“سمعت أن الابن الثاني لعائلة مور، داستن، مبارز مشهور حتى بين طلاب الشعبة B. ثم إن عائلة مور أصلًا تولي فنون القتال أهمية كبيرة، لذا من حيث الأساسيات وحدها، لا يمكن مقارنتك به في مبارزة عادية.”
“…….”
“بمستواك الحالي… ربما لو كان القتال ضد وحش لكان لديك فرصة، لكن مبارزة فردية 1 ضد 1 ستكون صعبة جدًا.”
كانت كل كلمة تقولها صحيحة.
ثم فتح ثيودور فمه.
“لوسي… آسف على قول هذا، لكنني أوافقها الرأي. لقد شاهدت داستن مور يتدرب في ساحة التدريب الكبرى أكثر من مرة.”
“…….”
“لـ.. لكنك بالطبع موهوبة وواعدة، وهذا لا شك فيه! فقط… الآن، الأمر صعب قليلًا، أليس كذلك؟”
غيّر أسلوبه في الكلام، لكن المعنى كان واحدًا.
وفي هذا الجو، ارتفع صوت ثالث أخيرًا:
“لكن… ألستِ مميزة يا عزيزتي؟ أنا أشجعكِ على الفوز!”
كان ذلك صوت الأمير الثاني، يوجين أغريس .
“أشكرك على التشجيع… لكن، لحظة، جلالتكم… لماذا أنتم هنا أصلًا؟”
نظرت إليه بذهول، وهو يجلس وكأنه واحد من أعضاء النادي.
لكنه أجاب بكل ثقة:
“الأستاذ بنجامين أرسلني إليك.”
“إلـ.. إليّ؟”
“سمعت أنك رئيسة هذا النادي.”
لا يعقل…
أخرج يوجين أغريس استمارة انضمام، وناولني إياها.
“أود الانضمام إلى ‘نادي التجارب السياحية المتعلقة بالبحوث الأكاديمية’.”
…لم أكن أتوقع أن أسمع اسم النادي الطويل المضحك على لسان أحد.
تلعثمت لوهلة، لكن سرعان ما تماسكت.
“هل تعلم ما نوع أنشطتنا في هذا النادي؟”
“بالطبع. تستغلون نشاط النادي كغطاء، بينما تقومون بإبادة تلك الوحوش الشريرة. ألم يكن هذا ما كنتم تفعلونه أول مرة رأيتك فيها؟”
“آه، نعم. يكفي هذا القدر.”
قاطعت حديثه، وأخذت الاستمارة.
بما أن حقيقة نشاط النادي قد كُشِفت منذ لقائي الأول به، فلم يكن هناك داعٍ للرفض.
بل وحتى من الناحية العملية، وجود عضو إضافي سيكون أكثر أمانًا.
خصوصًا أن هايدن عضو شبح لا يحضر، فلو اكتشفوا أن النادي لا يملك حتى أربعة أعضاء نشطين خلال فترة التفتيش، لوقعنا في ورطة.
بعد أن أنهيت هذه الصفقة “المربحة” مع الأمير الثاني وأدرت وجهي من جديد، رأيت إلينور وثيودور ينظران إليّ بصدمة تكاد تجمّدهما.
“ج.. جلالتك… لا، لوسي… أنتما… ما الذي…؟”
تلعثمت إلينور بوجه متيبّس، غير قادرة على استيعاب ما تراه.
‘آه.’
صحيح أنني منذ حادثة المتاهة لم أتعامل مع الأمير الثاني بلياقة.
كنت أخاطبه بلغة الاحترام، نعم، لكن تصرفاتي وكلامي لم يكن فيهما ذرة من الرسمية.
وهذا أمر لا يمكن أن تتخيله إلينور، النبيلة حتى النخاع.
ولا شك أن الصدمة لم تصبها وحدها.
“هم؟ ما الأمر يا آنسة إلينور؟”
لكن الأمير الثاني لم يفهم السبب أصلًا.
