طوال المبارزة، لم يستطع المبارز من الصف E أن يخرج من موقفه الصعب أمام ثيودور.
صحيح أن مهارته لم تكن بارزة جدًا، لكنه من ناحية القدرات الأساسية كان بالتأكيد أعلى من ثيودور.
يكفي أن نسمع صوت سيفيهما لندرك الفارق.
هوووم—
سيف مبارز الصف E كان يتحرك بثقل. ورغم أن سرعته لم تكن كبيرة، إلا أنه لو أصاب هدفه، لألحق ضررًا بالغًا.
لكن المشكلة أنه لم يكن يصيب.
“اللعنة!”
مرة أخرى، مرّت ضربة سيفه بمحاذاة ثيودور فقط.
ومع ذلك، لم تفلح أي من هجماته العديدة في إصابة ثيودور إصابة حقيقية واحدة.
“إلى متى ستكتفي بالمراوغة؟!”
فقد كان ثيودور يتجنب جميع هجماته بمهارة.
وبينما كان يتفادى ضرباته بهدوء، تسلل في غمضة عين إلى ثغرة في دفاعه.
“أغغ—!”
وبذلك انتزع زمام المبادرة.
‘لقد كان الأمر خاطفًا حقًا.’
كما في المواجهات السابقة، لم يكن هناك أي استراتيجيات معقدة. كل فريق اكتفى بأن يواجه كل عضو خصمه مباشرةً.
صحيح أن رفيق ثيودور بدا ساحرًا لا بأس به مقارنةً بطلاب الصف E، لكن في النهاية كان كلا الفريقين مكوّنًا من مبارز وساحر، ولم يكن هناك فرق جوهري.
لكن المختلف هذه المرة، أن المعركة انتهت بسرعة كبيرة.
‘هل يُعقل أن يتصرف البطل هكذا؟’
حتى أن الرواية الأصلية لم تبدأ بعد!
*واضح أنه بدأ يتطور عشانك*
ثيودور في القصة الأصلية يبدأ بالتطور التدريجي في الفصل الدراسي الثاني عندما تظهر له نافذة الحالة.
بطل كان ضعيفًا ثم يصبح أعظم من الجميع.
هذا هو جوهر الرواية.
‘لكن لماذا بدأ يقوى الآن؟!’
في طريق العودة إلى الصف، رحت أتفحص ثيودور الذي زعزع أساس قصة <البطل·الحالة>. بدا هو الآخر مذهولًا مما حدث.
ثم التفت فجأة نحوي بعدما شعر بنظراتي.
“ما الأمر يا لوسي؟”
ترددت لوهلة أمام سؤاله.
هل أسأله… أم لا؟
بعد تفكير قصير، بدأت بحذر:
“اسمع، في الحصة قبل قليل……”
“خلال المبارزة الثنائي؟”
“نعم، تلك. كيف فعلت ذلك؟”
“آه، هاه؟”
على ما يبدو لم يكن كلامي حذرًا جدًا.
ارتبك ثيودور قليلًا وهو يرمش ثم حَكّ مؤخرة رأسه مبتسمًا بخجل:
“لقد حفظت.”
“آه—”
ماذا؟
تجمدت لبرهة.
حفظ؟ ببساطة؟ ماذا قصد؟
“كنت قد رأيت ذلك في ساحة التدريب. طريقة خصمي في التمرين.”
“متى؟”
“أمم… لم يكن كثيرًا، لكن……”
يعني أنه ذهب بمفرده من دوني!
تابع وهو يتجنب عيني محرجًا:
“على كل حال، حتى البارحة رأيت ذلك.”
“البـارحة… بعد عودتنا من غابة كراغ؟”
“نعم، بعد العشاء.”
يا له من مجتهد… أنا انهيت يومي بغسل وجهي وسقطت نائمة، أما هو فذهب للتدريب!
“بعدها صار بإمكاني رؤية كيف يستخدم خصمي سيفه. كانت حركاته متكررة بعض الشيء.”
استحضرت مبارزته في ذهني.
لقد كان قتالًا لا يُوصف إلا بأنه ساحق. لم تؤثر فيه أي ضربة، وأنهى كل شيء بضربة واحدة.
بل ورغم أنه أبطأ من خصمه، إلا أنه كان يسبقه دائمًا بخطوة ويتفادى الهجمات وكأنه يعرف مسبقًا كيف سيتحرك.
