لو كان شخصًا عاديًا، لكان قد سقط أرضًا مغشيا عليه من شدّة تلك القوة.
‘ما الذي…!’
رنّت نافذة الحالة أمامه.
[تم تفعيل الدائرة السحرية المتراكبة.]
…ماذا؟
أدار رأسه ليتأكد من محيطه.
الضوء الأزرق المنبعث من تحت قدميه امتد بالفعل حوالي ثلاثة أمتار.
[تولّد «باب» بواسطة الدائرة السحرية.]
[إذا حُطّم الباب، سيتم إلغاء الدائرة.]
[تحذير! ستنخفض نقاط الصحة بشكل مستمر.]
استمرت رسائل نافذة الحالة في الظهور، وكانت طاقته تتساقط بسرعة كبيرة.
إن استمر الأمر هكذا، فلن يصمد أكثر من بضع دقائق قبل أن يسقط تمامًا.
‘إذن، لا سبيل سوى تدميره بسرعة.’
أخرج سيفه وضرب الباب بكل قوته.
كآآآانغ!
رنّ صوت معدني حاد في أرجاء القبو، لكن الباب الأملس لم يُصب بخدشٍ واحد.
‘سحر تقوية…!’
وكما يوحي اسم “الدائرة المتراكبة”، فإن الباب المولود حديثًا كان محميًا بسحر التعزيز.
ويبدو أن تدميره لن يكون سهلًا أبدًا.
‘في هذه الحالة…’
ما لبث أن غمر السيف بلون بنفسجي داكن، وبدأ يضرب الباب بشكل متتالٍ.
ززززجججج-
وأخيرًا، ظهر أول شقّ دقيق على سطح الباب.
الهجمات التي كانت ترتدّ سابقًا بدأت الآن تُحدث أثرًا.
“هـ… هاه…!”
لكن بالمقابل، كانت طاقة ثيودور تُستنزَف بسرعة مخيفة.
[تحذير!]
: إذا استُنزفت طاقتك بالكامل، ستتوقف جميع حركاتك!
ارتجف نصل سيفه.
مجرد رفعه أصبح عبئًا ثقيلًا.
الضغط الساحق أثقل جسده حتى غامت رؤيته.
‘تماسك!’
عضّ على شفتيه حتى سال الدم في فمه.
وبتلك اللدغة عاد بصره للحظة إلى صفائه.
‘لم يتبقّ الكثير.’
الباب المتشقق جزئيًا، وطاقته التي أوشكت على النفاد.
‘فقط القليل بعد…’
هجم من جديد بكل ما تبقى له من قوة.
كوااااااانغ-!!
انتشر بريق بنفسجي قاتم أكثر كثافة من أي وقت مضى.
***
صحيح… هكذا كان الأمر.
غصتُ في ذكرياتي وأنا أستحضر معركة ثيودور العنيفة في الرواية الأصلية.
‘عنيد إلى حد الجنون…’
ذلك البطل تحمّل حتى النهاية وتمكّن من تدمير الباب.
إنها عزيمة البطل الكلاسيكي العنيد.
أما هنا، فالوضع مختلف تمامًا—
“أ… أغغ…!”
كان يوجين أغريس واقفًا أمام الباب، نصف ميت.
حدّقت فيه بنوع من الشفقة، ثم ألقيت عليه كلمة تشجيع:
“اصبر يا صاحب السمو! لقد أوشكتُ على تحطيمه!”
“لقد قلتِ ذلك قبل قليل أيضاً!”
“لكن هذه المرة حقًا!”
ولأثبت صدقي، أطلقت سهمًا جديدًا.
فيوو-!
لكن السهم المندفع بكل حماس ارتطم بالأرض بكل برود.
أوه.
سارعتُ إلى إطلاق سهم آخر قبل أن يلاحظ أحد فشلي.
كواجك-!
لحسن الحظ، هذه المرة نجح الأمر.
السهم الأبيض المغروس في الباب أحدث شقًّا آخر.
بقيت رمية أو رميتان فقط لينكسر تمامًا.
نظرتُ إلى الباب الموشك على الانهيار، ثم إلى الأمير الثاني الذي يكاد يسقط، وأخذت أوازن بين الموقفين.
‘الأمور تسير بسلاسة نوعًا ما.’
كانت خطتي بسيطة:
أجعل يوجين أغريس بمثابة “الأضحية”، بينما أهاجم أنا الباب من الخلف بأمان.
‘فمدى تأثير السحر لا يتجاوز الثلاثة أمتار.’
النور الأزرق المنبعث من تحت قدمي الهدف يحدد حدود تأثير الدائرة.
لو كنتُ وحدي، لاضطررتُ إلى الوقوف داخل المدى.
لكن مع وجود شخصين، فالقضية مختلفة.
‘لا داعي لأن نتألم معا، أليس كذلك؟’
فالفرح حين يُقسم يتضاعف، أما الألم حين يُقسم فليس إلا مضاعفة عدد المتألمين.
أقنعتُ نفسي سريعًا بهذا المنطق.
لكن لتنفيذ الخطة، كان لابد من تحقق شرطين أساسيين:
أن أملك القدرة على تدمير الباب.
أن يملك الأمير الثاني القدرة على الصمود في هذه الأثناء.
أما الشرط الأول، فقد كنت واثقة منه بفضل مهارتي.
—
قنّاص أسطوري S
: مهارة نهائية. إذا أصاب السهم الهدف، فإن نسبة الضربة الحرجة تبلغ 99%.
—
صحيح أن قوتي الأساسية أضعف بكثير من قوة البطل في الرواية، لكن مهارتي الخاصة تتفوق بوضوح.
مع ضربة حرجة واحدة فقط، أستطيع أن أتفوّق في القوة التدميرية.
لكن، قد يسأل أحد: كيف ستصيبين الهدف وأنتِ تملكين دقة بعيدة المدى بنسبة 1% فقط؟
‘إذا كان بعيدًا، نعم!’
فأنا لم أضيّع وقتي سدى.
بعيدًا عن حياة الأكاديمية المزدحمة، أجريت تجارب عديدة لأستغل خاصيتي الملعونة هذه.
والنتيجة أنني اكتشفت شيئًا مثيرًا:
‘حتى مسافة أربعة أمتار لا تُعتبر “بعيدة المدى”.’
من هذه المسافة القصيرة، لوسي سانت استطاعت أن تصيب الهدف.
صحيح لم تكن الضربات تصيب مركز الهدف دائمًا، لكنها على الأقل كانت تُصيب الهدف مرة كل ثلاث أو أربع محاولات.
لكن ما أن يتجاوز الأمر الأربعة أمتار… حتى تسقط الدقة بشكل مرعب إلى الصفر تقريبًا.
‘إذن من هنا تبدأ قيود الخاصية بالظهور.
نسبة الإصابة القريبة هي مجرد مهارتي الأساسية.’
‘مع أنها، حتى بالنسبة لرامية سهام، تُعدّ مؤسفة للغاية…’
لكن مع ذلك، كان الوضع مثاليًا.
بفضل هذا، تمكنتُ من الرماية في أفضل بيئة، من دون قيود خاصيتي المزعجة.
بقي الشرط الآخر: قدرة يوجين أغريس على التحمّل.
“آاااااه!”
كما ترون… ممتاز للغاية.
‘مثال حيّ على “المجند المثالي” في تدريب اللياقة البدنية الأساسي.’
شعرت بذلك منذ لحظة، لكن من الواضح أن قوته البدنية تفوق قوتي.
لو كان الأمر أرقامًا، لكان أعلى مني بدرجتين على الأقل.
لن يمر وقت طويل قبل أن يصبح المفضّل لدى “المعلم ذي القبعة الحمراء”.
شعرت بالغيرة من قدرته البدنية بينما أطلقتُ السهم.
ولحسن الحظ، كانت تلك الضربة القاضية.
كواااااانغ!!
مع دوي هائل، انهار الباب.
وفي اللحظة نفسها، تخلّص يوجين أغريس من قيود السحر وقفز مبتعدًا بسرعة.
أما الحطام المتناثر، فسرعان ما تلاشى كما لو كان مجرد وهم.
“هـ… هـه…”
سقط الأمير الثاني على الأرض منهكًا، بينما اقتربتُ منه بحذر وأنا أرقب ملامحه.
“ا- أحسنت صنعًا يا صاحب السمو.”
لكنه لم يتوقف عن اللهاث، رغم أنه كان يجري قبل قليل بخفّة للخروج من الدائرة.
ثم رفع رأسه بوجه شاحب وقال لي:
“أنتِ… مخادعة…”
“لا، مهلاً، ليس إلى هذه الدرجة…”
“قلتِ أنها ستنتهي بسرعة… وإن عليّ أن أتحمل قليلًا فقط…!”
لم أجد ردًا. كل كلمة تفوّه بها كانت صحيحة.
