“أنا” لم ألحظ قط أي نية خفية لدى تشوي سوجونغ، بل اكتفيت بإظهار سعادة غامرة وكأنني سعيدة فقط لأنني اكتسبت صديقة جديدة تسعى للتطور مثلي.
“بالطبع! ما اسمكِ؟”
“تشوي سوجونغ!”
“انتظري لحظة، ناهيون! هذه الفتاة…!”
حين همّت يوري بالاعتراض، تدخل دمدم، الذي كان يصغي بصمت:
” كلما زاد عدد الرفاق كان أفضل.”
كما توقعت. يا له من شخص جاد وملتزم.
“لماذا تعترضين؟ ألستِ أنتِ من انضم فجأة إلينا؟ لا بأس بشخص إضافي.”
أضاف المحتال رأيه أيضًا. ومن المؤكد أنه يرغب في استغلال هذه الفرصة للتقرب من تشوي سوجونغ.
دعم رائع، أبطال القصة!
ظلّ التعبير المرتاب على وجه نايوري، لكنها في النهاية رضخت للأغلبية وقبلت بانضمام تشوي سوجونغ على مضض.
وبمجرد أن قبلت، التصقت تشوي سوجونغ على الفور بالمحتال.
“أنا أعرف اسمك أيضًا. نا يوهان، صحيح؟”
“نعم، وأنتِ تشوي سوجونغ، أليس كذلك؟”
“نادِني بلطف: سوجونغ الظريفة~!”
“مم، لا أعتقد أنه من المناسب أن نصل لهذه المرحلة من أول لقاء.”
أوه، كما هو متوقّع من مرشّحة بطلة. هل بدأت بالتودد لمجرد شعورها بالاهتمام؟
يبدو أن إحدى البطلات في الرواية قد ظهرت أبكر مما توقعت. هل يجب أن أظهر وجودي أكثر أنا الأخرى؟
لا، أنا أطمح لأن أكون بطلة ثانوية، من بين الشخصيات الجانبية، وهذه المكانة الحالية كافية.
لكنني أرغب في كسب مزيد من نقاط الميتا… وهناك الكثير مما يمكنني أن آخذه من المحتال…
… لا مفرّ. رغم أنني أكره هذا، لكن لا خيار أمامي…
حان وقت تنفيذ “خطة البطلة الغيورة”.
استحضرت صورة إخوتي اليتامى الصغار اللطفاء من دار الأيتام، وشددت عزيمتي.
“ألن يشعر يوهان بالحرج إن كنتِ تبالغين في ذلك؟”
بالطبع لن يشعر بأي حرج. هذا المحتال على الأرجح يضحك في سره، مستمتعًا بالموقف.
أطلقت نا يوري ضحكة ساخرة وتشبثت بذراعي باستعراض:
“اتركيهما وشأنهما، ولنذهب نحن يا ناهيون، و سي وو.”
“ولكن…”
أخذت ألتفت إليهم بين الحين والآخر، لأظهر وكأنني ما زلت أراقبهم.
“هوو؟ هاه؟”
كما يبدو، أثار هذا تصرّفي اهتمام تشوي سوجونغ، فابتسمت بمكر ثم احتضنت المحتال بقوة.
حسناً، خذيه، رجاءً.
… لا، ركزي.
أنا الآن ألعب دور البطلة الغارقة في حب… لا، لا أستطيع حتى إكمالها. المهم أنني ألعب دور البطلة المعجبة سراً.
“هاه…”
احمرّ وجه المحتال، وتردد وهو يبتعد بخجل. يا له من عديم المناعة تجاه اللمس، كأنه طفل لم يعرف الحب.
“آه!”
لم أتمالك نفسي ورفعت صوتي لا إراديًا عند رؤيتي لهذا المشهد.
تشوي سوجونغ راحت تدور في مكانها ضاحكة وهي تلوّح بذيلها استفزازًا.
أحقًا يجب أن أتصارع مع فتاة أخرى على هذا القمامة من الذكور؟ يا إلهي، يا لليأس…
“…..”
كل ما استطعت فعله هو أن أطرق رأسي، غير قادرة على الرد.
هذه ردة فعل كافية، على ما أظن.
عندها، التفت دمدم، الذي كان يسير في المقدمة، نحو تشوي سوجونغ وقال:
“نحن في طريقنا للتدريب الآن، فيُفضَّل ألا تتصرفي هكذا. سيبدو وكأنكِ هنا لغرض آخر.”
