1. كيفية إنشاء شخصية (١٠)

أفكر في استثمار نقاط الميتا التي حصلت عليها في الإحصاءات والمهارات.

لكن بما أنني لم أرفع مستواي بعد، فلو زادت إحصاءاتي أو مهاراتي فجأة، فقد يكتشف المحتال الذي يمتلك عين البصيرة الأمر، لذا من الأفضل أن أستثمرها دفعة واحدة عند رفع المستوى، مثلًا بعد إنهاء زنزانة.

راقبتُ المحتال وهو يتحدث مع طلاب الصف F.

الطلاب الذين اكتشفوا ميولهم في استخدام الأسلحة كانوا متحمسين ويخططون للذهاب إلى متجر الأسلحة معًا.

لكنني ابتعدتُ عنهم متظاهرةً برغبتي في تفقد السلاح الذي سآخذه، لا أكثر.

قررت أن أستخدم مؤقتًا السلاح الذي تم تزويدنا به تواً.

سلاح الأكاديمية القياسي لا بأس باستخدامه، وإن أردنا تصنيفه، فهو ملائم للتدريب بدرجة مقبولة. إنه أقرب ما يكون إلى أداة أساسية بلا أي تعزيزات خاصة.

لذا، غالبًا ما يقوم الطلاب بشراء أسلحة خاصة بهم إن كانت حالتهم المادية تسمح.

وهذا طبيعي، فنحن في النهاية سننتهي في ساحات المعارك.

وفي مكان يُسلب فيه المرء حياته بسهولة، فمن البديهي أن تختار سلاحًا جيدًا مزودًا بتعزيزات أو تأثيرات خاصة. الحياة ثمينة.

لكن، بما أنني لا أملك المال، فعليّ استخدام هذه النسخة الموزعة.

كان الفصل صاخبًا لفترة بسبب الأحاديث، ثم بدأ يهدأ تدريجيًا، وعندما نظرت، رأيت المحتال يقترب مني بخطوات واسعة.

“كانغ نا هيون.”

“آه، يوهان! ما الأمر؟”

“ألا تريدين أن تأتي معي إلى متجر الأسلحة وقت الغداء؟”

ها قد أتى.

حاولت أن أكبح زاويتي شفتيّ اللتين كانتا على وشك الارتفاع، وابتسمت له بابتسامة مهذبة.

“بالطبع!”

على الأرجح، اقترح الذهاب معًا رغم أنه رآني أحمل سلاحًا موزعًا، لأنه…

لقد أصبحت جزءًا من مخططه الكبير للاستيلاء على الكنوز المخبأة في هذا العالم، ما يُعرف بقطع “الكنز الخفي”.

***

كما توقعت، لا يبدو أنها تملك المال الكافي لشراء سلاح خاص بها.

عندما رأيت كانغ نا هيون تقف مع أولئك الذين يفحصون الأسلحة الموزعة، قررت الخطة.

“كانغ نا هيون، ألا تريدين الذهاب إلى متجر الأسلحة معي وقت الغداء؟”

“بالطبع!”

سأجعلها مدينة لي، ثم أبرم معها عقدًا.

فهي فتاة تبعتني بإخلاص لمجرد أنني عاملتها بلطف للحظة. لذا إن جعلتها تدين لي بدَين أكبر، فسيكون من السهل لاحقًا عقد اتفاق معها.

وكانغ نا هيون، التي لم تكن تعلم شيئًا عن هذه النوايا السوداء، ابتسمت ببساطة وببراءة.

هذا يشعرني ببعض الذنب.

 لمَ يشعر بالذنب؟ فهو يستغلني بقدر ما أستغله.

كنت أمشي مع المحتال سويًا داخل متجر الأسلحة، نلقي نظرات سريعة على القسم المخصص للظهور.

الأقواس، الرماح، السيوف، الدروع… أسلحة متنوعة تتلألأ بشكل مبهر.

بالطبع، كانت هذه اللألأة تتفاوت بحسب السعر. وكأنني أرى بأم عيني تلك الظاهرة في الألعاب، حيث تزداد أناقة العتاد كلما تم ترقيته.

