9. كيفية استقبال الفصل الدراسي الجديد (١)
فصلٌ دراسي جديد كان يُفترض أن يكون مليئًا بالحيوية والانتعاش.
لكنني الآن…
“ناهيون! انظري! هذا عمل مشترك بيني وبين كيم كانغ ها!”
“ما هذا؟! هل هو وحش؟!”
“يورا، آسفة! أخفقت في التعديل! سينفجر قريبًا! الجميع، ابتعدوا!”
“أهاااااه!”
…كان الوضع أشبه بالجحيم.
***
رؤية وجوه زملائي في الصف بعد غياب طويل بعث في نفسي مشاعر دافئة.
بدا واضحًا أن كلًّا منهم مرّ بتجربة ما خلال الإجازة، فقد تغيّر الجو العام من حولهم، وكأنهم نضجوا فجأة في وقت قصير.
كنت أتطلّع بشوق لمعرفة كيف تغيّر باقي الأصدقاء الذين لم أرهم بعد.
لكن، وعلى عكس ما يُفترض بفصل دراسي جديد أن يكون عليه من بهجة، بدا الجو في الفصل أثقل مما توقّعت.
“سمعت عن الأخبار المتعلقة بالحوادث الغريبة؟”
“أبي أيضًا أُصيب أثناء محاولته صدّ بوابة ظهرت داخل الحصن هذه المرة…”
“بسبب نقص الصيادين، سمعت أنهم بدأوا يستعينون بطلاب السنة الثانية!”
كان ذلك كله بسبب تزايد عدد الحالات غير الطبيعية وحالات الطوارئ مؤخرًا.
الوحوش ازدادت قوة، وبدأت البوابات تظهر حتى في المنطقة الوسطى خلف الحصن — أي في المناطق السكنية غير المرخّصة.
ومع تدفّق المعلومات سريعًا داخل أكاديمية الحماة، بدا طبيعيًا أن يسود القلق والجمود على أجواء الطلبة.
خاصةً أن طلاب الصف A من السنة الأولى خاضوا تجربة فعلية مع هذه الحالات خلال التدريب الميداني، لذا يعرفون تمامًا مدى خطورة الوضع.
لكن يبدو أن الإعلام فرض تعتيماً على الأمر، فالمجتمع خارج عالم الصيادين والأكاديمية لا يزال يرفل في وهم الطمأنينة.
أما أنا، فلم أسمع عن مدى خطورة الوضع إلا اليوم فقط.
حين قرأت ذلك في الرواية، كان الأمر مجرّد سطر عابر يقول “تسارعت وتيرة الفناء”،
أما الآن، وقد أصبحت في قلب الحدث، أسمع الشائعات من زوايا متعددة، أدركت حقًا كم هو خطير.
“مرحبًا، ناهيون.”
دخل نا يوهان إلى الصف وحيّاني.
ربما بسبب تنقلاته الكثيرة أثناء العطلة، بدا عليه بعض الإرهاق، لكنه كان بخير بشكل عام.
ابتسمت له بحرارة ورددت التحية.
“أهلًا، يوهان! كيف حالك؟”
“ممم… بخير نوعًا ما. كنت مشغولًا قليلاً.”
“حقًا؟ ماذا حدث؟”
ابتسمت له بلطف وبدأت الحديث.
بما أنني لم أظهر في الرواية خلال فترة الإجازة المتبقية بعد الرحلة، كان عليّ أن أستقصي عما حدث لأعرف ما فاتني.
لقد تغير مسار الرواية كثيرًا عن الأصل، لذا بات جمع مثل هذه المعلومات ضروريًا.
من المحتمل أن نا يُوهان قد تواصل خلال العطلة مع عائلة “فالدير”، وتلك العلاقة تحديدًا تحفّ بها عدة أحداث خطيرة، لذا وجب عليّ أن أبقى متنبهة.
…ومن يدري، لعلّه تعرّض لإصابة دون أن أعلم.
لكن نا يُوهان اكتفى بالتهرّب من الجواب.
“فقط، كنت أساعد صديقًا في بعض الأمور.”
أي صديق؟ ليس لديكَ اصدقاء!
كنت أود أن أوبخه، لكنني اكتفيت بابتسامة صغيرة وهززت رأسي.
“هل أُصبت؟”
“ليس حقًا.”
حسنًا، هذا جيد.
“كما تعلم، إذا حدث شيء صعب، عليكَ أن تخبرني، حسنًا؟”
أمسكت بيده بإحكام وأنا أُخفي نصف مشاعري خلف ابتسامة.
ورغم أنه كان يجب أن يعتاد على هذا النوع من التلامس، إلا أن وجنتيه احمرّتا قليلًا.
“هيه؟ يوهان؟”
“….حسنًا.”
همس وهو يشيح بنظره عني، وجهه أحمر تمامًا.
