الفصل الخامس
السهم الأخير للوسي اخترق الهواء، وانطلق بسرعة—
“آآااخ!”
“كياا!”
وأصاب الهدف مباشرة.
“يا مصيبة…”
نعم، لقد أصاب الهدف، لكن…
“توقّف الجميع فورًا!”
بوووم!
انفجر الهدف.
رغم أنّ السهم بالكاد أصاب حافته، إلا أنّ تفعيل مهارة الضربة القاضية جعل التأثير مبالغًا فيه بشكل هائل!
ارتفعت صرخات الذعر من الحضور.
“المتقدمة رقم 36… بانتظار!”
…هاها.
ذلك الإعلان… أشعر أنني عشته من قبل.
ابتسمتُ بمرارة وأنا أحدّق في نافذة التحذير أمامي:
⚠︎تحذير!
: الاستخدام المفرط للمانا قد يؤدي إلى إنهاك جسدي!
وكأنني أحتاج إلى التحذير… جسدي نفسه يصرخ أنني على وشك الانهيار.
“ال… المتقدمة 36؟”
3، 2، 1… فقدان وعي.
هكذا أصبحتُ الرامية التي أطلقت ثلاث سهام فقط… ثم سقطت مغشيًا عليها.
***
ارتعشت جفوني وفتحتُ عيني ببطء.
وأول ما استقبلني كان:
⚠︎ إشعار مهم!
: لقد أنهيتِ جميع اختبارات القبول في أكاديمية كرانڤيير! تمت تهيئة مكافأة خاصة لك. هل ترغبين في التحقق منها الآن؟ (Click!)
“يا إلهي… لقد حسبتُ للحظة أنني تجسّدت في مكان غريب آخر.”
أغلقتُ النافذة فورًا. الأفضل مراجعة هذا لاحقًا بعد أن أستعيد قواي.
تأملتُ المكان من حولي… نعم، هذه غرفة العناية الطبية. كنت قد جئتُ هنا سابقًا بسبب المتقدم الذي أغمي عليه في اختبار القتال القريب. لكن هذه المرة أنا التي نُقلت فاقدة الوعي.
“لا عجب… مهارة من مستوى S استنزفت كل ما لدي من مانا.”
أن أنجح في تفعيلها واحتياطي المانا لا يتجاوز (E+) كان معجزة في حد ذاتها. لو كان أقل قليلًا، لما تفعلت المهارة أصلًا.
“أو ربما… كان من الأفضل لو لم تعمل.”
فبسببها فقط تضخّم الموقف بلا داعٍ. وإلا لخرجتُ من الامتحان ببساطة بعدما لمستُ طرف الهدف بالسهم.
لكن… فات الأوان على الندم.
جلستُ على السرير وأزحتُ الستارة.
“آه! لقد استيقظتِ؟”
امرأة شقراء ، ينسدل شعرها البلاتيني الناعم، التفتت إليّ بابتسامة رقيقة.
عرفتُها على الفور:
“كلارا.”
أستاذة العلاج الشفائي في أكاديمية كرانڤيير. لا أعلم إن كان “كلارا” اسمها أو لقبها، لكن المهم أنها شخصية مألوفة.
النموذج الكلاسيكي في الروايات الخيالية: جميلة، هادئة، أنثوية، وذات صدرٍ رحب. وفوق ذلك، مهنتها “المعالجة”. تجسيد كامل للصورة النقية الرقيقة.
لكن المشكلة الوحيدة…
“كدتُ أظن أنكِ فارقتِ الحياة! لمَ فقدتِ وعيك؟ هل كان القوس ثقيلًا جدًا؟ أم الأسهم؟”
…هي أن نقاءها يصل إلى عقلها أيضًا.
أغمضتُ عيني بقوة إزاء براءتها المفرطة.
“لا، ليس الأمر كذلك… على كل حال أنا بخير الآن.”
نعم، حتى لو كانت أستاذة العلاج لا تعرف سبب سقوط المريضة… لا بأس، يكفي أنني أعلم.
لوّحتُ بذراعي مؤكدة أنني بخير. ورغم أنّ جسدي ما زال مثقلًا بسبب استنزاف المانا، إلا أنّ قوّة جسدي (A) أسعفتني. شكرًا للعضلات.
“هوهو، ما اروعك، ذراعك تتحرك بقوة! هل أستطيع فعلها مثلك؟”
أسرعتُ وهززتُ رأسي نافيًا.