ضحكت تشوي سوجونغ، ورفعت يديها استسلامًا:
“حاضر، حاضر! كنت أمزح فقط! آسفة يا ناهيون!”
“لا داعي لأن تعتذري لي….”
“أوه؟ الستِ أنت على علاقة سويًا، أنت ويوهان؟”
قالت ذلك بخفة.
“من الذي قال هذا الكلام؟!”
صرخت نايوري فجأة. لديها موهبة لا تضاهى في إثارة الجدل فعلًا.
وبينما كنت أهدئها وأمنعها من الانفجار، وصلنا إلى ساحة التدريب منهكين تمامًا.
“من الغرفة الأولى إلى المئة هي غرف تدريب فردية، وما بعدها مخصصة للتدريب الجماعي. حجزت الغرفة رقم 101.”
“فلنذهب.”
“ياهو~!”
“هيا بنا يا ناهيون!”
أنا الوحيدة التي أنهكت، فقط أنا. البقية ظلوا صامتين وكأن شيئًا لم يكن. أيها الأوغاد، هل هذا وقت التعاون الصامت بينكم؟
وبعد معاناة، وصلنا إلى ساحة التدريب الجماعي. اقتربت من المحتال، الذي كان يتحدث للحظات مع تشوي سوجونغ.
“آه، يوهان! هل نتمرّن معًا كـثنائي؟”
ثنائي — أي تدريب شريكين، حيث يتعاون شخصان لتطوير مهاراتهما.
اقتربت منه وهمست في أذنه، متعمدة التحدث بينما أنظر نحو تشوي سوجونغ:
“لدينا مكان مهم سنذهب إليه اليوم. من الأفضل أن نستعد مسبقًا.”
“آه، صحيح.”
وبالمناسبة، كانت نا يوري تنظر إليه من الخلف وكأنها ستغرس سيفًا في ظهره.
لا أعلم لماذا بدت النار مشتعلة خلفها، ولماذا شردت عيناها بتلك الطريقة. أهدئي، أيتها الفتاة. تنفسي بعمق، لا تمسكي قبضتك هكذا.
لكن تشوي سوجونغ صبّت الزيت على النار دون تردد.
“هاه؟ ستتدربان معًا؟ يبدو أن هناك شيئًا بينكما فعلاً؟”
“لـ… لا!”
احمرّ وجه المحتال مجددًا، ولم ينطق بكلمة. قل شيئًا على الأقل، أيها الأخرق.
“ليس كذلك.”
وهنا، اخترقتنا فجأة نبرة باردة كالصقيع:
“ليس كذلك أبدًا.”
“همم؟ ولكن-“
“حتى لو انتهى العالم، فلن يكون كذلك.”
شكرًا لكِ. أنا أؤيد ذلك تمامًا.
تشوي سوجونغ، التي كانت تثرثر منذ البداية، بدا أنها انكمشت أمام هالة نايوري، ولم تستطع الرد، وقد اتسعت عيناها بدهشة.
آه، وذيل تشوي سوجونغ انتفخ فجأة. يبدو أن صفاتها كمهجنة ذات دماء حيوانية لم تكن فقط للزينة، بل تميل فعلًا إلى طبيعة القطط.
“أختي الصغرى، هل تغارين؟”
ما خطبك، أيها المحتال المجنون؟ لما تُثير الفوضى في هذا الوضع المتفجر!
استدارت رقبة نايوري نحوه ببطء مخيف كأنها آلة تصدأ.
أتوسل إليكم، دعوني أخرج من هنا.
وفي اللحظة التي بدت فيها الشرارة على وشك الاشتعال مجددًا…
“تم تجهيز جهاز المحاكاة.”
تدخل دمدم.
يا له من توقيت رائع! لقد نجونا بفضل جديّته التي لا تُقارن بالمحتال على الإطلاق.
“هوو…”
تنهدت نايوري بعمق، ثم مشت بخطى جدية نحو الأمام.
“هيا بنا.”
تبعنا جميعًا خطاه بصمت. لم تكن الأجواء تحتمل الرفض.
“لقد أعددت المحاكاة على أساس فريق من خمسة أفراد. الخلفية هي بوابة طارئة ظهرت في المدينة.”
أُعجبت برباطة جأش دمدم، الذي استمر في الشرح وكأن شيئًا لم يحدث قبل قليل.
على كل حال، أكثر ما يميز قاعة التدريب هو هذه الخاصية: خاصية المحاكاة.
فبفضل مهارة الوهم، يمكن للمتدربين خوض تجارب تحاكي الواقع تمامًا. ليس هذا فحسب، بل يمكن إعداد سيناريوهات مفصلة، بل ويقوم الذكاء الاصطناعي المتطور بإحداث مواقف مفاجئة كذلك.
