9. كيفية استقبال الفصل الدراسي الجديد (٥)

 

 

بدأت الجولة بهجوم مباغت من كانغ يو.

 

كووونغ!

 

اندفع عمود مائي ضخم نحو المكان الذي كان فيه بارك سي وو قبل لحظات فقط.

 

كانغ يو أخذ يطلق الماء تباعًا كأنها مدافع، رافضًا أن يسمح لبارك سي وو – الذي يعتمد على القتال القريب – بالاقتراب منه.

 

كووونغ! كوووم!

 

تفادى بارك سي وو زخات الماء المتتالية بخفة حركته، لكنه لم يستطع الاقتراب كثيرًا من كانغ يو.

 

عندها، أخرج من مخزونه عدة رماح قصيرة وأمسك بها، ثم بدأ يرمي الرماح باتجاه الماء القادم إليه وهو يندفع نحو كانغ يو.

 

“الآن جاء دوري.”

 

تشاااااك!

 

اصطدمت رماح القوة السحرية بالماء المندفع.

 

حاول الماء دفع الرماح بعيدًا، لكنها اخترقته ببراعة، محطّمةً طاقة الماء ومتقدمة بثبات.

 

دووووووم!

 

الماء الذي خرج عن السيطرة تساقط على الأرض.

 

“أواه…!”

 

استغل بارك سي وو تلك الثغرة واقترب سريعًا من كانغ يو، الذي سارع في تجميع طاقته السحرية على عجل لصدّه.

كوررررك!

 

تجمّع الماء بكثافة أمام كانغ يو، وعلى وشك أن يُطلَق، لكن بارك سي وو اختفى فجأة.

 

“أين ذهب؟!”

 

في اللحظة التي بدأ فيها كانغ يو يبحث بعينيه عن خصمه بارتباك، شق صوت الهواء الساكن من أعلى، وكان سوطٌ قد لفّ جسده العلوي بإحكام.

 

ذراعاه وجذعه قد قُيّدا، ما جعله يفقد توازنه فجأة.

 

“أوووااه!”

 

لكن بارك سي وو – الذي كان قد هبط على الأرض بالفعل – دعمه من الخلف ومنع سقوطه، ثم لمَس عنقه برفق بخنجرٍ خشبي صغير.

 

قال وهو يبتسم بهدوء:

 

“لقد فزتُ، صحيح؟”

 

“أ… أجل…”

 

“بارك سي وو هو الفائز!”

 

وما إن أعلن نا يوهان نتيجة النزال، حتى ركضت نحوهما بسرعة.

 

“هل أنتما بخير؟ لم تُصابا بشيء؟”

 

“أنا بخير، لا تقلقي.”

 

“أنا أيضًا…”

 

كانغ يو بدا شارِدًا قليلًا، ثم فجأةً أرسل نظراتٍ متلألئة نحو بارك سي وو.

 

“أنت رائع جدًا، هيونغ! قوي بحق! كيف تجيد استخدام كل هذه الأسلحة؟ دائمًا ما يُقال لي إنني أُطلق السحر بشكلٍ أخرق، أريد أن أكون مثلك!”

 

“الأمر يعتمد على التدريب الطويل، ولكن الفضل يعود جزئيًا للمهارات. ومع ذلك، أعتقد أنه بإمكاني مساعدتك قليلًا. هل ترغب بذلك؟”

 

“طبعًا! علّمني! أنت مذهل!”

 

…يبدو أن كانغ يو قد أُعجب كثيرًا ببارك سي وو.

 

بدأ يطلب منه أن يُريه كيف يستخدم باقي الأسلحة، وكانت عيناه تلمعان بفضول كبير، ثم ما لبثت تلك النظرات أن تحوّلت إلى نظرات إعجاب واحترام.

 

لابد أن بارك سي وو بدا في نظره كشخصٍ خارق.

 

“أختي، إن قررتِ مواعدة أحد، أتمنى أن يكون هذا الأخ!”

 

“…هاه؟”

 

“شكرًا.”

