الفصل التاسع
أعدت النظر في واجهة المتجر.
كان هناك سوار قديم من حجر كريم أخضر قاتم، تكسوه آثار الزمن حتى فقد بريقه.
ومع ذلك، كنت أعرف تمامًا ما هو.
[أداة الساحر الأعظم المختوم (درجة S)]
إنه ذات السوار الذي كان البطل ثيودور يستخدمه فيما بعد!
ذلك الإرث الذي تركه ساحر عظيم ذُكِر اسمه في كتب التاريخ… وإن كنت لا أتذكر اسمه الآن بدقة.
*أنا مع الشخصيات التاريخية و الفلاسفة و اصحاب مبرهنات الرياضيات باختصار 😭😭*
المهم أنه ظلّ إرثًا خالدًا يُروى عنه جيلاً بعد جيل.
أما عن كيفية وصوله إلى ثيودور؟ فالأمر كان في غاية البساطة:
“خُذ هذا!”
“هاه؟”
“إنه سوار أُحبّه كثيرًا… لكنني أُهديه لك!”
حين أنقذ ثيودور فتاة صغيرة في أحد الأزقة، أصرّت الطفلة على أن تُهديه سوارها العزيز.
حاول رفضه، لكنه لم يستطع كسر قلبها، فوجد نفسه مضطرًا لقبوله وهي تُلبسه إياه بيديها.
ومن ثم ظهرت له نافذة تقول:
“عنصر مختوم، هل ترغب في تحريره؟”
لكن… ليس الآن!
في القصة الأصلية، لم يحصل ثيودور على هذا السوار إلا بعد أن ظهرت نافذة حالته.
فهل كان موجودًا قبل ذلك في متجر عتيق مثل هذا؟ ربما اشترته الطفلة من هنا ثم أهدته له لاحقًا. يبدو الأمر وكأنه محض صدفة عجيبة.
“لوسي…؟”
ترددت قليلًا، ثم اندفعت إلى داخل المتجر.
وكان ثيودور، يلهث من التعب، يسرع ليلحق بي.
رنّ الجرس المعلّق على الباب بصوت رقيق، فالتفت صاحب المتجر الذي كان يُرتّب الأغراض، وبادر بالترحيب:
“مرحبًا بكم!”
“مرحبًا.”
بادلته التحية واتجهت نحو الواجهة حيث كان السوار.
وفي الوقت ذاته، ظهرت أمامي نافذة أخرى:
[أداة الساحر الأعظم المختوم (S)]
: لا يمكن الاطّلاع على المعلومات.
هل ترغب في كسر الختم؟
(Click!)
تنبيه!
لا يمكن تحرير الختم. نقص في طاقة المانا.
(المتطلبات: مانا مستوى S أو أعلى)
توقعت ذلك.
ففي القصة، كان ثيودور هو الوحيد الذي استطاع كسر الختم، بفضل ما يملكه من مانا لا متناهية.
أما أنا… فلا أمل.
زفرت بضيق وتوجهت إلى المنضدة.
“سيدي، هل هذا السوار معروض للبيع؟”
“بالطبع، آنسة.”
“إذن أشتريه حالًا!”
وأخرجت محفظتي دون تردد.
ارتبك البائع من اندفاعي، لكنه سرعان ما توجه إلى الواجهة ليُحضره.
في تلك الأثناء، اقترب مني ثيودور بعينين حائرتين. بدا عليه أنه لا يفهم لماذا تهتم فتاة من عائلة نبيلة بمثل هذا السوار البالي.
“هل ستقومين حقا حقًا… بشراءه؟”
“نعم، لكنه ليس لي.”
“إذًا لمن؟”
“لك. سأهديك إياه.”
اتسعت عيناه بدهشة.
حقًا، لم يكن هذا النوع من الحُليّ مناسبًا كهدية لصبي في مثل عمره. فقد بدا قديمًا وبسيطًا، أقرب إلى لعبة أطفال.
لكنني كنت أعلم… أنه سيكون منقذًا له في المستقبل.
فالسوار في الأصل أداة دفاعية ضد هجمات الوحوش.
