“همم؟ ألَم تكن على علم بذلك؟ نظرًا لنقص الأفراد مؤخرًا، فهم يناقشون إمكانية الاستعانة بطلبة السنة الأولى إلى جانب طلبة السنة الثانية.”
آه، الآن تذكّرت.
كانت تلك إحدى الحلقات التي توقفت عندها من قراءة الرواية.
بدأتُ أشعر أن مجريات القصة تقترب من آخر ما قرأته في الرواية الأصلية.
فبعد ذلك مباشرةً تقام مراسم منح الأوسمة، ثم تبدأ حلقة التدريب الميداني، التي هي في الحقيقة تجنيد مقنّع.
في هذا العالم، وظيفة الصياد تجلب الكثير من المال، لكنها في المقابل تُعد وظيفةً مرهقة وشاقة. لذا فإن الموقف الشائع هو:
‘بدل أن أصبح صيادًا، الأفضل أن أكون باحثًا.’
يمكن تشبيه الأمر بتخصصات الطب في عالمنا: رغم كون كلية الطب مطلوبة، إلا أن الطلب داخلها يختلف من قسم لآخر.
صحيح أن المسلسلات والأفلام تركز كثيرًا على الصيادين، لكن كما أن الأفلام العسكرية تُلهم البعض، فهي لا تدفعهم بالضرورة لخوض واقعٍ قد يُزهق فيه أرواحهم.
فكم من الناس، مهما أُعجبوا، سيتخذون قرارًا كهذا؟ خصوصًا حين يكون عدد المستيقظين محدودًا أصلًا.
وحتى إن جاء أحدهم بتلك النية، فإن التدريب القاسي في أكاديمية الصيادين كفيل بتغيير رأيه.
لذا، فإن نقص الأفراد كان دائمًا مشكلة قائمة في صفوف الصيادين، رغم أهمية المهنة.
لكن تجنيد طلاب الأكاديمية، الذين لا يزالون في طور التعلم، يثير جدلًا اجتماعيًا.
رغم ذلك، هذا العالم نصف ما بعد الكارثة، لذا يصعب تطبيق المعايير الأخلاقية الصارمة.
ما يقلقني الآن، أن أحداث “التدريب الميداني” تعني نهاية معرفتي بمحتوى الرواية الأصلية.
ستكون هذه آخر محطّاتي في الاعتماد على “معرفة الرواية”.
بعد ذلك، سيكون عليّ الاعتماد كليًا على النظام الميتا الخاص بي.
“يبدو أن الوضع في الميدان خارج عن السيطرة تمامًا.”
“أكثر مما تتصور!”
استمعت إلى شيون بينما فكرت فجأة كم كنت محظوظة لأنني منعت كانغ يو من الالتحاق بالتدريب الميداني.
لم أكن أريده أن ينخرط مبكرًا في مثل هذا الواقع القاسي.
أما تشوي بوريم، فكانت ترمق من حولها بتوتر، وكأنها تدرك أخيرًا خطأها.
المضحك أنها، رغم ذلك، لم ترغب بالابتعاد عنا وبدأت تحاول التودّد.
“يا إلهي! لقاء السيدة إغدراسيل يشعرني بالحماس!”
“آه، أول مرة تلتقينها وجهاً لوجه؟”
“أول مرة أتحدث إليها مباشرة! هل عليّ إحضار حلوى أو شيء؟”
“ليس ضروريا، إلا إذا كنتِ ترغبين بالتخلي عن التدريب.”
شين باران ردّت عليها ببرود واضح. ويبدو أنها لاحظت أن حالة مين جاي يون السيئة مرتبطة بـ تشوي بوريم. فكلما أرادت شين باران أن تطمئن على جاي يون، كانت بوريم تقاطعها عمدًا.
‘جاي يون، اليوم—’
‘أوه! هل التدريب مرهق ؟ أكره كل ما هو مرهق!’
شين باران التقطت الإشارة بصمت، واكتفت برفع حاجبيها.