 

رغم أن تعليقًا غريبًا قد خرج في منتصف الحديث، لكن بدا أن الاثنين أصبحا صديقين بسرعة، وهذا ما أراحني.

 

“نياهها~ هيا يا زميلتي الصغيرة، شدي الهمة!”

 

“قلت لكِ إن الأمر ليس كما تظنين…”

 

تشوي سوجونغ، كالعادة، لم تفوت فرصة السخرية أو المزاح.

 

وبعد انتهاء نزال بارك سي وو وكانغ يو، تتابعت الجولات بين مجموعات مختلفة من التلاميذ.

 

وبدا واضحًا أن الجميع قد تحسّنوا كثيرًا خلال العطلة، ما جعلني أتشجع على بذل المزيد من الجهد في تدريباتي القادمة.

 

انتهت الجولة الأخيرة، وبدأنا نأخذ قسطًا من الراحة.

 

“يعني، أنا أطلق الماء، ثم تقومين أنتِ بتجميده باستخدام طاقتك الجليدية؟”

 

“بالضبط. المهم أن نتناغم جيدًا في التوقيت.”

 

ورغم التعب المتوقع بعد كل هذا التدريب، لم يُظهر كانغ يو أي علامات إرهاق. بل إنه انشغل مع لي هانا بمناقشة طرق تنفيذ الهجوم المشترك بين عنصري الماء والجليد.

 

كان حقًا مثابرًا.

 

وفي ذروة نقاشهما، فُتح باب غرفة التدريب بعنف.

 

كووونغ!

 

توجّهت الأنظار فورًا نحو المدخل.

 

كان رجلاً ضخمًا يتّكئ على الباب وهو يبتسم بسخرية. لون بشرته مائل إلى الزرقة، وتبدو عليه سمات هجينة بين البشر والبحر، إذ كانت أذناه أشبه بالخياشيم.

 

وعلى كتفيه، كانت تجلس إيغدراسيل على طريقة “الركوب على الظهر”.

 

“لقد وصلنا!”

 

“سمعت أن هناك زميلًا من أبناء جلدتي هنا، فقلت لا بد من الزيارة!”

 

“من نفس الجنس؟”

 

كرّرت تشوي سوجونغ تلك الكلمة، وبدت على وجهها ملامح انزعاج سرعان ما أخفتها.

 

لا بد أنها تذكّرت أمرًا مزعجًا.

 

أما كانغ يو، فبدا في غاية الحماس حين سمع ذلك، وركض نحو الرجل الكبير.

 

“واو! نصف إنسان ونصف حوري! هل أنت سينباي؟”

 

“نعم! وأنت أيضًا من نفس عرقي! سمعت بأنك أصغر مني!”

 

“انزلني الآن.”

 

“حاضر!”

 

أنزل الرجل إيغدراسيل بلطف على أرضية قاعة التدريب، ثم ضرب صدره القوي بفخر وقال بصوتٍ عالٍ:

 

“تشرفت بلقائكم! نادوني شِيـون! أنا في الصف الثاني! يبدو أن حظي اليوم جيد جدًا لأني التقيت بزملاء ظريفين هكذا!”

 

…بمجرد سماع اسمه، تذكّرت أنه شخصية ظهرت في الرواية الأصلية.

 

مؤمن بالخرافات، يتحدث وكأنه خرج من دراما تاريخية، وهو هجين ضخم بين الإنسان والحوري.

 

إنه أحد الحلفاء الموثوقين الذين يظهرون أحيانًا لمساندة الأبطال.

 

في الرواية، كان مذكورًا أن شِيـون يتحدث بهذه الطريقة الغريبة لأنه تعلّم الكورية من خلال دراما تاريخية من عصر جوسون، ولهذا تأثر بأسلوبها.

 

“تشرفتُ بلقائك! اسمي كانغ يو!”

 

يبدو أن شيـون سيكون أخًا أكبر جيدًا إن توطدت علاقته بكانغ يو.

