“حسنًا، حسنًا! ‘كانغ يو’، ما يزعجك هو البنصر الأيسر، أليس كذلك؟ إذًا سأضعه في البنصر الأيمن!”
“لا تضعيه في أي إصبع إطلاقًا!!!”
“لكنكِ قناصة، ألن يكون ارتداء الخاتم مزعجًا لك أثناء استخدام السلاح؟”
“مم… إذًا…”
نظرتُ جانبًا إلى نا يوهان، وكان يبدو محبطًا للغاية.
رؤيته بتلك الحالة جعلني لا أرغب في أن أطلب منه استبدال الخاتم بشيء آخر… إنه يثير الانتباه بلا داعٍ!
“علّقيه في سلسلة وارتديه كعقد!”
عندها، ظهرت نا يوري فجأة واندفعت وسط الحديث، وعيناها تلمعان حماسًا.
“ارتداؤه في البنصر الأيسر؟ هذا غير مقبول على الإطلاق!”
“ن- نعم…”
يبدو أن نا يوري أيضًا كانت غير راضية بشدة عن الوضع…
ورغم أن كانغ يو ما زال يعبس بشفتيه، إلا أنه وافق في النهاية.
“نياها~ أنتما مطقمان بخاتمي ثنائي الآن~”
“…خاتما ثنائي…”
“كفى يا سينباي!”
“…تخلصي منه فورًا!!!”
“حتى ‘كانغ يو’، لديك عقد ثنائي! واو، عقد ثنائي!”
في النهاية، لم نهدأ إلا بعد أن أحدثنا فوضى حقيقية في ذلك اليوم.
أما نا يوهان، فقد بدا أنه انشغل بكلمة خاتما ثنائي، وظل يتمتم لنفسه: “لم أكن أقصد ذلك… لكن قد لا يكون أمرًا سيئًا…”
أهو أحمق حقًا أم ماذا؟
***
في صباح اليوم التالي
كانت الشائعات قد انتشرت بالفعل في أنحاء الأكاديمية بأن نادينا نجح في إغلاق البوابة الثابتة، لذا عندما وصلنا إلى المدرسة، كان الطلاب يتهامسون وهم ينظرون إلينا.
الفرق هذه المرة عن المرة السابقة، هو أن الناس حينها كانوا يظنون أن الأمر مجرد احتمال، أما الآن، فإنهم يرون الأمر على أنه متوقع.
“إنهم هم مرة أخرى… مذهل.”
“إذا فكرت في الموارد التي حصلوا عليها من تلك البوابة، فلا بد أنهم ربحوا الكثير من المال! أنا أحسدهما!”
“هيه، حتى لو اكتشفنا البوابة، لما استطعنا التعامل معها على أي حال.”
شعرت بوجهي يحترق، فرفعت يدي لأبرد خدي بظاهر الكف.
أما كانغ يو، فكان يرفع كتفيه بفخر، وكأنه يستمتع بالأمر. كان لطيفًا حقًا.
وعندما بدأ بعض الطلاب المتحمسين بالتجمع حول كانغ يو ليسألوه عن التفاصيل، كان يروي لهم ما حدث بصوت بهيج ودون أي ارتباك.
إنه حقًا اجتماعي للغاية.
ضحكت وأنا أراه من بعيد يضحك ويتفاخر بما أنجزه.
“صباح الخير.”
“آه، سي وو! صباح الخير!”
جلس بارك سي وو بهدوء في المقعد الذي أصبح فارغًا بجانبي، وكان قد حضر باكرًا على غير العادة.
أما نا يوهان الذي عادة ما يحضر في هذا التوقيت، فلم يكن ظاهرًا، ربما لانشغاله بأمور ما بعد إغلاق البوابة.
أخرج سي وو علبة مشروب من حقيبته، وناولني إياها – كان نوعي المفضل، الذي يحتوي على قطع من الجيلي.
