“لدي الكثير لأسألكِ عنه. لكن أولًا، أريد أن أعرف لماذا فعلتِ شيئًا غبيًا كهذا. لو أصيب أبي بسهمٍ مخدِّر، لما كان ذلك مشكلةً كبيرة، لكنكِ تلقَّيتِه بدلًا عنه.”
“لكن حتى لو كان سهمًا مخدِّرًا، أليس من الممكن أن يصبح خطيرًا إذا أصاب مكانًا مثل الصدر؟ بفضل ذلك، نجا الجميع، أليس كذلك؟”
“هل شرطة هذا البلد مجرَّد لصوص رواتب؟ ماذا يفعلون؟”
تمتم كالين بذهول.
“يبدو أنه بينما تركوا مكان الحادث لفترةٍ قصيرة، أصبح هكذا. وهذا متوقَّع، فقد مرَّت أيامٌ منذ وقوع الحادث.”
كانا يقفان أمام بيت العرَّافة المتخفِّية، القاتل الذي أُمسِك قبل أيام وعاقبه كالين بيده. كان المكان مليئًا بزهرة اللبلاب الأحمر النابضة بالحياة.
“…لبلابٌ أحمر مع علامةٍ ذهبية.”
عبس كالين.
“لحظة.”
اقترب ببطءٍ من كومة الزهور.
كانت هناك يدٌ بشريةٌ بيضاء بارزة من خارج كومة الزهور.
“…جثة.”
همس كالين.
“أخبر الشرطة بالعودة، يا زيون.”
همس بصوتٍ منخفض.
بعد ساعات، أبلغت الشرطة كالين بتقريرٍ موجز.
“نتائج التحقيق تُظهر أنه كان صبيًا يبيع الزهور في الشارع.”
توقَّف كالين عن الحركة.
“هل له علاقةٌ بالعرَّافة؟”
“استمعنا إلى شهادات الأطفال. قالوا إن الصبي الذي يبيع الزهور كان يقدِّم الأدوية للسيدات النبيلات ويروِّج لها.”
“كان بمثابة داعٍ للعرَّافة إذًا.”
صرَّ كالين على أسنانه.
“على أيّ حال، لا نعرف لمن كانت هذه الزهور موجَّهة.”
تمتم أحد رجال الشرطة دون تفكير.
“ماذا قلت؟”
“حتى لو كان الهدف إخفاء الجثة، فهناك كمية زهورٍ مفرطة تملأ الغرفة، أليس كذلك؟”
في تلك اللحظة، خطرت فكرة.
توقَّف كالين.
“هل الأطفال الذين شهدوا عن هوية الجثة يعيشون في هذا الحي الفقير؟”
“نعم، هذا صحيح. قالوا إن هذا الصبي كان يُعطي الأطفال أحيانًا الزهور المتبقية. سعادة الدوق؟”
ارتجفت عينا كالين.
في اليوم الأول، قالت لي إن أحدهم ترك لها تلك الزهرة.
– في الصباح، ترك أحدهم هذه الزهرة. لكن ربما كانوا أصدقائي. كنتُ أقسِّم الزهور أحيانًا عندما أحصل عليها. آه، كان هناك أخٌ أكبر يبيع الزهور، وكان يُعطي الأطفال الزهور المتبقية أحيانًا.
إذًا، موت هذا الصبي يعني .
…..”زيون، هيا بنا.”
استدار كالين. صعد إلى العربة بسرعة.
“يجب أن أتأكَّد من لي. الآن!”
* * *
رنَّت أصوات خطواتٍ متعجِّلة في الرواق، ثم فُتِحَ الباب فجأة. دخل كالين مرتديًا معطفًا طويلًا، وخلفه زيون بتعبيرٍ مشوَّش قليلًا.
‘لماذا يبدوان هكذا؟’
لم أفكِّر حتى في تحية كالين.
‘يبدو أنه غاضبٌ جدًا.’
ماذا أفعل؟ هل أتحدَّث أولًا؟
لا أعرف أيّ شيء عن أسرار الدوق. لا أعرف شيئًا.
أنا سعيدة أن كالين بخير، لكن .
….”يا صغيرتي.”
اقترب كالين حتى أصبح أمام عينيَّ مباشرة. احتضنني.
“ها؟”
لماذا يبدو كالين هكذا؟ كأنه شخصٌ شعر بالارتياح… انحنى كالين أمامي ورمقني بنظرةٍ مباشرة.
“والدكِ هنا.”
في تلك اللحظة، فقدت كلماتي فجأة. رمشْتُ بعينيَّ.
“آسفٌ لتأخُّري، كان هناك أمرٌ في الخارج. حسنًا، أنتِ بخير.”
كان زيون، الواقف خلف كالين، ينظر إليَّ بغرابةٍ أيضًا.
‘ربما هما مطمئنَّان لأنني استيقظت؟’
ظننتُ أنني سأُعاقب، لكن هذا شعور. …. أكثر دفئًا مما توقَّعتُ.
“لقد قلقتُ كثيرًا.”
شعرتُ أن كل الكلمات التي أعددتُها في ذهني تبخَّرت.
شعرتُ بضيقٍ في عينيَّ دون سبب.
في الشوارع، كنتُ أعاني وحدي سواءًا كنتُ مريضة أو جائعة. كان لديَّ أصدقاء، لكن العناية بنفسي عند المرض كانت مسؤوليتي وحدي.
‘لم أعرف أن اهتمام أحدهم بي قد يكون بهذا الجمال.’
كبحتُ شعورًا غريبًا يتصاعد في حلقي. كنتُ أخشى أن أُدمن هذا الشعور.
“أليس لديكَ أسئلة؟”
نظرتُ إلى عينَي كالين وسألتُ بحذر.
“أم، خرجتُ ليلًا دون علم الدوق و…”
“آه، نعم. أولًا.”
أخرج كالين زهرةً من جيبه. كانت تلك الزهرة الحمراء التي لا أعرف اسمها. كانت نضرة وتنبعث منها رائحة طيبة.
“هذه الزهرة، هل رأيتِها من قبل؟”
“نعم.”
“هل تعرفين شيئًا عنها حقًا؟”
لماذا يسأل عن هذا؟ أمَلتُ رأسي.
“نعم. إنها زهرةٌ جميلة، لكنني لا أعرف عنها شيئًا حقًا. أليست الزهرة التي جئتُ بها إلى القصر في البداية؟”
ضحك كالين بلا سبب.
“هذا يكفي. أنا آسف.”
ما هذا بحقّ خالق السماء؟
“آه، نعم. ولديّ الكثير لأقوله لكِ. أولًا .
….””……”
“شكرًا لأنكِ أنقذتيني. لكن لا تفعلي ذلك مجدَّدًا.”
أكمل كالين وهو يمرِّر يده على شعري.
شعرتُ بضيقٍ في قلبي. آه، فهمتُ الآن. كالين يُعبِّر عن شكره قبل أن يستجوبني.
“أنا ولي أمركِ. أنتِ ابنتي. على الأب حماية أبنائه. رب الأسرة يمكنه أن يقرِّر مصير أفراد عائلته. لذا، لا تضحِّي بنفسكِ من أجلي أبدًا. سواءًا كان ذلك من أجلي أو من أجل أيّ شخصٍ آخر.”
“لكن…”
تلعثمتُ في كلماتي. كيف يمكنني أن أتركه يُصاب وأنا أعرف ذلك؟
التعليقات لهذا الفصل " 16"