أليس كذلك؟ لماذا تسألين؟”
“لا شيء. أظن أن التصميم (ب) هو الأفضل.”
“أليس كذلك؟ أنا من صممته!”
أرسلت لي نا يوري نظرة وكأنها تقول: ‘لم تقولين ما هو بديهي؟’، فغيرت الموضوع، لكنني شعرت بقدر بسيط من الفخر. ربما، لوجودي هنا، اتخذت الأمور مسارًا أفضل قليلًا.
على أي حال، قضينا الوقت في إعادة فحص الزنزانة والتفكير في أنواع الفعاليات التي يمكن تقديمها للزوار أثناء تجربتهم.
“هل من الأفضل أن نتناوب على أداء دور المرشد؟”
“نعم، الجميع يرغب في الاستمتاع بالمهرجان كذلك.”
“حتى أنتَ، يوهان؟”
“…همم، على ما أظن.”
ضحكتُ من الطريقة التي تردد بها نا يوهان في الرد. دائمًا ما يتظاهر باللامبالاة ويلقي باللوم على الآخرين، لكنه لا يستطيع إخفاء حماسه الحقيقي تجاه المهرجان.
“حسنًا، لنبدأ العمل في العاشرة صباحًا، ونغلق الجناح بعد الرابعة عصرًا.”
“مناسب. ساعتان لكل منا! تُرى كم سيكون عدد الزوار؟”
“كثيرون على الأرجح. فالناس مهتمون جدًّا بالمستيقظين والبوابات.”
“هذا صحيح.”
أومأت برأسي مع كلام بارك سي وو.
بالنسبة لعامة الناس، كان عالم المستيقظين أشبه بعالم مختلف يثير الفضول والإعجاب.
خذ على سبيل المثال كانغ يو وأطفال دار الأيتام، عندما تُعرض أخبار المستيقظين، يصغون بكل انتباه.
“أختي! أحضرت أدوات الفعاليات!”
“ما بقي الآن سوى توزيعها~”
“أجل. كنا قد قررنا أماكنها، أليس كذلك؟”
كان كانغ يو يتحدث بحماس مع تشوي سوجونغ ولي هانا، بينما كنت أرمقهم بنظرة جانبية وسط ضجيجهم اللطيف.
بدا أن كانغ يو يستمتع بالأجواء، وهذا ما أراحني.
“أحضرتُ تصريح تعليق المنشورات!”
“وطبعتُ ما يكفي للتوزيع أيضًا…!”
دخل كل من شين باران ومين جاي يون إلى غرفة النادي بعد أن أتما مهامهما.
نظرتُ إلى الملصقات التي تصور مشاهد من داخل الزنزانة، والتي تحمل عبارة ‘استكشاف زنزانة آمنة”، وأومأت برأسي.
“هل يمكنني أخذ بعض النسخ؟ لأعطيها لعائلتي. أظن أنهم سيسعدون بذلك.”
“…! هل ستأتي عائلتكِ أيضًا يا ناهيون؟”
“نعم. تحدثت معهم قبل فترة، وقالوا إنهم سيزوروننا.”
“رائع! تفضلي!”
أخذت من مين جاي يون عدة نسخ من الملصقات، ثم نهضتُ متوجهة نحو كانغ يو وتشوي سوجونغ، اللذين كانا يعبثان بصندوق المفاجآت المُعدّ للفعالية.
ومهما يكن، فإن الأمر المؤكد هو أن تحضيرات المهرجان كانت باعثة على الحماسة.
***
بعد عدة أيام…
بعد جهود مكثفة، اختتمنا تحضيراتنا للمهرجان بعدما تأكدنا من سلامة كل شيء. وعلى الرغم من أننا بدأنا باكرًا، إلا أننا بالكاد أنهينا التحضيرات عشية المهرجان.
لكن الجودة التي حققناها كانت مبهرة كفاية لتثير التوقعات.
في اليوم الأول من المهرجان، غصّ فناء الأكاديمية بحشود لم نرَ مثلها من قبل.