يصدّ أغلب الضربات بسهولة، وأحيانًا يعكسها على الخصم.
بل أنه في لحظة حرجة أنقذ حياة البطل نفسه، وإن كان قد تحطم بعدها.
“لكن… لماذا تعطينني إياه؟”
لأنّه ملكك أصلًا.
وأنا لن أستطيع استخدامه أبدًا.
لكنني لم أستطع أن أبوح له بذلك، فاكتفيت بابتسامة محرجة وقلت:
“لأنني… أظن أنه يناسبك.”
مال ثيودور برأسه متسائلًا، فتساقطت خصلات شعره الطويلة على عينيه، كاشفةً لمحة من بريق أرجواني ساحر.
وهنا تأكد لي أنه… لا يناسبه أبدًا! لا اللون ولا التصميم!
أشحت بنظري بسرعة، في الوقت المناسب تمامًا، إذ عاد البائع حاملًا السوار.
“هل أُغلفه كهدية؟”
“أ… أجل، رجاءً.”
على الأقل، ليبدو كهدية حقيقية.
أكمل صاحب المتجر التغليف بسرعة بخفة يد، ثم ناولني الحزمة. دفعت المبلغ الزهيد الذي بدا تافهًا مقارنةً بالقيمة الحقيقية للسوار، ثم استلمت الغرض.
“شكرًا لكم!”
خشخشة-
وما أن خرجت من المتجر حتى مددت العلبة الملفوفة مباشرة نحو ثيودور.
“خذ، هذه هدية.”
“…….”
“لكن لا داعي لاستعمالها الآن.”
حتى إن لم يستعملها الآن، فسوف يحتاجها كثيرًا في المستقبل. فعندما يُفك الختم، سيُضبط السوار تلقائيًا ليتناسب مع مالكه الحقيقي، ولن يعيقه حتى أثناء استخدام السيف.
ظل ثيودور يحمل الهدية بتعبير متردد. ألم تعجبه؟
“هل… لم تُعجبك؟”
“ماذا؟ لا، ليس كذلك! بل على العكس….”
لوّح بيديه مرتبكًا، وبدا صوته صادقًا. شعرت بالارتياح قليلًا، فحتى أجمل الهدايا بلا قيمة إن لم تعجب متلقيها.
ثم همس ببطء، بصوتٍ بالكاد يُسمع إلا لمن يملك حواسًا خارقة:
“شكرًا.”
قالها بابتسامة حقيقية صافية، لم تكن ابتسامته المعتادة الخفيفة، بل كانت أكثر إشراقًا بوضوح.
‘يا إلهي….’
وقع تأثير تلك الابتسامة عليّ كالصاعقة، فقد كانت أول مرة أراه هكذا.
أدركت حينها أنني فعلًا أميل إلى “اللطافة”. ليس المظهر اللطيف فقط مثل روني، بل الأفعال الصغيرة التي تجعل الشخص يبدو محبوبًا.
رفعت قبضتي بعزم: لا بد أن أعتني بهذا البطل المسكين وأحمي نفسيته جيدًا.
ثيودور، اترك الأمر لأختك الكبيرة!
ومنذ اليوم الذي أعطيته فيه السوار، صرنا نخرج معًا من حين لآخر خارج الأكاديمية. وبعد عدة مرات، بدا أنه بدأ يستمتع فعلًا. أو هكذا خُيّل إليّ.
‘في الأصل لم أكن أنوي التظاهر بأننا مقربان إلى هذه الدرجة.’
صدق أو لا تصدق.
فطالما أن هدفي التخرج كطالبة متفوقة، فثيودور يظل منافسي المباشر، سواء كان بطل الرواية أم لا. كان يمكنني الاكتفاء بالتعارف السطحي، لا أن آكل معه وأتجول هكذا.
لكنني لم أستطع لسببين رئيسيين:
أولًا: لأنه طيب بشكل مفرط يثير قلقي.
ثانيًا: لأني، بعد متابعة رواية <حالة البطل> حتى النهاية، تعلقت به دون أن أشعر.
“لقد تابعت الرواية لسنوات طويلة.”