لا يا معلمتي! أنتِ شخصية رقيقة لدرجة أنّ مجرد تحريك ذراعك قد يخلع كتفك!
في الرواية الأصلية، كانت قد سقطت يومًا لأنها حاولت حمل كتاب دراسي ثقيل!
لحسن الحظ، ابتسمت كلارا ببراءة، كأنها فهمت، ثم تراجعت. أطلقتُ تنهيدة ارتياح.
“هل أستطيع المغادرة الآن؟”
“إن كنتِ بخير، نعم. لكن… قولي لي سرًّا، لماذا أغمي عليك؟”
*هذا النوع من الشخصيات إما بريء تماما أو بيصدمنا و يطلع الشرير الاخير بالقصة*
ضحكتُ بتصنّع وأنا أتراجع خطوة خطوة إلى الوراء. بقيت لحظة أكثر وكدت أشرح لها تفاصيل استنزاف المانا بالكامل.
انحنيتُ احترامًا ثم غادرتُ مسرعة.
خرجتُ من المبنى، محاولة التخلّص من توتّر الموقف. ولحسن الحظ أنني لم أضل الطريق، فقد جئت هنا سابقًا.
“الأهم الآن… النتيجة.”
ها نحن ذا: رامية أطلقت ثلاث سهام فقط ثم أغمي عليها.
فهل انفجار الهدف يُحسب كميزة إضافية… أم خصمًا في النقاط؟
حتى بعد أن قرأتُ الرواية مرارًا، لا أذكر إجابة واضحة. في النص الأصلي نجحت لوسي، لكن ما فعلتُه أنا اليوم مختلف عن ذلك السيناريو…
“على كل حال… الأفضل أن أستريح.”
التعامل مع شخصية مبالغ فيها ككلارا استنزف ما تبقى من طاقتي. وبما أنّ النتيجة لن تُعلن فورًا، عدتُ إلى السكن.
لحسن الحظ،السكن الأكاديمية لم يكن بعيدًا. وفي الغرفة كانت صوفيا بانتظاري.
“أختي!”
“آه… تأخرتُ قليلًا، أليس كذلك؟”
أومأت صوفيا بحماس. منطقي، فقد خرجتُ في منتصف النهار وعدتُ عند الغروب.
لكنني لم أرد أن أطيل الشرح، فحوّلتُ الحديث مباشرة إلى الامتحان.
“كيف كان اختبارك؟”
“أفضل من الأمس!”
اختبار اليوم كان في المساندة القتالية، ومجالها كـ”مستدعية أرواح” كان مناسبًا لها. بدا عليها الارتياح أكثر من الأمس، فابتسمتُ بدوري.
لكن فجأة، وكأنها تذكّرت شيئًا مهمًا، رفعت رأسها وقالت:
“آه، أختي! أتعرفين ماذا؟”
“ماذا هناك؟”
“اليوم أيضًا، أغمي على أحدهم!”
هل تتحدث عني مجددًا؟
لم أعرف كيف أرد، فاكتفيت بتدوير عيني بارتباك. عندها، تنحنحت صوفيا بخفة ثم همست لي بصوت سري:
“هل كان الشخص الذي أغمي عليه هذه المرة أيضًا من فعل أختي؟”
هل تظن أنني نوع من سيدة الإغماء أو شيء من هذا القبيل؟
صحيح أن الأمر له علاقة بي، لكنني لم أُغْمِ على أحد. أنا التي أغمي عليّ!
في النهاية، وجدت نفسي مضطرة لشرح ما لم أرد الخوض فيه.
“لم يغمَ على أحد، بل أنا التي أغمي عليّ.”
“ماذا؟”
“أغمي عليّ، أثناء الاختبار.”
عند سماع ذلك، اتسعت عينا صوفيا بذهول.
الآن فهمتِ؟ أختك هذه، رغم قوتها الجسدية، إلا أن طاقتها السحرية ضعيفة جدًا.
“مَن… مَن الذي تجرأ وأغشى عليكِ يا أختي؟!”
“…… يا إلهي.”
بعدها اضطررت لفترة طويلة أن أشرح لها: “أنا أغمي عليّ وحدي، والامتحان كان رماية عن بُعد، ولم يكن هناك أي هجوم عليّ من أحد.”
ولم يطل الوقت حتى استوعبت صوفيا تفسيري.
“كنت أعلم أنه لا يوجد خصم قادر على إغشاء أختي…….”
يبدو أنها فهمت الأمر بطريقتها الخاصة.
بعد أن هدأتُ صوفيا من تذمرها وحديثها الغريب، أسرعتُ في تجهيز نفسي للنوم.
فالإغماء الذي حصل لم يبدد الإرهاق أصلًا.
“هل ستنامين الآن، أختي؟”
“نعم. لا بأس إن لم تطفئي الضوء، فأنا أنام على أي حال.”
“لا! سأذهب لأنام أيضًا.”
تبادلنا تحية “تصبحين على خير”، وأُطفئت الأنوار. أنا سحبت الغطاء وأدرت ظهري إلى صوفيا، ثم تظاهرت بأنني أتقلب في الفراش بينما كنت أفتح واجهة النظام.
‣ إشعار مهم!
: لقد أنهيتِ اختبار دخول أكاديمية كرانڤيير! جائزة خاصة بانتظارك. هل ترغبين برؤيتها الآن؟ (Click!)
بالطبع، يجب رؤية الجائزة قبل النوم.
ضغطتُ زر “انقر”.
‣ الجائزة الخاصة!
: نتمنى لك التوفيق في مسيرتك القادمة!
❑ نقطتا إحصاء إضافية
❑ تذكرة سحب عنصر
مذهل!
حتى إنني لم أعد أرى “تذكرة السحب” في الخلفية، فقد خطف بصري أولًا حصولي على نقطتي إحصاء.
لم أتوقع أن يعطوني شيئًا مثله! كنت أظنهم يحتفظون بمثل هذه الجوائز للشخصية الرئيسية فقط.
ضغطت على “قبول”، محاذرة من أن تستيقظ صوفيا ورائي. وظهرت في أسفل شاشتي خانة تقول:
الحالة
…
النقاط المتبقية: 2
فكرت قليلًا أين أضعها، لكنني في النهاية قررت تأجيل الأمر. فأي جانب أرفعه سيكون نافعًا.
ثم انتقلت إلى الجائزة الثانية: استخدمتُ تذكرة السحب. لم أكن أعلّق عليها آمالًا كبيرة.
❑ وضعية الإنصات (D): حين تصغي بانتباه، يميل الطرف الآخر إلى الحديث أكثر. يستمر 12 ساعة. يُستخدم مرة واحدة فقط.
نظرتُ إليه بتثاؤب. واضح أن تذكرة D لا تُعطي شيئًا أفضل من هذا. ومع ذلك، مثل ذلك العنصر “زهرة الحظ” الذي حصلت عليه سابقًا، ربما أجد له فائدة.
قررت الاحتفاظ به مؤقتًا أيضًا.
“حسنًا، حان وقت النوم فعلًا.”
أصبحت جفوني ثقيلة، فأغلقت عيني. كل شيء آخر أتركه لغدٍ.
***
مرّ يومان منذ آخر اختبار.
وفجأة، ضجّت الأجواء الهادئة في السكن الطلابي.
“لقد ظهرت نتائج القبول!”
خبر يستحق كل هذا الصخب فعلًا.
جاءت صوفيا تحمل الخبر، وأمسكت بيدي تطلب الإسراع للتحقق. ولم أستطع التباطؤ، فارتديت ثيابي بسرعة.
“أين تُعلَّق النتائج؟”
“عند الدرج المركزي في الطابق الأول!”
أسرعنا إلى هناك. وعندما وصلنا، كان مئات الطلاب قد احتشدوا بالفعل.
لحسن الحظ لم تكن النتائج مكتوبة على أوراق، بل عُرضت بحروف سحرية ضخمة، بحيث يمكن للجميع رؤيتها حتى من الخلف.
لكنني التفت فلم أجد صوفيا. ضاعت وسط الزحام. لا بأس، يمكننا الالتقاء في السكن بعد التحقق من النتيجة.
بدأت أبحث عن اسمي. كنت أنوي قراءة القائمة من الأعلى إلى الأسفل، لكنني غيّرت رأيي. فليس من المنطقي أن أجد “لوسي سانت” في المراتب الأولى.
“200، 199، 198…”
صرت أقرأ الأسماء من الأخير صعودًا. لكن كلما ارتفعت الأرقام ولم يظهر اسمي، تسارعت عيني أكثر فأكثر.
وفجأة توقفت.
“181 – لوسي ساينت…….”
لقد نجحت!
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمة : 𝒩𝒪𝒱𝒜
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"