11. كيفية تحديد الهدف (٩)

 

 

[تمت إضافة شظية جديدة من القصة.]

 

[عدد شظايا القصة التي جُمعت حتى الآن: 14]

 

القائد العبقري في الأكادمية: 4

 

؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ (مقفل): 10

 

 

[شظايا القصة / غير المقروءة]

 

في أحد المهاجع،

 

كان جميع الباحثين قد خرجوا لتناول الطعام، وبقيت امرأة واحدة وحدها في المهجع الخالي تتمتم بكلمات غير مفهومة، كما لو كانت تحدّث أحدًا.

 

“نعم… يبدو أن إيصال الرسائل عبر الأنواع المتحوّلة أمرٌ صعب. لقد فقدوا القدرة على النطق إلى حدّ كبير… ولهذا يبدو أن الباحثين يعتقدون أن ما يصدر عنهم ليس سوى نوعٍ من الهجمات الفوضوية.”

 

كانت تلك المرأة بارك جوهيون.

 

“قدّمتُ تفسيرًا آخر… ماذا لو كان الأمر مدفوعًا بغريزة الخروج من البرج؟ لكنهم لم يتعدّوا هذه الفكرة. الأمر ليس بهذه البساطة.”

 

“لم يُصب أحد بإصابات خطيرة… شخصٌ واحد مات، لكن لا أحد يعلم بالأمر.”

 

“أعلم… أن أولئك الذين اكتمل تحولهم ليسوا بشراً في الحقيقة، بل وحوش. وأنهم بذلك يمكنهم مغادرة البوابة. ولكن، رغم ذلك…”

 

“…نعم، فهمت. سأضعه في الحسبان. شكرًا.”

 

كانت تهمس بصوتٍ خافت كأنها تهذي، ثم ما لبثت أن حدّقت حولها بحذر وخرجت من المهجع بهدوء.

 

 

***

 

بعد ذلك، مرّت عدّة أيام.

 

رغم أنه ميدان معركة، إلا أن القتال لا يحدث في كل لحظة. 

 

لكن الطاقة المضطربة في هذه المنطقة الخطرة كانت تفتح بوابات بشكل متكرر.

 

شاركنا في عددٍ لا بأس به من المعارك، وبدأنا نعتاد على أجواء القتال وساحة الحرب شيئًا فشيئًا.

وأما أنا…

 

[الملف الشخصي]

 

الاسم: كانغ ناهيون

 

المهنة: قنّاصة

 

المستوى: 40

 

القوة البدنية: B-

 

الرشاقة: B

 

التحمل: B

 

القوة السحرية: A-

 

[المهارات المتوفرة]

 

سلبية: الجرد (المخزون) Lv.3

 

سلبية: البصيرة بعيدة المدى Lv.4

 

سلبية: إصابة مؤكدة مئة بالمئة Lv.4

 

فعّالة: الطلقة السحرية Lv.14

 

فعّالة: التتبع Lv.5

 

 

لقد رفعت مستواي بشكلٍ ملحوظ.

 

واستثمرت نقاط الميتا بحذر في اللحظات المناسبة.

 

وبهذا وصلت لمستوى يفوق المتوسط بين الصيّادين العاديين.

 

لكن ظهرت مشكلة صغيرة…

 

بمجرد أن ارتفع مستوى الإحصاءات إلى الفئة B، ارتفعت تكلفة تطويرها بشكلٍ هائل:

 

[رفع القوة البدنية درجة واحدة = 700 نقطة]

 

[رفع الرشاقة درجة واحدة = 1400 نقطة]

 

[رفع التحمل درجة واحدة = 1400 نقطة]

 

[رفع القوة السحرية درجة واحدة = 5600 نقطة]

 

 

ويبدو أن الكلفة تضاعفت مقارنة بالفئة C.

 

حتى ترقية المهارات صارت تستهلك أضعاف النقاط بمجرد تجاوزها المستوى 10:

 

رفع مهارة “الطلقة السحرية” = 6400 نقطة

 

 

بالتأكيد، سيزداد الإنفاق لاحقًا أكثر مما كنت أتوقع.

 

لذا اضطررت إلى التوقّف مؤقتًا عن الترقية، للأسف.

 

لكن حتى مع ذلك، لم أكن أتوقع أن تُستهلك أكثر من عشرة آلاف نقطة دفعة واحدة…

 

[النقاط المتبقية: 25800]

 

زفرت وأنا أنظر إلى النقاط التي تناقصت فجأة.

 

رغم أن قضية ‘عذريتي’ التي أثارت الجدل قد حُسمت، فارتفعت النقاط بسهولة بعدها، إلا أنني كنت بحاجة لادخارها تحسبًا لأي ظرفٍ طارئ.