أُعجبت بها. إنها بالفعل أسلحة تدفعك لرغبة قوية في الدفع نقدًا.

ثم ارتعبت من الأسعار المرفقة بها.

بضع مئات كانت الحد الأدنى، أما ما بدا جيدًا فكان يتجاوز بضعة آلاف. كم سنة يجب أن أعمل لأشتري واحدة منها؟

“واو… إنها متنوعة جدًا… ومكلفة أيضًا!”

“إنها مخصصة للمستيقظين، طبعًا.”

أجل. والمشكلة أن هذه الأسعار تُعتبر عادية.

أما الأسلحة المتقدمة من نوع “ماستر” التي ستظهر لاحقًا… لا، لا يجب أن أفكر في هذا الآن.

عبستُ للحظة ثم هززت رأسي، وشددت قبضتيّ، مرددة في داخلي “هيا!”.

وبينما كنتُ أتصنع دور البطلة المتفائلة رغم كثرة همومها، قلت بابتسامة:

“يجب أن أجمع المال بجد إذًا!”

كان الحماس يتصاعد في داخلي فعلًا، وحين قلت ذلك ضاحكة، ضحك المحتال بدوره وربّت على رأسي.

لا تلمسني! من تظنني؟ جرو؟

أحقًا تريد أن أعضك كالكلاب؟ غم!

“قد تحصلين عليها أسرع مما تعتقدين.”

أجل، مثلًا، إن اشتريتها لي بنفسك؟

لم أستطع كتم ابتسامتي، ربما لأنني بدأت أتحمس لما هو قادم. ابتسمت بخجل وقلت:

“يوهان، وأنت؟ ما الذي جئت لتشتريه؟”

“من يدري؟ لِنبدأ بالبندقيات.”

“حسنًا!”

لم أحتج لتصنع الحماس، فالتسوق بأموال غيري شعور لا يُضاهى!

تبعتُ المحتال بابتسامة مشرقة.

متمنية في سري: ليتني أحصل على أغلى شيء ممكن!

“آه، هذا يبدو رائعًا.”

“يحتوي على مهارة إطلاق متتابع. على ما يبدو، تُطلق عدة رصاصات من نفس الفوهة وتنتشر على نطاق واسع، أليس كذلك؟”

“إذن ربما لا يناسبني تمامًا.”

“بالنسبة لقناص، الدقة هي الأساس. مثل هذه المهارة قد تكون عائقًا بدلًا من ميزة.”

حتى المهارات التي تحمل الاسم نفسه قد تختلف فعاليتها حسب السلاح أو الشخص.

مثلًا، لو كان هناك شخصان يمتلكان مهارة “عين الصقر”، فإن:

الشخص (أ) قد يرى لمسافات أبعد وبدقة أعلى، لكن فقط ضمن مدى الرؤية المباشر.

بينما الشخص (ب) قد يرى مساحة واسعة دفعة واحدة، حتى خارج مجال الرؤية، لكن بدقة ومسافة أقل.

يمكن سدّ هذا الفارق عبر التدريب، أي رفع إتقان المهارة، أو عبر ترقية المهارة عند رفع المستوى. لكن في المراحل الأولى، تظهر هذه الفوارق بوضوح.

ولهذا، حتى لو كانت المهارة تحمل نفس الاسم مثل “إطلاق متتابع”، فقد تختلف فعاليتها الدقيقة.

لذلك يجب التدقيق بعناية عند اختيار السلاح والنظر في المهارات المصاحبة له.

 راقبتُ المحتال وهو يتفقد بنادق القنص بدقة كأنما يتفحص سلاحه الشخصي، وشعرت بالرضا.

نعم، إن لم يرد أن يبعثر أمواله عبثًا، فعليه أن ينظر جيدًا ويقارن بدقة.

بعد أن مرّ بعدة بنادق وقارن بينها لفترة من الزمن، عثر على بندقية قنص طويلة ذات ماسورة بيضاء.

“ما رأيكِ بهذه؟”

“المهارة المرتبطة بها… هي تعزيز القوة السحرية، أهي تعزز الطاقة داخل الرصاصة فقط؟”

أومأ المحتال برضًا، ثم التقط البندقية بسلاسة.

“سأشتري لكِ هذه.”

أوه، هذا هو! هذا هو طعم الاستثمار الحقيقي!

ارتسمت ابتسامة على شفتي دون وعي، وكادت يدي أن تمتد نحو البندقية في الحين، لكني قاومت بشدة رغبتي وكظمت شوقي.

“هاه؟ أ-أوه؟ لِمَ…؟”

وبعينين مرتجفتين جسّدت حرفيًّا مشهد “زلزال الحدقة”.

بعد تلعثم بسيط، استجمعت شتات نفسي وبدأت أردع المحتال.

“يوهان! لا يجب أن تنفق مالك بهذه السهولة! على أي أساس تشتري لي شيئًا كهذا؟”

تماسكي! وبلوحة وجه جادة أمسكت بكتفيه وهززته قليلًا، بينما هو يبتسم بخفة وكأن الأمر مسلٍّ.

هل هذا مضحك لك؟ حسنًا، لا شك أنه كذلك.

“ليست مجانًا.”

“ل-ليس لديك ما تأخذه مني! أنا مفلسة تمامًا!”

ثم بدوتُ كمن تخطر لها فكرة غريبة تمامًا، فتغيّر وجهي إلى الشحوب المفاجئ.

“لا تقل… هل تحتاج إلى أعضائي؟ هل الأمر طارئ؟!”

انفجر النصاب بالضحك، غير قادر على كبح نفسه.

وأنا أيضًا، لو لم يكن موقفي محرجًا وغريبًا إلى هذا الحد، لكنت انفجرت ضاحكة. في هذه اللحظة، لستُ مجرد قنّاصة، بل أمتلك موهبة تمثيلية لا يُستهان بها!

ضحكَ طويلًا، ولم يتمكن من التوقف إلا بعد دقائق، يمسح دموعه من شدة الضحك.

أما أنا، فكدت أختنق من التظاهر بالذهول. أتمنى أن تُصاب عضلات بطنه بألم مزمن لاحقًا، هذا الوغد.

“ليس الأمر كذلك. لكنني أحتاجكِ فعلًا. أردت فقط أن أطلب منكِ شيئًا واحدًا.”

“هـ… هل ما ستطلبه مني خطر؟”

“قد يكون كذلك؟”

“…هاه.”

ابتسم بخبث بدت عليه متعة غريبة.

ممتع، أليس كذلك؟ بالطبع، فأنا أبذل قصارى جهدي في التمثيل، وأخوتي في الملجأ كانوا يذوبون أمام مهاراتي التمثيلية.

“أنا أمزح. لكن، نعم، أحتاج مهارتكِ.”

“مهارتي أنا؟”

“لا يمكنني شرح التفاصيل إلا بعد موافقتك، لكنني أعدكِ بأني لن أضعك في موقف خطير.”

قال ذلك بوجه جاد، محاولًا الظهور بمظهر البطل النبيل.

نظرت في عينيه متظاهرة بالتردد. لكن بالطبع، قراري كان محسومًا من البداية.

نظرت له بعينين جادتين، فهذا سؤال مفصلي يعكس قيمي ومبادئي.

“هل ما تطلبه لا يؤذي أحدًا؟”

“بل سيفيد الآخرين.”

“إن كان كذلك، فليكن.”

استخدمني كما تشاء!

وما إن نطقت بموافقتي حتى ابتسم المحتال ابتسامة عريضة. تمنيت أن أبادله ابتسامة شيطانية تليق بالموقف، لكني كتمت رغبتي، حتى لا أفسد شخصيتي أمامه.

ثم قال إنها مقدمة العقد، وسلمني أخيرًا بندقية القنص الفاخرة.

يا إلهي، فقط انظري إلى هذا الهيكل الأبيض… مذهلة بحق…

شعرت وكأن كل العناء السابق قد تلاشى دفعة واحدة، وابتسمت ابتسامة مشرقة وأنا أُوقّع على العقد بحماس.

استخدمني كما تشاء، يا سيدي العميل! كلما كان المقابل أكبر، كان الأمر أفضل!

────── •❆• ──────

على كثر ما أن الرواية تتعب فالترجمة يا إنها تجنن بشكللل😭🌺