كأنها تفكر: “لِنرَ إلى أين ستصلين.” ومنذ تلك اللحظة، أصبحت ردودها على تشوي بوريم مقتضبة، توحي بوضوح: “لا أرغب في الحديث معك.”
لكن تشوي بوريم لم تُبدِ أي علامة استسلام.
وبينما مرّ الوقت في هذا الجو المربك، وصلنا أخيرًا إلى ساحة التدريب.
“همم! وصلتم!”
كانت إغدراسيل قد سبقتنا، ولوّحت لنا بخفة.
بمجرد أن رأتها، انحنت تشوي بوريم بانضباط، قائلة.
“مرحبًا! أنا تشوي بوريم!”
“نعم، سمعت عنك. أولًا، سنبدأ باختبار اللياقة البدنية لك. أما البقية، فإلى القتال الجماعي!”
“أوه… اختبار لياقة؟ أليس من الأفضل أن أشارك في القتال الجماعي معهم؟ سيكون الأمر أكثر حماسًا!”
عبست إيغدراسيل بتعجّب.
“وما هذا الكلام؟ لا بد من تقييم مستواك أولًا لأُلائمك مع الفريق المناسب. أقولها بصراحة: هؤلاء الطلبة هم تلاميذي النخبة. من الصعب جدًا على طالب عادي مجاراتهم. على الأكثر، ستكونين داعمة فقط.”
“آآآه…”
أجابت تشوي بوريم بخيبة واضحة فعلّقت شين باران بحدة.
“كما في المرات السابقة، أنصحكِ بالتروّي. عليكِ اجتياز الخطوات اللازمة واحدة تلو الأخرى.”
“هاه… طالما باران تقول هذا، فلا بأس! سأبذل جهدي!”
قالتها بوريم بابتسامة، فاضطررتُ للرد بمثلها…
أنا شخصية مشرقة… مشرقة…
آه، الحياة صعبة فعلًا.
بعدها، توجّهت تشوي بوريم مع إيغدراسيل نحو قاعة الرياضة لاختبار اللياقة، بينما نحن بدأنا تجهيز المعركة التدريبية.
نا يوهان، الذي كان يضبط الإعدادات في المحاكي حسب الجدول الذي أعدته إيغدراسيل، أبلغنا أن الأمر سيأخذ بعض الوقت.
بالمناسبة، بدا أن تحسّن مين جاي يون قد أصبح ملحوظًا بعد اختفاء بوريم. وهو أمر مفرح.
“هل أنتِ بخير؟ لاحظت أنكِ كنتِ متوترة كلما كانت بوريم قريبة… هل حدث شيء؟”
سألتها شين باران وهي تقترب منها بحذر.
كانت مين جاي يون شاردة، لكنها ارتجفت فجأة عندما لامست باران ظهرها.
“آه! لا، لا شيء! فقط… أشعر ببعض الغثيان اليوم!”
“إن كان الأمر يزعجك، يمكننا التدرب في مجموعة منفصلة.”
“صحيح. راحتكِ أولًا.”
قالها كلٌّ من بارك سي وو ولي هانا.
لكن مين جاي يون لوّحت برأسها رافضةً.
“ها، ولكن… بما أننا مدينون لها بسبب الرسالة، أعتقد أنه ينبغي علينا معاملتها بلطف… كما أن هذا أمر يخصني وحدي…”
“أشعر بالأسف تجاه تشوي بوريم، ولكن يمكن رد الجميل بوسائل أخرى. قد يبدو قاسياً، لكنني شخصياً أشعر بعدم الارتياح تجاهها.”
“وأنا أيضاً… أعتقد أنها لا تنسجم معنا. من الصعب الحديث معها.”
كان كل من شين بَران ونا يوري وهما أكثر من عانى من تشوي بوريم قد أفصحا عن مشاعرهما بعدم ارتياح صريح.
عندها، قال كانغ يو، الذي كان صامتاً حتى تلك اللحظة.