 

نظرتُ إلى الاثنين وهما يبدآن حديثًا ودودًا، وإيغدراسيل تبتسم برضا إلى جانبهما، فلم أتمالك نفسي من الابتسام بخفة.

 

حتى باقي الطلاب بدا عليهم الاهتمام بشيـون، فاقتربوا منه واحدًا تلو الآخر لإلقاء التحية.

 

“تابعوا الترحيب، سأذهب لأشتري بعض المشروبات.”

 

“أوه، مر وقت طويل، يا هانا!”

 

يبدو أن لي هانا كانت تعرف شيـون من قبل.

 

وما إن نهضت لتشتري المشروبات حتى تبعها نا يوهان مباشرة.

 

“دعيني أرافقك.”

 

“بإمكانك البقاء هنا.”

 

“لدي أمر أود التحدث فيه معك.”

 

“حسنًا، إذن.”

 

غادر الاثنان معًا باتجاه المتجر. وفي تلك الأثناء…

 

> [تمت إضافة “شظية من القصة”!]

 

[عدد الشظايا المجموعة: 10]

 

– القائد العبقري في الأكادمية: 4

– ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ (مغلق): 6

 

 

 

ظهرت هذه الرسالة فجأة.

 

ويبدو أن الشظية الجديدة هذه المرة لا تتعلق بذلك القسم المغلق المليء بعلامات الاستفهام، بل تنتمي إلى مسار رواية <قائد من الفئة F في الأكاديمية>.

 

أعتقد أني سأتحقق منها لاحقًا عندما أعود إلى السكن.

 

وفيما كنت أفكر بذلك، التقطت أذني محادثة غريبة بدأت تدور بجانبي.

 

“أه، زميلي الصغير! هل تهتم بمستقبلنا ومستقبل البرج؟”

 

“أنا أفكر كثيرًا بشأن خططي المستقبلية!”

 

“رائع! ماذا لو انضممتَ إلى ديانة البرج؟”

 

“ديانة البرج؟”

 

…هذا الأخ الأكبر المجنون بدأ يُجري نشاطًا تبشيريًا!

 

تدخّلتُ فورًا بين شيـون وكانغ يو، اللذَين كانا يتبادلان منشورًا عليه صورة برج وثعلب بعشرة أذيال، وانتزعتُ الكتيب بسرعة.

 

“نعتذر، لكن ربما علينا التفكير في الأمر لاحقًا. كانغ يو ما يزال صغيرًا.”

 

أنا لا أؤمن بالطوائف.

 

كنت أود قول ذلك صراحةً، لكنني تمالكت نفسي احترامًا لكونه زميلًا أكبر.

 

“أه، هكذا إذن؟ مؤسف… حسنًا، سأمنحه هدية بديلة!”

 

“…وما هذه؟”

 

“رسالة الحظ! إنها رائجة هذه الأيام! من يحملها يحالفه الحظ، لكن عليه أن يعطيها لشخص آخر خلال 3 أيام!”

 

“…شكرًا؟”

 

نظرتُ إلى كانغ يو وهو يتلقى الرسالة بعينين مشوشتَين، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشي.

 

هدية؟ هذه أشبه برسالة ملعونة…

 

…شخصيات هذه الأكاديمية كلها تبدو مختلة بعض الشيء. باستثناءي أنا وكانغ يو.

 

لكن مؤخرًا، كانت تحدث أمور غريبة تتعلق بطوائف مشبوهة.

 

في الرواية الأصلية، لا أذكر أن شيـون كان يقوم بالتبشير.

 

فهل ديانة البرج هذه هي متغير جديد ظهر بعد تجسّدي في هذا العالم؟

 

أم أنها ببساطة عنصر لم يُذكَر في النص الأصلي؟

 

“لقد عدنا.”

 

عاد نا يوهان ولي هانا من الخارج.

 

شيـون تناول المشروب من يد لي هانا وشكرها بحرارة، ثم استأذن مودّعًا الجميع.

 

“إلى لقاءٍ آخر!”

 

راقبتُه وهو يغادر مبتسمًا بحيوية، لكنني شعرتُ أن طاقتي استُنزفت تمامًا.