 

ومع أن الأمر مؤسف، فإنني لو فكّرت بموضوعية، لوجدت أن ما وصلت إليه اليوم هو شيء لم أكن أجرؤ حتى على تخيّله في الماضي.

 

قررت الاكتفاء بهذا الحد مؤقتًا.

 

الآن، حتى بين مجتمع الصيادين، سأُعامل باحترام يليق بي.

وقد بدا هذا جليًا في دهشة نا يوهان من سرعة تقدّمي.

 

“ناهيون، أنتِ تتقدمين بسرعة فعلًا. مع أن احصائياتكِ كانت منخفضة عند البداية، إلا أن سرعة نمّوك عوّضت ذلك تمامًا. كما أن إتقانك للمهارات تحسّن كثيرًا من خلال التدريب والمعارك. أعتقد أنكِ الآن قادرة على هزيمة صيادٍ محترف.”

 

“حقًا؟ لكن لا أظن أنني وصلت لهذه الدرجة بعد.”

 

“لا، لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا.”

 

ربما لم يكن نا يوهان يعلم تمامًا ‘كيف’ بذلت ذلك الجهد، لكن صدقه في الإطراء وتعابير وجهه وهو يقول إنني مذهلة كانت كافية لإسعادي.

 

“شكرًا لك.”

 

شعورٌ غريب اجتاحني حين أدركت أنني أصبحت عضوًا طبيعيًا في الفريق الذي كوّنه بنفسه.

 

وبينما أكتم الاضطراب في صدري، عرضت عليه اقتراحًا.

 

“بالمناسبة، يوهان، لم نجد بعد الصخرة التي على شكل تنين، أليس كذلك؟ ماذا لو استخدمتُ <الاختزال>؟ سمعت إشاعات أننا سنعود للأكاديمية قريبًا، وأخشى أن الوقت يداهمنا.”

 

“صحيح… البوابة ستُفتح قريبًا.”

 

تردد للحظة، ثم أومأ بالموافقة.

 

يبدو أن شائعات العودة الوشيكة إلى الأكاديمية زادت من قلقه.

 

فإن لم نعثر على الموقع قبل العودة، ستُفتح البوابة وسنُفقد الفرصة إلى الأبد.

 

“إذن، هل تستطيعين استخدام <الاختزال> هذه الليلة عندما أطلب منكِ ذلك؟”

 

“بالطبع!”

 

من الواضح أنهم خطّطوا للتحرّك ليلًا، لأن حماية الباحثين نهارًا تمنعهم من التحرك بحرية.

 

بعد تأكد قادة الصيادين من استقرار المهاجع، سينتظرون حتى ينام الآخرون ليتحركوا.

 

“بالمناسبة، تقرر أن نجتمع جميعًا في مهجعنا الليلة.”

 

“الليلة؟”

 

“هل حصل أمرٌ جديد؟”

 

“همم… هل يُسمح لنا بالتحرّك بهذه الطريقة؟”

 

عدت إلى المهجع، ونقلت الخطة إلى نا يوري، شين باران، ومين جايون.

 

تفاجؤوا قليلًا من الطلب المفاجئ، لكنهم وافقوا جميعًا.

 

بعد أن تفقدت تشوي غارام المهجع وغادرته، بدأنا نتحرك بحذر لتفقد الخارج.

 

ولحسن الحظ، كان الظلام قد حلّ تقريبًا، والحركة في المعسكر شبه معدومة.

 

“أنا متوترة…”

 

“شش!”

 

غطّت شين باران فم مين جاي يون وأدخلتها إلى المهجع.

 

“هل رأيتِ ذلك الشيء الأبيض؟ هل هذه الصيادة غارام…؟ لا! اختفى! ما كان ذاك؟”

 

“…شبح؟”

 

“آآه…!”

 

دفعتُ نا يوري سريعًا إلى الداخل، وعدت إلى المهجع خلفها.

 

“ليس شبحًا، أليس كذلك؟”

 

“لا أظن…”

 

ربّتُّ على ظهر شين باران التي بدت مرعوبة من كلمة شبح.

 

بعد لحظات، دخلت تشوي سوجونغ ولي هانا إلى المهجع.

 

دخلت سوجونغ بسرعة وهمست بصوتٍ منخفض.

 

“وصلت~”

 

“مرحبًا بكِ!”

 

“أهلا. أين الآخرون؟”

 

“لم يصلوا بعد.”

 

ثم جلسنا ننتظر الأولاد، محافظين على الصمت.

 

وبعد وقتٍ قصير، اقترب صوتا شخصين من المهجع.