وبالمثل، لاحظت أنه وضع علبة من عصير الصبّار على مكتب كانغ يو – مشروبه المفضل، على ما يبدو أنه جلبها من أجلنا.
“شكرًا لك.”
“العفو.”
أجاب بهدوء، وفتح علبة الشراب المخصص له – مشروب أيوني. بدا وكأنه يريد الحديث عن شيء مهم.
فتحت علبة المشروب التي حصلت عليها، ونظرت إلى بارك سي وو.
“ما الأمر؟”
“لا شيء… فقط تساءلتُ إن كنتِ لم ترتدي قلادة الحماية.”
أصابني الإحراج فابتسمتُ بتوتر.
على عكس بارك سي وو، الذي كان يرتدي البروش علنًا وكأنه يتباهى به، كنتُ أنا أحرص على حمله معي دائمًا، لكن دون ارتدائه.
“أنت تعلم… بسبب قدرتي…”
“أفهم ذلك.”
“أنا آسفة…”
“لا بأس. طالما تحتفظين به معكِ دائمًا، فهذا يكفيني.”
بينما كان يتحدث، توقف بارك سي وو للحظة، وحدّق في الخاتم الذي كنتُ أرتديه كعقد حول عنقي.
“…لا، في الحقيقة، آسف… يبدو أنني… أغار قليلاً.”
“تغار…؟”
“أحيانًا، أفكر… ماذا لو أن قدرتكِ كانت موجهة لي، لا له. لكن ربما لهذا السبب أُغضب يوهان أحيانًا رغم تسببي لكِ بالمتاعب.”
“أأنت تقصد خطة الغيرة؟”
تذكرتُ كيف كان بارك سي وو يقوم بأشياء تثير غضب نا يوهان عمدًا من وقت لآخر.
هل كان يشعر، كما تشعر نا يوري، بالغيرة لأنني أعير يوهان الكثير من الاهتمام؟
ربما كان يزعجه الشعور بأن صديقه يُنتزع منه.
لكني لم أكن أملك خيارًا في الأمر.
“من يدري…”
ردّ بتعبير غامض، ثم شرب محتوى العلبة دفعة واحدة.
“اتضح لي أنني لا أتحلّى بالكثير من الصبر.”
“آه…؟”
“أحاول كتم مشاعري، لكن لا أعلم إلى متى سأتمكّن من الاحتمال.”
ألهذا الحدّ هو غيور؟
تفاجأتُ بمدى تملّكه تجاه أصدقائه. شعرت برغبة صادقة في دعمه.
“بالتوفيق…!”
“…شكرًا. سأبذل جهدي. لذا أرجوكِ، حتى إن لم تظهريه، احملي معكِ البروش دائمًا. اتفقنا؟”
“اتفقنا!”
ابتسم ابتسامة خفيفة راضيًا عن إجابتي الحازمة.
ثم بقينا نتبادل أطراف الحديث في مواضيع متفرقة حتى بدأ الآخرون بالوصول إلى الفصل.
قبل أن يظهر نا يوهان، وجّه بارك سي وو ملاحظة عامة.
“القطعة التي منحكم إياها يوهان ثمينة جدًا. من الأفضل ارتداؤها في مكان غير ظاهر.”
وافق الجميع على رأيه، واتخذ كل منهم قراره، بين ارتداء القطعة أو وضعها في مخزونه،
أما أنا، فقد قررت ارتداء الخاتم تحت الملابس، بطريقة لا تُرى.
في الماضي، خشيت من أن يُثير يوهان الشكوك، فوضعتُ سوار الحماية الذي كنتُ قد اشتريته سابقا في المخزون، لكن هذا الخاتم الجديد يمكنه أن يؤدي دور السوار أيضًا.
ويبدو أن نا يوهان، الذي جاء لاحقًا وراح يتفحص عنقي، شعر ببعض الانزعاج حين لم يرَ الخاتم مباشرة.
***
“هيا إلى الصف، أيها الأشقياء!”