ثم جلس بجانبي، كأنّ الأمر طبيعي.
“مرة أخرى نحن شريكان في المقعد!”
قلت ذلك ضاحكة، فأومأ برأسه بصمت.
وفي تلك اللحظة، دخل وجه مألوف آخر إلى الفصل.
نظرت إلى بارك سي وو الذي دخل وحيّاني ملوّحًا بيده.
أجبته بابتسامة خفيفة، فما كان منه إلا أن ردّ بابتسامة خجولة وسار نحوي بخطًى مترددة.
“كيف حالكِ؟”
“بخير! وأنت؟”
“وأنا أيضًا. كنت أود دعوتكِ إلى منزل جدتي، لكن الوقت لم يكن مناسبًا للأسف.”
“لا بأس. في المرة القادمة لنذهب معًا.”
“…تذهبان معًا إلى أين؟”
تسلل صوت منخفض من نا يُوهان، بدا عليه عدم الارتياح وهو يحدّق في بارك سي وو.
“تذهبان معًا فقط؟”
أكّد على كلمة “معًا فقط” بنبرة ثقيلة، مما جعلني أشعر بأن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة.
…آه، لحظة، هذا يبدو خطيرًا بعض الشيء، أليس كذلك؟
بارك سي وو، أنقذني!
أرسلت له نظرات تنبيهيّة وأنا أومئ برأسي بخفّة، لكن لسبب ما، بدا أنه أساء الفهم تمامًا.
“على الأرجح.”
لااا! أوقف خطة الغيرة!
“لااا!”
…هاه؟ ولماذا تصرخ أنت؟
نظرت إلى نا يُوهان بدهشة، فقد كان هو من صرخ بدلًا عني.
لكنه بنفسه بدا عليه الارتباك، ووضع يده على فمه كما لو أنه لا يعرف لماذا قال ذلك.
“آه، أعني… لو ذهبنا، فليكن جميعنا معًا.”
“أوه، إن لم يكن لدى سي وو مانع، فقد يكون من الجيد أن نذهب جميعًا مثل المرة السابقة.”
عندما أضفتُ ذلك، صمت بارك سي وو قليلًا، ثم نظر بتمعّن إلى نا يُوهان قبل أن يوافق برأسه بهدوء.
“لا بأس. هناك غرف كافية في منزلنا.”
رحلة، إذًا؟
مع أن الرحلة ما تزال مجرّد احتمال، إلا أن قلبي بدأ يخفق بحماسة خفيفة.
يبدو أنني حقًا استمتعت بالإجازة السابقة.
وحين خفَ الحوار قليلًا، دخلت الشخصية التالية تمامًا كما توقّعت — هجوم نا يُوري المعتاد.
“ناهيون!”
“أوههغ—”
كان هجومها الجسدي كما هو… ثقيلًا!
كدت أن أسقط إلى الخلف، لكن بارك سي وو ساند ظهري بهدوء.
“شكرًا، سي وو.”
“لا بأس، لا شيء يذكر.”
“الأجواء بينكما لطيفة~”
“مرحبًا.”
“آه، السينباي! لم أركم منذ مدة! هل كانت رحلتكم ممتعة؟”
وصلت تشوي سو جونغ مبتسمةً بلا حرج، وكانت لي هانا برفقتها.
وأخيرًا، وقبل أن يدقّ الجرس بقليل، ظهرت شين باران مع مين جاي يون على عجل كما لو كانتا قد حضرتا في اللحظة الأخيرة.
“كنا على الحافة…”
“هذا لأنكِ تأخرتِ في الاستيقاظ.”
قدّمت لهما الماء وهما يلهثان، ثم ألقيت نظرة على الوجوه من حولي.
في الحقيقة، كان هناك شيء أردت قوله منذ البداية — أمر يتعلق بكانغ يو.
أردت أن أطلب منهم الاهتمام به، كأخته، بما أنه انضم إلى أكاديمية الحماة حديثًا.
فهو لم يتعافَ من مرضه إلا مؤخرًا، وليس من الشخصيات الأصلية في الرواية.
ربما لاحظ بارك سي وو أنني أبحث عن الفرصة للحديث، فسألني.
“هل لديكِ شيء تريدين قوله، ناهيون؟”
“آه، نعم. في الواقع، أخي الصغير انضم إلى الأكا—”
لكن صوت الجرس قاطعني فجأة.
وفي نفس اللحظة، دوّى وقع خطوات إغدراسيل المتحمّسة قادمة من الممر.
عادةً ما تصل متأخرة قليلًا، لكن اليوم كانت سريعة إلى درجة تستحق أن تُلقّب بـ”الحضور الحاد”.
لكن خطوات الأقدام في الممر لم تكن لها وحدها.
أغلقت فمي مجددًا.
ربما بدا وجهي محرجًا للغاية، فبارك سي وو، رغم فضوله، أدار وجهه بصمت مثل باقي الطلبة.