‘كأنه كان يقرأ تحركاته!‘
قبضت يدي لا شعوريًا.
هذا يعني أن ثيودور حفظ جميع أنماط حركة خصمه بالعين فقط؟
‘هل كان دومًا بهذه القوة الخارقة؟!’
لقد كان الأمر صادمًا.
صحيح أن ثيودور ويذر بطل قصة ذات تصنيف قوة خارقة .
لكنني كنت أظن أن قوته كلها تأتي من نافذة الحالة.
لكن إن لم يكن الأمر كذلك؟ إن كان هو في الأصل يمتلك موهبة جبارة منذ البداية؟
‘هل… سأتمكن من تصدر الرتبة الأولى…؟’
في كل مرة يزداد عدد المنافسين.
ظننت أن خصمي الوحيد هذا الفصل هو إلينور، لكن يبدو أنه حتى المركز الأول في الصف لم يعد مضمونا.
“في الحقيقة يا لوسي… عندما رأيتك، فكرت كثيرًا.”
“ماذا؟”
“كنت أظن أنني أبذل قصارى جهدي، لكن عندما رأيتك أمس، أدركت أنني لا أزال في مكاني بينما أنت تتغيرين يومًا بعد يوم.”
“……”
“عندها سألت نفسي: هل هذا حقًا أقصى ما أستطيع فعله؟”
كانت عينا ثيودور تتلألأ بسطوع غريب، ولم أملك إلا أن أحدّق فيه كالحمقاء.
ثم ابتسم بخجل وأردف:
“بالطبع، مقابلتي مع ذلك الخصم كانت محض صدفة.”
أنهى كلامه وأكمل طريقه نحو الصف.
أما أنا فظللت أردد في رأسي عبارة “أثر الفراشة”، ثم أسرعت للحاق به.
وفي تلك اللحظة…
“الآنسة لوسي سانت!”
توقفنا بعد بضع خطوات فقط.
وعندما التفتنا، كانت هناك صاحبة الشعر البرتقالي – تلك التي كنا نقتل ضدها قبل قليل.
“لدي ما أقوله لك.”
كان وجهها مشدودًا ومليئًا بالعزم.
و كان الجو يوحي وكأنها على وشك إعلان الحرب.
“أنا أسمعك.”
“أولًا… أود أن أعتذر عما بدر مني في اختبار القبول.”
الحمد لله، لم يكن إعلان حرب بل اعتذار.
لم يكن الأمر قد أزعجني كثيرًا حتى في ذلك الوقت، لذا أومأت بخفة وقبلت اعتذارها.
لكن كلماتها لم تتوقف عند ذلك.
“وهذا… مجرد رغبة شخصية، ولكن…”
تردّدت قليلًا، ثم نظرت مباشرة في عيني وصاحت:
“أريد أن أضُمَّك إلى نادينا!”
نادي…؟
كان عرضًا غير متوقع من صاحبة الشعر البرتقالي للانضمام إلى ناديها.
لكن لأختصر القصة، لقد رفضت عرضها.
‘آسفة.’
‘مـ، ماذا؟ لماذا؟ نادينا يضم فقط الرماة، وسيكون بالتأكيد مفيدًا لك—’
‘سيكون مفيدًا لي بالتأكيد . لكنني فكرت في نادٍ آخر أريد الانضمام إليه.’
ابتسمت ابتسامة وقحة وأنا أنظر إلى وجهها المصدوم، ثم سألتها:
‘بالمناسبة… متى آخر موعد لتقديم طلب إنشاء الأندية؟’
نعم، لقد قررت إنشاء نادٍ خاص بي.
وطبعًا أنا سأكون رئيسته.
ولدي أسبابي في ذلك.
‘في الأكاديمية… لا يمكن رفع المستوى.’
صحيح أنني أستطيع رفع نقاط القدرة بالتدريب أو المهام المفاجئة، لكن رفع المستوى لا يتحقق إلا بقتل الوحوش والحصول على الخبرة منها.
إلا إذا ارتكب النظام خطأ ومنحني “رفع مستوى” كمكافأة مهمة، وهذا مستحيل تقريبًا.
وبالنسبة للوسي الحالية، رفع المستوى ضرورة قصوى.
فإن تجاوز البطلة الأولى “إلينور”، يتطلب رفع المستوى أكثر من رفع القدرات.
