“على ذكر ذلك، أنتم كنتم أيضًا من المتورطين في حادثة ‘رسالة الحلم’, أليس كذلك؟ لديّ بعض الأسئلة بشأنها.”
“رسالة الحُلم… هل تقصدين رسالة الحظ؟”
“أجل.”
كان نا يوهان أسرع من أجابها.
“سمعتُ أن المدرسة كانت في حالة فوضى بسببها؟ ورغم أن الأمر يبدو وكأنه انتهى، إلا أنني أجريتُ بعض التحقيقات بنفسي. تبيّن أنها كانت ملكًا خاصًا لإيرينتوس. لكن لا يزال مجهولًا كيف وصلت إلى الأكاديمية.”
“مجهول…؟”
“حاولنا تتبُّع مسارها منذ بدء اللعنة، لكن توجد حلقات مفقودة كثيرة. مثل: ‘شخص وضعها في الحقيبة’ أو ‘فجأة كانت فوق المكتب’ وما إلى ذلك. لذا إن علمتم من أدخل الرسالة أولًا إلى الأكاديمية، فبلّغونا في أي وقت.”
ابتسمت المديرة كاشفة عن أنيابها بابتسامة ناعمة.
“وسأكافئكم على ذلك.”
“مفهوم.”
“نعم!”
…اللعنة، رؤية المديرة وهي تُعامل نا يوهان بلطف هكذا جعلت صورة المديرة من الرواية الأصلية تعود إلى ذهني بشكل حيّ ومزعج! كفى مدحًا!
استحضرتُ في ذهني ذلك “المشهد” من الرواية، وحاولتُ جاهدة أن أبسط يدي التي بدأت تنقبض بسبب الإحراج، وابتسمت.
رائحة القصص الموجهة للذكور المقرفة التي لم اشمها منذ زمن بدأت تُرهقني مجددًا.
كما قالت المديرة، كان مقر هيئة إدارة المستيقظين قريبًا بالفعل.
سرنا بحذر نحو المبنى الذي يُعقد فيه حفل تسليم الأوسمة.
ولم يُخيب المبنى ظنّي إطلاقًا، إذ كان جديرًا باسم “حفل الأوسمة”.
من النظرة الأولى، بدا المكان مليئًا بأشخاص ذوي هيبة.
كثير منهم من الصيّادين الذين يظهرون دومًا في وسائل الإعلام، جالسين حول الطاولات المستديرة أو يتجولون ويتبادلون الأحاديث.
“واو…”
انطلقت منّي تنهيدة إعجاب لم أتمكن من كتمها، فابتسمت المديرة وقالت.
“لا داعي للتوتر. إنهم مجرد زملاؤكم الأكبر سنًّا. فقط كونوا مهذبين.”
“زملاء، فقط…؟”
عندها اقترب منا بعض الصيادين، كان معظمهم من الوجوه المعروفة في الإعلانات التلفزيونية.
“مرحبًا من جديد، مديرة المدرسة!”
“أجل، مضى وقت طويل!”
…كيف يُمكن أن يُقال عن هؤلاء إنهم مجرد “زملاء كبار”؟
هذا كثير حقًا.
ابتعدتُ إلى ركن بعيد، متجنّبة أولئك الأشخاص البارزين الذين يقتربون من المديرة.
لكن، هل أنا الوحيدة التي شعرت بهذه الغُربة؟
أعضاء مجموعتنا، الذين ينحدر معظمهم من مجتمع المستيقظين، بدوا وكأنهم يعرفون كثيرًا من الحاضرين.
كانوا يندمجون في الأحاديث معهم بشكل مألوف جدًا.
تجمّع كثير من الناس حول كل من بارك سي وو، نا يوري، وشين باران.
حتى الانطوائية، مين جاي يون، بدت وكأنها التقت بمعارف لها هنا وتبادلت معهم الحديث.
أما تشوي سوجونغ، فقد تكون بلا معارف نظرًا لخلفيتها، لكنها كانت تقف إلى جانب لي هانا، ويبدو أنها تنوي البقاء برفقتها طوال الوقت.
أنا نشأت في أدنى طبقات البشر العاديين، ومستيقظة حصلت على دعم حكومي.
“وماذا عنك؟ ألا تعرف أحدًا؟ ألستَ من عائلة فالدير؟ أليست عائلة مشهورة؟”
“كنت أعمل دومًا في الظل، لذا لا يعرفني أحد بعد. لكن سيتم تقديمي رسميًا اليوم خلال حفل الأوسمة. لهذا ما زلت غير ملحوظ. وهذا ما يتيح لي أن أكون إلى جواركِ الآن. أليس هذا مفرحًا جدًا؟”
“…أجل. شكرًا جزيلاً.”
“بما أنكِ ممتنة، هلّا انضممتِ إلى طائفة البرج؟”
“أرفض.”
“لو انضممتِ، لأصبحتِ المنقذة فورًا. يا للأسف.”
“ها أنت تبدأ مجددًا بهذيانك. وما هذا المنقذ الآن؟”
“سأخبركِ إن انضممتِ.”
ما العمل مع هذا؟
قهقهتُ ساخرة، ثم وجهتُ نظري نحو نا يوهان الذي كان يتعامل ببراعة وسط الغرباء.
نظرتُ بعدها عبر النافذة إلى الخارج.