“في الحياة الجماعية، لا بد من كبح من يسبب التوتر ويعكر صفو الآخرين.”
فضحكت تشوي سوجونغ بخفة:
“نياهاها، كانغ يو محق تماماً~ ثم إنها استمرت في تهميش جاي يون وناهيون، أليس كذلك؟ لا حاجة لمتملقة مثلها.”
” سوجونغ سينباي محقة. لا فائدة تُرجى من إجبار الأعضاء الحاليين على تحمل وجودها.”
ثم أضاف نا يوهان، بينما كان يعدّ جهاز المحاكاة للتمرين.
“لذا، إن كنتِ ترغبين، فنحن إلى جانبك في أي وقت.”
…لقد تغيّر نا يوهان أيضاً.
شعرت بمشاعر مختلطة وأنا أراقب تحوّله هذا.
ثم ابتسمت بهدوء، وأضفت كلمات تشجيعية لمين جاي يون، محاولة تهدئتها.
“صحيح. جاي يون، أنتِ أهم لنا بكثير. لا تنسي ذلك. نحن أصدقاؤك.”
“…شكرًا لكم جميعاً.”
ابتسمت مين جاي يون أخيراً، وقد بدا عليها الارتياح الحقيقي لأول مرة.
وفي معركة المحاكاة التي بدأت بعد قليل، أظهرت جاي يون أداءً رائعاً، كما لو أنها استعادت كامل لياقتها وثقتها.
***
أثناء مراجعتنا لتسجيل المعركة وتبادلنا الملاحظات، دخل كل من إيغدراسيل وتشوي بوريم إلى غرفة التدريب، قبل الموعد المتوقع.
كانت إيغدراسيل متجهّمة الوجه، شفتيها مطبقتين، وكأنها غير راضية عن شيء، بينما بدت تشوي بوريم تراقب حالتها بقلق.
ركلت إيغدراسيل الباب ودخلت متذمرة.
“همم– هل هذه الفتاة فعلاً تريد التدريب؟ لا يبدو أن لديها أي عزيمة حقيقية…”
فأجابت تشوي سوجونغ مازحة.
“من يدري~ ربما كانت تطمع في الجوائز أكثر مما توقعت؟”
تنهدت إيغدراسيل وهي تنظر إلى تشوي بوريم، متفهمة – على ما يبدو – فحوى مزاح تشوي سوجونغ.
ورغم انزعاجها، إلا أن مبدأها كمعلمة لم يسمح لها بطرد طالبة أتت برغبتها للتدرب.
فإيغدراسيل معروفة باهتمامها حتى بالطلبة المتعثرين في الصف A، وتحرص على إعطائهم الحد الأدنى من التدريب.
وقد تفعل الشيء نفسه مع تشوي بوريم… إن كانت قادرة أصلاً على مجاراة هذا الحد الأدنى.
“على أية حال… أنتم تعلمون ما هو الاختبار العملي لتخصص الصيادين في منتصف الفصل الدراسي الثاني، أليس كذلك؟
“نعم، هو اختبار لتقييم القدرات القتالية والنجاة، يتضمن معركة فردية ضد وحش يُسمح باستخدام الأدوات خلالها.”
“بالضبط. يتم تقييم قدرات النجاة للداعمين والمعالجين، وقدرات القتال للمهاجمين والمدافعين. لكن السبب الذي جعلني أطرح الموضوع هو الاختبار الخاص الذي يلي هذا الاختبار.”
“الاختبار الخاص؟ تقصدين ذاك الذي يتقدم له من يشاء؟ والذي يمكن أن يعوض ضعف الأداء في التقييم الأول بل وقد يؤدي للترقية المباشرة إلى الصف A؟”
“نعم، هو بعينه. أنتم تعلمون كيف يُجرى، أليس كذلك؟ يُختار أفضل الطلبة في الدفعة كمقيمين ممثلين، ويتحدى المتقدمون هؤلاء الممثلين، ومن يهزمهم يُرَقّى.”