دوووم!
ركلة إغدراسيل المعتادة فتحت الباب بعنف.
دخلت إلى الصف بشعرها الفضي المألوف، وخلفها مباشرة رأس أزرق اللون وعينان زرقاوان لا يعرفهما أحد.
سخِنت أجواء الصف فورًا.
“هل هو طالب منقول؟ أم طالب تبادل؟”
“واو! إنه لطيف!”
“هل هو هجين من عرق حوري؟ هممم…”
“أوه! هل وصول طالب الجديدة من تأثير رسالة الحظ؟”
أما إغدراسيل، فكانت تستمتع بتفاعل الطلاب بدلًا من تهدئتهم.
رفعت كتفيها بشموخ واستمتعت بالصخب.
“نادرًا ما يأتي طلاب جدد إلى الصف A، إنه أمر غريب حقًا~”
“نعم، بالفعل…”
ضحكتُ بخفّة على تعليق تشوي سو جونغ.
صحيح.
سواء أكان طالبًا منقولًا أو طالب تبادل، فإن اجتياز اختبار القبول في الصف A بالأكاديمية يُعد إنجازًا كبيرًا.
لذا، لم يكن أحد من طلاب الصف A يتوقّع وصول طالب جديد، ولهذا السبب بدا الأمر مفاجئًا جدًا.
بعد أن استمتعت كفاية بردود الأفعال، ضربت إغدراسيل الطاولة بجوار المنصة وقالت بصوت مرتفع.
“هدوء!”
تأمّلت الطلاب الذين أغلقوا أفواههم كأصداف البحر، ثم بدأت تقديم الطالب الجديد.
“كما توقّعتم، إنه طالب منقول! أصغر منكم سنًّا!”
بدأ العرق يتصبّب على جبيني دون أن أدري، ونظرت إلى نا يُوهان بسرعة.
بدا عليه الاندهاش لرؤية كانغ يو — الذي لم يكن موجودًا في الرواية الأصلية — لكنه كان يراقبه بهدوء.
…لكن عينيه ما لبثتا أن اتّسعتا بدهشة.
فطبيعي أن يُصدم، فكانغ يو…
[الحالة]
الاسم: كانغ يو
المهنة: ساحر
المستوى: 1
القوة البدنية: C
الرشاقة: C
القدرة على التحمل: C
السحر: S+
خاصية السحر: الماء
[المهارات المكتسبة]
سلبية: بركة السحر (الماء)
بركة سحر لا نهائية.
حتى إن نفدت طاقته السحرية، إن كان هناك ماء أو طاقة مائية قريبة، يُمكنه استعادتها.
فعالة: تحويل السحر (الماء)
يمكنه تحويل أي طاقة سحرية إلى سحر مائي.
فعالة: جسد واحد (الماء)
يمكنه التحكم بالماء أو بالطاقة المائية كما لو كانت جزءًا من جسده.
…مواصفات مجنونة حرفيًّا.
السبب في صعوبة علاج حالة الإفراط في الاستيقاظ السحري لديه، هو أن قوته السحرية الطبيعية كانت مفرطة منذ البداية.
تكاليف علاجه كانت تشكّل الجزء الأكبر من نفقات الميتم.
لولا التبرعات المنتظمة من المتبرع المجهول، لربما كان قد مات منذ وقت طويل.
ولهذا، فأنا حقًا… ممتنة لذلك الشخص، على الأقل لهذا السبب.
“أنا كانغ يو! عمري أربع عشرة سنة! أرجو أن تعتنوا بي!”
أنهى كانغ يو تقديم نفسه بنبرة مرحة بينما كنت أنا غارقة في التفكير.
رأيت إغدراسيل وهي تضع ذراعيها أمام صدرها وتومئ برضا.
“حسنا! كانغ يو! مقعدك هناك عند باب الصف!”
“حاضر!”
لكن، وعلى عكس الإجابة النشيطة، بدأ كانغ يو يتقدّم بخطى ثابتة نحو مقعدي عند النافذة.
“هم؟ إلى أين تذهب؟”
“هاه؟”
سألت إغدراسيل بصوت مستغرب، فيما بدا الارتباك على وجه نا يُوهان أيضًا وهو يرى كانغ يو يقترب منه مباشرة.
بدأ التلاميذ يتهامسون بفضول بسبب تصرف كانغ يو المفاجئ.
لكن دون أن يعبأ بأحد، وصل كانغ يو إلى المقعد بجانب مقعدي — مقعد نا يُوهان — وابتسم قائلًا:
“هيونغ!” (هيونغ = الأخ الأكبر)
“أ- أجل؟”
“أعطني هذا المقعد!”
“…ماذا؟”
“أريد هذا المقعد.”
كانغ يووووو!!!
دفنت وجهي في راحتيّ بصمت…
التعليقات لهذا الفصل " 104"