لأنني مهما رفعت من مستوى مهاراتي، فلن ألحق بها هذا الفصل.
أما المستوى… فمختلف.
فإلينور حتى الآن لم تبدأ بعد بالتفتح.
‘وتجربة صيد الوحوش لا تبدأ إلا من السنة الثانية.’
لكن إن أردت رفع المستوى منذ السنة الأولى؟
‘فلن يكون أمامي سوى التسلل!’
خطتي بسيطة: أن أستخدم أنشطة النادي كذريعة لأخرج سرًا لصيد الوحوش.
مناطق ظهور الوحوش من الدرجة الخامسة عادةً رقابتها ضعيفة، ويمكن التسلل منها وإليها بسهولة.
والأفضل أن أندية أكاديمية كرانڨيير يمكنها استخدام دوائر السحر الخاصة بالنقل الآني!
آه، محاسن دعم العائلة الإمبراطورية…
‘لكن المشكلة هي…’
تنهدت وأرتميت بكسل على طاولة قاعة الاستراحة، ثم تمتمت موجهة كلامي إلى الشخص الجالس بجانبي:
“ألا يوجد أستاذ جيد يمكن أن يكون مشرفًا على النادي…؟”
“ولماذا تسألينني أنا؟”
“أنت أيضًا رئيسة نادٍ.”
“وأنتِ بنفسك قلتِ أنك ستصبحين رئيسة نادٍ!”
“ولهذا السبب بالذات… يجب أن نتعاون كرؤساء أندية، صح؟”
ضحكت صاحبة الشعر البرتقالي باستهزاء من منطقي الغريب:
“تعاون؟ مع من رفض الانضمام إلى ناديّ؟ لا شكرًا.”
عرفت عندها أن اسمها “كاميلا”.
واكتشفت أيضًا أنها أصغر مني بعام واحد، ومع ذلك ما زالت تصرّ على استخدام أسلوب الخاطب الرسمي.
وعلى الرغم من تذمرها المستمر، لم تنهض وتغادر.
فأخذت ذلك إشارة على استعدادها لتقديم بعض المساعدة، فواصلت حديثي:
“كيف سبقني الجميع ووجدوا مشرفًا لناديهم؟”
“لأن غدًا آخر موعد لتقديم طلبات إنشاء الأندية.”
“ياللمصيبة…!”
لعنتُ في داخلي الرؤساء الآخرين الذين سبقوني بخطوة.
صحيح أن فكرة إنشاء نادٍ خطرت ببالي البارحة فقط، لكن كان بإمكانهم ترك أستاذ واحد على الأقل!
تقنيًا، يمكن إنشاء نادٍ من دون أستاذ مشرف، إن كان فيه أربعة طلاب على الأقل.
لكن من دون أستاذ… الأنشطة الخارجية ممنوعة.
‘لكنني أحتاج الأنشطة الخارجية بالتحديد!’
أدركت هذه الحقيقة متأخرة، لذلك بدأت صباح اليوم بحثًا محمومًا عن مشرف.
والنتيجة؟ لم يتبقّ سوى ثلاثة أساتذة فقط:
“أوه، شكرًا لك! الكتاب كان ثقيلًا جدًا لدرجة أن ساقي لم تتحمل.”
المرشحة رقم 1: الأستاذة “كلارا”، مريضة المزاج، المتخصصة في الإسعافات الأولية.
“كلكم عديمو الفائدة.”
المرشح رقم 2: أستاذنا المشرف نفسه، “بنجامين”، المتخصص في علم الوحوش.
“قلت إننا لن نرفع الشعار الأخير! 100 قفزة إضافية!”
المرشح رقم 3: صاحب القبعة الحمراء، أستاذ التدريب الأساسي 1، الذي يعلّم الطلاب معنى “الأخوّة”.
…لماذا لم يتبقّ سوى هؤلاء بالذات؟
أشعر أنني أعرف السبب، لكنني أرفض الاعتراف به.
“على كل حال، أسرعي واطلبي منهم. فقد يرفضونك أيضًا.”
وكان كلام كاميلا صحيحًا.
فالتقطت أنفاسي بعمق ورتبت أفكاري.
وبعد تفكير طويل في خصائص كل مرشح…
نهضت فجأة من مكاني.
“لقد قررت.”
ألقيت تحية سريعة لكاميلا وخرجت مسرعة من قاعة الاستراحة.
وجهتي كانت واضحة…
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 24"