“القائدة استقطبتني بنفسها. أصبحتُ الآن تحت قيادتها المباشرة، ولهذا وصلتُ إلى هنا أيضًا. على أيّ حال… بما أنني المشرفة عليكم الآن، أرجو أن تعتنوا بي، حسناً؟”
رغم أنني سألتها بنبرة مصدومة، إلا أن تشوي غارام أجابت بثقة وهي تبتسم بخفة لا تخلو من التهكم.
حقًا، يا لها من وقاحة… ومع ذلك، شعرت ببعض الارتياح.
من المؤكد أن إسناد تشوي غارام إلى هذا المعسكر كان بفضل تدخل شين باران.
“هل تعرفان بعضكما؟”
“آه، نعم! التقيتُ بها سابقًا أثناء التدريب الميداني!”
كانت نا يوري هي من سألت من جانبنا، فأجابت شين باران نيابة عني، مما جعلني أنتبه لضرورة التعريف.
“هذه نا يوري، صديقتي.”
“تشرفت، أنا تشوي غارام. أرجو أن نعمل سويًا على خير. لقد عانيتم كثيرًا… الوقوع وسط صراعات السلطة ليس بالأمر السهل.”
بعد أن ردّت التحية، جلست تشوي غارام بطريقة غير رسمية على طرف أحد المقاعد.
“لن يمكننا منعكم من المشاركة في ساحة القتال. على الأرجح، سيتم تكليفكم بمرافقة الباحثين الذين يدرسون حالة الطوارئ. فذلك الموقع يُعد بمثابة الخط الخلفي ضمن الجبهة الأمامية.”
“باحثين؟”
“نعم. نظرًا لكون الوضع غير طبيعي، فإن حتى الوحوش ليست في حالتها المعتادة. ولهذا تقرّر إرسال بعثة بحثية. طبعًا، أولئك الكبار في المراتب لا يأتون بأنفسهم إلى هنا، وإنما يرسلون من هم دونهم فقط.”
ضحكت تشوي غارام بسخرية وهي تتابع.
“لكن لا تعقدوا آمالًا على ألا تخوضوا قتالًا. نحن في الخط الأمامي بعد كل شيء… خط أمامي لعين. تبا لهم. لا تتهاونوا. سأحاول إيجاد طريقة لإعادتكم إلى الديار بأسرع وقت ممكن، لذا لا تُصابوا أو تموتوا في هذه الأثناء.”
“حاضر، شكرًا لكِ.”
“لا داعي للشكر. هذا من واجبي. على كل حال، ستلتقون هذا المساء بالباحثين الذين سترافقونهم. لقد قلتُ كل ما لديّ، سأغادر الآن. في حال حصل أي طارئ، تواصلوا عبر جهاز الاتصال الذي وُزّع عليكم. تعرفون كيفية استخدامه، صحيح؟”
“نعم، تعلّمنا ذلك.”
“حسنًا، سأذهب إذًا. لديّ ما يشغلني.”
غادرت تشوي غارام المكان بذات الأسلوب السريع الذي دخلت به، مكتفيةً بإلقاء كلماتها دون مجاملة.
نظرًا إلى طيفها الذي تلاشى كنسمة ريح، علّق بارك سي وو مبتسمًا..
“لا تزال كما هي.”
“هكذا يبدو…”
“سأعود إلى خيمتي أيضًا. أظن عليّ أن أتفقّد الوضع هناك.”
“آه، هل يمكنني مرافقتك؟ أشعر بالفضول تجاه وضعكم أيضًا! نحن أنهينا ترتيب خيمتنا على أي حال.”
“معًا؟ لا بأس.”
هكذا سرتُ مع بارك سي وو باتجاه خيمة الفتيان.
عند التدقيق، بدا أن جميع الخيام قد وُضعت بالقرب من بعضها، بحيث يبقى الطلاب على مسافة قريبة من رفاقهم.
“هذه هي.”
“فهمت! المعذرة على الإزعاج!”