“مقيمون ممثلون…”
فأجابت إيغدراسيل مؤكدة على كلام نا يوهان.
“نعم، نختارهم من الصف A. لكن نظرًا للفارق بين الطلاب، اخترنا هذه المرة من بين تلاميذي المميزين!”
“أفهم.”
قال نا يوهان بلا تعجب، وكأنه كان يتوقع أسماء الممثلين المختارين.
ففي الرواية الأصلية، كان الممثلون.
“لذا، نا يوري! مين جاي يون! وبارك سي وو! ستتولون المهمة!”
هكذا كانت الشخصيات الثلاثة في الرواية الأصلية.
وقد تم اختيار مين جاي يون حينها لأن نا يوهان رعَاها ورفع من ثقتها ومستواها في آن معًا.
لكن الآن، تطورت مين جاي يون أكثر من السابق، وتمكنت حتى من التحكم الكامل في لعنتها، فلا قلق عليها.
أما لي هانا وتشوي سوجونغ فمع أن مستواهما عالٍ، إلا أنهما طالبات معيدات، وهذا قد أثّر على ترشيحهما.
وبالنسبة لشين باران، فرغم قوتها، فهي لا تُجاري الثلاثة الآخرين في القتال القريب – وهو الجانب الأكثر أهمية في هذه التحديات.
…أما أنا، فما زلت أفتقر للكثير.
شعرت ببعض الأسى، لكنني لم أُظهره.
“واو… تم اختياركم كممثلين؟ هذا يعني أنكم الأقوى بين طلاب السنة الأولى! تهانينا!”
“أقوى؟ لا لا، ليس إلى هذا الحد!”
قالت نا يوري وهي تحمر خجلاً.
بينما قالت مين جاي يون بثقة أكبر.
“ربما… فقد أصبحت أقوى فعلاً.”
كانت واثقة بنفسها على نحو لم أره من قبل – على العكس من حالتها حين التقينا لأول مرة.
“نعم! عليكم أن تهزموا الأقوياء لتصبحوا الأفضل! هذا هو المعنى الحقيقي!”
“شكرًا.”
وبصفتي الشخصية المشعة في المجموعة، لم أبخل بالثناء والتشجيع لكل من نا يوري، مين جاي يوون، وبارك سي وو.
حقاً، شعرت بسعادة صادقة لاعتراف الجميع بهم.
حتى تشوي بوريم، ولتجنب إثارة الشكوك، تظاهرت بمباركة باهتة:
“مباركٌ للجميع~”
“أ، آه… شكراً…”
كان مشهداً محرجاً.
انتظرت إغدراسيل لحين انتهاء حديثنا، ثم قالت.
“أوه، وسيُقام قريباً حفل منح الأوسمة! لا بد أنكم تلقّيتم إشعاراً بهذا، أليس كذلك؟ إنه تقدير على إنجازاتكم في التدريب الميداني. وسيُقام في مقر إدارة المستيقظين، برفقة المديرة.”
عند سماع كلمتي “المديرة” و”الأوسمة”، أشرقت عينا تشوي بوريم.
“رائع! وسام! هل يمكنني الذهاب كمرافقة؟”
“أخشى أن ذلك غير ممكن. الحفل مخصص فقط لمن سيحصلون على الوسام. كما أنه سيُعقد أثناء أوقات الدراسة.”
ظهر الإحباط بوضوح على وجه تشوي بوريم، لكنه سرعان ما تلاشى.
لكن على ما يبدو، شعورها بالغيرة تفاقم لدرجة جعلتها تقول بنبرة حادة.
“ومن سيحصل على الأوسمة؟ هل كل من ذهب إلى حصن بانغيو؟ سمعت أن سي وو وباران تألقوا في حصن كيونجين أيضاً. هل يعني هذا أن الجميع سيذهبون ما عداي أنا وجاي يون وناهيون؟ يا له من إقصاء~”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 116"