“واو، كم من الناس!”
“قالوا إنها تجربة استكشاف زنزانة، أليس كذلك؟”
“ستكون ممتعة!”
“الرجاء الاصطفاف في هذا الاتجاه!”
…جناحنا حظي بشعبية كبيرة.
ربما كان السبب في ذلك توزيع المنشورات الترويجية بنشاط، أو ربما لأن عبارة ‘استكشاف بوابة آمنة’ أثارت فضول الزوار.
على الرغم من أن موقع جناحنا لم يكن مركزيًّا، فقد توافد الناس إليه بكثرة.
قررنا تقسيم العمل على دفعتين: أربعة في الفترة الصباحية، وخمسة في المسائية.
كنت قد خططت للتفرغ في الفترة الصباحية من أجل زيارة عائلتي من دار الأيتام، لكن رؤية زملائي منهمكين في العمل جعلتني أؤجل ذلك قليلاً.
في خضم انشغالي، شعرت بيد تطرق على كتفي، فاستدرت.
كانت المعلمة.
“ناهـيون! كانغ يو!”
“أختي وأخي هنا!”
“المعلمة! مرحبًا بكم جميعًا!”
“أهلاً معلمة! مرحبًا يارفاق!”
وكان الأطفال يتبعون المعلمة بهدوء ملحوظ، لكن فضولهم دفعهم للتطلع بشوق نحو جناحنا.
كانت لي هانا تضحك بخفوت على الأطفال الذين يمدون أعناقهم كحيوان الميركات، يتفقدون المكان.
“هل تودون التجربة؟”
“هل هذا مسموح لنا؟”
“نعم، اليوم يوم استثنائي.”
أختنا الصغرى نانا أمسكت بيد لي هانا بإعجاب وبدأت تتبعها بخطى سريعة.
كنت أرغب في تعريف الجميع بعائلتي، لكن يبدو أن الجميع كانوا منشغلين.
ترى، ماذا أفعل؟
وأنا أفكر بذلك، اقترب بارك سي وو بهدوء وكأنه فهم موقفي، وبدأ يُحيّي المعلمة.
“مرحبًا. أنا بارك سي وو.”
“آه، صديق ناهيون؟”
“نعم. أعتذر لعدم تمكن باقي الزملاء من المجيء. الزحام شديد.”
“لا بأس، أعلم أنكم مشغولون.”
“هل ستغادرون في المساء؟”
“أعتقد ذلك. أقلق على طاقة الأطفال.”
“هذا مؤسف.”
كان بارك سي وو ضمن الفترة المسائية، ويبدو أنه وجد بعض الوقت.
رؤيته يتحدث مع المعلمة بثقة أراحني كثيرًا.
لكن كانغ يو جذب كمّ قميصي فجأة.
“أختي.”
“ما الأمر؟”
“أنا أفضل سي وو ليكون صهري.”
“…قلت لكَ ليس هناك شيء بيننا.”
كانغ يو يبدو أنه فهم الأمور بشكل خاطئ، فأسرعت في إرساله ليتولى أمر الأطفال الذين ركضوا بعيدًا وقد شغلتهم أشياء كثيرة دون أن يعلموا أن دورهم في دخول الزنزانة قد اقترب.
انقسم الأطفال إلى مجموعات صغيرة، وبدأوا يدخلون الزنزانة واحدًا تلو الآخر.
“رجاءً، اصطفوا هنا! التذاكر من هناك!”
“هل هذا هو جناح تجربة الزنزانة؟”
“نعم! يُرجى شراء التذكرة أولًا ثم الاصطفاف.”
قمت بإرشاد الزوار الجدد بسرعة إلى نقطة بيع التذاكر. وهناك، رأيت نا يوهان يعمل بنشاط.
بفضل مواصفاته البائسة، تقرر أن يعمل في نقطة بيع التذاكر بدلًا من دخوله الزنزانة.
وبينما كان منهمكًا في بيع التذاكر ومعالجة الدفع، لمحني وألقى التحية.
