سَسَسَخ-
شَشَشخ-
“هاه…… مقزز فعلاً…….”
بووم-!
كيييييك-!
“أنا التي بدأت أعتاد على هذه الحشرات شيئًا فشيئًا، أُعتبر بحد ذاتي مقززة…….”
ركلتُ بسرعة صرصورين عملاقين كانا يزحفان نحوي.
طار الاثنان معًا واصطدما بجدار الزنزانة.
‣ لقد قضيت على “صرصور الكهف”!
‣ لقد قضيت على “صرصور الكهف”!
لم أُعِر النافذة كثيرًا من الاهتمام وتابعت سيري.
وكلما شعرتُ بوجود شيء يزحف نحوي، كنت إما أركله أو أسحقه تحت قدمي.
“يقولون أن الإنسان مخلوق قادر على التكيف…….”
وبالفعل، بدأتُ أتأقلم قليلًا مع المكان ومع هذه الحشرات.
طبعًا ما زالت مقززة وملمسها يثير الاشمئزاز، لكن بالمقارنة مع أول دخولي إلى هذه الزنزانة الملعونة، فقد كان هذا تقدمًا كبيرًا.
أتذكر جيدًا كيف صرتُ أصرخ وأتخبط وحدي حين دخلت أول مرة.
‘لماذا كل وحوش الحشرات يجب أن تبدو مثل حشرات عملاقة مقرفة!؟’
تمتمت غاضبه وكأني أُعيد اكتشاف حقيقة بديهية.
وفي تلك اللحظة بالذات، أحسست بشيء يتحرك. فتوقفت.
كرااك-
‣ لقد قضيتَ على “أم أربعة وأربعين السامة”!
بدأتُ الآن أُحسن توقيت ضرباتي.
كان ذلك بفضل ارتفاع إحصائية الإدراك عندي بدرجة كاملة.
‘ربما لأنني أبقيت حواسي مشدودة طوال الوقت.’
منذ أن انتهت فوضاي الأولى عند دخولي، صرتُ أقتل الوحوش وأنا في حالة التأهب تامة.
والسبب بسيط: لم أرد أن يقفز فجأة صرصور عملاق ليحتك بي عن قرب!
وبفضل هذا الإصرار على ألا ألمسها، ركزت على كل حركة من حولي حتى ارتفعت إحصائية الإدراك عندي بشكل طبيعي.
‣ الإدراك: من الدرجة E إلى الدرجة D.
والفرق بين E و D كان أكبر مما توقعت.
صار بإمكاني أن ألتقط بعض الحركات أو الأصوات التي لم أكن ألاحظها من قبل، مثلما حدث عندما أحسست بحركة أم أربعة وأربعين وضربتها في التوقيت المناسب.
“آه! هذه الذبابات اللعينة!”
لكن ذلك لا يعني أن حواسي أصبحت مثالية بعد.
لوّحت بسهمي بسرعة نحو أسراب الذباب العملاق الذي اندفع إلى وجهي، فانغرزت الحشرات – بحجم وجهي تقريبًا – في السهم كالكباب.
وبمجرد أن قُضي عليها، ظهرت نافذة جديدة.
‣ لقد قضيتَ على “العثة الماصة للدماء”!
‣ المستوى ارتفع!
‣ لقد وصلت إلى المستوى 13.
ويبدو أن وجود تعزيز الزنزانة جعل اكتساب الخبرة أسرع، فالمستوى ارتفع أسرع من المعتاد مقارنة بالوحوش نفسها في الخارج.
كما أن صحتي وطاقتي السحرية كانتا تتجددان وحدهما من دون الحاجة إلى جرعات.
لكن ما حيّرني فعلًا هو……
‘هل هذا حقًا مستوى “متوسط”؟’
فقد كان أهون بكثير مما توقعت.
“كنت قلقة فقط لأنه المستوى الموصى به…….”
لكن بصراحة؟ بدا الأمر سهلًا.
باستثناء شعوري بالاشمئزاز في البداية، كان القضاء على هذه الوحوش أسهل بكثير من أول صيد لي ضد الغوبلن.