لماذا الوقت لا يتحرّك؟
لكن، ربما لأن الثعلب بجانبي… لا أشعر بالوحدة كثيرًا.
في تلك اللحظة، اهتزّ جهاز الثعلب.
نظر إلى الشاشة وتعكّر وجهه قليلًا.
“ما الأمر؟”
“لا شيء… يبدو أن مصدر وجع الرأس ذاك سيصل قريبًا.”
إذا كان يتحدث مع أحد عبر الرسائل… فلا بد أنها نيكا فالدير.
تذكّرتُ خطتي بالتقرّب من نيكا فالدير بالكشف عن قدراتي المتعلقة بـنظام الميتا
نظام الميتا…
قدرة لا أعرفها حتى أنا على وجه الدقة.
لكن من المؤكد أنها ستحاول فك ألغازها للنهاية.
يجب أن أُخفي ما ينبغي إخفاؤه، لكن أستخرج منها أقصى فائدة ممكنة. شددتُ عزيمتي مجددًا.
عندها لفت انتباهي نا يوهان وهو يقترب نحوي.
اقترب كثيرًا، لكن ما إن تلاقت أعيننا حتى توقف فجأة.
هل أنهى ما كان عليه فعله؟
ابتسمتُ له برقة، فبدأ يسير تجاهي مجددًا.
وفجأة…
انفتحت أبواب القاعة الضخمة بعنف.
همس الثعلب وقد بدا عليه التوتر.
“يا إلهي…”
“لقد وصلتُ!”
كووونغ!
تطايرت خصلات الشعر البلاتيني المتموّج قليلًا مع تيار الهواء الناتج عن فتح الباب.
وكانت عيناها الواثقتان تشعّان بلون الجمشت تحت ضوء الثريّا، لتزيدا من روعتها.
أذناها البلاتينيتان، وذيلها الناعم المتلألئ الذي يشبه لون شعرها، تمايلا بخفة.
“أين هو خطيبي؟”
لقد ظهرت نيكا فالدير، سيدة عائلة فالدير، وخطيبة نا يوهان.
عمّت الفوضى في القاعة إثر ظهورها المفاجئ.
“نيكا فالدير؟!”
“رئيسة عائلة فالدير الجديدة؟ ما الذي تفعله هنا؟”
…من الواضح أنها لم تكن مدعوة، أو على الأقل دُعيت سرًا.
لكنها لم تُعر لذلك أدنى اهتمام.
تصرّفها المليء بالثقة، المستمد من مكانتها الموروثة، كان يدعو للإعجاب.
كانت واثقة تمامًا من أن لا أحد يمكنه رفضها، وتفيض بهذه الثقة من كل جزء من جسدها.
تجاهلت نيكا تمامًا ما يدور من حولها، وجالت بنظرها في القاعة حتى وقعت عيناها على نا يوهان.
وبينما كانت تتقدّم نحوه بخطًى ثابتة، انفتح لها الطريق وسط الجموع .
وقفت بثقة أمام نا يوهان الذي بدا متصلبًا، ولفّت ذراعها حول ذراعه قائلة.
“جئتُ لأن خطيبي حقق إنجازًا كبيرًا. ميخائيل!”
“ن… نعم.”
أطلق الثعلب تنهيدة طويلة، ثم سار نحوها.
“هذا مساعدي وسكرتيري، ميخائيل. سلّموه كل الأمور الصغيرة.”
“…مفهوم.”
رغم أن كلامها موجّه إلى نا يوهان، إلا أنها قالت ذلك بصوت مرتفع ليصل إلى آذان الجميع، وكأنها تُعلن رسميًا أن الثعلب أحد أتباعها.
نظر نا يوهان إلى نيكا، وهي تمسك بذراعه، بنظرة متحفظة، لكنه لم يُبعدها.
فمن الطبيعي أن يُظهرا بوضوح علاقتهما أمام الآخرين.
وبصفتي ‘كانغ ناهيون، التي تعشق نا يوهان’ لم يكن أمامي إلا أن أتظاهر بالصدمة.
تعبير وجهٍ مشوش، كأنني على وشك البكاء… نظرة الحزن بعد خيبة الحب… تمثيل احترافي ينبض بالألم رغم أنني أعلم أنه تمثيل فقط…!
أجل، هذا هو الشعور!
ويبدو أنني أتقنته بامتياز، فقد شعرتُ بنظرة نا يوهان تلاحقني بصمت.
حسنًا… بعد هذا الظهور القوي، عليّ أن أترك الساحة بهدوء.
سأخطط للقاء نيكا بعد حفل تسليم الأوسمة—
“هوووه…”
…لكن، لماذا تقتربين مني أنتِ بالذات…؟
كلما خطوتُ إلى الوراء بخفة، اقتربت نيكا بخطوتين.
كنتُ أحاول الاندساس بين الناس، لكن نيكا شتّت الجميع!
ما… ما هذا؟
“مـ… ما الأمر؟”
تمتمتُ وأنا أرتجف، وأظهر عليها التوتر، محاوِلةً إخفاء ارتباكي.
اقتربت نيكا مني حتى كادت تلامسني، ثم رفعت ذقني بلطف بطرف إصبعها، وتفحصت وجهي.
“أنتِ… تلك التي حصلت على الإكسير من مكانٍ ما، أليس كذلك؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"