استغرق نشرها أكثر من خمس سنوات.
مع هذا الكم من الوقت، كيف لا يرتبط قلبي بشخصية حتى لو كانت ثنائية الأبعاد؟
بل إن لديّ رغبة أخرى أقوى:
‘ذلك النهاية الكارثية….’
بغض النظر عن نجاحي في إتمام مهمتي الرئيسية أو فشلي، كان مصير هذا العالم هو الفناء. الكاتب نفسه أنهى القصة بعد تخرج الأبطال بانهيار العالم.
لذلك، قررت أن أستعد لذلك المستقبل: بمساعدة الشخصيات على النمو، والتخطيط مسبقًا لمواجهة ما سيحدث.
‘أريد أن يستمر هذا العالم حتى بعد إتمام مهمتي، لا أن يفنى كما في الأصل.’
كان هذا هو الختام الذي تمنيتُه لـ <حالة البطل>.
وبينما كنت أغرق في هذه الأفكار الكئيبة، ظهرت أمامي نافذة منبثقة مناسبة لتغيير الأجواء:
⚠︎ مهمة طارئة ناجحة!
: بفضلك، ثيودور ويذر لم يشعر بالوحدة داخل الأكاديمية!
تحقق من مكافأتك. (Click!)
رائع!
لم أستطع منع ابتسامتي من الظهور، وضغطت بحماس على النافذة.
المكافأة كانت كما توقعت: “تذكرة سحب مهارة”.
تذكرة سحب مهارة (D)
: يمكنك سحب مهارة عشوائية بدرجة D أو أعلى.
(استخدام)
صحيح أنها مجرد تذكرة من الدرجة D، لكنها لا تزال جيدة.
فكر فقط: مهارة تلاشي الرؤية المفيدة كانت D. من يدري؟ قد أحصل على شيء عملي كذلك.
أردت استخدامها فورًا، لكنني قررت التريث.
تذكرة كهذه نادرة حتى في الرواية، وأردت أن أكون في حالة تركيز تام قبل السحب.
“اليوم واجهت أحداثًا كثيرة بالفعل.”
***
ارتديت سترة زي الأكاديمية الرسمي وثبّت عليها شارة ذهبية صغيرة تدل على أنني طالبة في السنة الأولى. (كل سنة لها عدد مختلف من الشارات.)
تأكدت من مظهري أمام المرآة.
“بصراحة… لوسي جميلة حقًا.”
ليست من نوعي المفضل، هذا صحيح، لكن لا يمكن إنكار ذلك.
ظللت أتأمل صورتي بالزي المدرسي في المرآة، ثم نظرت إلى الساعة: الثامنة والثلث.
بما أن مسكن الطلاب ملاصق تقريبًا للأكاديمية، يمكنني الوصول بسهولة قبل الموعد.
لكن قبل الخروج، استدعيت نافذة حالتي لمراجعتها:
الحالة
▸ الاسم: لوسي سانت
▸ الوظيفة: رامية
▸ الخاصية: دقة إصابة بعيدة المدى +1% (ثابت)
▸ المانا: D-
▸ الصحة: D-
▸ القوة: A
▸ الرشاقة: D-
▸ الحواس: E-
▸ المهارات: قناص (S) / اصطدام (C) / تلاشي الرؤية (D)
أخيرًا صارت نافذتي تبدو متكاملة نسبيًا.
فلم أقضِ وقتي كله باللهو مع ثيودور، بل تدربت بجد أيضًا. وهذا ما رفع المانا والرشاقة قليلًا.
باستثناء الحواس، كل شيء صار D أو أعلى!
صحيح أن رفع المستويات سيصبح أصعب من الآن فصاعدًا، لكني ما زلت أحتفظ بنقطتين لم أوزعهما بعد. سأنتظر ظهور مهمة جديدة لأستعملهما في مكان مناسب.
“حسنًا، حان وقت الانطلاق.”
أغلقت النافذة الرقمية، وفتحت باب مسكن الطلاب بكل حيوية.
اليوم… يوم حفل الالتحاق!
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمه : 𝒩𝒪𝒱𝒜
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"