فالغوبلن كانوا يهاجمون في جماعات، بينما هذه الحشرات تخرج متفرقة، فإذا ركزت قليلًا فلا صعوبة تُذكر.
‘الوحوش التي ظهرت حتى الآن كانت في الغالب من الدرجة الخامسة، وأحيانًا واحدة أو اثنتان من الدرجة الرابعة.’
إذن، فالزعيم سيكون في الأغلب وحشًا من الدرجة الثالثة.
“وحش من الدرجة الثالثة، ها…….”
حينها فقط سأحتاج إلى أن أكون أكثر حذرًا.
لكن مع ذلك، لم أشعر بأنني قد أخسر.
فقد واجهتُ وحشًا من الدرجة الثالثة من قبل في الدائرة السحرية الوهمية، ومنذ ذلك الحين ارتفعت مستوياتي وإحصاءاتي كثيرًا.
“لو كنت أعلم، لربما اخترت المستوى الصعب منذ البداية……”
لكنني توقفت عن الكلام سريعًا.
لا، فربما يظهر زعيم من الدرجة الثالثة لكنه من أعلى مراتبها، وعندها سيكون مثل وحش من الدرجة الثانية، وهذا خطر كبير.
بصقتُ جانبًا وتابعت.
‘السلامة أولًا.’
محوت شكوكي بشأن الصعوبة وتقدمت إلى الداخل.
***
بعد برهة،
وصلتُ أخيرًا إلى غرفة الزعيم.
“هُووف…….”
توقفت أمام الباب لآخذ نفسًا عميقًا.
فقد كانت هذه المرة الأولى التي أواجه فيها وحشًا من رتبة “الزعيم” في قتال حقيقي، وهذا جعلني متوترة.
فهنا، بخلاف دائرة الوهم السحرية، لا يوجد شيء يطردك للخارج حين تكون في خطر.
لكنني، ما دمتُ قد دخلت، لم يعد هناك مجال للهرب.
‘لنذهب!’
دفعت الباب بقوة.
كوووااااانغ-!
وبمجرد أن فُتِح الباب، ظهر وحش ضخم ملفوف حول نفسه كالأفعى، متربعًا في الداخل.
بمجرد النظر إليه، كان من الواضح أنه “الزعيم”.
وفوقه ظهر سجل الوحوش:
❑ وحش من الدرجة الثانية: الدودة العملاقة ‘Giant Worm’.
‘ماذا؟ وحش من الدرجة الثانية هنا؟!’
تجمدت الكلمات في حلقي.
في تلك اللحظة، تحركت الدودة العملاقة، والتفتت تنظر نحوي مباشرة.
“…….”
“…….”
ساد صمت ثقيل بيني وبينها.
وبعد ثانيتين بالضبط——
“كيييييييييييك-!!”
صرخت الدودة العملاقة وأخذت تتحرك بسرعة لا تليق بجسدها الضخم.
‘اللعنة!’
تدحرجت إلى الجانب بشكل غريزي، ونجوت بأعجوبة.
كوووواا-!
ضربة ذيل واحدة فقط فجّرت الأرض كأن قنبلة سقطت عليها، تاركة حفرة غائرة.
‘وهذا يُسمى مستوى “متوسط”؟!’
إذا كان الزعيم وحشًا من الدرجة الثانية، فلماذا كان كل ما سبق لا يتعدى وحوشًا من الدرجة الرابعة والخامسة؟
قفزت الصعوبة فجأة بشكل جنوني، وأشعل ذلك غضبي. لكن لم يكن لدي وقت للغضب.
“كيااااااك-!”
عاودت الدودة الضخمة الالتواء، وضربت بذيلها من جديد.
تمكنت بالكاد من النهوض وتفادي الضربة، لكن الأشواك التي تغطي الذيل خدشت كتفي.
“أخ!”
لم تكن إصابةً خطيرة.
سرعان ما فعّلت مهارة الاختفاء من مجال الرؤية، وصعدت إلى جسد الوحش.
“كيي-؟”
لحسن الحظ، لم تلحظ أنني اعتليت جسدها، وأخذت تلتفت حوله بحثًا عني.
‘الآن علي تسديد ضربة واحدة!’