حلّ وقت الحصة العملية من جديد.
كنتُ أحاول أن أفكر بشأن الأمور المزعجة التي حصلت صباحًا، لكن…
“هل تفقدين تركيزك؟ هل تجرئين على ذلك؟ يبدو أنني قد أصبحت لينًا أكثر من اللازم… كيف أسمح لكِ بالسرحان؟”
“لا، لا، معلمة اغدراسيل، ليس هذا ما أقصد…”
“فهمت. كل الخطأ خطئي. سأجعله تدريبًا أشد قسوة!”
“آآآآه!!”
اختفى تفكيري وسط العاصفة الهوجاء التي أحدثها تدريب اغدراسيل.
حين يُنهك الجسد، تتلاشى الهواجس… دائمًا.
***
قضينا فترة الصباح بأكملها مرهقين حتى النخاع دون أن نتمكن من التفكير في شيء.
وحين اقترب وقت الغداء، بدأنا، ونحن في حال يُرثى لها، بالتحقيق في صاحبة رسالة الحظ.
“تلك الأخت، وذلك الأخ، هما من حصلا على الرسالة!”
“آه؟ لماذا؟ هل كانت الرسالة تحتوي على خطب ما؟”
“في الحقيقة، لم تكن رسالة حظ… بل كانت رسالة لعنة.”
“ماذا؟! لا يُعقل!”
لحسن الحظ، كان كانغ يو قد بدأ التحقيق مُسبقًا أثناء الطابور الصباحي، بذكائه وحُسن تواصله، مما سهّل علينا البدء.
بدأنا بهذين الشخصين، وتحققنا من عدد الطلاب في الصف A الذين تلقوا الرسالة.
وصل عددهم إلى أربعة، بما فيهم كانغ يو.
شرحنا لهم ما يحدث.
بعضهم لم يصدق في البداية، لكننا استطعنا إقناعهم بأنه في حال بدأ مفعول اللعنة، يجب أن يسلّموا الرسالة لنا فورًا.
فقط أخبرناهم أننا سنتولى أمر الرسالة الملعونة، فوافقوا بسهولة.
ولحسن الحظ، كان أحدهم قد تخلّى عن الرسالة مؤخرًا، ما يعني أن أثرًا من طاقتها قد يكون لا يزال موجودًا. لذلك استخدمنا كاشف الطاقة السحرية الذي صنعته بارك يورا سابقًا.
وبحسب ما قاله يوهان، فإن طاقة الرسالة بدأت تأخذ نمطًا يدل على اقتراب تفعيل اللعنة.
كان علينا الإسراع.
بعد أن أنهينا التحقيق في الصف A، وانتقلنا إلى الصف B، قال كانغ يو بارتياح:
“من حسن الحظ أنه لم يطلب أحد منا مقابلًا لقاء إعطائنا الرسالة!”
“مقابل…؟”
“نعم! لأننا من بدأنا الطلب، من الممكن أن يطلبوا شيئًا بالمقابل!”
“…هذا منطقي فعلًا.”
كانت مين جاي يون قد عبست فورًا، وكأنها تذكرت شيئًا سيئًا من الماضي.
“…نعم، فهناك أناس يتصرفون بلطف… لكنهم يخونون في الأوقات الحرجة…”
“أمثال هؤلاء الأوغاد سينالون عقابهم يومًا ما.”
قالت شين باران بتذمر.
لكن… العالم لا يسير دومًا وفق أمنيات باران.
أما ذلك الشخص الذي سبب صدمة لـمين جاي يون، فسيضطر لمواجهة ماضيه بنفسه في النهاية.
لأنه قريبًا… سيحاول بكل وسيلة الانضمام إلى مجموعتنا الشهيرة، وسيقحم نفسه في طريقنا مجددًا.
وبينما كنا نُواصل تتبع أثر رسالة الحظ، التقينا في النهاية بـ”ذلك الشخص”… ومعه وجه مألوف آخر.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات