الفصل 3: من القاع إلى المعلمة الأولى ²

 

لِنُلخِّص.

 

انقلبت العربة فجأة عشرين مرة، وتدحرجت إلى أسفل الجسر، ثم سقطت في شلال، وكنت أنا الوحيدة بداخلها. نُقلت إلى المستشفى، ولم أصب بأي جروح سوى أنني تبللت قليلًا، ونجوت بحياتي.

 

حتى هذه اللحظة، كان هذا الحظ والبركة التي لا تتكرر في الحياة.

 

يمكنني أن أضحك وأقول: “حقًا كنت محظوظة.”

 

بالطبع، مهما كان، الحياة أهم شيء.

 

وهذا حدث يمكنني أن أفخر به طوال حياتي حتى أبلغ الثمانين في حفلات الشاي.

 

…لكن ماذا لو كانت تكاليف التعويض عن هذا الحادث هائلة جدًا؟

 

حتى لو كنت ابنة عائلة كونت، فالظاهر عليّ النبل، لكن في الحقيقة والديّ توفيا وتركوا ورائهم ديونًا هائلة، وكنت بالكاد أحاول سدادها للحفاظ على حياتي اليومية.

 

“هاااا…”

 

العالم يجبرني على المعاناة…

 

إيدن لم يفهم ما في قلبي، وبعد أن صرخت قليلًا، خرج غاضبًا.

 

“عذرًا.”

 

“آه، نعم.”

 

في تلك اللحظة، بدا أن الأطباء الذين سمعوا أنني استيقظت تدفقوا إليّ، وأحاطوا بي، وبدأوا يفحصونني من كل زاوية.

 

“حقًا… غريب جدًا. لا ينبغي أن يكون هذا الوضع.”

 

ماذا تقصد بـ”لا ينبغي”؟

 

“أم…”

 

توجهت إلى أكبر الأطباء سنًا بحذر وسألته، فأجابني بدهشة.

 

“ماذا؟ نعم.”

 

“هل هناك خطب ما بي؟”

 

“هذا….”

 

بدا وكأنه يتحسس ردة فعلي، ثم خفض صوته إلى أدنى درجة، وقال بحذر شديد:

 

“كيف أنتم على قيد الحياة؟”

 

“……ماذا؟”

 

رفعت رأسي ببطء لأرى تعابير وجه الطبيب.

 

كان ينظر إليّ كما لو كنت شاحنة ضخمة.

 

لا، في هذا العالم لا توجد شاحنات…

 

كانت عيناه تقول كما لو أنه يرى دبًا بريًا ضخمًا.

 

مهما يكن، لماذا تقول “كيف على قيد الحياة”؟

 

“هل… هل يجب أن أموت؟”

 

“ليس بالضبط… لكنه أمر مدهش. يجب أن تموتي، فلماذا أنتِ على قيد الحياة؟”

 

لقد قال للتو أنني يجب أن أموت.

 

لم أستطع إلا أن أفاجأ وفكرت: ربما لن أعود إلى هذا المستشفى مرة أخرى.

 

نظرت إلى الأطباء، وهم يتفرقون بعد أن أطلقت سعالًا خفيفًا.

 

وبقيت ممرضة مسنّة واحدة، وبدأت تتحدث إليّ.

 

“السيدة ليليان كريمسون؟ سأساعدك في إجراءات الخروج.”

 

“…يمكنني الخروج فورًا؟”

 

“نعم، على أي حال، لم تُصبِ بأي شيء.”

 

“نعم…….”

 

صحيح، لم يكن هناك أي إصابات.

 

ولحسن الحظ، بدا أن المستشفى لديه بعض الضمير، فلم تكن فاتورة الخروج كبيرة.

 

ربما لأنني كنت قد تحمّلت ديونًا ضخمة مؤخرًا، شعرت أنها صغيرة، لكن…

 

وقعت على الإيصال بلا روح، وفكرت:

 

ماذا أفعل الآن؟

 

كيف سأعيش وأسدد هذه الديون الضخمة؟

 

“أوف…….”

 

بينما كنت أتنهد بعمق وأفكر في الأمر، وميضت أمامي النافذة الزرقاء مرة أخرى.

 

[مهارة متخصصة: المعلمة البارعة (Lv.999)]

 

“حقًا…”

 

هذا إصرار، أم ما؟

 

[مهارة متخصصة: المعلمة البارعة (Lv.999)]

 

“حسنًا، حسنًا!”

 

رغم تجاهلي وصراخي، لم يتوقف الضوء الأزرق عن الوميض، فتنهّدْت بعمق.

 

في روايات الفانتازيا الرومانسية التي قرأتها في طريق ذهابي للعمل، كانت البطلة تدير أعمالًا، أو تجذب الرجال، أو تتصدر المجتمع.

 

أنا لا أعرف شيئًا عن الأعمال التجارية، وأسرتي مفلسة، والموضع الرفيع الذي يمكن أن أحصل عليه أصبح بعيد المنال، ولا أحب التملّص بين الناس.

 

لكن مهارتي الخاصة تقول إنني جيدة في شيء ما، أليس كذلك؟

 

حسنًا، سأحاول العيش بهذا الشيء.

 

سأصبح معلمة بارعة على المستوى الوطني مرة أخرى.

 

لقد فعلت هذا في حياتي السابقة، فلماذا لا أفعلها مرة ثانية؟

 

“أختي.”

 

بينما كنت أصنع هذا القرار، ناداني إيدن الذي عاد.

 

“هل يمكنني الخروج بالفعل؟”

 

“نعم، على أي حال، لم تُصبِ بأي شيء.”

 

“لكن من الجيد حقًا أن أختي لم تُصبِ بأي أذى…”

 

رأيت إيدن يبتسم بصعوبة بعينيه المتورمتين، وشعرت بالارتباك.

 

وضغطت قبضتي بقوة تجاهه.

 

“إيدن، لا تقلق. سأجد طريقة لسداد الديون.”

 

“…أختي؟ كيف؟ هل حدث شيء جيد فجأة؟”

 

نظر إليّ إيدن بدهشة.

 

شيء جيد؟

 

“هم…”

 

ε=ε= [مهارة متخصصة: المعلمة البارعة (Lv.999)]

 

ألقيت نظرة سريعة على النافذة الوميضية.

 

“ليس كثيرًا.”

 

لكن من الأفضل أن يكون موجودًا عن أن لا يكون.

 

“أختي…؟”

 

اتّبع إيدن عينيّ إلى الفراغ، وبدت ملامحه قلقة قليلًا.

 

يبدو أن هذه النافذة لا يراها إلا أنا.

 

يجب أن أكون حذرة كي لا يفهم الناس خطأ.

 

أعدت ترتيب رقبتي وابتسمت بلطف، وأجبت:

 

“قررت ذلك أمام أزمة ضخمة مثل الموت.”

 

“…ماذا؟”

 

“أختك ستنجح كمعلمة منزلية. عندها ستسدد جميع ديون عائلتنا، وتكمل تعليمك، وتنهي الأعمال، ونعيش سعداء.”

 

فُتحت فم إيدن على مصراعيه.

 

“……ماذا؟ أختي، هل جننتِ؟”

 

يبدو أنه فقد صوابه.

 

لكنني واصلت بثقة:

 

“حتى الآن كنت أستخدم فقط 1% من قدراتي كمعلمة منزلية.”

 

إيدن أمسك بممرضة عابرة وهو يصرخ:

 

“انتظري! أختي لا يجب أن تخرج بعد! يبدو أن رأسها يؤلمها! يجب فحصها مرة أخرى….”

 

“أولًا… لنبدأ ببناء سمعة.”

 

لم أسمح لحديث إيدن السخيف أن يوقفني.

 

طرقت النافذة الزرقاء وامضت مرة أخرى، وكأنها تسمع كلامي، وبدأت تظهر كتابة جديدة.

 

[مهمة مفاجئة!! قم بإدخال الابنة النبيلة آنسر إلى الأكاديمية.]

[✧⁺⸜(●˙▾˙●)⸝⁺✧

أساس المعلم هو جعل الطلاب مستقلين

هل تعرف حلم الابنة النبيلة؟

قدّرها لتتمكن من دخول قسم هندسة السحر في الأكاديمية.

▶ المدة المتبقية: 7 أيام

▶ المكافأة: السمعة، فتح مهارة جديدة

▶ عقوبة الفشل: حذف مهارة المعلمة البارعة (8ㅁ8)]

 

ما هذا الصوت؟ وما هذا الرمز التعبيري؟

 

عبست جبيني وقرأت المحتوى ببطء.

 

الابنة النبيلة آنسر كانت إحدى الطالبات التي كنت ذاهبة لتعليمها عندما حدث حادث العربة.

 

وكانت أقدم علاقة تربطني بها بين كل الطلاب الذين علمتهم.

 

وأعرف حلمها جيدًا بالفعل: أن تصبح مهندسة سحرية ناجحة.

 

“…إدخال الابنة النبيلة آنسر إلى قسم هندسة السحر في الأكاديمية…”

 

إذا نجحت، سأكسب سمعة بالتأكيد.

 

‘لكن العقوبة هي حذف المهارة؟’

 

لا يوجد شيء يُعطى ثم يُؤخذ، خاصة عندما يكون مُعطى بالكامل.

 

حينها.

 

“أختي!! ماذا تعنين بذلك؟”

 

قرأ إيدن محتوى المهمة وبدأ يهز كتفيّ.

 

“أتعلمين ماذا تقولين؟”

 

“نعم.”

 

“بعد أن كنتِ تتألمين بسبب الأكاديمية، وقلتِ أنك لن تتورطي مرة أخرى؟!”

 

“هم…”

 

هذا سبب قلق إيدن.

 

كنت أول من فصل مبكرًا بطريقة مخزية في الأكاديمية.

 

في سلسلة الحوادث، ألصق العميد جميع الفضائح بي وطردني.

 

لذلك، كنت أرتعد من الأكاديمية.

 

لكن بعد حياة ثانية، لماذا أخاف؟

 

المكافآت مثل فتح المهارة ليست مغرية جدًا، لكن بشكل عام، تنفيذ هذه المهمة أكثر فائدة.

 

إذا دخلت أودري الأكاديمية الصعبة الشهيرة، سيعرف الناس عني كمعلمة منزلية أيضًا، أليس كذلك؟

 

سأحافظ على مهارتي الخاصة، وأكتسب سمعة، وأجلب المزيد من الطلاب، وأحصل على رسوم أكثر.

 

وبالتالي، قد أستطيع سداد الديون المتراكمة…

 

حسبت كل شيء في عقلي بسرعة.

 

هذا هو الحل لإعادة ترتيب حياتي المتعثرة.

 

أمسكت بمعصم إيدن الذي كان يهزني، ونظرته بجدية، وقلت بلهجة صارمة:

 

“ألا تثق بي؟”

 

“ليس أنني لا أثق بك…”

 

بدأ صوت إيدن يرتجف.

 

حقًا، قلقه كان مبررًا.

 

لا يمكنني أن أخبره عن مهارتي الخاصة أو حياتي السابقة كمعلمة عبر الإنترنت، فهذا سيبدو هراء بالنسبة له.

 

لكنني واثقة أنني أستطيع إقناعه دون كشف كل شيء.

 

حدّقت في عيني إيدن الورديتين المرتجفتين، مليئتين بالقلق والحب العائلي.

 

في حياتي السابقة، لم يكن لدي عائلة، وكنت أعمل حتى الموت كل يوم.

 

ماتت من الإرهاق حقًا.

 

لكن إيدن لا يمتلك مهارات خاصة مثل حياتي السابقة، لذا سيكون أكثر تشتتًا.

 

لكن لا بأس. إنه عائلتي، سنتجاوز الأمر معًا.

 

“تعلم جيدًا كم علمتك خلال كل هذا الوقت.”

 

“هذا صحيح، لكن…”

 

“سأنجح. لدي القدرة على ذلك. كما علمتك، سأعلم طلابًا آخرين جيدًا.”

 

“……”

 

“واعدني ألا تزعجني، إيدن.”

 

أقنعتُه بثقة، فأومأ برأسه ببطء.

 

“……حسنًا. فهمت.”

 

أرأيتم؟ تعرفون عن عنادي.

 

ابتسمت له وأنا أنظر إلى الضوء الأزرق الذي لا يزال يومض أمامي.

 

[مهارة متخصصة: المعلمة البارعة (Lv.999)]

 

هيا، لنفعل ذلك معًا.

 

وكأنها تجاوبت مع فكرتي، رن صوت نقي.

 

띠링!

[⁄(⁄ ⁄•⁄ω⁄•⁄ ⁄)⁄ ]

 

…أعتقد أنني أستطيع الوثوق بها، أليس كذلك؟