فعّلت مهارة القنّاص وأطلقت سهمًا غُرس في جسده.
“كييييييك-!!”
صرخت متألمه وبدأت تهتز بعنف. وبما أن جسدها أملس ولا يوجد ما يُمسك به، سقطت أرضًا.
“أوه!”
بووم— ارتطمت بالأرض.
وقفت بصعوبة وأنا أراقبها.
‘ما… زال بخير؟!’
كنت متأكدة من أن الضربة كانت حرجة، فقد اخترق السهم لحمها وقطع جزءًا منه. لكن السهم سقط على الأرض، والجُرح أخذ يتقلص ويعود كما كان.
كرووك… كرووك…
‘لا يعقل…….’
لكن ظنوني كانت صحيحة.
بدأ لحمه بالتماسك سريعًا، حتى عاد جسده كما كان، بلا أثرٍ للجرح.
‘ما هذا الجنون؟!’
بينما كنت مذهولة، عاد الوحش ليهاجمني من جديد.
صرخ وزاد هياجه.
“اللعنة عليكِ أيتها الدودة الحقيرة!”
تفاديت ضرباتها بشكل يائس، معتمدة على حدسي وغريزة البقاء لدي، مدعومة بارتفاع إحصائية الإدراك.
شششخ، شششك-
مع ذلك، مزقت بعض الأشواك جلدي، لكن لا إصابات قاتلة لدي حتى الآن.
‘هاه؟’
فجأة، توقفت عن الحركة.
لم أفهم لمَ، لكن سرعان ما أدركت السبب.
“كوااااك-!”
اندفعت الدودة العملاقة لتبصق سيلاً من السم مباشرة نحو مكاني السابق.
بوشششش—
بدأت الأرض تذوب وتصدر صوتًا مروعًا.
لولا أن إحصائية الحس ارتفعت، لكنتُ أنا من تلقّى ذلك السم في وجهي.
‘تبا…….’
نجوت من السم، لكن لم أتمكن من تفادي الضربة التالية.
بوووم!
ضربني ذيلها بقوة، فطار جسدي واصطدم بالجدار.
كوااااااااا-!
‘اللعنة، هذا مؤلم!’
لولا أنني وضعت ذراعيّ على شكل X لحماية صدري، لكان جسدي مثقوبًا الآن.
نزفت ذراعاي، وفمي امتلأ بطعم الدم المعدني.
بصقت الدم ووقفت مجددًا.
“شكرًا على الخبرة أيتها الحقيرة…… جعلتني أبصق دمي لأول مرة.”
حدّقت فيها بتركيز.
توقف الوحش عن الهجوم، كأنه أدرك أنني لا أشكل تهديدًا حقيقيًا، وأخذ يراقبني.
كيييك، كييييك-
وكأنه يسخر مني.
‘سأمزقك أيها الوغد!’
عضضت على أسناني، لكني لم أتسرع بالهجوم.
‘هذا الوحش لم يظهر في القصة الأصلية…… لا توجد حيلة جاهزة.’
رغم أنني حاولت التماسك، كانت قدماي ترتجفان.
لا أعلم إن كان ذلك بسبب الألم أو الخوف.
لكن المؤكد أنني لو استمررت هكذا، فسوف أموت حقًا.
‘لا فائدة من إصابة جسدها…… إلا إذا قُطع تمامًا. وحتى عندها، ربما يتجدد.’
‘الفم؟ مستحيل…… السم يمنع ذلك.’
‘الذيل……؟ لا، ليس الحل.
حتى لو قطعته، لن تموت، بل ربما تزداد شراسة.’
“هووف…… هوووف…….”
أخذت أتنفس ببطء وأنا أتمعن النظر في جسده.
حينها، لفت انتباهي ما كان تحت فمها مباشرة……
***
الفصول لغاية الفصل 50 على قناتي بتلغرام الرابط بتعليقات الرواية
••••◇•••••••☆•♤•☆•••••••◇••••
ترجمة : 𝑁𝑜𝑣𝑎
تابعونا على قناة التلغرام : MelaniNovels
التعليقات لهذا الفصل " 35"