حركت شفتيها مرات عديدة ، لكنها في النهاية آثرت الصمت.
فبما أن المعنيّ بالأمر لم يبدُ منزعجًا، رأت أن التعليق قد يكون أكثر حرجًا.
‘يا له من موقف محرج.’
مع ذلك، بدا واضحًا أنها تملك الكثير من الأسئلة التي تنتظرني.
فتهربت من نظراتها المتقدة وأدرت عينيّ بعيدًا.
حينها، كان ثيودور من تكلم:
“أراكِ… تقرّبتِ كثيرًا من سمو الأمير، لوسي.”
“هل يبدو الأمر هكذا؟ هاها!”
ضحك يوجين أغريس بخفة، غير مدرك لما يوحي به الموقف.
أما أنا، فشعرت مباشرة بأن تعليق ثيودور لم يكن مجرد ملاحظة عابرة.
بدا وكأنه قلق، متحفظ، وربما حتى مرتاح بطريقة غريبة… خليط من المشاعر المعقدة كلها على وجهه.
‘في القصة الأصلية، كان ثيودور يُعجب بالأمير الثاني من بعيد.’
*الاعجاب قصدهم كقدوة و كبطل مش اللي ببالك انت و اياه*
أتذكر أن الصحف كتبت في بداية القصة عن حادث بطولي أنقذ فيه الأمير طفلًا من وحش، فشعر ثيودور وقتها بالغيرة والإعجاب في آن واحد.
‘لكن الآن… لا يبدو أنه ينظر إليه بالإعجاب أصلًا.’
نقلت بصري بين الاثنين، وأنا مدركة أن تصرفاتي العشوائية هي ما جعل الأمور تختلف.
“المهم، لوسي. هل ما زلت مصممة على القتال ضد داستن مور؟”
طرحت إلينور سؤالا في الصميم.
أسرعت بهز رأسي نفيًا.
زفرت بخفة وكأنها توقعت إجابتي، ثم سألت:
“إذن… هل تريدين مني أن أدربك؟ ربما لو كان مغرورًا وارتكب خطأ، قد تسنح لك فرصة.”
“صحيح، لوسي. سأساعدك أنا أيضًا. ما زلت أتذكر أغلب حركات المبارزة الخاصة بعائلة مور.”
“ما أجمل هذه الصداقة! أيمكنني المشاركة أنا أيضًا؟”
أراد الثلاثة جميعًا مساعدتي بصدق.
تحدثوا وكأن الأمر بسيط، لكنني كنت أعلم أن تدريبهم سيكون دعمًا هائلًا.
فإلينور والأمير الثاني ليسا بالهينين، وحتى ثيودور الذي يفتقر إلى نافذة الحالة كان يمتلك سجلًا خارقًا في مواجهة خصومه بعد أن يحفظ حركاتهم.
لكنني هززت رأسي مرة أخرى.
“أشكركم، لكن لا داعي. نحن الآن في فترة امتحانات، ولا أريد أن أعطل دراستكم.”
“لكن…”
لا بد أنهم يقلقون أن أتعرض لهزيمة قاسية.
لكنني كنت حقًا واثقة.
صحيح أن داستن مور يتفوق عليّ بوضوح.
وصحيح أن فرصتي الوحيدة قد تكون باغتنام لحظة غفلته.
ومع ذلك، ابتسمت بثقة.
“أنا لا أخوض معركة وأنا أعلم أنني سأخسرها.”
لم أقبل التحدي بتهور.
ثم نظرت إليهم جميعًا وقلت بصوت حاسم:
“إذن… انتهى الاجتماع. يمكنكم الانصراف!”
***
عندما عدتُ إلى السكن الجامعي، أرسلت على الفور رسالة.
المستقبِل كان والدي ووالدتي.