“أوه! إنها كانغ ناهيون!”
“ناهيون؟”
دخلت خيمة الفتيان بحذر.
بدا أنهم أنهوا الترتيب هناك أيضًا. ولم يتبقَّ داخل الخيمة سوى شيون، نا يوهان، وبارك سي وو. الآخرون ربما خرجوا لبعض الوقت.
“رتبتُ لكَ أغراضكَ على نحو تقريبي.”
“شكرًا.”
شكر بارك سي وو نا يوهان على مبادرته.
بينما كنت أقف مترددة، أشار شيون إلى سريره ودعاني للجلوس.
“اجلسي هنا!”
“آه، شكرًا لك.”
“هل هناك سبب لقدومكِ؟”
“كنت أود الاستفسار عن الوضع لديكم. هل التقيتم بالمشرف المكلّف بكم؟”
أجاب نا يوهان عن سؤالي.
“قائد الفريق المكلّف بنا سيتأخر قليلًا.”
“لذا نحن في فترة راحة مؤقتة، ريثما يصل. كما أننا أنهينا ترتيب الأغراض.”
“لن يزجّوا بنا مباشرةً في الخطوط الأمامية، خصوصًا بوجود شين بارِن.”
“أنت سريع في التحليل كعادتك. يوهان، أنت مذهل!”
“…لا شيء يذكر.”
حتى الآن، لا تزال استراتيجية “فلان رائع!” فعّالة دائمًا. فقد أحنى رأسه بخجل وأشاح بنظره.
ثم نظر حوله بسرعة، قبل أن يهمس لي بنبرة جادة:
“لدي أمر أريد مناقشته معكِ على انفراد. هل يمكننا التحدث وحدنا؟”
“طبعًا!”
كان من السهل عليّ أن أدرك أنه يقصد شيئًا يخص البوابة المرتبطة بالمفتاح.
فأومأت برأسي موافقة على الفور.
“شكرًا. أيها القائد، بارك سي وو، سأخرج قليلاً.”
“خذ راحتك!”
“…حسنًا.”
سرتُ خلف نا يوهان متوجهين نحو مكان خالٍ من الناس.
وحالما وصلنا إلى منطقة نائية بعض الشيء، دخل في صلب الموضوع دون مقدمات.
“هناك زنزانة تحتوي على مفتاح، موجودة في هذه المنطقة. ستُفتح بوابتها قريبًا. أنا أبحث عن مكانها بالضبط. هل يمكنكِ مساعدتي؟”
عندما رأيتُ نا يوهان يطلب المساعدة بكل عفوية، خطر ببالي نا يوهان من الرواية.
ذاك الذي كان متعجرفًا، لا يطلب عون أحد بل يعامل الآخرين كأدوات.
والآن، ها هو أمامي… صادق، يطلب الدعم.
لو كنتُ قادرة على الاقتراب منك بصدق، تمامًا كما تغيّرتَ أنت… لكان ذلك رائعًا.
ابتسمتُ وأومأت برأسي.
“بالطبع! هل لديك فكرة عن موقعها؟ هل هناك خيط يدلّنا عليها؟”
“غدًا، حين يتوجه الباحثون لجمع البيانات، ستكون هناك صخرة قريبة تشبه التنين. علينا إيجاد تلك الصخرة.”
“صخرة التنين، هاه…”
أنا أعرفها. في الرواية، لم يعثروا عليها بسرعة، واضطر نا يوهان للتجوال سرًّا أيّامًا وهو يسهر الليالي بحثًا عنها.
لكن…
“هل أنت واثق أنها موجودة هناك؟”
“نعم. المعلومات مؤكدة. أستطيع الجزم بذلك.”
“في هذه الحالة، عندما نصل إلى هناك، ربما أستطيع استخدام مهارة <الاختزال> للعثور عليها بسرعة.”
من الأفضل تقليل الوقت الضائع بقدر الإمكان.