 

وما إن اختفى من أمامنا حتى التفتُّ إلى كانغ يو وقلتُ.

 

“كانغ يو.”

 

“هم؟”

 

“تلك الرسالة التي حصلتَ عليها… لاحقًا، ربما— لا بأس.”

 

“لا تقلقي، أختي.”

 

أجابني بابتسامة مشرقة وكأنه فهم ما يدور بذهني.

 

“لن يحصل شيء سيء. هي هدية من شخص نواياه طيبة، لذا سأحتفظ بها شاكرًا.”

 

“…حسنًا.”

 

نظرتُ إلى الرسالة بعين الريبة، ثم سرتُ نحو إيغدراسيل التي كانت تنادينا.

 

وبالطبع، كانت جلسة التدريب شاقة اليوم أيضًا.

 

لكنني، وأنا أرى كانغ يو يستمتع بالتدريب حتى اللحظة الأخيرة، لم يسعني سوى الاعتراف أخيرًا بأن أخي قد تحوّل إلى “مهووس بالتدريب”.

 

…لكن لا بأس، هذا أمر جيد في النهاية.

 

***

 

بعد انتهاء التدريب وتناول العشاء، حلّ الظلام وعدنا إلى السكن الداخلي، وعندما دخلتُ غرفتي وألقيتُ نفسي على السرير، بدأتُ في مراجعة خططي القادمة.

 

فمحتوى الرواية الأصلية قد بدأ ينحرف بالفعل.

 

لكن المشكلة الحقيقية… أنني أقترب تدريجيًا من النقطة التي توقفتُ عندها في قراءتي للرواية الأصلية.

 

وبالتالي، فإن معرفتي بالأحداث التي ستجري لاحقًا أصبحت شبه منعدمة.

 

من الآن فصاعدًا، لن يكون أمامي سوى الاعتماد على نظام “الميتا” وقدراتي الخاصة.

 

إضافة إلى ذلك، يجب عليّ حماية كانغ يو وعائلتي من دار الأيتام…

 

هل هذا ممكن؟

 

…لا، السؤال ليس هل هو ممكن.

 

بل يجب أن أجعله ممكنًا.

 

 [نقاط الميتا: 24000]

 

 

نظرتُ بحدّة إلى نافذة نظام الميتا التي تطفو أمامي.

 

كنت أفكر في تحويل المفتاح السابع الى نقاط ميتا على الفور…

 

لكن إن فعلتُ ذلك، فحين يسأل نا يوهان عن المفتاح لاحقًا، لن أجد عذرًا مقنعًا أُبرّر به الأمر.

 

رغم ذلك، راودتني فكرة:

إذا جمعتُ 20 مليون نقطة، ألا يمكنني منع “فيضان الكارثة” من الحدوث من الأساس؟

 

دعونا نحاول شراء “منع فيضان الكارثة”.

 

 

 

“منع حدوث فيضان الكارثة نهائيًا.”

 

[منع حدوث فيضان الكارثة نهائيًا]

 [السعر: 200,000,000 نقطة]

[النقاط غير كافية!]

 

 

“ما هذا بحق…؟”

 

سعرها كان جنونيًا.

 

 ربما من الأفضل أن أُواجه الكارثة بنفسي بجانب نا يوهان. سيكون ذلك أقل كلفة.

 

وبالفعل، طالما لم يتم إقصائي من فريق البطل، فالبقاء بقربه ومساعدته هو الخيار الأفضل.

 

“هاه…”

 

تنهدتُ بعمق.

 

في النهاية، المطلوب مني هو جمع مزيد من المعلومات… وتجميع نقاط الميتا… والتدريب بلا توقف.

 

لعلّ من الجيد أن أبدأ بمراجعة المقاطع التي تجاهلتُها سابقًا لأجمع ما يمكن من المعلومات الجديدة.

 

وهكذا، بدأتُ ببطء قراءة الأجزاء التي كنتُ قد تجاهلتها، باحثةً عن أي خيط قد يساعدني فيما هو قادم.