‘حينها قلتُ له بثقة: “بمجرد أن تنشط الدائرة، سيصبح جسدك ثقيلًا فجأة. فقط تحمّل قليلًا، يا صاحب السمو.”‘
‘”وأنتِ؟”‘
‘”سأدمّر الباب من خارج مجال السحر. فأنا رامية سهام. إن كان توقعي صحيحًا، فلن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا.”‘
كنتُ قد أقسمتُ له بذلك، واثقة أن ضربة واحدة بمهارتي من الرتبة S تكفي.
لكن من كان يتوقع أن ذلك وحده لن يكون كافيًا؟
‘ولا أستطيع استخدام مهارة S أخرى، فهي تلتهم المانا بشكل جنوني.’
مع ذلك، وبفضل الضربة الحرجة الأولى، تشقق الباب على نحو واسع، ما جعل السهام العادية كافية لإكمال المهمة.
‘وفوق ذلك، تحمّل الأمير أكثر مما توقعت.’
نظرتُ إلى يوجين أغريس الذي ما زال يلهث، ثم تقدمتُ بخطواتي.
“أوه…”
ما كان خلف الباب لم يكن مجرد غرفة، بل أقرب إلى مكتبة فاخرة.
ليس لأن الكتب كانت مرتبة وحسب، بل لأن المكان بدا نسخة طبق الأصل من جزء من المكتبة التي دخلنا عبرها، وتحديدًا عند الموضع الذي وضعنا فيه “المفتاح الذهبي”.
‘لكنه ليس وقت الذهول الآن.’
توجهت مباشرة إلى المكتب في وسط الغرفة وبدأت أفتّشه.
‘كان… أخضر اللون، أليس كذلك؟’
بعد قليل من البحث، التقطتُ قارورة صغيرة.
بداخلها سائل أخضر يهتزّ بخفة، ولحسن الحظ، كان مكتوبًا عليها الاسم أيضًا:
[جرعة استعادة الطاقة]
هذا هو المطلوب.
أخذت اثنتين للاحتياط، ثم عدتُ نحو يوجين أغريس الملقى أرضًا.
“تفضل، اشرب هذا.”
“جرعة…؟”
“أظن أن مفعولها قوي.”
تناولها بلا تردّد، وبدأ يشرب بسرعة.
غلوووب، غلوووب.
“همم؟”
فتح عينيه بدهشة كبيرة بعد أن أنهى الزجاجة دفعة واحدة.
“مَن صنع هذه الجرعة؟!”
“صاحب المكان.”
“كيف يعقل هذا…!”
ارتسمت على وجهه علامات الذهول من فعالية جرعة الساحر الأعظم، بينما كنتُ أبتسم بخبث وأقول:
“أرأيت؟ قلتُ لك إن مفعولها…”
“لكن طعمها فظيع للغاية!”
“آه، كنتَ تقصد الطعم…”
أحسست بالحرج قليلًا.
على كل حال، يبدو أن المذاق لم يؤثر على فعاليتها.
فقد وقف الأمير الثاني على قدميه بسرعة، وراح يدير كتفيه بثبات.
لكن، أليست هذه طبيعة المتاهات السحرية؟! في الروايات، الجميع ينهبونها دون تردّد!
‘إنه حقًا أمر مجحف…’
ولذلك أسرعت لأبرر: “كل ما واجهناه حتى الآن لم يكن إلا اختبارًا من صاحب المكان. وبما أننا اجتزناه، فقد اكتسبنا حق أخذ ما نريد.”
أخيرًا بدا عليه الارتياح.
‘الحمد لله…’
التفتّ من جديد إلى المكتب وبدأت أفرغ الأدراج.
كانت مليئة بقوارير الجرع، أكثر مما توقعت، حتى إن الأمير علّق بقلق:
“لوسي، هل تستطيعين حمل كل هذا؟”
فأخرجتُ كيسًا قماشيًا رماديًا وابتسمت.
“طبعًا. كنت مستعدة تمامًا.”
كنت قد خبأته مطويًا بعناية في ملابسي تحسبًا لهذه اللحظة.
ثم أضفت بسرعة:
“لا تقلق، سأحملها بنفسي.”
فأنا واثقة من قوتي. وأشرت له بثقة وكأنني أطمئنه.
فهمس يوجين أغريس وكأنه يحدث نفسه:
“حقًا… تنوين نهب كل شيء…”
♤♧♤♧♤♧♤
الفصول لغاية الفصل 46 في قناتي تلغرام الرابط بتعليقات الرواية
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 30"