[مع تفتح أزهار الكرز، يبدو أن الربيع قد حل بالفعل. والجو أصبح دافئًا أيضًا. في الحقيقة، أنا في فترة امتحانات نصفية هذه الأيام، لذلك لا وقت عندي للاستمتاع به.
…… ‘اختصار’ ……
لكن يا أمي، هل تعرفين عائلة “مور”؟]
بسبب انشغالي لم أتمكن من إرسال رسالة منذ مدة، فصارَت المقدمة طويلة نوعا ما.
لكن في الحقيقة ما أردتُ السؤال عنه هو تلك الجملة الأخيرة فقط، لذلك أنهيت الرسالة عندها.
‘من المؤكد أن داستن مور لم يُخفِ الأمر تمامًا……’
فالأمور مثل هذه يجب سماعها من الطرفين.
وبما أن مور حاول أن يتجاوز موضوع خسارته في المبارزة بتلك الطريقة، فلابد أن هناك ما هو أعمق من ذلك.
“الجواب سيصلني غالبًا في منتصف الأسبوع القادم.”
حتى لو تأخر قليلًا، فسوف يصل قبل آخر امتحان وهو اختبار “المقدمة في فنون القتال” العملي.
*** ‘الاستعداد لامتحان منتصف الفصل قد انتهى تقريبًا.’
المهام العاجلة أنهيتها أمس، أما الدراسة النظرية فيمكن تأجيلها قليلًا، فهي تعتمد على مهارة الجميع السرية:
“المذاكرة في آخر لحظة.”
لكن الأهم كان ما سيأتي الآن.
فتحتُ أخيرًا نافذة العناصر التي كنت أتحيّن الفرصة لاستعمالها.
• تذكرة دخول إلى الزنزانة الافتراضية: تتيح لك الدخول إلى الزنزانة الافتراضية. تختلف المكافآت بحسب مستوى الصعوبة.
‘مستوى الصعوبة الموصى به: متوسط’
هذا هو السبب.
السبب الذي جعلني أقبل تحدي المبارزة من داستن مور مباشرة.
‘كنت أنوي في الأصل أن أزيد من قوتي قليلًا قبل الدخول……’
بما أن المكافآت تختلف باختلاف الصعوبة، أردتُ أن أحتفظ بها وأستعملها في وقت أنسب.
خاصة أنني لم أكن أعرف ما يعنيه المستوى المتوسط بالضبط.
لكن بما أن مهمة طارئة ظهرت، لم يعد أمامي إلا استعمالها.
هل ترغب في ضبط صعوبة الزنزانة الافتراضية على متوسط؟
بعد إكمال إعداد الصعوبة، ظهرت نافذة أخرى.
[إشعار]
داخل الزنزانة الافتراضية، تحصل على 50% خبرة إضافية!
داخل الزنزانة الافتراضية، لا يمكنك استخدام أي أغراض من المخزون أو من الخارج، باستثناء المعدات التي ترتديها!
لا يمكنك الخروج من الزنزانة قبل إكمالها!
تحت هذا التحذير المريب، ابتلعت ريقي بقلق.
‘لقد عقدت العزم بالفعل.’
من دون تقبل مثل هذه المخاطر، لا يمكن البقاء على قيد الحياة في هذا العالم.
هذا ليس حالي فقط، بل حال كل المستيقظين.
هكذا دائمًا في الروايات الخيالية: لا يصبح البطل قويًا بسهولة.
أنا كنتُ أعيش مرتاحة أكثر مما ينبغي حتى الآن.
شدّدت عزيمتي، وأومأت برأسي.
يتم الدخول إلى الزنزانة الافتراضية.
فجأة-! انبثق ضوء قوي حتى أنني لم أعد أستطيع الرؤية، فأغمضت عيني غريزيًا.
وبعد لحظات.
[مهمة الزنزانة]
الهدف: اقضِ على زعيم الزنزانة!
المكافأة عند النجاح: استعادة الحالة، +1 لجميع الإحصائيات، 300,000 نقدًا
التعليقات لهذا الفصل " 34"