لذلك، وإن لم يكن بالإمكان رفع المستوى هنا، إلا أنها تجربة ممتازة للمحاكاة الواقعية…. أو على الأقل هكذا قرأت في الحاسب اللوحي.
“بوابة طارئة؟ أليس هذا صعبًا جدًا كبداية؟ ما رأيكم أن نبدأ ببوابة ثابتة؟”
حتى في هذا الموقف، بدا أن المحتال يريد التدرّب على الزنزانة المخفية، فاقترح البدء ببوابة من النوع الثابت.
“لأن البوابات الثابتة نادرة، أظن أنه من الأفضل أن نعتاد على الطارئة من البداية.”
أجاب دَمدَم بجدية، فدخل الاثنان في نقاش بدا متوازنًا بالفعل.
مهما قيل، إلا أن منظر الشاب الوسيم هادئ الطبع ذو الشعر الأسود والعينين الزرقاوين (دَمدَم)، مع الشاب الوسيم الماكر ذي العيون الحمراء ونمط القطط (المحتال)، بدا لائقًا للغاية.
كما يظهر من نقاش المحتال ودَمدَم، تنقسم البوابات في هذا العالم إلى نوعين رئيسيين:
بوابة من نوع “موجة الوحوش”، حيث تتدفق الوحوش بلا توقف حتى يتم القضاء على آخرها.
وبوابة من نوع “الزنزانة”، وهي مغلقة بحيث لا تخرج الوحوش منها، بل نحن من نتوغّل في بيئتها الداخلية.
البوابات الطارئة تظهر بشكل خاص بالقرب من “البرج”، وهي أكثر خطورة، ولهذا فهي تشكّل مصدر العمل والدخل الرئيسي للصيادين.
أما البوابات الثابتة، فهي تُفتح عشوائيًا في أماكن مختلفة، ويُطلق عليها أحيانًا اسم “الجاكبوت” لأنها تسمح بالتراجع في أي وقت، كما أن مكافآتها وفيرة للغاية.
وبالمناسبة، فإن الزنزانة التي سيذهب إليها المحتال وأنا بعد قليل هي من النوع الثابت.
وبحسب الرواية، ينوي المحتال استغلال خاصية “إمكانية التراجع” في هذه الزنزانة ليقوم بخدعة معينة.
على أي حال، طال الحديث بينهما.
ثم، نظرت إليّ نا يوري بنظرة قلقة وقالت:
“نا هيون، هل ستكونين بخير؟ على حد علمي، هذه أول مرة تدخلين فيها قاعة تدريب فعلية…”
صحيح، أنا في المستوى الأول، ولم يسبق لي تجربة المحاكاة، كما أنني من فئة F. مقارنة ببقية أفراد المجموعة الذين نشأوا في مجتمع المستيقظين واعتادوا على هذه المحاكيات، أبدو أضعف منهم بكثير.
لكن رغم ذلك، لم أستطع إلا أن أبتسم امتنانًا على اهتمامها.
“قاعة التدريب موجودة للتدريب، أليس كذلك؟ سأبذل جهدي في كل شيء!”
أخوها مشغول فقط باستخدامي كذريعة ليثبت موقفه في النقاش، مدّعيًا أن “بوابة ثابتة ستكون أنسب لأن نا هيون مبتدئة”.
…حقًا، شخصيتهما مختلفة تمامًا. حتى وأنا أفكر بشخصيتي السابقة، لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يكونا شقيقين. ربما كل الصفات الجيدة ذهبت لنا يوري وحدها.
“ثم إننا سنواصل التدريب معًا لاحقًا، أليس كذلك؟ لأكون ذات فائدة، يجب أن أبذل جهدي من البداية!”
بهذا التصريح، حرصت على أن أُثبّت موقعي في أذهانهم كعضوة ثابتة في هذه المجموعة.
وبالفعل، في الرواية، كانت الفرق التي تتدرب معًا هي نفسها التي تتكوّن منها الأحزاب لاحقًا بشكل طبيعي.
…صحيح أن لجوئي لبناء علاقات شخصية كي أتمكن من البقاء إلى جانب الشخصيات الرئيسية يبدو بائسًا قليلًا، لكن لا حيلة لي في ذلك.
ولكي أُبعد عن نفسي المشاعر السلبية التي بدأت تتسلل إليّ، ابتسمت ابتسامة مشرقة عن عمد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"