اثنان فقط؟

 

أشرت لتشوي سوجونغ ولي هانا أن يختبئا، وبقيتُ متأهبة، إلى أن دخل بارك سي وو إلى المهجع، وهو يجرّ نا يوهان المتعب ممسكًا بذراعه.

 

“أوه، سأتقيء…!”

 

“تحمّل.”

 

“أوووه…”

 

وبينما كان نا يوهان يتقيأ، عبس سي وو برهة، ثم رماه في أحد الزوايا وابتعد بسرعة.

 

 

تصوّرتُ تقريبًا ما حدث. يبدو أن نا يوهان، بسبب إحصاءاته السيئة… لا، بسبب قدراته المحدودة للغاية، كاد أن يُكشَف أمره، فلم يحتمل بارك سي وو ذلك وسحبه معه وهربا معًا.

 

كان نا يوهان جالسًا على الأرض، يمسك فمه غير قادر على استعادة وعيه للحظات.

 

حينما اقتربتُ لأساعده على النهوض، هزّ بارك سي وو رأسه فجأة بقلق ومنعني من لمسه، ثم قام بنفسه بدعم نا يوهان بلطف.

 

نا يوهان نظر إليه بدهشة حقيقية ..

 

“ما بك؟ لماذا تتصرف بلُطف فجأة؟”

 

“استعد وعيك.”

 

“لقد استعدته. اتركني.”

 

حاول نا يوهان إبعاد ذراع بارك سي وو عنه، لكنه لم يكن يملك القوة الكافية، فتلوّت ذراعه عبثًا فقط.

 

حين تركه بارك سي وو أخيرًا، مسح نا يوهان ذراعه وكأنه قشعر بدنه، ثم نظر في أنحاء المخيم.

 

وعندما تأكد أن الجميع قد اجتمع، أومأ برأسه، وأخرج من مخزونه عنصرًا سحريًا لعزل الصوت، ثم استخدمه على الفور.

 

“سنهاجم اليوم بوابةً ثابتة ستُفتح الليلة.”

 

“بوابة ثابتة؟”

 

“نعم، إنها زنزانة يجب أن نكملها بأسرع ما يمكن.”

 

تحدث نا يوهان بنبرة جادة، فتقدمت نا يوري بحذر وسألت:

 

“هل لأن بها خطورة؟ إن كان الأمر كذلك، أليس من الأفضل إبلاغ الصيادين الكبار أو الحراس الآخرين؟”

 

“ليس لأنها خطيرة، بل لأنها مهمة. وبالأدلة التي أملكها الآن، من الصعب أن أُقنع الآخرين بسهولة. وحتى لو اقتنعوا، فإنهم سيعتبرون البوابات المفاجئة أكثر إلحاحًا، وسيتركون هذه البوابة الثابتة دون اكتراث… وهذا غير مقبول. العنصر الموجود داخلها أهم من أي شيء. ويجب ألا يقع في يد أحد… خصوصًا الوايلد هانترز.”

 

“ما هذا العنصر؟”

 

سكت نا يو-هان لحظة، ثم رد على بارك سي وو.

 

“مفتاح.”

 

“مفتاح؟”

 

“إنه مفتاح يفتح بوابة البرج المختوم. لا بد أنك سمعت عنه من قبل… أيها المحارب.”

 

“…!”

 

اتسعت عينا بارك سي وو بدهشة، وتبعته صرخة من شين باران..

 

“مفتاح لفتح بوابة البرج المختوم؟! لم أسمع بشيء كهذا من قبل!”

 

“من الطبيعي أن لا تسمعي به، فهو سِرّ بالغ السريّة. ولهذا، لا يمكنني تحريك الصيادين الآخرين بالكلام فقط. حتى إن وصلت الأخبار للقيادة، فسيضيع الوقت في التأكد من صحة أقوالي.”

 

“نهاها~ لهذا تريد أن نتحرك نحن؟ إن كان له علاقة بالبرج المختوم، فلا بد أن الأمر بالغ الخطورة!”

 

“نعم… لذا أرجوكم، ساعدوني.”

 

رغم أنه بدا واثقًا في كلماته، إلا أن عينيه كانتا تراقبان ردود فعل المجموعة بحذر.

 

اختلفت ردود الفعل؛ البعض بدا مترددًا، والبعض عَبَس، وآخرون ظلوا صامتين، وبعضهم ابتسم وكأنهم يُخفون شيئًا.

 

ساد صمتٌ ثقيل.

 

ثم بدأت مين جاي يون بالكلام متلعثمة.

 

“لكنه… أمرٌ سري للغاية… كيف عرفتَ بذلك يا يوهان؟”

 

“لأنني قرأت كثيرًا من السجلات في مكتبة منزلنا…”

 

قاطعه نا يوري بنبرة حازمة:

 

“حتى أنا لم أسمع بذلك… تعلم أن هذا عذر سخيف، أليس كذلك؟”

 

كانت تعلم أن هناك روحًا أخرى داخل يوهان، لذا كان كذبه واضحًا بالنسبة لها.

 

تجنّب نا يوهان نظراتها الحادة، وكأنه أدرك أنه انكشف.

 

وبعد فترة صمت، بدا أنه لم يجد عذرًا مناسبًا.

 

فقال وهو يغلق عينيه بإحكام..

 

“سأشرح لاحقًا… فقط صدقوني الآن، أرجوكم…”

 

كان يبدو وكأنه طفل يخشى أن يُعاقَب.

 

 

‘لا نستطيع المغادرة. هذا حدث إجباري.’

 

‘إن قتلتموني الآن، فسيموت كلٌّ من كانغ ناهيون وسينباي هنا أيضاً.’

 

 

صورة لم أكن لأتخيلها منه من قبل.

 

مددت يدي ولمست وجنته. فتح عينيه بدهشة حين شعر بملمس جلدي على وجهه، والتقت نظراتنا.

 

عيناه الحمراوان اللامعتان، أشبه بجوهرتَي ياقوت، انعكست فيهما صورتي. ابتسمت له برفق.

 

“سأثق بك. لذا، اطلب مساعدتنا بنفسك.”

 

“…هل يمكنكم مساعدتي؟”

 

“نعم، بالطبع!”

 

بعدي، بدأ الآخرون في إبداء آرائهم.

 

“حقًا… لست بالشخص الذي يبعث على الثقة، لكن إن كنت جادًا لهذا الحد، سأصدقك لمرة واحدة.”

 

“لقد سمعتُ عن المفتاح. جدتي أخبرتني أنه لا يجوز أن يقع في أيدي الأشرار، لذا… سأساعدك.”

 

ثم…

 

“أثق بك. وسأساعدك في أي وقت، لأنك أنقذتني.”

 

“نهاه! على أي حال، أنا مرتبطة بك بعقد عمل، لكن حتى من دون العقد… لقد أوفيت بوعدك لي في ظروف صعبة. بالطبع سأثق بك!”

 

وأخيرًا، بقيت مين جاي يون وشين باران مترددتين، لكنهما ردتا.

 

“فكرت في الأمر… لا أعتقد أن يوهان سيخدعنا عن عمد. لكن عدني أن تشرح لنا لاحقًا كيف عرفت عن هذا.”

 

“ما هذا الجو العام؟ هل وافق الجميع؟ …حسنًا، إن كان الكل كذلك، فسأساعدك هذه المرة أيضًا. فقط لا تكن كاذبًا!”

 

وبذلك، اتفق الجميع على مساعدته.

 

نظر نا يوهان إلى الجميع مصعوقًا وكأنه لا يصدق ما سمع، وراح يرمش بسرعة ثم قرص وجنته بصمت.

 

“يوهان!؟”

 

“آسف… فقط… لا يبدو الأمر واقعيًا.”

 

ثم انفجر ضاحكًا.

 

“فوهه! فوهههاها!”

 

ضحك بفرح حتى امتلأت عيناه بالدموع، ثم مسحها وقال بابتسامة:

 

“حسنًا، لنذهب. ناهيون، أرجوك.”

 

“حسنًا!”

 

ما إن أنهى نا يوهان كلماته، حتى فعلتُ ما خططنا له نهارًا.

 

[كانغ ناهيون، نا يوري، نا يوهان، مين جاي يون، باك سي وو، شين باران، لي هانا، وتشوي سوجونغ انتقلوا إلى الصخرة التي تتخذ شكل تنين، حيث ستظهر البوابة الثابتة الليلة.]

 

[4000 نقطة]

[هل ترغب في الشراء؟]

 

 

بمجرد أن لمستُ الزر بحذر، انتقلنا نحن الثمانية في لحظة واحدة إلى خارج المخيم.

 

حين فتحتُ عيني مجددًا، رأيت أمامي صخرة ضخمة بلون الطين، على هيئة تنين يفتح فمه.

 

“صخرة التنين…!”

 

“إذًا، كانت هنا طوال الوقت. شكرًا لكِ، ناهيون.”

 

انحنى يوهان برأسه، ثم تقدم داخل فم التنين بخطى ثابتة.

 

دخل إلى جوف الصخرة الذي يشبه كهفًا صغيرًا، وتوقف عند الجدار الداخلي.

 

تبعناه بصمت، ووقفنا خلفه مباشرة.

 

لم تمضِ سوى لحظات حتى بدأ الجدار الذي يسدّ طريقنا يتشوّه ويتلوّى…