اقترحت ذلك على نا يوهان بجدية، وما إن سمع كلامي حتى بدا عليه التفكير الجاد، وكأنه تلقى عرضًا لا يمكن تجاهله.
“هل ما زالت لديكِ نقاط كافية؟”
“ربما لأنني كنت برفقة يوهان طوال الوقت، فقد جمعتُ قدرًا لا بأس به! ولدينا بعض الوقت الآن، فلماذا لا نذهب لنرى كم ستكلفنا هذه النقاط؟”
قال يوهان بعد تفكير.
“همم… النقاط مورد ثمين للغاية، لذا من الأفضل أن نحرص على استخدامها بحذر. دعينا نحاول إيجاد الموقع أولًا بأنفسنا، وإذا لم نتمكن من العثور عليه ضمن الوقت المحدد، نلجأ حينها لاستخدام ‘الاختزال’.”
“اتفقنا!”
إذا اضطررنا لاستخدام <الاختزال>، فغالبًا سيكون ذلك في مساء الغد.
آمل أن نتمكن من إيجاد الموقع بسرعة بما أن لدينا يدًا إضافية تساعد، ولكن لا بد من الاستعداد لاحتمالية الفشل.
فليس من المنطقي أن نُفرغ كامل تركيزنا على صخرة واحدة وسط ساحة معركة.
هكذا، وضعنا خطة مبدئية، وافترقنا.
“أنا ممتن لكِ دومًا، ناهيون.”
“لا تقل هذا… أنا من عليها أن تشكركَ دائمًا.”
“أثق بكِ.”
“…وأنا كذلك.”
تبادلنا بعض الكلمات التي بدت خجولة قليلًا… وربما مبتذلة.
أشعر بالحرج. بل بالحقيقة، أشعر بالألم، لأنني قد لا أستطيع أن أكون على قدر هذه الثقة.
عدتُ إلى ثكنة الفتيات، وكان المساء قد حل.
“هل استرحتم جيدًا؟ هيا نذهب لتناول العشاء!”
“هل الطعام لذيذ؟”
“لذيذ؟ بالعكس، أشبه بالـ…”
دخلت تشوي غارام إلى الثكنة بكل طبيعتها الصاخبة، وقادتنا إلى مكان توزيع الطعام.
يبدو أن نظام التوزيع يشبه الوجبات المدرسية، حيث يُعطى كل فرد صينية تحتوي على الحساء، والأرز، وبعض الأطباق الجانبية، ثم يجلس لتناول طعامه.
وكما هو الحال مع معظم الوجبات المُنتجة بكميات كبيرة، كان من الواضح أنه قد تم التضحية بجودة المذاق في سبيل الكمية.
“طعمه سيء…”
“آه…”
“ولكن لا بأس به، في النهاية يمكن أكله.”
أخذت أراقب زملائي من طلاب الأكاديمية وهم يتذمرون من الطعم الباهت.
أنا، من ناحيتي، وجدتُ أن الطعام مقبول نسبيًا، لكن يبدو أن الآخرين لم يشاركوني هذا الرأي.
وبالطبع، حين أقول إنه ‘مقبول’ لا أعني أنه جيد… بل إنني أتناوله بلا تفكير فقط، دون حتى تذوقه.
وأثناء تناولنا الطعام…
“مرحبًا، الصيادة تشوي غارام.”
“أوه! أتيتِ لتناول الطعام؟”
اقتربت امرأة ما من تشوي غارام وبدأت الحديث معها.
من مظهرها، بدا أنها من الباحثين.
كانت هادئة الملامح، من النوع الذي لا يترك أثرًا واضحًا في الذاكرة، باستثناء سوار لفت انتباهي على ذراعها اليسرى، سوار سميك يحمل نقش ثعلب ذهبي.
غريب ومميز.
عادةً لما كنت لأهتم، لكن…
“أردت فقط أن أسأل عن أمر ما.”
“قلت لكِ إنني لم أعد باحثة بعد الآن.”