“مرحبًا. أوه، ألم تأتِ عائلتكِ يا ناهيون؟”
“بلى، لكن شعرت أنه من غير اللائق أن أترككم وسط الزحام.”
“اذهبي إليهم. أنتِ في الدورية المسائية على أي حال. لا بأس ببعض الراحة.”
“عذرًا، هل هنا مكان شراء التذاكر؟”
“نعم، لحظة من فضلك!”
أجاب نا يوهان بنبرة جادة ثم التفت بسرعة للزائر الجديد.
بدا مشغولًا للغاية، وترددتُ للحظة، لكنه لوّح بيده بإصرار كي أذهب. وهكذا، قبلت لُطفه وذهبت.
باقي أعضاء النادي، باستثناء من تولّى دور المرشد حاليًا، كانوا يؤدّون دور مسؤولي السلامة داخل الزنزانة، تحسّبًا لوقوع أي طارئ.
وإن مرّ الوقت من دون حوادث، فقد كان من المخطّط أن يُكتفى بترك الأجهزة المخصصة للفعالية داخل الزنزانة، وأن يُسحب الجميع ليؤدوا دور المرشدين.
“لقد حلّقتُ عاليًا! المنظر من فوق كان مذهلًا! تلك التي تستخدم الرياح مذهلة فعلًا!”
“كان هناك تمثال جليدي ضخم يتحرك! قالوا إنه بشكل وحش!”
ورغم أنه كان من المفترض أن يكتفوا بدور مسؤولي السلامة، إلا أن زملائي كانوا – على ما يبدو – منغمسين هم أيضًا في أجواء الحماسة، فأخذوا يفاجئون الزوار داخل الزنزانة بفعاليات غير متوقعة.
للتوضيح، كان داخل الزنزانة يُعرض على الزائرين خيال لوحوش، يمنحهم تجربة واقعية وكأنهم يواجهون وحشًا حقيقيًا.
بالإضافة إلى ذلك، أضفنا تجربة ‘صيد الوحوش’، حيث استعرنا أدوات إطلاق مخصصة تتفاعل مع خيالات الوحوش، ليشعر الزائر وكأنه يصطادها حقًا.
وكانت نهاية الرحلة داخل الزنزانة، أي عند نقطة التحوّل في ‘معبد الوحش’، تُعدّ بمثابة إتمام للفعالية. وعند الخروج، يحصل الزائر على تذكار إتمام المهمة.
وبدا أن هذه التجربة كانت مرضية جدًا، فقد خرج الأطفال من الزنزانة بحماس، يتحدثون بفرح.
“خرج شيء مذهل من صندوق غريب! فوجئتُ تمامًا!”
“أنا اصطدت وحشًا! هذا كنزي أنا!”
“لقد كانت تجربة ممتعة! أختي، دعينا نذهب لرؤية أجنحة أخرى!”
وبينما كانوا يلحّون، أخذتُ بيدهم وغادرنا جناح النادي.
بعد ذلك، ووفقًا لما اتفقنا عليه، بدأتُ بالتجوال مع عائلتي في أرجاء الأكاديمية حيث يُقام المهرجان.
وحين طلب الأطفال أن أريهم أماكن مختلفة من الأكاديمية بإعجابهم وانبهارهم، عرضتُ عليهم مباني السكن، والمبنى الرئيسي، وقاعات التدريب، قبل أن أقودهم إلى حيث تتوزع الأجنحة المختلفة للمهرجان.
وفي منطقة الأجنحة المزدحمة، انقسمت المسؤوليات بين المعلمة، وأنا، وكانغ هون – وهو ثاني أكبرنا سنًا – وكانغ يو، الذي لديه تجربة سابقة في الأكاديمية. كلٌّ منّا تولّى الإشراف على مجموعة من الأطفال.
كانت أجنحة المهرجان متنوعة للغاية. بعضها عبارة عن مقاهي ذات طابع خاص، وبعضها الآخر كان أكثر تفردًا، مستفيدًا من قدرات المستيقظين، مثل بيت الرعب.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات