10. طريقة مواجهة الماضي (٩)

مهارة “تشويه القصة” تُظهر صفر نقطة عندما تتعامل مع حقيقة لا مجال لتغييرها.

وكان ثمة أمرٌ آخر يجب الانتباه له بناءً على هذه القاعدة:

‘لنجرب تأكيد إمكانية مستقبلية قريبة جدًا ومرجحة الحدوث. جربي أن تدخلي: “نيكا فالدير تواصل عرض خطبة أحد افراد عائلتها لناهيون.”‘

اتبعتُ تعليماتها، وأدخلت ماقالت.

رغم أن الأمر كان مؤكدا فعليًا، إلا أن < تشويه القصة> طلب نقطة واحدة.

‘إذن، حتى وإن كانت الفرصة عالية لكنها لم تحدث بعد، فإن النظام لا يراها كأمر مؤكد، لذا يطلب نقطة واحدة. لكن مقدار النقاط المطلوبة أقل بكثير. هل يمكنني استخدامها؟’

‘نعم، نقطة واحدة لا بأس بها. سأجرب فورًا.’

بمعنى آخر، إذا كان الحدث الذي نريد إحداثه من خلال <تشويه القصة> محتمل الحدوث بنسبة عالية في المستقبل، فيكفي استخدام نقطة واحدة فقط.

وفوق ذلك…

‘هاه، تلك الشخصية الصريحة! أريد جعلكِ أختي في القانون مارأيك؟’

‘بمجرد أن ضغطت الزر، تحقق الأمر…’

‘…همم… حتى أنا تفاجأت. يبدو أن <تشويه القصة> تميل إلى تقديم المستقبل المطلوب فورًا ما لم نحدد لحظة حدوث المعجزة… علينا إجراء المزيد من التجارب. يبدو أن النقطة المدفوعة هي ثمن هذا التقديم.’

كان تأثير <تشويه القصة> حين تُفعل يشبه “تخطي تفاصيل الحدث” أو “اختزال العملية”.

وباستخدام هذين العنصرين، بدأت أرى إمكانية جديدة لخلق أسلوب قتال جديد باستخدام النقاط الحالية فقط.

كيااااااا—!

الوايفرن اندفع نحوي رافعًا مخالبه الحادة.

ربما كان من نوع C، لكنه من الوحوش التي يمكنني التغلب عليها دون أن أُصاب إن ركّزت جيدًا.

لذا، دون تردد، كتبت في تشويه القصة:

 [تنتصر ناهيون على الوايفرن الذي أمامها.]

[100 نقطة]

[هل ترغب بالشراء؟]

“أوني!!”

“ناهيون! ابتعدي!!”

وقبل أن يهاجمني الوايفرن مباشرة، قمت بـ [الشراء] دون تردد، فقط من أجل الوصول إلى نتيجة: “سوف تهزمه.”

وبمجرد أن ضغطت [شراء]، ارتدّ الوايفرن عني كما لو صُدِم بقوة خفية.

كيااا؟!

سرعان ما بدأت الجروح تظهر في جسده دون أن يرى أحد كيف حدثت. كأنّ العملية نفسها قد “تخطّاها” النظام.

ثم، وهو يصرخ من الألم، هوى بجسده نحو الأرض.

كييااااا—!

وفي اللحظة التي اصطدم فيها بالأرض، تحطّم نواته كأنها أُصيبت برصاصة.

طننينغ—!

مع صوت تحطم النواة، ارتعش الوايفرن للحظات على الأرض، ثم سرعان ما توقفت حركته، وسكنت أنفاسه للأبد.

الجميع، من الأصدقاء إلى المعلمة إغدراسيل، كانوا في صدمة مطلقة.

“همم…؟ ما الذي حدث بالضبط؟ دعوني أتحقق من حالة الوايفرن.”

“ماذا… ما هذا؟”

“نياههاه! هذا مستحيل…”

كانت جميع الأنظار مركّزة على الوايفرن الذي لم يتمكن حتى من استخدام قوته.

لكن نظرات كل من بارك سي وو ونا يوهان لم تكن على الوايفرن، بل كانت عليّ.

بارك سي وو، بحاسته العالية تجاه الطاقة، لا بد أنه شعر بشيء غريب يتحرك.

أما نا يوهان، فقد سمع مني مسبقًا عن “نظام الميتا”، فلا بد أنه أدرك أنني استخدمت تلك المهارة.

نعم… هذا صحيح تمامًا.

حين رأيت ملامحهما المصعوقة، لم أتمالك نفسي من الابتسام.

هذه هي قدرتي الجديدة: <الاختزال>.

صحيح أن استخدامها ضد خصم قوي سيتطلب نقاطًا كثيرة، وربما قد لا يُجدي نفعًا أحيانًا.

لكن ضد خصم أضعف مني؟ يمكنني إنهاء المعركة باستخدام القليل فقط من النقاط، تمامًا كما حدث الآن.

مع ذلك، ثمة بعض القيود الواقعية: أهمها أنني أحتاج إلى صياغة الجملة بدقة قبل إدخالها في تشويه القصة، ما يسبب تأخيرًا في التنفيذ.

لذا، في القتال الحقيقي، سأحتاج إلى إعداد جيد مسبقًا.

إغدراسيل حدقت في الوايفرن قليلاً، ثم نظرت إليّ بعينين فيهما ريبة.

“همم… هل اكتسبتِ مهارة جديدة بهذه السرعة؟”

“ليس تمامًا. لقد تعلمت فقط طريقة جديدة لاستخدام قدراتي الحالية!”

أجبتها بابتسامة بريئة، متظاهرة بالبراءة وكأن الأمر لا يستحق الاهتمام.

شعرت بنظرات الجميع تنصبّ عليّ، لكنني لم أتهرب منها.

“أريد أن أخبركم جميعًا بأمرٍ ما… عن قدرة غريبة حصلتُ عليها.”

لقد حان الوقت أخيرًا لمشاركة أحد أكبر أسراري.

كما فعلت مع نا يوهان من قبل، شرحت لأصدقائي والمعلمة عن نظام الميتا، بالضبط إلى الحد الذي أخبرت به يوهان.

وبالطبع، أخفيت أمر “روح العالم الآخر” تمامًا. قلت فقط إنني أيقظت هذه القدرة بعد قدومي إلى الأكاديمية ولقائي بيوهان.

“إذًا، إنها قدرة لاستدعاء المستقبل مباشرة وتخطي كل العمليات؟”

“نعم.”

“لا يصدق… لم أسمع أبدًا بقدرة كهذه!”

“هذا صحيح! لو أعلنتِ عنها، ستتسابق المنظمات لاختطافك!”

ضحكت بخجل على تعليقات شين باران ونا يوري.

“أريد… أن يبقى هذا الأمر سرًا، بيننا فقط.”

“أعتقد أن هذا هو الأفضل. إن أعلنته الآن، قد تُستهدفين من جماعات غير قانونية. من الأفضل انتظار أن تصبحي قوية بما فيه الكفاية لتدافعي عن نفسك، ثم تكشفينه لاحقًا.”

أومأت برأسي موافقةً على كلام بارك سي وو.

حتى إن كانت عائلة فالدير تدعمني، فإن ضعف قوتي سيجعلني عُرضة للمخاطر من كل جانب.

لذا، في الوقت الحالي، يجب أن يكون من يعرف قدرتي هذه هم أصدقائي فقط.

“هل يمكنكِ حتى شراء عناصر باستخدام هذه القدرة؟ مذهل!”

“هيهي، نعم! لكن… ليس لدي الكثير من النقاط الآن…”

أما السبب الذي دفعني للكشف عن الحقيقة الآن، فهو أن نا يوهان عرف أمري بالفعل، وكان من الأفضل أن أوضح كل شيء بدلاً من إخفائه بشكل سطحي.

بل في الحقيقة، أصبح من الأسهل عليَّ التحرك بحرية أوسع كلما استخدمتُ قدرتي بشكل علني.

فمن المرجّح أن تواجهني مستقبلاً مواقف أكثر صعوبة وتعقيدًا.

وإذا كان أصدقائي على علم بقدرتي، فإن بإمكانهم التفكير بطرق متعددة للخروج من الأزمات عند الطوارئ.

فضلًا عن أن الإفصاح عن سرٍّ كهذا، غالبًا ما يجعل الآخرين لا يتوقعون وجود سرّ آخر خلفه.

الأصدقاء الذين استمعوا لقصتي أبدوا إعجابهم، واستغرابهم، وفضولهم.

وخاصة تشوي سوجونغ، التي توقفت لوهلة حين أخبرتها أن استخدام عدد كبير من النقاط قد يجعل من الممكن إحداث “معجزة”، ثم سألتني.

“…إذًا، هل يمكن… إزالة اللعنة أيضًا؟”

“سوجونغ…”

“حتى وإن كانت هناك مجرد إمكانية ضئيلة… أريد أن أعرف، هانا.”

كانت نظرات تشوي سوجونغ ترتجف بضعف، وصوتها كذلك، وهي تطرح السؤال.

ابتسمتُ لها بلطف لأطمئنها، وقلت.

“علينا أن نجرّب، لكن… ربما نعم.”

من أجل طمأنتها فحسب.

“لكن لا نعلم ما قد ينجم عن ذلك من آثار جانبية، لذا فلنبدأ أولًا بالتعويذة التي تحضّرها لنا نيكا سينباي. وإن لم تنجح، فسأتدخل بنفسي… وسأفعل كل ما بوسعي.”

ارتسمت على وجهها نظرة تشي بأنها على وشك البكاء، ثم أومأت برأسها.

وحين رأيت ملامحها وقد ارتخت قليلًا وظهر فيها شيء من الاطمئنان، شعرت بالارتياح.

لا شك أنها لم تكن مرتاحة تمامًا لفكرة الاعتماد على عائلة فالدير، التي تُعتبر من أعدائها السابقين.

ولذلك، إن استطعتُ أن أُشعرها بالأمان ولو قليلًا، فذاك يكفيني.

طلبت منها أن تثق بي.

وفي الحقيقة، إن واجهتنا أي مشكلة حقًا، فسأستخدم تشويه القصة من دون تردد لحمايتهم جميعًا.

من جانب آخر، كانت إغدراسيل غارقة في التفكير، وارتسم على وجهها تعبير جاد.

“قدرة تُحدث المعجزات… هذا يُشبه إلى حدٍ ما قدرات الثعلبة ذات الذيول الستة…”

“الذيول الستة؟”

“لا، لا شيء. تجاهلي ذلك.”

هزّت إغدراسيل رأسها قليلًا، ثم صفقت بيدها بخفة لتلفت انتباه الجميع إليّ.

“هممم! من الجيد استكشاف المهارات الجديدة وتجربة طرق استخدامها. لكن مهارة ‘الاختزال’ التي استخدمتها ناهيون ليست مناسبة لتعلم القتال الحقيقي!”

“نعم… هذا صحيح.”

“ولذلك، نعلن رسميًا: سيتم ختم تلك المهارة مؤقتًا! والآن، نعاود التدريب! سأُحضِر وحشًا آخر!”

“…كم عدد الوايفرنات التي تبقّت أصلاً؟”

“هم؟ هل أنت قلقة من أن العدد قد شارف على الانتهاء؟ لا تقلقي! لقد حضّرنا حوالي مئة منها!”

ماذا؟! كم عددها بالضبط؟!

وفي النهاية، وبخلاف بقية زملائي، كان عليّ خوض جولة أخرى مع وايفرن جديد.

…تافه.

رغم أن نسبة الفوز عالية، إلا أن الوايفرن لا يُعد خصمًا سهلًا أبدًا.

ومع التدريب الإضافي، عدتُ إلى المسكن وقد أُنهكت تمامًا، وسقطت على السرير بلا طاقة.

كنت أرغب بالنوم على الفور… لكن بقيت أمامي مهمة واحدة.

أمر يتعلق بـمقاطع الظهور.

كنت مترددة في الضغط على ذلك الزر الذي كُتب عليه [مقطع الظهور]،

لكن بعدما كشفت أمر “نظام الميتا” أمام الجميع، كان من الضروري أن أتحقق من ردّة فعل النظام.

قررت، بعد بعض التردد، أن أبدأ بالتحقق فقط من الجزء المتعلق بردّ فعل نا يوهان حين أخبرته بالحقيقة جزئيًا في البداية.