“مع ذلك…”
شعرت أن وجهها مألوف لي… لكن من أين؟
بدأت أحدق فيها دون أن أدري، فالتفتت نحوي، والتقت نظراتنا مباشرة.
“آه… أهه؟”
بدت مألوفة أكثر في هذه اللحظة…
وفجأة، نادت باسمي:
“ناهيون؟”
فاجأتني وهي تلقي التحية بوجه بشوش:
“مرحبًا، ناهيون!”
“…أه، مرحبًا؟”
رددتُ تحيتها في حالة من الذهول.
ويبدو أن ارتباكي كان واضحًا، لأنها ابتسمت بخجل وهي تصافحني قائلة:
“لا تتذكرينني، أليس كذلك؟ أنا عرفتُك فقط لأن تشوي غارام أخبرتني… قبل 8 سنوات، عندما انفتح بوابة في يونجين… في حادثة انهيار معهد إيرنتوس. التقينا هناك.”
“…آه!”
حينها تداخل وجهها مع وجه من كنت قد نسيته في أعماق ذاكرتي.
‘مرحبًا، صغيرتي. ما اسمك؟’
‘ناهيون؟ أمك مشغولة الآن، لذا ستبقى الأخت الكبرى معك لبعض الوقت، حسنًا؟’
تلك الأخت!
“أنتِ تلك الفتاة…!”
“آه، تذكرتِ؟”
“نعم! ما زلتِ تعملين في مجال الأبحاث إذًا!”
“أجل. بعد أن كنت أعمل تحت إشراف السيد إرينتوس مباشرة، وبعد رحيله… حصلت بعض الأمور، وأنا الآن أعمل في معهد أبحاث بوابة أويانغ.”
قالت هذا بابتسامة دافئة.
…تحت إشراف إيرنتوس؟
توسعت عيناي كعينَي صقر عثر على فريسته.
تشوي غارام، على غير عادتها، لم تُبدِ أي رد فعل يُذكر تجاه اسم إيرنتوس، وراحت ترتشف عصيرًا مقزز الطعم، كان يُفترض أنه الحلوى، وهي تتمتم..
“ذاك الرجل… لم يدفع حقوق الفلترة حتى النهاية.”
“هاها… أظن أنكما كنتما تتشاجران كثيرًا بسبب ذلك…”
“من الطبيعي أن تعود رخصة المشروع إلى المعهد، لكن ألم يكن عليه على الأقل دفع حوافز؟ هاه؟ لهذا أنا لا أزال أركض رغم أنني كنت على وشك التقاعد. يا إلهي. أراهن أن عائلته الآن تنعم بتلك الأموال.”
“لقد عانيتِ كثيرًا، حقًا.”
“هاه، عادي. ماذا حدث للبحث الذي كنتِ تعملين عليه مع ذاك الرجل؟ هل ما زال مستمرًا؟”
“آه، نعم! أحد أحفاده تولى متابعة المشروع بعد وفاته. لكني لا أعرف ما جرى بعد ذلك… يبدو أن أمورًا حصلت، ولم أتمكن من التواصل معهم لاحقًا.”
بمجرد أن سمعت ذلك، تدخلتُ في الحديث بسرعة دون أن أستطيع كبح نفسي.
لا يمكنني تفويت هذه الفرصة!
“عذرًا، لكن… هل لي أن أعرف اسم هذا الحفيد؟”
“هم؟ ولماذا؟”
“لدي اهتمام كبير بأبحاث السيد إيرنتوس، فقط بدافع الفضول!”
عندها، ارتسمت على وجهها ملامح من الحرج.
هل يُعتبر أمرًا لا يجوز الإفصاح عنه؟
“حسنًا… رؤيته الآن سيكون صعبًا، لأنه… مطلوب.”
“مطلوب؟ من يكون؟”
“اسمه بارك يولهان. هل تعرفينه؟”
“…بارك يولهان؟”
ذلك الوغد المزعج ؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 131"